شفق نيوز/ يُعد سيف خوبيش من أشهر الأسلحة وأكثرها إثارةً للرعب في عصر الدولة الحديثة من مصر القديمة، وتُشير النصوص القديمة إلى أنه كان سلاحاً مهماً جداً في القتال، بسبب قدرة المقاتلين على التحكم به، فيما كان السومريون هم اول من اكتشفوه وتم دفنه مع الملك توت عنخ آمون.

استخدمه الفراعنة في القتال المتلاحم ضدّ جيوش العدو، وهو حاضر بقوة في النقوش الجدارية القديمة على جدران قبور الفراعنة، كما أن الملك توت عنخ آمون دُفن مع اثنين من سيوف خوبيش.

ونظراً لشكله المعقوف وحدّة ضربته وقوتها، يعتقد الكثيرون أنه يُمكن مقارنة سيف خوبيش مع السيف الفارسي القديم (شمشير)، وسيف جامبيا الذي كان يحمله المقاتل الروماني.

هو أول سيف قاطع في التاريخ البشري، وقد استُخدم من الألفية الثالثة وحتى سنة 1300 قبل الميلاد. وصحيح أن الفضل يعود للسومريين في اكتشافه، لكن المصريين مدينون للهكسوس بوصول هذا السلاح إليهم.

أصل سيف خوبيش

لسنا نغالي في القول إن الخوبيش ساهم في ازدهار إمبراطورية مصر القديمة، فهو مثالٌ واضح على كيف يُمكن لسيفٍ أن يلعب دوراً حاسماً في التاريخ. وعلى سيرة التاريخ، ارتبط هذا السلاح بمصر منذ عام 1500 قبل الميلاد، إلا أن أصوله تعود إلى ما قبل ذلك بألف عام.

وفقاً لموقع Ancient Origins، اكتُشف سيف خوبيش في منطقة سومر بالألفية الثالثة قبل الميلاد، وكان مصنوعاً من النحاس في البداية، ولطالما اعتُبر فأساً في العصر البرونزي لا يُستخدم في القتال إلا عند الحاجة؛ شكله المنحني ساعد في عمليات الشق والتقطيع.

لاحقاً، فيما بعد الحضارات القديمة، اتجه البشر تدريجياً إلى دمج البرونز -وهو سبيكة من النحاس والقصدير- في أعمالهم اليدوية. ولم يعد يكتفون برؤوس الرماح والفؤوس، بل شكلوا قطعاً طويلة من البرونز، وشحذوا حوافها لتصبح أقرب إلى شفرة. مع مرور الوقت، ثبت أن سيف خوبيش سلاح مخيف. فبعض أنواعه لم يكن نصلها منحنياً فحسب، بل يلتف بالكامل تقريباً على شكل منجل، ما سمح لحامله بالتوجه نحو العدو وتشبيك درعه بالنصل قبل نزعه عنه في حركةٍ واحدة.

مع ارتفاع شعبيته، بدأ هذا السلاح ينتشر في جميع أنحاء مناطق شرق البحر المتوسط -التي تضم دول الشرق الأوسط، المطلة على ساحل المتوسط، حتى تركيا الحالية-ووصل في النهاية إلى دول المدن الكنعانية.

إلى جانب العجلات الحربية السريعة والأقواس المركبة، أصبح سيف خوبيش أحد الأسلحة المفضلة لدى الهكسوس، الجيش الغازي الذي انطلق من سوريا وغزا مصر عام 1650 ق.م؛ تاركاً وراءه سلاحاً سرعان ما صار مفضلاً خلال فترة الدولة الحديثة الناشئة.

دور الخوبيش في الإمبراطورية المصرية

ووفقاً لـ Sword Encyclopedia، صار الخوبيش شائعاً بعدما كان بمثابة سلاح عسكري متعدد الاستخدامات، ورمز للسلطة الملكية في مصر القديمة.

ظهر في صور العديد من الفراعنة والحكام المصريين، بمن فيهم نفرتيتي ورمسيس الثاني، الذي صوّره أحد النقوش وهو يحمل الخوبيش في المعركة.

استُخدِم سيف خوبيش أيضاً في العديد من الأدوار الاحتفالية في مصر القديمة، والدليل على ذلك صور الجنود الذين يحملون السيف، الموجودة على جدران معبد حتشبسوت في الدير البحري.

كما توجد صور مختلفة للخوبيش المُستعمل لتقطيع أوصال السجناء، وضرب المحكوم عليهم. وبحسب موقع ati الأمريكي، من المحتمل أن يكون هذا السيف تقليداً مستخدماً في مراسم المبارزة بالسيوف، التي تُقام خلال جنازة الفرعون.

لا يمكن إرجاع الفضل في ظهور الإمبراطورية المصرية الجديدة خلال العصر البرونزي إلى سيف خوبيش وحده، فقد كان هناك العديد من العوامل المساهمة. لكن يمكن القول إن هذا السلاح ساهم في ازدهار الإمبراطورية، عبر منح الجيش ميزة قتالية خاصة.

كما أن المصريين ساعدوا في انتشار السيف أكثر وأكثر؛ فقد ظهرت أنواع مماثلة منه في مختلف الثقافات الأخرى من حول العالم. اليونانيون مثلاً استخدموا سيفاً، يُعرف باسم كوبيس (kopis)، لقرون عدة.

