الجديد برس:

أعلن قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، الأربعاء، عن موعد التغييرات الجذرية المرتقبة التي سيتم إحداثها في كافة مؤسسات الدولة بصنعاء.

وقال الحوثي، في خطاب له بمناسبة “الذكرى الـ9 لثورة الـ21 من سبتمبر”، إن “المرحلة الأولى للتغير الجذري التي ستوفر أرضية صلبة ومنطلقاً ثابتاً وسليماً، سنعلن عنها في مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، أي يوم الأربعاء القادم”.

وأوضح الحوثي، أن الأسس والمنطلقات التي سيتم الاعتماد عليها في التغيير الجذري هي الهوية الإيمانية للشعب اليمني، وبرؤية جامعة في إطار القواسم المشتركة والشراكة الوطنية وتحقيق الاستقلال للبلاد.

وأضاف أن “التغيير الجذري في مؤسسات الدولة يؤسس لمرحلة جديدة تؤدي فيها دورها في خدمة الشعب بمسؤولية وأخلاق ورقابة صارمة وتستفيد من التقنيات الحديثة في سرعة إنجاز المعاملات”.

وأشار إلى أن حجم الاختلالات في الوضع الرسمي يتطلب تغييراً جذرياً يعيد للشعب الأمل والانتعاش.

وبحسب الحوثي، فإن المرحلة الجديدة في مؤسسات الدولة “تحول بلدنا إلى منتج وليس لمعتمد على الاستيراد في كل شيء”.

وأوضح أنه “رغم مما يبذله الأحرار المخلصون من مسؤولي الدولة من جهد في كل المجالات في ظل الظروف الصعبة، والاستهداف العدائي من التحالف فإن كثيراً من الإشكالات الموروثة من الماضي في الأنظمة والسياسات والقوانين والإجراءات مع وجود بعض المدسوسين في مرافق المؤسسات الذين بقيت لهم ارتباطات بالأعداء ووجود بعض المسؤولين المقصرين ومنعدمي الكفاءة كل ذلك كان له تأثير سلبي على أداء المؤسسات سواء بالمجال الاقتصادي وتنمية الموارد وانجاز المعاملات وتهيئة بيئة ملائمة للاستثمار وفي العلاقة مع القطاع الخاص، وتشغيل اليد العاملة والحركة في الإنتاج الداخلي وتحقيق النهضة الزراعية بالقدر المطلوب وتعزيز التعاون مع الشعب بالقدر اللازم في التوجه نحو الإنتاج”.

وأكد قائد أنصار الله أن “المؤسسات الرسمية ورغم وجود مسؤولين مخلصين وجادين وصبر الآلاف من الموظفين على انعدام الراتب ومحدودية النفقات التشغيلية، إلا أنها تعاني من الاختلالات والأمراض المزمنة من وجود الابتزاز المالي من بعض المسؤولين والروتين الرسمي البطيء جداً في إنجاز المعاملات”.

ولفت إلى أن “تلك الإشكالات كان لها تأثير سلبي على القضاء بالرغم من الجهود المضنية للمخلصين الصادقين من كوادره الأوفياء، لكن حجم الاختراق والظواهر السلبية والأنظمة الفاشلة الموروثة من الماضي أثرت على أدائه تأثيراً مؤسفاً”.

وأشار إلى أن “حجم العدوان والحصار والمؤامرات العدائية يأخذ حيزاً أكبر في الوضع المزري لبعض مؤسسات الدولة، ومحدودية الإمكانات وهو السبب الرئيسي في توقف الراتب الذي كان مصدره الأساسي عائدات النفط والغاز، يضاف إليه موروث الماضي والاختلالات السلبية المعتادة في أداء بعض الموظفين والأنظمة والقوانين التي تحتاج إلى إصلاح، إلى جانب وجود من لا يمتلكون الرؤية الصحيحة أو الكفاءة بحجم المسؤولية”.

وشدد الحوثي على “ضرورة العمل وفق رؤية صحيحة تؤدي فيها مؤسسات الدولة دورها في توفير البيئة والظروف المناسبة لنهضة الشعب وحركته الاقتصادية وإدارة وتنمية الموارد بحيث تكون السياسية الاقتصادية معتمدة على تنمية الموارد لتنمية الإيرادات بدلا على الاعتماد كلياً على الجباية المالية المرهقة للمواطنين”.

كما أكد أن “حجم الاختلالات في الوضع الرسمي يتطلب تغييراً جذرياً يعيد للشعب الأمل والانتعاش ويؤسس لمرحلة جديدة تؤدي فيها مؤسسات الدولة دورها في خدمة الشعب بمسؤولية وأخلاق وقيم ورقابة صارمة وبسياسات صحيحة وسليمة ومثمرة”.

