اعتبر رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، أن نجاح الحكومة الحالية لا يعتمد على إرضاء الولايات المتحدة الأمريكية، وفيما كشف أن الاطار التنسيقي وقع على طلب يخص المنتمين لداعش، أشار الى أسباب زيادة أسعار الدولار، كما دعا الكتل السياسية الى أن لا تهب ما لا تمتلك في تعليقه على "أزمة كركوك" الأخيرة. وقال العبادي في حديثه لبرنامج "بالمختزل"، الذي تبثه فضائية السومرية، إن "الكثير من متضرري داعش سواء المقاتلين او السكان لم يستعيدوا كافة حقوقهم الى الان، وهناك طلب في الوثيقة بعدم محاسبة من قاتل مع صفوف داعش ومن قام بالانتماء إليهم لا يعتبر مجرما والإطار التنسيقي وقع ضمن الاتفاقية سياسية على ذلك"، مبينا انه "كان هناك نوع من التسابق لتوقيع الوثيقة السياسية لتشكيل الحكومة الحالية دون مناقشتها في حين ان ما تم التوقيع عليه ليس شأنا سياسيا بل حكوميا".



وأضاف، ان "هناك فرقا بين المغيب ومن قتل ولم يتم التبليغ عنه وهناك حالات تم التبليغ عنها انها قتلت في زمن تحرير المناطق وهذا يدل على انهم قتلوا مع التنظيم الإرهابي وفي الوثيقة السياسية يطالبون بإعطاء هؤلاء رواتب وتعويضات من دون التحقيق ولأجل مكاسب انتخابية على حساب دماء الأبرياء"، مشيرا الى انه "لا يوجد أي انتهاك لمواطني المناطق المحررة وكنا حريصين على ان يتم التحقيق بكل مقاطع الفيديو التي انتشرت في ذلك الوقت وكانت تحتوي على اعدام ميداني من قبل بعض الجهات المسلحة واغلبها لم نصل بها الى نتيجة".

وحول أزمة الإقليم، اكد العبادي انه "يجب التعامل مع الإقليم على أساس عراق واحد ومصلحة واحدة والابتعاد عن أجواء "اسندك فتعطيني" لأنه بالتالي سيؤدي الى التنازل عن حقوق لا تخص الأحزاب بل المواطنين"، موضحا ان "البعض يحرم مواطنين الإقليم من حقوقهم لإرضاء جمهوره الانتخابي".

ولفت الى انه "في عام 2018 تم سحب الموازنة التي قدمتها وبـ"شخطة قلم" تمت زيادة رواتب الإقليم 50% بلا حساب من اجل الكسب السياسي، وعلى الحكومة احتساب رواتب الإقليم بشكل دقيق من اجل مصلحة المواطن وليس لغرض سياسي"، مؤكدا ان "الإقليم كان يرفض تسميه موظفيه وربطهم بالحكومة الاتحادية ومن جانب اخر يتهمها بعدم إعطائهم او تسديد رواتبهم".

وبشأن كركوك، أوضح العبادي ان "رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني لديه تصريح بأن ما يحصل بالمحافظة اتفاق سياسي وانه لم يوقع عليه، لذلك على الكتل السياسية ان لا تهب ما لا تمتلك وان تترك الامر لأبناء كركوك هم من يقررون مصيرهم"، مردفا: "عدم توقيعي على الوثيقة الحالية بسبب وجود فقرات تعمل على محاصصة الدولة".

وأشار رئيس ائتلاف النصر الى ان "مشكلة جرف الصخر تكمن في بعض ساكنيها نزحوا الى الانبار في زمن التحرير والبعض الاخر الى شمال بابل وهنا يجب على الحكومة ان تقرر إذا كانوا يشكلون خطرا لماذا لا يتم التدقيق في امورهم وإذا كانوا غير ذلك لماذا لا يرجعون الى أماكنهم"، مبينا ان "هناك اختلافاً في الرؤيا بشأن هذه المنطقة، والعتبات المقدسة لها رأي أيضا بعدم الاستعجال بهذا القضية لأنها قريبة جدا منها ولا يمكن المخاطرة من جديد، ويوجد تصور لدى الناس ان الخطر لازال موجودا".

