سفارة إندونيسيا تحيي الذكرى الـ 78 لعيد استقلالها
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
دمشق-سانا
أقامت سفارة جمهورية إندونيسيا بدمشق حفل استقبال بمناسبة الذكرى الـ 78 لعيد استقلالها وذلك في فندق داما روز.
وفي كلمة له خلال الحفل أكد سفير إندونيسيا بدمشق واجد فوزي عمق العلاقات التاريخية الإندونيسية السورية المبنية على المساواة والاحترام المتبادل والقيم المشتركة، وهو ما ينعكس في التعاون الثنائي المزدهر والشراكة الوثيقة في المحافل متعددة الأطراف.
ولفت السفير فوزي إلى أن إندونيسيا لن تنسى أبداً دعم سورية لها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال نضالها للدفاع عن استقلالها مؤكداً أن موقف إندونيسيا واضح وهو احترام وحدة أراضي سورية وسيادتها.
وأشار فوزي إلى أن المسافة بين البلدين لم تقف عائقاً أمام شعور الشعب الإندونيسي بهزة الزلزال الذي ضرب سورية في السادس من شباط الماضي لافتاً إلى أنه تم تكليف السفارة مؤخراً استكشاف الفرص المتاحة لإندونيسيا للمشاركة في بناء المدارس التي دمرها الزلزال.
ودعا فوزي إلى تكثيف الجهود لتطوير التعاون والتضامن بين البلدين مشجعاً رجال الأعمال من الجانبين للتواصل في المجال الاقتصادي بما يخدم مصلحة الشعبين مبيناً أن السفارة نظمت هذا العام العديد من الأنشطة الثقافية مثل دورة اللغة الإندونيسية، ومعرض النسيج التقليدي (تينون)، ومسابقة لكتابة مقال صحفي حول علاقات الصداقة بين إندونيسيا وسورية.
وبيّن السفير الإندونيسي أن استقلال بلاده هو نتيجة الكفاح الطويل وتضحية الشعب لانتزاع الاستقلال من الاستعمار، مشيراً إلى الجهد الكبير الذي بذلته إندونيسيا خلال الـ 78 عاماً الماضية لتجاوز المحن وتذليل الصعاب وتحويل التحديات إلى فرص مشيراً إلى أن الاحتفال بهذه الذكرى هو للتفكير والتأمل في تضحيات المناضلين والآباء المؤسسين من أجل الحرية، ولتجديد الالتزام ببناء مستقبل قوي ومزدهر.
بدوره أكد مدير إدارة الشؤون الأفروآسيوية محمد حاج إبراهيم عمق علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع البلدين لافتاً إلى أنهما من الدول المؤسسة لحركة عدم الانحياز، وشركاء في مكافحة الإرهاب، وهناك مشتركات كثيرة بين البلدين والشعبين ما يستدعي تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات.
وأعرب حاج إبراهيم عن الامتنان والتقدير الكبير لحكمة إندونيسيا ووعيها لحقيقة الأحداث في سورية وتضامنها مع الشعب السوري حيث استمرت السفارة الإندونيسية بالعمل في دمشق خلال الحرب الإرهابية التي شنت عليها ما يدل على إيمان إندونيسيا بأهمية العلاقات الثنائية والعمل المشترك لتعزيزها.
وأكد حاج إبراهيم سعي سورية الدائم لتطوير العلاقات السورية الإندونيسية معرباً عن أمله بأن يسهم التعاون بين البلدين في تعزيز التبادل التجاري والاقتصادي والارتقاء بعلاقات الصداقة لتشمل كل المجالات حتى تكون بمستوى العلاقات السياسية.
تخلل الحفل تقديم عدد من الرقصات والأغاني التراثية الإندونيسية أداها بعض الفنانين السوريين التي تعبر عن روح الأخوة والتعاون والتناغم والصداقة بين البشر إضافة إلى تكريم الفائزين في مسابقة كتابة المقال الصحفي حول علاقات الصداقة بين إندونيسيا وسورية.