ولفت إلى “أهمية استفادة مؤسسات الدولة من التقنيات الحديثة في اختصار الإجراءات وسرعة إنجاز المعاملات وتحديث الإدارة وتنطلق من رؤية صحيحة في البناء الحضاري والاقتصادي تحول البلد إلى منتج وليس معتمداً كلياً على الاستيراد لكل شيء حتى لأبسط متطلباته”.

وقال الحوثي إن “الأسس والمنطلقات التي سوف نعتمد عليها في التغيير الجذري هي الهوية الإيمانية لشعبنا يمن الإيمان والحكمة وبرؤية جامعة في إطار القواسم المشتركة، وكذا الشراكة الوطنية التي نسعى لتعزيزها وترسيخها وتحقيق الاستقلال والحرية لبلدنا، واستعادة اللحمة الوطنية والبناء الحضاري”.

وأشار قائد أنصار الله إلى أن المرحلة الأولى للتغيير الجذري والتي سوف توفر أرضية صلبة ورؤية صحيحة ومنطلقاً ثابتاً وسليماً سيتم الإعلان عنها في مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.

إلى ذلك، أصدرت حكومة الإنقاذ في صنعاء، بيان “تأييد ومباركة للتوجه الذي أعلن عنه قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي، في خطابه، بشأن تصحيح الوضع في مؤسسات الدولة”.

وقال البيان: “تبارك حكومة الإنقاذ وتؤيد ما تضمنه خطاب السيد القائد بإحداث تغير جذري وإصلاحات في مؤسسات الدولة بالتزامن مع احتفاء الشعب اليمني بذكرى المولد النبوي الشريف للعام 1445هـ، كهدف أساسي لثورة 21 سبتمبر، ومعالجة الاختلالات القائمة”.

وأضاف البيان: “تقدر الحكومة عالياُ ما أشار إليه قائد الثورة بشأن الأسس والمنطلقات التي سيعتمد عليها في التغيير الجذري والمتمثلة في الهوية الإيمانية لشعبنا والرؤى الجامعة في إطار القواسم المشتركة”.

وأكد البيان “أن إحداث تغير في الوضع المؤسسي الراهن أضحى ضرورة ملحة لتحسين وتطوير الأداء العام لكافة الوحدات ونشاطها في خدمة الشعب بمسئولية وطنية وأخلاقية وبرقابة فاعلة ووفقا لما أكد عليه قائد الثورة في خطابه ولما فيه مواكبة التطلعات الشعبية من ثورة 21 سبتمبر وحجم التضحيات الجسيمة التي قدمها شعبنا اليمني طيلة السنوات الماضية”.

وأشار البيان إلى أن “الحكومة تعبر عن تقديرها العالي لهذا التوجه الذي يركز على معالجة ضعف الأداء المؤسسي والسير في طريق الانتقال من الاعتماد على الاستيراد إلى الإنتاج الوطني.

وختم البيان: “كما تؤكد الحكومة التزامها الكامل بمختلف القرارات والإجراءات الصادرة عن القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى، وأنها لن تتوانى عن القيام بمهامها وواجباتها في هذا الإطار والمساهمة المسئولة في ترجمة هذا التوجه”.

من جانبها، أصدرت وزارة الدفاع في صنعاء بياناً أكدت فيه “مساندتها الكاملة لأي قرارات وخطوات يتخذها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في إطار التغيير الجذري لإصلاح مؤسسات الدولة”.

وأشارت وزارة الدفاع إلى “أهمية المضي قدماً في بناء الدولة وبما يؤسس لمرحلة تكون فيها أكثر قدرة على تلبية طموحات الشعب اليمني والاستجابة لتطلعاته في البناء والتحديث والتطوير”.

وجددت الوزارة -بحسب البيان- “في مناسبة الاحتفال بالعيد التاسع لثورة 21 سبتمبر، العهد لقائد الثورة ببذل المزيد من الجهود في تعزيز القدرات الدفاعية اليمنية وبما يلبي متطلبات المرحلة المقبلة”.

