محمد بن سلمان: بن لادن عدو السعودية.. المملكة أكبر قصة نجاح هذا القرن.. مفاوضات التطبيع مع إسرائيل حقيقية وجادة.. لا نتمنى تكرار حادث هيروشيما
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حوارًا خاصًا مع كبير المذيعين السياسيين في قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، بريت باير، وذلك في مدينة نيوم السعودية، حيث تطرق إلى عدة موضوعات هامة تتعلق بالاقتصاد والأمن والسلام في المنطقة. وفيما يلي أبرز ما جاء في حوار ولي العهد مع فوكس نيوز.
رؤية 2040
أكد ولي العهد، أن السعودية تحقق تقدمًا كبيرًا في تنفيذ رؤية 2030، التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى اقتصاد متنوع ومستدام، قائلاً: "كنا في 2022 أسرع دول مجموعة الـ 20 نموًا، وهدفنا الوصول بالسعودية للأفضل، وتحويل التحديات إلى فرص".
وكشف محمد بن سلمان عن خطط لإطلاق رؤية 2040، التي ستكون تطورًا لرؤية 2030، قائلاً: "أنه يجري العمل على إنجاز بعض الأمور التي نتطلع إلى الانتهاء منها في النصف الأول من عام 2024، وبعد ذلك يجب أن ننتقل إلى التنفيذ والاستعداد لرؤية 2040، والإعلان عنها في عام 2027 أو 2028".
وأشار إلى أهمية استثمار المملكة في قطاعات جديدة مثل السياحة والرياضة والترفيه والثقافة، قائلاً: "لا نمانع تطوير قطاع الرياضة، كما أنه أصبح فاعلا في العوائد الاقتصادية"، مضيفًا: "أرى حقًا أن المملكة هي أكبر قصة نجاح في هذا القرن".
التطبيع مع إسرائيل
نفى ولي العهد السعودي تعليق المفاوضات بشأن التطبيع مع إسرائيل، قائلاً: "المفاوضات تتقدم يومًا بيوم، وهذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها مفاوضات حقيقية وجادة".
كما أكد ولي العهد أن القضية الفلسطينية مهمة للغاية للسعودية والعالم العربي، قائلاً: "نحتاج إلى حل هذا الجزء.. ولدينا استراتيجية مفاوضات جيدة تتواصل حتى الآن"، مشيرًا إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لديها مقاربة للوصول إلى تلك النقطة.
وأعرب بن سلمان عن رغبته في رؤية حياة جيدة للفلسطينيين، قائلاً: "أريد حقًا أن أرى حياة جيدة للفلسطينيين، لذا أود إكمال المفاوضات مع إدارة بايدن لضمان ذلك".
الممر الاقتصادي العالمي
تحدث ولي العهد عن الممر الاقتصادي الذي أعلن عنه خلال قمة مجموعة العشرين في الهند مؤخرًا، قائلاً: "هذا الممر سيربط الشرق الأوسط بأوروبا، وسيوفر الوقت والمال".
وقال محمد بن سلمان، إن الممر سيقلل نقل البضائع من الهند إلى أوروبا بمقدار يصل من 3 إلى 6 أيام، مشيرًا إلى أهمية وجود خطة لوجستية جيدة. مضيفا، أن الممر سيربط بحر قزوين بالبحر المتوسط، وسيرفع من التجارة بين دول المنطقة.
مقتل جمال خاشقجي
أعرب ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن أسفه لمقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018، وقال إن المسؤولين عن هذا الجرم يخضعون للعدالة. وقال الأمير محمد بن سلمان، إن ما حدث لخاشقجي كان "خطأ مؤلم"، وأن السعودية اتخذت كل الإجراءات اللازمة لتصحيحه، مشبهاً ذلك بالأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في العراق. وأكد أن السعودية أغلقت هذه القضية بعد محاسبة المتورطين فيها.
وأضاف أنه يحرص على تطوير النظام الأمني لضمان عدم تكرار هذا النوع من الأخطاء في المستقبل، وأن هذا لا يمثل طبيعة المملكة العربية السعودية التي تحترم حقوق الإنسان.
أزمة اليمن
في ضوء المحادثات الجارية بين أطراف النزاع في اليمن، أبدى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل سياسي مستدام لإنهاء الأزمة. وقال أيضا، إن السعودية هي أكبر داعم لليمن في الماضي والحاضر والمستقبل، وأنها تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار والتقدم الاقتصادي للمنطقة.
أسامة بن لادن عدو السعودية
ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أكد أيضاً أن أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة السابق، كان عدواً للسعودية والولايات المتحدة. وقال أيضا، إن بن لادن خطط لهجمات داخل السعودية ولا يمكن التعاون مع من قتل سعوديين وهدد المملكة.
هوايات بن سلمان
كشف الأمير محمد بن سلمان، عن بعض هواياته التي يستمتع بها في أوقات فراغه. ومن بين هذه الهوايات، ألعاب الفيديو التي تساعده على الابتعاد عن ضغوط الحياة لفترة، والتي يلعبها مع أبنائه وأصحابه. وأشار إلى أن ألعاب الفيديو هي صناعة عالمية مهمة ومتنامية بسرعة، تتفوق على هوليوود في جذب المشاهدين.