حضر الحفل وزراء التنمية الإدارية الدكتورة سلام سفاف والداخلية اللواء محمد الرحمون والنقل المهندس زهير خزيم ووزير الدولة لشؤون مجلس الشعب أحمد بوسته جي وعضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور مهدي دخل الله، ومحافظ دمشق المهندس محمد طارق كريشاتي، وعدد من مديري الإدارات في وزارة الخارجية والمغتربين وعدد من أعضاء مجلس الشعب، وممثلي ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين بدمشق وفعاليات دينية وثقافية واقتصادية وإعلامية.
ريم حشمه
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: بین البلدین إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما الرسائل التي حملها ممثل الرئيس الروسي للجزائر؟
الجزائر– حملت زيارة نائب وزير الخارجية والممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف إلى الجزائر دلالات عدة عن طبيعة العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة مع ظهور مؤشرات توتر غير معلن خلال الأشهر الماضية على خلفية وجود قوات فاغنر الروسية ونشاطها في مالي.
ووصف بوغدانوف علاقات بلاده بالجزائر بالجيدة وعلى مستوى إستراتيجي، مؤكدا أن اللقاء الذي جمعه رفقة نائب وزير الدفاع الروسي إيونوس بيك إيفيكوروف، بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ورئيس أركان الجيش الفريق أول السعيد شنقريحة، ووزير الخارجية أحمد عطاف، لم يناقش فقط العلاقات الثنائية بل الأحوال في المنطقة ومنطقة الساحل إلى جانب تبادل الرؤى والنصائح، مشيرا إلى استعداد روسيا لمواصلة اللقاءات والتعاون مع الجزائر بما في ذلك النقاش السياسي.
وتأتي زيارة المسؤول الروسي إلى الجزائر بالتزامن مع تقارير إعلامية حول سحب روسيا عتاد عسكري متطور من قواعدها في سوريا ونقله إلى ليبيا بعد أيام من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وعقب تجديد الجزائر دعوتها بمجلس الأمن إلى انسحاب القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة الذين يفاقم وجودهم حدة التوترات ويهدد سيادة ليبيا.
الجانبان الجزائري والروسي ناقشا العلاقات الثنائية وعددا من الملفات الإقليمية والدولية (الخارجية الجزائرية) تنشيط بعد فتوريقول أستاذ العلاقات الدولية والخبير في القضايا الجيوسياسية محمد عمرون إن زيارة ممثل الرئيس الروسي إلى الجزائر تُعد "مهمة" إذا ما وضعت في سياقها الإقليمي والدولي الذي يشهد عدة تطورات، منها سقوط نظام الأسد، والأوضاع في غزة، والحرب الأوكرانية الروسية المتواصلة، إلى جانب الوضع المتأزم في منطقة الساحل الأفريقي.
ويؤكد عمرون، في حديثه للجزيرة نت، أن الزيارة تعد مهمة أيضا بالنسبة للعلاقات الثنائية بين البلدين كونها اتسمت بالفتور الأشهر الماضية لاعتبارات عديدة، من بينها وجود قوات فاغنر الروسية في شمال مالي.
وتطرق إلى العلاقات التاريخية التقليدية بين الجزائر وروسيا في جميع المستويات السياسية والدبلوماسية وحتى العسكرية، مما يجعل روسيا "بحاجة إلى التشاور مع شركائها الموثوقين مثل الجزائر بخصوص التطورات في سوريا، وهو ما سيرفع حالة البرودة والفتور عن العلاقات الجزائرية الروسية".
إعلانواعتبر أن انعقاد الدورة الرابعة للجنة المشتركة الجزائرية الروسية فرصة لترميم الثقة بين الجانبين بعد فترة من الفتور، والتباحث حول واقع منطقة الساحل، ورفع التنسيق والتشاور وتبادل الرؤى في ما يتعلق بمجمل الملفات.
رسائل وتوضيحاتوأشار أستاذ العلاقات الدولية والخبير في القضايا الجيوسياسية إلى أن ممثل الرئيس الروسي قد حمل دون شك مجموعة من الرسائل من الرئيس بوتين إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تضاف إلى قضايا التعاون وكيفية تقريب وجهات النظر، وتتعلق بتقديم تفسيرات وتوضيحات من الجانب الروسي، خصوصًا فيما يتعلق بمنطقة الساحل، والاستماع للرؤية الجزائرية في هذا السياق.
