جثمان «هيكل» دُفن بالقرب من مقابر «جنود الكومنولث»: حاورهم حيا وجاورهم ميتا
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
شارع طويل بأرض ممهدة يخترق منطقة مقابر مصر الجديدة، يقود الزائرين إلى مقابر تزينها الورود من كل اتجاه، وينتهى الشارع بباب حديدى أسود اللون وإلى جواره انهمك «عم ياسر»، حارس المقابر فى عمله تحت لافتة ضخمة من الرخام مدوّن بها «مدافن آل هيكل.. هنا يرقد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل»، التى زينتها الورود والأشجار بمختلف الأرجاء، يتقدمها كرسى بلاستيكى ووعاء لرى الورود حول المقبرة، فى مشهد يليق بكاتب أفنى سنوات عمره لخدمة وطنه، وحفظ قلمه وسطر اسمه بحروف من نور.
حارس المقابر أكد لـ«الوطن» أن أسرة الكاتب الراحل تزور قبره كل 20 يوماً، لرى الزرع وقراءة القرآن: «بشوف ناس كتير مهمة بتيجى تزور القبر وكلهم ذوق، وبيوصونى عليه وأنا حافظ شكل مفتاح باب المقابر بتاعته من كتر ما ناس بتجيله، ورغم إنى بقالى سنتين شغال وشُفت كتير، لكن دى أكتر مقبرة بيجيها زوار».
على بعد 200 متر من المقبرة، تظهر المفارقة العجيبة المتمثلة فى مقابر «الكومنولث»، حيث دُفن جنود الحرب العالمية الثانية، الذين حاورهم محمد حسنين هيكل، وهو فى عمر 42 عاماً، تعلوها من الخارج لافتة مدوّن عليها باللغة الإنجليزية «مقابر ضحايا الحرب الكومنولث»، وبالدخول إلى المقبرة تظهر مساحة خضراء واسعة للغاية، تضم مئات اللحود المُدون عليها أسماء الجنود من ضحايا الحرب، يعلوها شكل هندسى له أبعاد دقيقة.
وكأنه لوحة رسمها فنان متمكن، تحمل نقشاً باسم الجندى المدفون وعمره وتاريخ وفاته، ورغم اختلاف الأسماء والأعمار والجنسيات لكن جمعهم تاريخ الوفاة وهو أكتوبر 1941، إذ صممها المعمارى الإنجليزى «هبرت ورثينكتون»، وتظهر الورود الداكنة بمدخل المقابر مُحتضنة الحشائش الخضراء التى تملأ المكان بالحيوية والنضارة فى أول وآخر المكان، بالإضافة لصفوف الورود حول كل مقبرة، وبعد تجاوز المدخل يوجد تمثال منقوش عليه عبارة «أسماؤهم ستعيش إلى الأبد».
«إبراهيم»، أحد العاملين بمقابر الكومنولث أكد أن تاريخها يعود إلى أكتوبر 1941، لتضم المقبرة جثامين ورفات جنود من مختلف الجنسيات والديانات، لافتاً إلى أن المقابر المسيحية منقوش عليها علامة الصليب، وعلى اليهودية نجمة داود، ويوجد مكان مخصص للجنود المسلمين، فى آخر المقابر بالجهة اليسرى تجاه القبلة.
خلال الحرب العالمية الثانية بين سبتمبر 1939 وسبتمبر 1945، بزغ نجم الكاتب محمد حسنين هيكل الذى أظهر شغفه بحب الصحافة وحرفة الكتابة والسعى خلف كل ما هو جديد من أخبار، لصياغتها بشكل محكم وتوصيلها للقارئ فى زمن عزت فيه المعلومة الدقيقة، وحينها بدأ العمل فى «إيجيبشان جازيت».
وتم تكليفه بتغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية من خلال زاوية معالجة مصرية، لذا حزم الكاتب الراحل حقائبه، وتوجه إلى منطقة العلمين، وعمره آنذاك فى بدايات الأربعين عاماً، ليصف المعارك التى دارت هناك بين قوات الحلفاء والمحور، وجلس مع جنود الحلفاء وعرف حكاياتهم ثم سردها بكلماته الرشيقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: هيكل ملفات الوطن
إقرأ أيضاً:
محافظ القليوبية: إزالة 650 حالة مقابر مخالفة بمدينة الخانكة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قاد المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية حملة مكبرة لإزالة التعديات والمخالفات على أرض مقابر جمعية النصر بمدينة الخانكة، جرى خلالها إزالة 650 مقبرة مخالفة على مساحة 1500م2.
وشدد المحافظ خلال الحملة على ضرورة الاستمرار في إزالة المخالفات المستجدة ومنع أي تعديات جديدة، موجها بضرورة التنسيق مع مديرية الأمن لإزالة ما تبقى من مخالفات.
جاء ذلك بحضور اللواء محمد صحصاح رئيس مدينة الخانكة وناصر عبد اللطيف نائب رئيس المدينة.
وخلال الجولة تلاحظ وجود عدد كبير من المقابر جرى إنشاؤها حديثا بالمخالفة، حيث وجه بضرورة تنفيذ الإزالة الفورية لأي مخالفات بناء أو تعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة، والمتابعة المستمرة لمنع أي تعديات وإيقاف البناء المخالف في المهد للحفاظ على الرقعة الزراعية.
وأكد محافظ القليوبية، على عدم التهاون مع أي من المخالفين وتطبيق القوانين بكل حسم وقوة لتحقيق الردع العام وللحفاظ على هيبة الدولة والتنسيق الكامل مع رؤساء المراكز ولجان المتابعة لإزالة أي تعديات في المهد لاسترداد حق الشعب والحفاظ على رقعة الأرض الزراعية.
وأوضح المحافظ، أنه جرى رصد حالات البناء من خلال فرق المتابعة الميدانية، وعلى الفور تم النزول بالمعدات والإزالة الفورية في المهد مشددا على اتخاذ أقصى العقوبات ضد المخالفين، ومنع أي حالات بناء جديدة والتعامل معها بشكل لحظي.
إزالة التعديات IMG-20241126-WA0011 IMG-20241126-WA0010 IMG-20241126-WA0007 IMG-20241126-WA0009 IMG-20241126-WA0008