قبل ذلك، كان الحيثيون -وهم مجموعة قديمة أسّست إمبراطورية عبر آسيا الصغرى وسوريا، وقاتلت ضد المصريين- قد استخدموا الخوبيش على نطاقٍ ضيق. كما وجد الباحثون أدلة على وجود نِصال أخرى مشابهة للخوبيش في مناطق شرق ووسط أفريقيا.

ولاحقاً اكتشف علماء الآثار خناجر منجلية الشكل، تُشبه سيف خوبيش، في بوروندي ورواندا. وليس من الواضح ما إذا كانوا قد ورثوا تقليد صناعة هذه النِصال من مصر، أم أنهم اكتشفوا التصميم بمفردهم.

كذلك الأمر، عُثِر على سيوف وخناجر تشبه الخوبيش في جنوب الهند، وأجزاء من نيبال. وبغض النظر عن كيفية انتشاره، كان للخوبيش تأثيرٌ هائل على ثقافة مصر القديمة وتطورها، وقد سمح لهذه الإمبراطورية بالهيمنة لفترة طويلة.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي الحضارة المصرية القديمة مصر القدیمة هذا السلاح

إقرأ أيضاً:

لتعزيز التعاون مع دول العالم.. إنجازات مجلس "الشيوخ" في المجال الدبلوماسي خلال الانعقاد الرابع

حقق مجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرزاق، إنجازات عديدة في المجال الدبلوماسي خلال دور الانعقاد الرابع، وذلك إدراكًا لأهمية ما تمثله الدبلوماسية البرلمانية فى تعزيز أطر التشاور والتعاون مع مختلف دول العالم فى ضوء السياسة الخارجية التى أرستها القيادة السياسية، والتى ترتكز على محورى التنوع والاتزان مع مختلف القوى الدولية تحقيقًا للمصالح المشتركة فى مختلف المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية.

 

إنجازات مجلس الشيوخ في المجال الدبلوماسي

 

فقد قام المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس مجلس الشيوخ، بزيارات إلى كل من:

 


-مجلس الأعيان الأردنى فى الفترة من 19إلى 22 سبتمبر من العام الماضى فى إطار الدور المحورى للعلاقات المصرية الأردنية كنموذج للعلاقات الأخوية الإستراتيجية.

 


-جمهورية أوزباكستان فى الفترة من 29 مايو حتى 2 يونيو من العام الجاري، فى إطار العلاقات المتميزة بين البلدين فى مختلف المجالات والرغبة المشتركة فى تعزيزها.

 


-جمهورية كازاخستان فى الفترة من 2 إلى 6 يونيو من العام الجاري فىإطار المصالح المشتركة بين البلدين وتفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية فى هذا الشأن.

 


كما استقبل المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، العديد من الوفود البرلمانية من مختلف دول العالم منها: "مجلس الشيوخ الغينى، والجمعية الوطنية الكورية، والبرلمان العربي، والجمعية الوطنية الإيفوارية، والمجلس الوطنى الاتحادي لدولة الامارات العربية المتحدة، ومجلس الشورى البحريني، ومجلس النواب البحريني.

 

واستقبل وفودًا دبلوماسية من جهات عديدة وهي: "المكتب السياسى للحزب الشيوعى الصينى، مجلس الوزراء الفيتنامي، الأمن العام الفيتنامي، سفارة جمهورية العراق بالقاهرة، سفارة مملكة البحرين بالقاهرة، سفارة الجمهورية الإسلامية الموريتانية".

 

كما قام رئيس المجلس بتوقيع ثلاثة بروتوكلات تعاون مع كل من: "مجلس الشيوخ الغيني - مجلس الشيوخ بجمهورية أوزباكستان- مجلس الشيوخ بجمهورية كازاخستان".

 

وشارك وكيلا المجلس مع باقي أعضاء المجلس في توطيد العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف سواء من خلال استقبالهم لعدد من الوفود البرلمانية والدبلوماسية أو مشاركتهم  فى بعض المحافل الدولية – ومنها: "جلسات الاتحاد البرلمان الدولى، الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، البرلمان الإفريقى، المنتدى التحضيرى لمجموعة البريكس، البرلمان العربى، برلمان البحر المتوسط، الاتحاد البرلمانى العربى، المؤتمر العالمى للنساء البرلمانيات".

 

 

مقالات مشابهة

  • محافظ جدة يستعرض إنجازات الهلال الأحمر ويطلع على جاهزية الإسعاف الجوي
  • الحضارة الضالة.. والعار الإنساني
  • لتعزيز التعاون مع دول العالم.. إنجازات مجلس "الشيوخ" في المجال الدبلوماسي خلال الانعقاد الرابع
  • عائلتها رفضت استقبالها.. تشييع ودفن لونا الشبل في دمشق دون مراسم عزاء
  • «التُلًى» حرفة صعيدية عريقة تزين عالم الموضة
  • إطلاق خدمة المرشد الصوتي لزائري قاعة المومياوات الملكية بمتحف الحضارة
  • أبرز إنجازات «التحالف الوطني» بالتعاون مع أسقفية الخدمات.. 200 ألف مستفيد
  • رئيس جامعة سوهاج: هناك إنجازات كبرى في ملف التعليم العالي وكليات جديدة ستضاف للجامعة
  • الأديبة رنيم الباشا لـ سانا: لا بد من توظيف الدراما لخدمة الحضارة والسياحة السورية
  • تعاون بين جامعة الروح القدس وعائلة سيمون أسمر لحفظ أرشيف صانع النجوم