وبشأن انسحاب الصدر من العملية السياسية، قال العبادي إن "الصدر اختار طريقا لنفسه وهناك كتل لا يريد التحالف معها داخل الإطار واجتهد في قراراته وله رؤية في اصلاح الأوضاع داخل البلاد لكنه لا يستطيع القيام بها لوحده كون العراق فيه تعددات سياسية كثيرة"، مشيرا الى انه "لا يمكن ان يترك البلد من دون حكومة ومن الصعوبات ان تدار العملية السياسية من دون الصدر لكنه قطع الطريق امام التفاهم وحتى انسحاب نوابه كنا نظن انها ورقة ضغط لكنه أصر على الامر ولا يريد التعاون مع الإطار بشكل كامل لذلك حتى انتخابات مجالس المحافظات لم يشارك بها".

واستدرك بالقول، ان "اعتراض الصدر جاء بسبب اغلب الموجودين في الإطار لديهم فساد ومحاصصة في حين المتحالف معهم أيضا كان عليهم ملفات فساد ومحاصصة، الامر ليس مسألة حب وكره وانما إدارة دولة ولهذا انا كنت مع الثلث المعطل"، موضحا ان "الصدر حاول التنازل في بعض الأحيان لكنه وضع شروطا على الإطار بأن يأتي ببعض من قياداته وليس الجميع".

وتابع، ان "البعض يرى رئيس الوزراء مثل شرطي مرور ينظم سير العملية السياسية لكن الحقيقة هو الرجل التنفيذي الأول في الدولة وموضوع اقراض الإقليم طرحه رئيس الوزراء ولم يناقش، لكنه شرح بعض المشاكل في الحسابات واستحقاقات الإقليم"، مشيراً الى أن "البرلمان وضع في مسودة الموازنة نصوصا جعلت من المستحيل تنفيذ الفقرات المتعلقة بالإقليم لذلك قرر اللجوء الى القروض والمالكي اول من ايد هذا القرار".

وحول مسألة الانتخابات المبكرة، اكد رئيس الوزراء الأسبق، انها "لا يمكن ان تتم الا إذا كان هناك سبب منطقي لها والان لا يوجد أي دافع للقيام بها، ومظاهرات تشرين هي الامر الوحيد الذي كان يستدعي انتخابات مبكرة لأنها كانت ازمة حقيقية بين النظام والشارع العراقي لكن بعد ذلك أصبح هناك عزوف كبير عن الانتخابات ولم يكن هناك داعي لانتخابات مبكرة".

ولفت الى انه "لا يوجد أي تدخل خارجي او داخلي في تنصيب مصطفى الكاظمي رئيسا للمخابرات العراقية وحادثة "الرسالة" كانت من شخص ليس من الحكومة الامريكية وكان يدعو الى تنصيب شخص اخر وتم كشف التزوير والقبض عليه"، مبينا انه "كنا بحاجة الى اختراق تنظيم داعش عن طريق المخابرات ولكشف المخططات قبل وقوعها والجهاز في ذلك الوقت لم يكن لديه قدرة على مثل هكذا أمور، لذلك عملت على تغيير الموجودين بشخص لديه اقل نسبة اعتراض من الموجودين والكتل السياسية التي اختارت الكاظمي لمنصب رئاسة الوزراء هي من تتحمل تبعات قراراتها".

واكد العبادي، ان "داعش من سرق مصفى بيجي وتم استرجاعه بصعوبة وتم تخريب أجزاء منه واللجنة التي أرسلت اليه دققت الاضرار وأكدت انها تحتاج الى وقت لإعادته للعمل، لكن مع التخريب الحاصل كانت هناك قطع داخل المصفى ثمينة سببت لنا مشاكل واشخاص كانوا يرتدون زي المقاتلين قاموا بنهب هذه القطع، ومن سخرية القدر ان العصابات التي سلمت العراق الى داعش هي من تتحكم الان وتتهم الاخرين بالسرقة".

وأردف، ان "بعض القيادات السنية في زمن النزوح والاعتداءات من قبل داعش جاءوا ليفاوضوني من اجل اعطاءهم تعويضات فقط إليهم وليس لكل المواطنين هناك"، مضيفاً "ما تم ارجاعه من القطع للمصفى في الفترة الاخيرة ليست مهمة وهو يعمل من دونها وما حدث حالة لكسب الأصوات في الانتخابات المقبلة".

وأوضح، ان "نجاح الحكومة الحالية لا يعتمد على إرضاء أمريكا وهناك نزاع داخل الولايات المتحدة بين الديمقراطيين والجمهوريين وانقسام داخل مجتمعاتها والطرفين لا يمكن ارضائهم وكل ما يحدث في نظرهم سببه إيران والعراق الان يدفع ثمن كونه جار للجمهورية الإسلامية"، كاشفاً "طالبت الولايات المتحدة في وقت سابق بتحديد نسبة غسيل الأموال من الدولار والى اين تذهب وقدموا لنا بعض الأماكن لكن من دون ارقام مثل الامارات وتركيا وهاتين الدولتين مصارفها مفتوحة على أمريكا لكن العراق فقط من يحاسب".

