السياحة الجبلية.. مسرح للمغامرات
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
خولة علي (دبي)
أخبار ذات صلة سيف العبيدلي.. «عدسته» تستحضر الموروث حديقة الحيوانات بالعين.. تجارب تفاعلية تدعم الاستدامةتشكل سياحة المغامرات الجبلية، إضافة جديدة لما تزخر به مناطق عدة من الإمارات لتنوع تضاريسها، ما جعل منها مقصداً مهماً لمن يبحث عن الاستمتاع والتشويق، واللافت أن جيل الشباب كان السباق في تنشيط هذا النوع من السياحة، واستكشاف مسارات جديدة ساهمت في زيادة الأنشطة الجبلية، لتصبح مساراتها مكتظة بالزوار الباحثين عن الاستجمام والترفيه ومزيد من التجديد والطاقة الإيجابية المستمدة من الطبيعة بأجوائها النقية وهوائها العليل.
تاريخ وتراث
خالد الحرمي، يعشق المغامرات ويتخذها أسلوب حياة، فلا يشعر بلذة الحياة ما لم يقم بتحدي ذاته بمهمة جديدة لا تخلو من الإثارة، ويذكر أن شغف الشباب في استكشاف البيئة المحلية دفعهم إلى تنظيم رحلات سياحية في عمق الجبال وعلى قممها، وصولاً إلى مصبات الأودية ومجاريها. ويقول: نحرص على البحث عن مسارات ومواقع جديدة للسياح المغامرين من أنحاء العالم، والراغبين في استكشاف ما تخبئه المرتفعات الجبلية الشاهقة من أسرار، وكثيراً ما تجذبهم النقوش الصخرية للتعرف على تاريخ وتراث المنطقة، والحياة الفطرية الجبلية. ويشير الحرمي إلى المواقع التي أصبحت وجهة مهمة للزوار، بينها قمة جبل جيس التي تضم مكاناً للقفز الحر، وفيها أكثر من 50 مساراً لـ«الهايكينج» وأكثر من 10 أماكن للنزول بالحبال، بالإضافة إلى محطات التخييم على ارتفاع 1900 متر، والمطلة على مناظر ساحرة. ويعتبر جبل الرحبة أعلى مكان لهواة التسلق، وجبل ينس مثالي لممارسة نشاط الطيران الشراعي، كما توفر المساكن التراثية في أعلى جبل مبرح فرصة للتعرف على نمط حياة أهل الجبال، ومسار برج الرابي الذي يقع على الساحل الشرقي للإمارات وجبل حتا حيث البحيرات والوديان.
أجمل شتاء
ويقول المغامر خالد الكعبي: نحن كمغامرين نسعى إلى تكثيف الرحلات في فصل الشتاء لتحقيق رؤية الدولة لجعل الإمارات تحظى بأجمل شتاء في العالم، ونلعب دوراً استراتيجياً في تنشيط السياحة وتوفير فرص العمل واستقطاب الأجانب إلى الإمارات. ونعمل على تنظيم رحلات مختلفة مثل ركوب الدراجات الجبلية و«الهايكينج» والمسير الطويل للصعود إلى القمم، والتعرف على أنواع النباتات الجبلية وفوائدها والاستمتاع بالكهوف وتعلم كيفية التعايش مع الطبيعة والحفاظ عليها من التلوث، وعدم رمي النفايات غير القابلة للتحلل. كما نستخدم التواصل الاجتماعي لنشر أنشطتنا في أحضان الطبيعة وتعريف الناس على الأماكن الفريدة والمجهولة في الإمارات.
ومن تجربة الكعبي مع السياح لاحظ اهتمامهم بتاريخ الإمارات وزيارة المعالم التراثية فيها ورغبتهم في خوض نمط حياة أهل الإمارات قديماً ومعرفة عاداتهم وتذوق طعامهم. ويرى أن الكثير من المواقع الجبلية باتت لافتة على خريطة السياحة المحلية، وبالإضافة إلى جبل جيس، هنالك جبل حفيت الذي يقع في العين ويتميز بدرجة حرارة منخفضة، وجبال حتا التي تتوفر فيها تجارب التخييم والعديد من الأنشطة الترفيهية للكبار والصغار.
المغامرون
الرغبة في التعريف بالأماكن الجبلية، دفعت بعدد من المغامرين لتأسيس شركات تنظم رحلات للزوار، وتسعى إلى البحث عن مواقع غير مستكشفة في الجبال، وتهيئة مسارات تقود الزوار إلى تلك المواقع والمحطات، الأمر الذي يتطلب خبرة ومعرفة بطبيعة الجبال وعمل مسارات آمنة فيها. ويشير المغامر خليفة المزروعي إلى موقع الغبار النجمي في رأس الخيمة، والذي يعتبر من أكثر المناطق المعروفة بالمغامرات الجبلية على مستوى الخليج، وهو وجهة مهمة لمحبي التسلق بالحبال، حيث تم تهيئة الموقع وتجهيزه من قبل المغامرين، عبر تنظيفه من الحجارة الهشة وتركيب قطع الحديد الخاصة بالتسلق، وتحديد المستويات بما يتناسب مع المبتدئين والمحترفين. ويذكر المزروعي أن الجبال شهدت في السنوات الأخيرة حركة نشيطة من الزوار والباحثين عن رحلات نوعية في الطبيعة المحلية، وهذا يعود إلى المغامرين القدماء الذين بادروا إلى تنظيم هذا النوع من الرحلات وتهيئة المنطقة لتكون سياحية وآمنة.
وجهة الرياضيين
يوضح المغامر سالم اليليلي أن المواقع الجبلية أصبحت وجهة لمحبي الرياضة والباحثين عن بيئة مليئة بالتحديات كمتنفس طبيعي يمد الفرد بالطاقة والقوة والراحة النفسية. ويسعى المغامرون إلى تشجيع الرياضات الجبلية بتنظيم رحلات وعمل ورش وبرامج ترفيهية للأفراد لجذبهم إلى هذه المناطق التي تشهد توافد أعدد كبيرة من الزوار، ولاسيما إلى بعض القرى الجبلية، ومنها قرية سهم، وجبال الرهام التي تتميز بتساقط الأمطار طوال العام.
نصائح
من النصائح التي يقدمها خالد الكعبي للراغبين في خوض الرحلات الجبلية: الحفاظ على سوائل الجسم، عدم شرب الماء دفعة واحدة لتجنب اختلال الأملاح في الجسم، تجنب شرب الماء شديد البرودة لأن حرارة الجسم تكون في ذروتها، الحرص على تغطيه الرأس لتجنب ضربة الشمس، عدم انتعال حذاء ضيق لأنه يعوق حركه الدورة الدموية في الجسم وقد يتسبب بحالات إغماء، تناول وجبات صحية وقت الاستراحة، والالتزام بالمجموعة وعدم مغادرة الطريق من دون علم قائد الرحلة.
تنوع بيئي
التنوع البيئي في الإمارات ساهم بشكل كبير في تنوع القطاع السياحي وما يقابله من اهتمام بتطوير المناطق الجبلية وتوفير الخدمات فيها، حيث تشيّد الاستراحات والمطاعم والفنادق في بعض المرتفعات، ما يجعل الإمارات ملاذاً للكثير من السياح، ولاسيما مع اعتدال الأجواء، وتزايد الطلب على مناطق الترفيه بعيداً عن السياحة التقليدية، والرغبة في استكشاف جمال الطبيعة التي تنعم بها الدولة وسلاسلها الشاهقة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السياحة الجبلية السياحة المغامرات الإمارات
إقرأ أيضاً:
شاهد.. السحب تتصاعد وتعانق جبال الوادي المقدس بسانت كاترين
تتصاعد السحب يوميا إلى قمم جبال سانت كاترين لتعانق الجبال في مشهد فريد لا يتكرر في أي مكان في العالم.
يقول صالح عوض، الدليل البدوي والمصور الفوتوغرافي، إنه في بداية فصل الشتاء تتصاعد السحب وتنخفض درجة الحرارة في قمم الجبال إلى ما دون الصفر، ويصعد السياح فوق قمم الجبال ليشاهدوا شروق الشمس وتصاعد السحب.
فيما قال محمد حسن جبلي، دليل بدوي، إن رحلات صعود الجبال تنتعش في فصل الشتاء، حيث تصنع السحب لوحات من الطبيعة تبهر السياح فما أجمل الشتاء على قمم جبال سانت كاترين.
وقد شهدت مدينة سانت كاترين إقبالا كبيرا من السياح من مختلف الجنسيات لمشاهدة تعانق السحب مع الجبال في بداية موسم الشتاء وانخفاض درجة الحرارة الذي يصل لتحت الصفر.
في سياق متصل، استقبلت مدينة سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء 500 سائح من مختلف جنسيات العالم، للاستمتاع بأجوائها الشتوية ومشاهدة غروب وشروق الشمس من قمة جبل موسى أعلى قمة جبلية بمصر، وزيارة الأماكن السياحية بها وعلى رأسها دير سانت كاترين، وذلك رغم انتشار الشائعات حول إخلاء الدير.
وقال مبروك الغمريني، رئيس مدينة سانت كاترين، إن المدينة تشهد كل يوم تزايد أعداد السائحين القادمين إليها عن اليوم الآخر، واستقبلت اليوم 500 سائح من مختلف الجنسيات، بواقع 410 سائحين أجانب، و 90 زائرا مصريا، مشيرًا إلى أن السياحة الداخلية تنتعش بالمدينة خلال العطلات الأسبوعية، خاصة أن المدينة تعتمد على السياحة اليومية وسياحة العطلات والأعياد.
وأوضح رئيس المدينة أن الـ 500 سائح حرصوا على زيارة دير سانت كاترين أمس، الثلاثاء، علاوة على زيارة المناطق السياحية الدينية به، بالإضافة إلى السائحين الذين هبطوا من قمة الجبل.
وأكد أن عددا كبيرا من السائحين سيصعدون جبل موسى في رحلة ليلية لصعود الجبل والانتظار على قمته حتى صباح اليوم التالي للاستمتاع بمشهد الشروق، وذلك برفقة دليل بدوي للحفاظ على سلامتهم.
وأكد أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات التأمينية للحفاظ على سلامة السائحين الذين صعدوا الجبل في رحلة ليلية، والتأكيد على كل دليل بدوي بمتابعة الفوج الخاص به، وتقديم المساعدة لهم.
وتلقى مدينة سانت كاترين اهتماما كبيرا من الدولة المصرية، حيث تم إنشاء مشروع التجلي الأعظم بمدينة سانت كاترين بتعليمات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما فازت مدينة سانت كاترين بجائزة أفاسو التي أعلنها ونظمها الاتحاد الأفريقي الآسيوي للسياحة كأفضل مدينة للأديان والسلام العالمي.
قمم جبال سانت كاترين FB_IMG_1730885994621 FB_IMG_1730572453633~2 FB_IMG_1730572467357~2 FB_IMG_1730572484122~2 FB_IMG_1730572465063~2 FB_IMG_1730572469723~2