وبخصوص إذا ما حملت هذه الزيارة تطمينات للجزائر، يقول إن الجزائر أثبتت عدة مرات أنها قادرة على حماية أمنها القومي بنفسها، مما يجعل مسألة التطمينات الروسية فيها نوع من المبالغة.
وأشار إلى أن الجزائر لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تُستبعد من ترتيبات منطقة الساحل لاعتبارات كثيرة، كما أن الرؤية الجزائرية القائمة على ضرورة الحوار والتعاون، ورفض التدخلات العسكرية، ورفض اللجوء إلى القوة لحل الأزمات، تعتبر في كثير من الأحيان رؤية صائبة، مما يجعل روسيا مطالبة بالتنسيق بشكل أكبر مع الجزائر.
من جانبه، توقع الخبير في القضايا الجيوسياسية والأمنية وقضايا الهجرة، حسان قاسمي، أن يكون ملف فاغنر قد طوي نهائيا بعد ردود الفعل القوية للطرف الجزائري على نشاط القوات الروسية في مالي، مؤكدا أن روسيا بلد حليف للجزائر، ولو كان هناك عدم توافق في بعض الأحداث التي تطورت على حدود الجزائر.
قواعد روسية بليبياواعتبر قاسمي، في حديثه للجزيرة نت، أن الأخبار المتداول لوسائل إعلام غربية حول نقل القواعد العسكرية الروسية بسوريا إلى ليبيا هي محاولات مغرضة لنقل الصراع إلى ليبيا، لعدم وجود لتهديد مباشر للقواعد العسكرية الروسية في سوريا، مع إمكانية تطور الصراعات الجيوسياسية في المستقبل.
إعلانومع ذلك، اعتبر أن نقل روسيا المحتمل لقواعدها العسكرية من سوريا إلى ليبيا لا يمكن أن تشكل تهديدا لأمن الجزائر كونها ليست عدوا لها، مما يفرض التنسيق والتشاور مع الجزائر بالموضوع إلى جانب الأطراف الأخرى على غرار السلطة الليبية ومصر.
وقال الخبير حسان قاسمي إن التطورات التي حدث في مالي مع وجود قوات فاغنر الروسية هناك لا يمكن أن تتكرر في ليبيا.
ويرى المحلل السياسي علي ربيج أن موقف الجزائر واضح جدًا فيما يخص القواعد العسكرية في منطقة الساحل أو في منطقة المغرب العربي بشكل عام، كونها رفضت أن تكون هناك قواعد عسكرية على ترابها، أو في ليبيا أو تونس أو مالي، لتأثير مثل هذه التجارب على أمن البلدان بتحولها لمدخل مباشر للانتشار العسكري للقوات الأجنبية.
ويقول ربيج، في حديثه مع الجزيرة نت، إن موقف الجزائر ثابت فيما يتعلق بالقواعد العسكرية، مما قد يجعله أحد النقاط الخلافية بينها وبين روسيا، التي ربما ترغب في إقامة قاعدة عسكرية في ليبيا، معتبرا أن هذا قد يزيد التوتر بين الجزائر وروسيا، وبين أي دولة أخرى تريد إقامة قواعد عسكرية في المنطقة.
بالنسبة للرسائل التي قد يحملها الطرف الروسي بالنسبة للجزائر في القضية الليبية، اعتبر أنها لن تخرج عن محاولة إقناع الجزائر لتغيير موقفها، فروسيا لا يمكنها التنازل عن وجودها في ليبيا.
وأشار إلى أن الجزائر ستبقى صامدة ومتمسكة بموقفها كونها تؤمن بنظرية واحدة، وهي أنه "لا يمكن الخروج من الأزمة الليبية إلا عن طريق جلوس الأخوة الليبيين معًا، والليبيين فقط، لإجراء حوار ومفاوضات وتقديم تنازلات فيما بينهم من أجل التوصل إلى حل يفضي إلى إجراء انتخابات دون تدخل أجنبي".