«أنيميشن» إماراتي بصيغة عالمية
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
نجح المخرجون الإماراتيون في مجال صناعة الكرتون أن يتصدروا المشهد بمسلسلات عالية المستوى فنياً وتقنياً، وأظهروا أنهم يمتلكون إمكانات تؤهلهم لتحقيق المنافسة القوية بالأعمال الكرتونية العربية والأجنبية، ودخلوا في مجال إنتاج أعمال «الأنيميشن» بتقنية CGI، لتنفيذ أعمال كرتونية محلية بصيغة عالمية.
«فريج»، «شعبية الكرتون»، «زون زيرو»، «أشحفان»، «شلة دانة»، «خوصة بوصة»، «كاتس أواي».. مسلسلات وأفلام وبرامج كرتونية محلية نالت شهرة واسعة ورواجاً كبيراً، بفضل جهود عدد من المبدعين والمتخصصين في مجال صناعة المحتوى والترفيه.
«الاتحاد» التقت عدداً من المخرجين في مجال صناعة الكرتون تحدثوا عن رحلتهم في هذا المجال، والتطور الذي تشهده الإمارات في عالم الكرتون و«الأنيميشن»، وطموحاتهم ومشاريعهم الفنية المقبلة.
فنون
المخرج محمد سعيد حارب، مبدع سلسلة العمل الكرتوني الشهير «فريج» لـ5 مواسم، أوضح أنه درس مجال الهندسة المعمارية في بوسطن، إلا أن شغفه الأكبر كان ينصب نحو مجال الفنون، فقرر ترك الهندسة المعمارية، ليلتحق بجامعة نورث ويسترن بأميركا، وتخصص في قسم للفنون، حيث تعلم الرسم وبرامج «الفوتوشوب». وذكر أنه بعدما تخرج في الجامعة، عاد إلى الإمارات للعمل، وبدأ حياته المهنية في مدينة دبي للإعلام كمصمم شعارات لمؤسسات وشركات، لكن حلمه كان أكبر بكثير، وكان لديه مخطط لعمل مسلسل رسوم متحركة عن «الفريج» الذي استوحى قصته من جده وجدته، فاجتهد على كتابة بعض السيناريوهات، ورسم الشخصيات.
ولفت إلى أنه واجه صعوبة مادية في بداية الأمر لتنفيذ مسلسل كرتوني إماراتي، فاضطر للسفر إلى مومباي، لتنفيذ الموسم الأول من «فريج» كأول عمل كرتوني محلي ثلاثي الأبعاد، وأسس استوديو لإنتاج الرسوم المتحركة عام 2005. وأكد حارب أن الموسم الأول من «فريج» الذي يروي قصة 4 جدات إماراتيات يعشن في حي منعزل ضمن مدينة دبي الحديثة والمعاصرة، حقق نجاحاً فاق التوقعات، ما دفعه إلى الاستمرار في هذا المجال وتحقيق نجاحات أكبر، مشيراً إلى أنه يفكر حالياً في عودة «فريج» من جديد بعد سنوات من الغياب، بقصص جديدة وشكل مختلف، وسيتم إنتاج المواسم الجديدة للمنصات الرقمية، ليتمكن الجمهور من مشاهدته في أي مكان وزمان.
وأوضح أنه يستعد حالياً لتنفيذ فيلم كرتون «أنيميشين»، ليس فقط لعرضه سينمائياً وعلى المنصات الرقمية، إنما سيكون قابلاً لتحويله إلى لعبة إلكترونية، وتنفيذه كعرض مسرحي أيضاً، لافتاً إلى أنه يعمل على الفكرة منذ سنة ونصف السنة، وستكون بمثابة نقلة نوعية في عالم صناعة «الأنيميشن» المحلي.
استثمار
حيدر محمد الذي تولى إنتاج وإخراج عدد من الأعمال الكرتونية الناجحة، منها «شعبية الكرتون»، الذي استمر لـ17 موسماً، و«أشحفان» و«زون زيرو»، أكد أن صناعة الرسوم المتحركة تصدرت المشهد، بفضل العديد من التجارب المميزة عالية التقنيات التي أثبتت تفرد مخرجي الإمارات في عالم صناعة الكرتون. وأوضح أن إنتاج فيلم سينمائي كرتوني «أنيميشن» بتقنية CGI، يحتاج إلى ميزانية كبيرة، خصوصاً أن الشخصيات المنشأة بالكمبيوتر والجرافيك تحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير وإنتاج ضخم، مشدداً على أهمية الاستثمار في هذا المجال الذي لا يقل أهمية عن تنفيذ الفيلم السينمائي، إذ إن الأعمال الكرتونية تؤثر في الصغار والكبار بشكل كبير، معتبرين أنها وسيلة ناجحة لإيصال الرسائل والأفكار.
