بينما يجتمع زعماء العالم لحضور الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة في دورتها الـ78، يُتاح للمجتمع الدولي مرة أخرى فرصة فريدة لمعالجة القضايا العالمية الملحة، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية، وتحديد المسار لمستقبل أكثر سلاما واستدامة. 

ومع ذلك، فإن عام 2023 يمثل خروجا واضحا عن التجمعات السابقة، حيث تطور المشهد العالمي بشكل كبير.

في هذه المقالة، سوف يسلط موقع صدى البلد الإخباري الضوء علي الطرق التي تختلف بها الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام عن سابقاتها وما تعنيه هذه التغييرات للعالم.

التأثير المستمر للجائحة: أحد أبرز الاختلافات بين الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2023 والسنوات السابقة هو التأثير المستمر لجائحة كوفيد-19. ورغم تطوير اللقاحات وتوزيعها، لا يزال العالم يتصارع مع تأثيرات الفيروس على الصحة العامة والاقتصادات والهياكل الاجتماعية. لا شك أن اجتماع هذا العام سيتضمن مناقشات حول الاستجابة للجائحة، والإنصاف في اللقاحات، والاستعداد الصحي العالمي، مما يجعله محور تركيز رئيسي لا مثيل له في الذاكرة الحديثة.

الحاجة الملحة لتغير المناخ: وصل تغير المناخ إلى منعطف حرج في عام 2023. إن الحقائق الصارخة المتمثلة في الأحداث المناخية الأكثر تواتراً وشدة، وارتفاع منسوب مياه البحر، واضطرابات النظام البيئي، جعلت من المستحيل تجاهلها. وخلافا للسنوات السابقة، فإن تغير المناخ ليس مجرد موضوع للمناقشة في الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ إنها أزمة ملحة تتطلب اتخاذ إجراءات ملموسة. وسوف تتعرض البلدان لضغوط من أجل تقديم التزامات جوهرية للحد من انبعاثات الكربون، وحماية التنوع البيولوجي، والانتقال إلى مصادر الطاقة المستدامة.

التحولات الجيوسياسية: شهد المشهد الجيوسياسي أيضًا تحولات كبيرة منذ الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة. لقد أدى ظهور قوى عالمية جديدة والديناميكيات المتغيرة للقوى القائمة إلى إعادة تشكيل العلاقات الدولية. وفي هذا العام، سوف تلعب المناقشات حول قضايا مثل الصراع الروسي الأوكراني، ودور الصين في الشؤون العالمية، والتحالفات الناشئة في الشرق الأوسط، دوراً محورياً في تشكيل أجندة الجمعية العامة للأمم المتحدة.

التحول الرقمي: أصبح العالم أكثر ترابطاً من أي وقت مضى، وذلك بفضل التقدم التكنولوجي السريع. لقد جلب التحول الرقمي فرصًا وتحديات، بما في ذلك تهديدات الأمن السيبراني، والمخاوف المتعلقة بخصوصية البيانات، والفجوة الرقمية. ومن المرجح أن تعالج الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2023 هذه القضايا وتستكشف طرق تسخير التكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة مع حماية حقوق الإنسان.

الأزمات الإنسانية: وصلت الأزمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم إلى أبعاد مثيرة للقلق. سواء تعلق الأمر بأزمة اللاجئين، أو انعدام الأمن الغذائي، أو الحاجة إلى المساعدات الإنسانية، فقد تصاعدت هذه القضايا منذ الجمعية العامة الأخيرة للأمم المتحدة. وسيُطلب من البلدان معالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمات وإيجاد حلول مستدامة.

الشباب والنشاط: أصبح شباب اليوم أكثر مشاركة بشأن القضايا العالمية من أي وقت مضى. لقد أظهرت حركات مثل أيام حياة السود مهمة، وغيرها قوة نشاط الشباب. وفي عام 2023، من المرجح أن يكون هناك تركيز أقوى على إدراج أصوات الشباب في عمليات صنع القرار ومعالجة المخاوف التي تهم الأجيال الشابة.

التعددية والدبلوماسية: تنعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2023 في وقت تواجه فيه التعددية التحديات والفرص. ويتعين على المجتمع العالمي أن يعيد التأكيد على التزامه بالدبلوماسية والتعاون والمنظمات الدولية لمعالجة القضايا المعقدة في عصرنا.