ولفتت وزارة الدفاع في ختام بيانها إلى “أنها تدرك أهمية إصلاح مؤسسات الدولة لما من شأنه العمل على تعزيز الموقف الدفاعي للبلاد في كافة المجالات وتأسيس لمرحلة يتطلع إليها كل أبناء اليمن”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: فی مؤسسات الدولة التغییر الجذری قائد الثورة أنصار الله فی الوضع فی إطار إلى أن

إقرأ أيضاً:

من يوقف الحرب وكيف

بسم الله الرحمن الرحيم
زورق الحقيقة
أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم
الحرب اللعينة التي اندلعت في ربوع الوطن حرب عبثية لعينة لا معنى لها ولا مبرر لاستمرارها ويجب ان تقف فورا لأسباب كثيرة سوف اعددها، فهنالك اسئلة كثيرة سوف تظل عالقة في الإذهان الى حين، مثل من بدأ الحرب ومن له مصلحة في استمرارها ولماذا لم تقف بعد، ومن يصب الزيت على نارها، وما حجم التدخلات الدولية والاقليمية.
هنالك اسباب كثيرة للاجابة على سؤال لماذا يجب ان تقف الحرب فوراو تتعلق هذه الاسباب بالامن القومي السوداني في مفهموه الشامل، والخوف من انهياز الدولة والوصول لمرحلة اللاعودة وانهيار النسيج الاجتماعي والقيم والتعليم والتنمية وكل شيء. حسب الاحصاءات فاستمرار الحرب يكلف المليارات لسنوات قادمة ولو حسبنا خسارة التعليم والفاقد التربوي والتنمية ووقف الانتاج وكل شيء فمثلا لم يذهب الطلاب للمدراس لحوالي عام ونصف ويقدر العدد بحوالي 15 مليون فاي خسارة هذه، حجم النازحين واللاجئين وصل لاعداد خرافية، عدم الامن، النهب والسلب والسرقات وفقدان الأمان، حيث لم تستطع اي جهة توفير الامن والامان لحماية المدنيين. فالفكرة الخروج من خطاب الاصطفاف والادانات لخطاب جديد يحركنا من هذا المربع القميء لخطاب يعطي الامل للشعب ويوقف الحرب المفروضة على الشعب والمرفوضة منه.
أيضا لو درسنا طبيعة هذه الحروب من الصعب ايجاد منتصر فيها كالعادة فهي تستمر لفترات طويلة الى ان يصل الطرفان الى مرحلة الانهاك ومن ثم يتم الجلوس للحوار ونضرب مثلا بحرب الجنوب التي انتهت بانفصال الجنوب فهي مختلفة وكانت في اجزاء محددة وايضا حرب دارفور. اضف الى كل ذلك سوف يصبح السوادان ساحة صراع اقليمي ودولة.
السيناريوهات المتوقعة لوقف مثل هذه الحروب تتمثل في:
- إنتصار احد الاطراف
- الوصول لمرحلة الانهاك المتبادل وعدم انتصار اي طرف
- تدخل عسكري خارجي عن طريق الشرعية الدولية
- في حالة استمرار الحرب لفترة طويلة بدون تدخل دولي فربما تتدخل بعض الدول الاقليمية كما حدث في حرب اليمن مثل مصر أو اثيوبيا أو ارتريا أو اي دول اخرى لها مصالح.
بتحليل السيناريوهات الافتراضية اعلاه فجميعها ليست في صالح الشعب واستقرار الدولة بشكل مخطط واستراتيجي فاذا انتصر احد الاطراف سوف يقيم شموليته فالطرفين هدفهما النهائي السلطة والحكم ومهما ادعوا، ايضا سيناريو التدخل الدولي او الاقليمي الشرعي الحميد او غير الشرعي الخبيث فسوف يكون له تاثير كبير على مستقبل الدولة واستقرارها. سوف لا ينتظر العالم الى ان تصل المأساة لمجاعة شاملة وابادة.
الافضل في تصوري ان يحاول السودانيين ايجاد حل انفسهم اولا ولكن كيف يتم ذلك في اطار السيولة السياسية والاصطفاف والانقسام الشديد في المجتمع وقواه الحية. ادعو المثقفين والكتاب والمفكرين والجامعات بوضع تصورات تساعد الجميع في بلد الجميع واقترح الدعوة لمؤتمر جامع شامل للقوى السياسية والمدنية للاتفاق على تصور لوقف الحرب ومستقبل الدولة السودانية والدفع بهذه الرؤية للشعب السوداني وللمجتمع الاقليمي والدولي ومن ثم حشد الشعب والعالم لفرض هذه التصور على الطرفين واجبارهم عبر اليات اقليمية ودولية للامتثال لارادة الشعب السوداني. وبالنسبة للطرف الذي يرفض يمكن الاستعانة بعدد من الخطوات بالتنسيق مع المجتمع الدولي:
