طريق طويل يتسع لأكثر من حارة للسيارات، ممتد على طول الجهة المقابلة لترعة صغيرة بقرية برقاش مركز منشأة القناطر، على جانبه سور طويل، تعلوه أشجار تحجب الرؤية عما بالداخل، وعلى بعد أمتار بسيطة توجد ورش للسيارات والنجارة وبيوت أهل القرية، التى يعرف الكبير والصغير منهم أن هذا المكان هو مزرعة «هيكل»، التى كانت بمثابة ملاذه للهرب من صخب القاهرة وسط الزراعات والهدوء.

عاش «الأستاذ» فى مزرعة برقاش جاراً هادئاً محباً لقريته، وعلى الرغم من استقباله لكبار المشاهير والرؤساء من بينهم عبدالناصر، والسادات، وأم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، وجيفارا، وعبدالمنعم رياض... وغيرهم، فإنه لم يغلق بابه فى وجه أهالى القرية البسطاء، بالعكس كان سخياً ومساعداً لهم، وهو ما قالوه خلال حديثهم عنه لـ«الوطن» فى ذكرى ميلاده.

على باب مزرعة برقاش يقف «عم جبريل» متحسراً على رحيله بعدما سُئل عنه، قائلاً إنه كان ودوداً ومساعداً لأهالى قريته، ويحبه الجميع، الكبير والصغير، بسبب مساعدته لهم فى مختلف الأوقات: «دايماً كنت تلاقيه مع اللى بيبنى أو بيعمل عملية أو مراته حامل ما كانش بيسيب حد»، ما جعل الجميع يفتقدونه بشدة بعد رحيله.

يستند «عم جبريل» على عكازه ويسترجع ذكرياته مع «الأستاذ»، حينما علم منه أن منزله بلا كهرباء: «قال لى النهارده الكهرباء هتكون عندك»، وهو ما حدث بالفعل فى اليوم نفسه، «كنا بنقعد معاه فيها ونتكلم ويسمع لنا»، وبصوت يحمل الأنين والاشتياق، قال: «افتقدناه».

على بعد خطوات تقع ورشة مينا عادل للنجارة، الذى حكى ذكريات عمله داخل المزرعة مع جده الراحل «صاحب الورشة»، فيما يتعلق بأخشاب استراحة «هيكل» المكونة من طابقين داخل المزرعة: «كان متواضع جداً وبيبص على الشغل ويبتسم لى ويقول: الله ينور».

يتذكر «مينا» مشاهد من زيارات بعض الشخصيات المهمة لهيكل فى مزرعته، إذ يكون الشارع فى حالة من الهدوء، وبعدها يعلم أهالى القرية بالزيارة نظراً لمدى الاهتمام، «دلوقتى الزيارات قلّت كتير، لكن ما زال ناس بنشوفها لكن ما نعرفش مين، بييجوا ويمشوا فى عربياتهم».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: هيكل ملفات الوطن

إقرأ أيضاً:

كيفية عودة القرية المصرية لقيادة الاقتصاد القومي

ان الريف المصري قادر علي قيادة التنمية الاقتصادية لمصر و تلبية احتياجات المصريين و التصدير للخارج بالعمل في عدة محاور منها تطوير البنية التحتية التي تشمل تحسين شبكات الري و الصرف الزراعي لتقليل الفاقد من المياه و زيادة كفاءة العملية الزراعية و انشاء و تحديث الطرق الزراعية بين القري و المدن لتسهيل نقل المحاصيل الزراعية للأسواق المحلية و الموانئ  الجوية و البحرية للتصدير , و توفير القوي الكهربائية و الانترنت لدعم الزراعة الذكية و المشروعات الريفية و تقديم برامج تدريبية للفلاحين علي احدث أساليب الزراعة المستدامة و إدخال التكنولوجيا الزراعية الحديثة مثل الزرعة الدقيقة مثل  الاخذ بأحدث أساليب زراعة الانسجة و الشتل و استخدام المسيرات بدون طيار في الري و مقاومة الآفات و تأبير النخيل و تطوير المدارس و المعاهد الزراعية لتخريج أجيال مؤهلة لإدارة الإنتاج الزراعي و التركيز علي المحاصيل الاستراتيجية التي تلبي أولا احتياجات السوق المصري و لها طلب عالمي مثل القطن و الأرز و القمح و الخضراوات و تصدير الفائض للخارج و التحول نحو الزراعة العضوية التي تتمتع بطلب عالمي متزايد و تحقق اعلي الأسعار و الابتكار و تحسين نظم الحرث و البذر و رعاية النبات و الحصاد و التعبئة و التغليف  و التخزين و التبريد لتقليل الفاقد من المحاصيل و تقديم دعم حكومي و مؤسسي بقروض ميسرة  لصغار الفلاحين و المشروعات الزراعية لشراء المعدات الزراعية و البذور و الأسمدة و إنشاء صناديق تامين ضد المخاطر الزراعية مثل الكوارث الطبيعية و المساعدة في التوسع في الزراعة الافقية و الراسية بإتباع احدث الأساليب العلمية و تعزيز التصنيع  الزراعي و الحيواني و إعطاء قيمة مضافة للمنتج الزراعي و الحيواني وذلك  بإنشاء مصانع لتحويل المنتجات الزراعية الي منتجات ذات قيمة مضافة مثل تعبئة و تصدير الخضروات و الفواكه و تصنيع منتجات الالبان و الدواجن المجزأة و النصف مقلية و منتجات اللحوم الحمراء و دعم المشروعات الصغيرة و المتوسطة التي تعتمد علي المنتجات الزراعية كمادة خام مثل تجفيف الطماطم و البصل و العنب و تصنيع الرمان و المربات و العصائر و المخللات و تحسين جودة المنتجات الزراعية لتلبية المعايير العالمية و مطابقة الاكواد العالمية و فتح أسواق جديدة للتصدير من خلال الاتفاقيات التجارية و الترويج للمنتجات المصرية و تسهيل إجراءات التصدير و تقديم حوافز للمصدرين  و إنشاء منصات إلكترونية لتسويق المنتجات الزراعية و الحيوانية محليا و دوليا و استخدام التكنولوجيا  في جمع البيانات و تحليلها لتحسين الإنتاجية و توقع الطلب و نشر الوعي البيئي بأهمية الحفاظ علي التربة و الموارد المائية بعدم الافراط في استخدام الأسمدة الكيماوية و المبيدات الحشرية و تشجيع استخدام الري الحديث لتقليل هدر المياه و دعم مشروعات الطاقة المتجددة في الريف لتقليل الاعتماد علي المازوت و السولار و البنزين و تحسين الخدمات الصحية و التعليمية و البيئية للفلاح لرفع مستوي معيشته و دعم المراءة الريفية و تمكينها من المساهمة في الأنشطة الزراعية و الصناعات الغذائية مثل تربية الدواجن و الحيوانات الصغيرة و تصنيع منتجات الالبان و أنواع الخبز الريفي و إعادة احياء الجمعيات التعاونية الزراعية للعب دور فعال في توفير المدخلات الزراعية و المساعدة في التسويق و الارشاد الزراعي و تشجيع التعاون بين المزارعين لتقليل التكاليف و زيادة الإنتاجية و عمل معارض للمعدات الزراعية للمعدات الزراعية التي يستخدمها الفلاح في الحقل , إذا تم تنفيذ هذه الأفكار بشكل متكامل , يمكن ان يستعيد الريف المصري دوره الريادي في تحقيق الامن الغذائي و توفير فائض للتصدير مما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني و زيادة العملة الصعبة

مقالات مشابهة

  • كيفية عودة القرية المصرية لقيادة الاقتصاد القومي
  • رجل حرر دمشق.. أحمد الشرع بعيون جيران طفولته
  • رئيس الوزراء لـ«الوطن»: مصر لديها أكبر شركات تطوير عقاري على مستوى المنطقة
  • جدعنة مصري تنقذ لاعبا كاميرونيا من مصير مجهول: «عاش معايا في بيتي سنتين»
  • تفاصيل مصرع سائق لودر فى مزرعة بالشيخ زايد
  • مصرع سائق في انقلاب لودر داخل مزرعة بالشيخ زايد
  • التحريات تكشف ملابسات مصرع سائق فى مزرعة بالشيخ زايد
  • السيطرة على حريق في مزرعة دواجن بالفيوم وإصابة عدد من الأشخاص
  • الشروط والأوراق اللازمة.. أسهل الخطوات ل إنشاء مزرعة دواجن
  • (الكرامة) داخل القيادة العامة .. (الخرطوم).. ليس من رأى كمن سمع!!