وقال ولي العهد السعودي، إنه يحب ممارسة الرياضات المختلفة، مثل الغولف والتجذيف وركوب الدراجات وكرة السلة، لكنه يفضل المشي لمسافات طويلة والغطس في الماء، فضلاً عن قضاء الوقت في الطبيعة.
إيران والأسلحة النووية
أعلن الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية، أن بلاده ستسعى لامتلاك القدرة النووية إذا فعلت إيران ذلك، مبررًا ذلك بالحاجة إلى "الحفاظ على الأمن والتوازن". وأبدى ولي العهد قلقه من أن تصبح أي دولة في المنطقة قوة نووية، محذرًا من أن ذلك سيؤدي إلى "حرب عالمية" في حال استخدام السلاح النووي. وقال "لا فائدة من امتلاك سلاح نووي، لأنه لا يمكن استخدامه... العالم لا يتحمل تكرار هيروشيما بسبب الأسلحة النووية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأمير محمد بن سلمان التطبيع مع اسرائيل البحر المتوسط إسرائيل السعودية بن لادن هيروشيما قناة فوكس نيوز مجموعة الـ 20 محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أزمة اليمن ايران الاسلحة النووية الأمیر محمد بن سلمان ولی العهد السعودی بن لادن
إقرأ أيضاً:
تكرار الهجوم والانسحاب.. حلقة مفرغة دموية يدور بها الاحتلال شمال غزة
سلط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، الضوء على الاستراتيجية العسكرية التي تنفذها إسرائيل في شمال غزة، والتي تعتمد على القصف المكثف مع انسحابات تكتيكية، وآثارها المدمرة التي أدت إلى معاناة مستمرة لسكان شمال غزة.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن "القوات الإسرائيلية عندما بدأت حربها على غزة السنة الماضية، استهدفت شمال غزة، وهي منطقة تمتد عبر مراكز حضرية مكتظة ومزارع فراولة صغيرة بالقرب من الحدود مع إسرائيل".
وأضافت، أنه "بعد مرور سنة تقريبًا يتكرر ذلك مرة أخرى، حيث تركز الهجوم الإسرائيلي على مدى الأسابيع الخمسة الماضية على شمال غزة، والذي شهد بعضا من أشد الهجمات عنفًا حتى الآن. وفي محاولة للقضاء على ما أسماه الجيش الإسرائيلي احتمال عودة حماس، قامت القوات والدبابات والطائرات المسلحة بقصف المنطقة بشكل شبه يومي، ما أدى إلى تشريد 100 ألف ساكن وقتل أكثر من 1000" وفقا للأمم المتحدة.
وقد أفاد العديد من السكان، وطبيب محلي بأن هناك الكثير من الجثث، لدرجة أن الكلاب الضالة بدأت تنهشها في الشوارع.
إبادة شعب بأكمله
وقال إسلام أحمد، وهو صحفي مستقل من شمال غزة يبلغ من العمر 34 سنة، واصفًا دفن جيرانه في مقبرة جماعية، إن الحياة خلال الأسابيع الأربعة الماضية يمكن تلخيصها بأن شعبا بأكمله يتعرض للإبادة.
وأوضحت الصحيفة أن "عودة القتال إلى أقصى شمال قطاع غزة تُظهر أن النهج الذي تتبعه إسرائيل أدى إلى ما يشبه الدوامة الدموية، حيث يطارد الجيش الإسرائيلي مقاتلي حماس في دوائر مفرغة".
وقد قارن مسؤولان أمنيان إسرائيليان ذلك باستراتيجية جز العشب، مستخدمين عبارة متداولة بين المسؤولين الإسرائيليين منذ سنوات، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويقولان إنه في كل مرة تنمو فيها خلايا حماس من جديد، تعود القوات الإسرائيلية لقطعها، وفقا للصحيفة.
ويعكس هذا النوع من القتال الدوري بحسب التقرير، "استراتيجية إسرائيل الغامضة في الحرب التي دخلت الآن شهرها الرابع عشر؛ فقد قضت إسرائيل على جزء كبير من القيادة العسكرية العليا لحماس، وقتلت الآلاف من مقاتليها، ودمرت العديد من أنفاقها، ومع ذلك لم تُظهر إسرائيل أي مؤشر على التراجع".
واعتبرت الصحيفة أن ذلك يعود جزئيًا إلى أن القوات الإسرائيلية تجنبت السيطرة على الكثير من الأراضي، كما لم يلتزم نتنياهو بخطة قابلة للتطبيق بعد الحرب، وقد ملأت حماس الفراغ الناتج عن ذلك.
وكانت القوات الإسرائيلية قد غادرت شمال غزة السنة الماضية بعد أن دكت المنطقة، وفي أيار/ مايو عادت في نوبة جديدة واستعادت جثث سبع أسرى احتجزتهم حماس، ثم غادرت مرة أخرى، وأعاد مقاتلو حماس تجميع صفوفهم قبل أن يعود الجيش الإسرائيلي من جديد.