اولا: فرض حظر سلاح وطيران.
ثانيا: ضغط سياسي وشعبي وعزلة داخلية وخارجية ومقاطعة
ثالثا: تدخل عسكري محدود عبر قوات اقليمية ودولية عبر الشرعبية الدولية ويمكن الاستعانة واستيعاب جنرالات سودانيين في المعاش من الذين شهد لهم بالكفاءة في هذه القوات.
رابعا: عزل القيادتين او اجبارهم على الاستقالة ومحاولة ايجاد ضباط وطنيين ليحلوا مكانهم ومن ثم الانخراط في عمل فني لوقف اطلاق النار ووقف الحرب وبدء عملية سياسية، وان يكون واضح للجميع انه لا مجال لدخول العسكر في السياسة والاقتصاد وتأسيس جيش وطني واحد.
للاجابة على سؤال من يوقف الحرب علينا ان نعول على الشعب السوداني وقواه الحية في وقف الحرب وقيادة الجهود وترك الكسل السياسي والفكري والاعتماد على خطاب الادانات فقط وخطاب تحميل الآخرين مسئولية ما حدث، فاي جهة يمكن ان تقوم بذلك ولكن نحتاج لمجهود فكري وسياسي كبير لايقاف الحرب وتعبئة الجميع عبر افكار واضحة واجماع من القوى السياسية فهذا دورها وايضا يجب ان تتفرغ النقابات والاتحادات المهنية لاعمالهم وليس للسياسة ووضع تصورات لمستقبل الوطن كل جهة في مجال تخصصها، فمثلا بدلا ان تعمل نقابة البنوك او الاطباء في السياسة يركزون على مجالهم في تطوير المهنة ومساعدة الداخلين الجدد في المهنة ووضع تصورات لشهادات وتدريب مهني ووضع تصورات اعادة اعمار ما دمرته الحرب، وعليهم الخروج من السياسة والمساعدة مهنيا في مجال تخصصهم وهذا ما نحتاجه وايضا مثل الجيش عليه البعد من السياسة ويتفرغ الجميع للعمل في مجاله، فما اضاع بلدنا في ان الجميع يريد ان يكون سياسي ويريد ان يحكم، فمن يريد ان يحكم عليه ان يقوم بانشاء حزب سياسي ويطلب التأييد من الشعب السوداني. مشكلتنا في السودان الخلط في كل شيء وخلط المهنة مع السياسة ومع الدين ومع القبيلة والجهوية، فلو اعدنا النظر في طريقة عملنا السياسي ووضعنا لبنة وتصور في مؤتمر جامع واتفقنا على تصور دستور لتجيره اول جميعية تأسيسية او برلمان فيمكن ان نساعد الاجيال القادمة في ان تجد لبنة وطن.
لقد تعب الشعب من الحروب والتشريد في الداخل والخارج ، فعلينا أن نقود عبر مجهود فكري وسياسي وتصورات وتحويلها لواقع يمشي بين فقراء السودانيين الذين تم تشريدهم في الداخل والخارج وأن ننظر للامر بمفهوم الأمن القومي، باستمرار هذه الحرب سوف تكون نهاية الدولة والبنيات التحتية وكل شيء ومن الصعب ايجاد الموارد والدعم المطلوب لاعمار ما دمرته الحرب وما سوف تدمره، لذلك علينا الاسراع في وقف هذه الحرب اللعينة واجبار اللاعبين الاساسيين على الانصياع لرغبة الشعب. فهذا او الطوفان العنفي الذي يجرف اي شيء ونتحول لصومال آخر.

abuza56@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • من يوقف الحرب وكيف
  • استنكار وغضب شعبي واسع بعد انتشار فيديو مخل بالآداب لأحد القيادات الحوثية في صنعاء
  • قائد الثورة: اليمن يسعى لبناء وتطوير قدراته وحقق نجاحات مذهلة يشهد لها الواقع والأعداء
  • قائد الثورة: الأمريكي شريك أساسي مع العدو الإسرائيلي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن
  • قيس سعيّد يعلن الحرب على مؤسسات حكومية وهمية.. يُصرف عليها ملايين الدنانير
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني
  • مرحلة اضطراب دولي.. هلال: ترامب سيشن حربا على مؤسسات الدولة العميقة والصين والاتحاد الأوروبي
  • العور: فجوة المهارات مقولة «غير صحيحة»
  • وزيرة التضامن تؤكد أهمية توحيد الجهود والتكامل بين مؤسسات الدولة
  • توجيه من السوداني بشأن العاملين في مؤسسات الدولة بـأجر يومي