وفي الختام، فإن الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2023 تتميز عن الأعوام السابقة بسبب السياق العالمي الفريد الذي تنعقد فيه. إن الوباء المستمر، وأزمة المناخ، والتحولات الجيوسياسية، والتحول الرقمي، والأزمات الإنسانية، ونشاط الشباب، وضرورة التعددية، كلها تتضافر لجعل الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام لحظة محورية في التاريخ. وبينما يجتمع زعماء العالم في نيويورك، فسوف يراقب العالم عن كثب ليرى ما إذا كان هذا التجمع قادراً على الارتقاء إلى مستوى الحدث ومعالجة هذه القضايا الملحة بالقدر الذي يستحقه من الإلحاح والتصميم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجمعية العامة نيويورك تغير المناخ الشباب هذا العام

إقرأ أيضاً:

الجمعية العامة للأمم المتحدة تبحث مشروع قرار يطالب بإنهاء الاحتلال لفلسطين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استأنفت الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول فلسطين، أعمالها لبحث مشروع قرار يطالب إسرائيل بأن تنهي وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة خلال 12 شهرا، وذلك بعد فتوى محكمة العدل الدولية بشأن الآثار القانونية الناجمة عن سياسات إسرائيل وممارستها في فلسطين.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، يطالب مشروع قرار الجمعية العامة، المقدم من عدة دول منها بلدان عربية وفق نسخته الأخيرة بأن تنهي إسرائيل- دون إبطاء- وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة في غضون مدة أقصاها 12 شهرا من تاريخ "اتخاذ القرار"، وأن تمتثل إسرائيل دون إبطاء لجميع التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك على النحو الذي تنص عليه مـحكمة العدل الدولية.
كما يطالب مشروع القرار بأن تقوم إسرائيل بجملة أمور منها: سحب جميع قواتها العسكرية من الأرض الفلسطينية المحتلة، إنهاء سياساتها وممارساتها غير القانونية بما في ذلك الوقف الفوري لجميع الأنشطة الاستيطانية الجديدة وإجلاء جميع المستوطنين من الأرض الفلسطينية المحتلة وتفكيك أجزاء الجدار الذي شيدته إسرائيل، إعادة الأراضي وغيرها من الممتلكات غير المنقولة، وجميع الأصول التي تم الاستيلاء عليها منذ بدء احتلالها عام 1967، السماح لجميع الفلسطينيين الذين نزحوا أثناء الاحتلال بالعودة إلى أماكن إقامتهم الأصلية، عدم إعاقة الشعب الفلسطينية عن ممارسة حقه في تقرير المصير بما في ذلك حقه في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة.
وتناشد الجمعية العامة للأمم المتحدة في مشروع القرار جميع الدول الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي. وتقرر عقد مؤتمر دولي خلال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بقضية فلسطين وحل الدولتين لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط.
وتدعو الجمعية العامة إلى عقد مؤتمر للأطراف المتعاقدة السامية في اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين في وقت الحرب، يتناول ما يلزم من تدابير لتنفيذ الاتفاقية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
ويطلب مشروع القرار من الأمين العام أن يقدم إلى الجمعية العامة، خلال 3 أشهر، تقريرا عن تنفيذ هذا القرار. وبناء على طلب المندوب الفلسطيني، أحد مقدمي مشروع القرار، قرر رئيس الجمعية العامة تعليق مداولات الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة، اليوم، للتصويت على مشروع القرار.
بدوره.. قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة "فيليمون يانج"، إن استئناف الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة يشكل فرصة للتأمل والحوار، وفرصة لإيجاد حل دائم للمشكلة الفلسطينية القديمة.
وأعرب عن أمله في أن يحدث الاجتماع فرقا إيجابيا في حياة العديد من الأشخاص الذين ما زالوا يعانون في هذه المنطقة والذين يتطلعون إلينا لاتخاذ القرارات الصائبة في هذه الدورة الخاصة الطارئة.

مقالات مشابهة

  • حماس ترحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • رابطة العالم الإسلامي ترحِّبُ باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يُطالِب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين
  • فلسطين: قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يمثل نقطة تحول في مسار النضال من أجل الحرية والعدالة
  • الأردن يرحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول عدم قانونية استمرار وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة
  • الرئيس الفلسطيني يرحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة إنهاء احتلال إسرائيل لبلاده
  • الجمعية العامة للأمم المتحدة تدعو إلى إنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية
  • الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا يطلب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا يطالب بإنهاء احتلال فلسطين
  • الجمعية العامة للأمم المتحدة تبحث مشروع قرار يطالب بإنهاء الاحتلال لفلسطين
  • مشروع قرار فلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة