اكتشفه السومريون ودفن مع توت عنخ آمون.. سيف خوبيش صانع إنجازات الحضارة المصرية القديمة
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
شفق نيوز/ يُعد سيف خوبيش من أشهر الأسلحة وأكثرها إثارةً للرعب في عصر الدولة الحديثة من مصر القديمة، وتُشير النصوص القديمة إلى أنه كان سلاحاً مهماً جداً في القتال، بسبب قدرة المقاتلين على التحكم به، فيما كان السومريون هم اول من اكتشفوه وتم دفنه مع الملك توت عنخ آمون.
استخدمه الفراعنة في القتال المتلاحم ضدّ جيوش العدو، وهو حاضر بقوة في النقوش الجدارية القديمة على جدران قبور الفراعنة، كما أن الملك توت عنخ آمون دُفن مع اثنين من سيوف خوبيش.
ونظراً لشكله المعقوف وحدّة ضربته وقوتها، يعتقد الكثيرون أنه يُمكن مقارنة سيف خوبيش مع السيف الفارسي القديم (شمشير)، وسيف جامبيا الذي كان يحمله المقاتل الروماني.
هو أول سيف قاطع في التاريخ البشري، وقد استُخدم من الألفية الثالثة وحتى سنة 1300 قبل الميلاد. وصحيح أن الفضل يعود للسومريين في اكتشافه، لكن المصريين مدينون للهكسوس بوصول هذا السلاح إليهم.
أصل سيف خوبيش
لسنا نغالي في القول إن الخوبيش ساهم في ازدهار إمبراطورية مصر القديمة، فهو مثالٌ واضح على كيف يُمكن لسيفٍ أن يلعب دوراً حاسماً في التاريخ. وعلى سيرة التاريخ، ارتبط هذا السلاح بمصر منذ عام 1500 قبل الميلاد، إلا أن أصوله تعود إلى ما قبل ذلك بألف عام.
وفقاً لموقع Ancient Origins، اكتُشف سيف خوبيش في منطقة سومر بالألفية الثالثة قبل الميلاد، وكان مصنوعاً من النحاس في البداية، ولطالما اعتُبر فأساً في العصر البرونزي لا يُستخدم في القتال إلا عند الحاجة؛ شكله المنحني ساعد في عمليات الشق والتقطيع.
لاحقاً، فيما بعد الحضارات القديمة، اتجه البشر تدريجياً إلى دمج البرونز -وهو سبيكة من النحاس والقصدير- في أعمالهم اليدوية. ولم يعد يكتفون برؤوس الرماح والفؤوس، بل شكلوا قطعاً طويلة من البرونز، وشحذوا حوافها لتصبح أقرب إلى شفرة. مع مرور الوقت، ثبت أن سيف خوبيش سلاح مخيف. فبعض أنواعه لم يكن نصلها منحنياً فحسب، بل يلتف بالكامل تقريباً على شكل منجل، ما سمح لحامله بالتوجه نحو العدو وتشبيك درعه بالنصل قبل نزعه عنه في حركةٍ واحدة.
مع ارتفاع شعبيته، بدأ هذا السلاح ينتشر في جميع أنحاء مناطق شرق البحر المتوسط -التي تضم دول الشرق الأوسط، المطلة على ساحل المتوسط، حتى تركيا الحالية-ووصل في النهاية إلى دول المدن الكنعانية.
إلى جانب العجلات الحربية السريعة والأقواس المركبة، أصبح سيف خوبيش أحد الأسلحة المفضلة لدى الهكسوس، الجيش الغازي الذي انطلق من سوريا وغزا مصر عام 1650 ق.م؛ تاركاً وراءه سلاحاً سرعان ما صار مفضلاً خلال فترة الدولة الحديثة الناشئة.
دور الخوبيش في الإمبراطورية المصرية
ووفقاً لـ Sword Encyclopedia، صار الخوبيش شائعاً بعدما كان بمثابة سلاح عسكري متعدد الاستخدامات، ورمز للسلطة الملكية في مصر القديمة.
ظهر في صور العديد من الفراعنة والحكام المصريين، بمن فيهم نفرتيتي ورمسيس الثاني، الذي صوّره أحد النقوش وهو يحمل الخوبيش في المعركة.
استُخدِم سيف خوبيش أيضاً في العديد من الأدوار الاحتفالية في مصر القديمة، والدليل على ذلك صور الجنود الذين يحملون السيف، الموجودة على جدران معبد حتشبسوت في الدير البحري.
كما توجد صور مختلفة للخوبيش المُستعمل لتقطيع أوصال السجناء، وضرب المحكوم عليهم. وبحسب موقع ati الأمريكي، من المحتمل أن يكون هذا السيف تقليداً مستخدماً في مراسم المبارزة بالسيوف، التي تُقام خلال جنازة الفرعون.
لا يمكن إرجاع الفضل في ظهور الإمبراطورية المصرية الجديدة خلال العصر البرونزي إلى سيف خوبيش وحده، فقد كان هناك العديد من العوامل المساهمة. لكن يمكن القول إن هذا السلاح ساهم في ازدهار الإمبراطورية، عبر منح الجيش ميزة قتالية خاصة.
كما أن المصريين ساعدوا في انتشار السيف أكثر وأكثر؛ فقد ظهرت أنواع مماثلة منه في مختلف الثقافات الأخرى من حول العالم. اليونانيون مثلاً استخدموا سيفاً، يُعرف باسم كوبيس (kopis)، لقرون عدة.
قبل ذلك، كان الحيثيون -وهم مجموعة قديمة أسّست إمبراطورية عبر آسيا الصغرى وسوريا، وقاتلت ضد المصريين- قد استخدموا الخوبيش على نطاقٍ ضيق. كما وجد الباحثون أدلة على وجود نِصال أخرى مشابهة للخوبيش في مناطق شرق ووسط أفريقيا.
ولاحقاً اكتشف علماء الآثار خناجر منجلية الشكل، تُشبه سيف خوبيش، في بوروندي ورواندا. وليس من الواضح ما إذا كانوا قد ورثوا تقليد صناعة هذه النِصال من مصر، أم أنهم اكتشفوا التصميم بمفردهم.
كذلك الأمر، عُثِر على سيوف وخناجر تشبه الخوبيش في جنوب الهند، وأجزاء من نيبال. وبغض النظر عن كيفية انتشاره، كان للخوبيش تأثيرٌ هائل على ثقافة مصر القديمة وتطورها، وقد سمح لهذه الإمبراطورية بالهيمنة لفترة طويلة.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي الحضارة المصرية القديمة مصر القدیمة هذا السلاح
إقرأ أيضاً:
بالتعاون بين الوزارة والجايكا اليابانية.. الزراعة تستعرض إنجازات مشروع الايسماب
عقد الاجتماع الثالث للجنة التوجيهية المشتركة لمشروع تحسين الزراعة الموجهة للسوق لصغار المزارعين "الايسماب" برئاسة الدكتور أحمد عضام رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة ورئيس المشروع، وبحضور السادة أعضاء اللجنة التوجيهية وفرق المشروع بالأربعة محافظات المستهدفة وهى الدقهلية والمنيا وأسيوط وسوهاج.
كما شارك من الجانب الياباني، ايجا السكرتير الأول للسفارة اليابانية و شينو نائب رئيس مكتب هيئة التعاون الدولي اليابانية "جايكا" بمصر و كيمورا ممثل مكتب جايكا مصر و أ. محمد ادم مدير برامج بمكتب جايكا مصر، والسيد هاتا رئيس فريق الجايكا لمشروع الايسماب، والدكتور اداتشي نائب رئيس فريق الجايكا لمشروع الايسماب.
رحب "عضام" بالحضور معرباً عن تقديره للتعاون الممتد مع هيئة الجايكا اليابانية في دعم التنمية الزراعية في مصر والنهوض بفكر وقدرات صغار المزارعين ليصبحوا موجهين نحو السوق.
من جانبه أشاد السيد شينو بالتعاون المثمر مع وزارة الزراعة وجهود فريق المشروع في العمل على تحقيق التنمية الزراعية لصغار المزارعين وتحسين معيشة السكان الريفين من خلال تنشئة الفكر التجاري لهم.
وتضمن الاجتماع عرض لإنجازات المشروع من قبل د. رحاب عبد الله منسق عام المشروع وعن تدريب شيب في اليابان من قبل م. محمد حسن عضو فريق المشروع بالإدارة المركزية للإرشاد الزراعي، وكذلك عرض توضيحي عن الجدول الزمني لتنفيذ الانشطة القادمة من قبل السيد / هاتا رئيس فريق الجايكا لمشروع الايسماب.
واشتمل الاجتماع على مناقشات مثمرة عن التوسع في تنفيذ أنشطة المشروع من قبل فريق العمل وبالتعاون مع شركاء التنمية الاخرين.
وخلال كلمته الختامية، أعرب ايجا السكرتير الأول للسفارة اليابانية عن تقديره لجميع الجهود المبذولة من قبل فريق المشروع ومتمنياً المزيد من قصص النجاح والنجاحات للمشروع.
وفى النهاية، أعرب د. أحمد عضام عن تمنياته في المزيد من النتائج المثمرة والعمل على رفع الوعي في الفكر التعاوني وتعزيز قدرات الجمعيات الزراعية لدعم صغار المزارعين.
والجدير بالذكر ان مشروع الايسماب القائم على نهج شيب اى نهج تمكين صغار مزارعين المحاصيل البستانية قد بدأ عام 2006 في دولة كينيا من خلال التعاون فيما بين الجايكا اليابانية والحكومة الكينية وقد نجح في مضاعفة دخول صغار المزارعين، مما شجع الحكومة اليابانية متمثلة في الجايكا في نشر نهج شيب والعمل على تطبيقه في العديد من البلدان بما فيها بلدان الشرق الأوسط وقد انتشر حاليا في ما يقرب من 60 دولة ليس فقط بأفريقيا بالشرق الأوسط وامريكا اللاتينية
أما عن مصر، فقد أطلق على هذا المنهج الايسماب ويتم تطبيقه منذ عام 2014 وتم الانتهاء من المرحلة الاولي عام 2019، وجاري تنفيذ المرحلة الثانية للايسماب منذ عام 2023 وحتى عام 2027.
وتتعاون الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي مع الجايكا اليابانية في نشر نهج شيب للبلدان العربية من خلال استضافة ورشة شيب الدولية التي تستهدف تبادل الخبرات ما بين الدول التي تطبق هذا المنهج، حيث استضافت وزارة الزراعة الورشة الاولي لشيب في الثاني من فبراير من هذا العام بحضور العديد من المسئولين لدول المغرب وفلسطين والسودان، ويستمر التعاون فيما بين الحكومتين المصرية واليابانية لتكون مصر هي المركز في نشر هذا النهج للدول العربية وللشرق الأوسط.