وأكد مسؤول أمني إسرائيلي كبير تحدث للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته، أن الهدف هذه المرة هو عزل مقاتلي حماس في شمال غزة عن بقية المقاتلين في القطاع، مبينا أن إسرائيل اعتقلت 500 فرد ممن يُشتبه بانتمائهم لحماس، وقتلت 750 آخرين في شمال غزة الشهر الماضي.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي شجع المدنيين على الإخلاء لكنه لم يرصد الخسائر في صفوف المدنيين، موضحا أن القوات الإسرائيلية تخطط للبقاء لمدة شهر آخر على الأقل.
وقال غادي شمني، وهو جنرال متقاعد، وكان قائدًا للقوات الإسرائيلية في غزة، إن الاحتلال الكامل سيتطلب موارد هائلة، لكن النهج الحالي هو حل مؤقت له عواقب وخيمة على السكان.
وأكد شمني أن حماس ستستعيد السيطرة بمجرد انسحاب الجيش الإسرائيلي، معتبرا أن المشكلة الرئيسية أن الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو يحاولان تجاوز الحل الحقيقي المتمثل في إيجاد بديل لحماس في حكم غزة.
وضع كارثي
وذكرت الصحيفة أن الوضع على الأرض أكثر سوءًا مما كان عليه قبل سنة؛ فالبنية التحتية تتداعى، والمساعدات الإنسانية مقيدة، وقد غادر العديد من طواقم الإنقاذ ومنظمات الإغاثة، وقالت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة إن المجاعة "وشيكة" في شمال غزة.
وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني إنه أوقف رسميًا عمليات الإنقاذ في المنطقة الشهر الماضي بسبب المخاطر الشديدة، وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني، وهو إحدى منظمات الإغاثة القليلة التي لا تزال تعمل هناك، أنه لا توجد سيارات إسعاف يمكنها الوصول إلى المناطق الأكثر تضررًا في شمال غزة.
كما أن المستشفيات على وشك الانهيار، مما يؤدي إلى وفاة العديد من المرضى الذين يمكن علاجهم.
وأصدر الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في جباليا، نداءً عاجلاً في 30 تشرين الأول/ أكتوبر قال فيه إن المستشفى يواجه نقصًا في الجراحين وإن لديه العديد من الضحايا الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن القوات الإسرائيلية قصفت المستشفى، بينما أكدت منظمة الصحة العالمية أن إحدى الغارات الإسرائيلية دمرت إمدادات طبية كانت قد سلمتها للمستشفى قبل أيام.
وقال الدكتور أبو صفية الأسبوع الماضي إن العاملين في المستشفى ما زالوا محاصرين، مؤكدًا أن مناشدتهم للعالم والمنظمات الدولية والإنسانية لم تلق استجابة.
كما أكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل قطعت المساعدات الإنسانية تقريباً عن شمال غزة، وقد انتهت المهلة التي حددتها الولايات المتحدة لإسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات هذا الأسبوع.
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، بقي في المنطقة أقل من 95,000 شخص، أي خُمس عدد سكانها قبل الحرب، بينما قال مسؤولون إسرائيليون إن عددهم أقل بكثير، وهو ما يصفه الفلسطينيون بأنه خطة إسرائيلية لإخلاء شمال غزة من سكانه بشكل دائم.
صمود فلسطيني
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل أجبرت سكان غزة منذ بداية الحرب على الهجرة جنوبًا، على الرغم من أنها قصفت الجنوب أيضًا بشكل متكرر.
وقد اعترفت الحكومة الإسرائيلية بأنها درست خطة وضعها جنرال سابق لطرد الـ400,000 ساكن المتبقين في منطقة شمال غزة وإجبار حماس على الاستسلام من خلال قطع الغذاء والماء.
ورغم سياسة القتل والتهجير، يحاول سكان شمال غزة الصمود. في شباط/ فبراير الماضي، عاد علي يوسف أبو ربيع، وهو مزارع من بيت لاهيا، لزراعة المحاصيل لإطعام جيرانه، وساعده مزارع أمريكي في جمع 90,000 دولار.
وقدم أبو ربيع شتلات إلى 50 مزرعة ونشر مقاطع فيديو على إنستغرام تظهره وآخرين وهم يزرعون الحقول، بما في ذلك مناطق زراعية قصفتها إسرائيل.
وقال أبو ربيع في مقطع فيديو نُشر الشهر الماضي: "نحاول زراعة الطعام في أرضنا، أو ما تبقى من أرضنا، من أجل إنقاذ أنفسنا وإخواننا في الشمال".
وبعد عدة أيام، أظهر مقطع فيديو آخر ثمار عمله: حقل من المحاصيل. لكنه قُتل في غارة إسرائيلية بعد أسبوع واحد، وفقًا لأحد أفراد أسرته وأحد أصدقائه.