3 مدارس
بعد أكثر من 10 سنوات، استطاع المخرج فاضل المهيري تحقيق حلمه بتنفيذ أول فيلم رسوم متحركة إماراتي بصيغة عالمية، وهو Catsaway، بدعم من «إيمج نيشن – أبوظبي»، وقال: «تأثرت خلال مشواري الفني بالكثير من أعمال (ديزني) والرسوم المتحركة اليابانية، وعرفت من خلال البحث أن هنالك 3 مدارس في عالم التحريك والتقنيات المستخدمة في الرسوم المتحركة، الأولى تستخدم الرسم التقليدي، والثانية بتقنيتي ثنائي وثلاثي الأبعاد مثل (بيكسرز) و(ديزني)، أما الأخيرة وهي التي استخدمتها في Catsaway، فتمزج بين الرسم التقليدي والتقنيات العالمية الحديثة».
وذكر المهيري، أن الكرتون المحلي في المسلسلات التلفزيونية حقق حضوراً مميزاً خلال السنوات الماضية، لكن صناعة فيلم كانت بالنسبة له أمراً جديداً ومغامرة كبيرة، لافتاً إلى أنه بعد سنوات طويلة في بناء القصة، ورسم الشخصيات، واستخدام أرشيف صور ومواد أخرى تم الحصول عليها من «أبوظبي للإعلام» و«الأرشيف الوطني»، استطاع تنفيذ عمل بمثابة إضافة حقيقية ومشرفة لعالم الكرتون المحلي.
رسوم صامتة
وقالت حنان غيث: «بصفتي مخرجة ومنتجة في مجال برامج الأطفال الكرتونية و(الأنيميشن) منذ عام 2003، أعمل حالياً على تطوير مهاراتي في سرد القصة والسيناريو من خلال الرسوم المتحركة الصامتة. وبعد فترة طويلة من إنتاج أعمال الكرتون مثل حلقات (شلة دانة) التعليمية التي تعزز الهوية الوطنية، أهتم حالياً بالفن الصامت الذي يُعتبر من أصعب الفنون الكرتونية، وأعمل على إظهار قوة قصصي ومخيلتي وإبداعي من خلال الرسوم والأفلام القصيرة الصامتة، خصوصاً بعد انتشار أعمالي في السوق المحلي. وبعدما تغيرت توجهات الجمهور مع الحضور الطاغي للمنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي، أود خوض مغامرة عالمية جديدة في مجال صناعة الكرتون والأفلام القصيرة، مع النجاح الذي حققه الفيلم الكرتوني القصير الصامت (رحلة نجم الخمسين) الذي أطلقته احتفالاً بعيد الاتحاد».
وأوضحت غيث، أن الرسوم المتحركة الصامتة لها جاذبية فريدة، وتستمر في جذب المشاهدين من خلال إمكانية الوصول إلى العالمية، حيث تتجاوز حواجز اللغة، ما يجعلها متاحة لمختلف شرائح المجتمع، حيث يمكن لأشخاص من خلفيات لغوية مختلفة الاستمتاع بالقصة وفهمها من دون الحاجة إلى ترجمة، إذ تعتمد على تقنيات السرد البصري.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الكرتون الرسوم المتحرکة فی مجال صناعة فی عالم إلى أنه من خلال
إقرأ أيضاً:
ورشة عمل حول مؤشرات الأداء الرئيسية للطاقة في صناعة النفط والغاز
نظمت إدارة هندسة الصيانة والمشاريع الصغرى بالمؤسسة الوطنية للنفط، “ورشة عمل حول مؤشرات الأداء الرئيسية للطاقة في صناعة النفط والغاز وأهميتها في تقليل الانبعاثات”.
وتناولت الورشة التي قدمها الخبير المتخصص الدكتور أحمد سويدان، “أهمية مؤشرات الأداء الرئيسية للطاقة ومراقبة استهلاكها في الحقول البرية والبحرية، المصافي، الموانئ النفطية، والمصانع البتروكيميائية. كما استعرضت أحدث التجارب العالمية في هذا المجال، مع التركيز على تأثير المؤشرات الإيجابية في خفض الانبعاثات المرتبطة بصناعة النفط والغاز، والمساهمة في تقليل التكاليف السنوية خلال مختلف مراحل الإنتاج”.
وتطرقت الورشة إلى “مؤشرات الاستهلاك العالمي للطاقة، وتطور عمليات الإنتاج والاستهلاك في قطاع النفط والغاز محليًا وعالميًا، بالإضافة إلى الاستثمار في ترشيد استهلاك الطاقة لتحقيق الالتزامات البيئية وفق الاتفاقيات الدولية وتعزيز الاستدامة”.
كما شهدت الورشة “حلقات نقاش موسعة بين المشاركين، تم فيها بحث المشاكل والعراقيل الفنية المتعلقة بهذا الجانب، والحلول المقترحة. وتم استعراض المؤشرات الحالية لاستهلاك الطاقة والحد من الانبعاثات وسبل تطويرها”.
هذا “وشارك في إثراء النقاش خلال الورشة عضو لجنة إدارة شركة البريقة لتسويق النفط، والمدراء العامون لإدارات الإنتاج وتطوير الاحتياطي، ومدراء إدارات هندسة الصيانة والمشاريع الصغرى، والبتروكيماويات والغاز بالمؤسسة، إلى جانب مجموعة من مدراء الإدارات ذات العلاقة والمختصين من شركات القطاع”.