وعن السياسة النقدية المتبعة، اعتبر العبادي ان "الخلل في البنك المركزي العراقي لا يحل بالطرق الأمنية وانما بالسياسة الاقتصادية يمكن السيطرة عليه وان الضغط على التجار والمستثمرين سيتسبب باتجاههم الى السوق السوداء"، مضيفاً "علينا تقليل الروتين بعملية نقل الأموال المشروعة وبقاء الدولة فاعلة بهذا الجانب".

ورجح ان "الكتلة النقدية هي السبب بزيادة أسعار الدولار ففي عام 2014 كانت 41 % وحاليا اكثر من 100 % وهذا ما سيؤدي الى التضخم"، مؤكدا ان "هناك مشاكل في تعامل الحكومة مع الملف الاقتصادي".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: رئیس الوزراء لا یمکن الى انه الى ان من دون

إقرأ أيضاً:

النفط يتراجع والذهب يستقر وسط ترقب بيانات أميركية بشأن التضخم

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم بعد ارتفاعها في الجلسة الماضية وسط توخي المستثمرين الحذر قبل صدور بيانات أميركية بشأن التضخم حتى مع دعم السوق من الزيادات المتوقعة في الطلب خلال الصيف.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت لأقرب تسليم 39 سنتا أو 0.5% إلى 85.58 دولارا للبرميل، وقت إعداد هذا التقرير، بعد أن ارتفعت 0.9% في تعاملات أمس.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2السعودية ومصر تقودان أسواق الأسهم العربية للصعودlist 2 of 2النفط والذهب يتراجعان والدولار يرتفع غداة تثبيت الفائدة الأميركيةend of list

وانخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي 37 سنتا أو 0.45% إلى 81.26 دولارا للبرميل بعد ارتفاعها 1.1% في وقت سابق.

وزاد كلا الخامين القياسيين بنحو 3% الأسبوع الماضي، ليحققا مكاسب لأسبوعين متتاليين.

وأظهر استطلاع أولي أجرته رويترز أمس الاثنين أنه من المتوقع أن تنخفض مخزونات النفط الخام الأميركية بما يصل إلى 3 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 21 يونيو/حزيران، ومن المتوقع أيضا أن تنخفض مخزونات البنزين، في حين من المرجح أن ترتفع مخزونات نواتج التقطير الأسبوع الماضي.

ونقلت الوكالة عن تينا تينغ محللة السوق، قولها: "ارتفاع أسعار النفط ناجم عن توقعات متفائلة للطلب وانخفاض المخزونات الأميركية. ومع دخول نصف الكرة الشمالي موسم صيف حار إلى جانب موسم أعاصير مقبل، من المتوقع أن يستمر الطلب في الزيادة في الأشهر المقبلة".

ومع ذلك، فإن المستثمرين حذرون حيال المزيد من الزيادات في أسعار النفط بسبب المخاوف من أن تحد أسعار الفائدة المرتفعة نسبيا من النمو في استهلاك الوقود من خلال تقليص النشاط الاقتصادي.

ومع استمرار تركيز مجلس الاحتياطي الاتحادي ( المركزي الأميركي) على الحد من التضخم، فإن صدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي -وهو المقياس المفضل لدى البنك المركزي الأميركي لزيادات الأسعار- يوم الجمعة سيعطي المزيد من المؤشرات على مسار الفائدة.

ومن شأن تأخير خفض أسعار الفائدة أن يبقي تكلفة الاقتراض مرتفعة لفترة أطول.

النفط تراجع مع ترقب البيانات الأميركية (شترستوك) الذهب

واستقرت أسعار الذهب بينما يترقب المستثمرون البيانات الأميركية للتضخم الأميركي المقرر صدورها هذا الأسبوع والتي قد تلقي بعض الضوء على موقف البنك المركزي الأميركي حيال خفض الفائدة.

وارتفعت عقود الذهب الفورية 0.11% -وقت كتابة التقرير- إلى 2337 دولارا، في حين ارتفعت العقود الأميركية الآجلة 0.17% إلى 2347 دولارا.

وقال كبير محللي الأسواق لمنطقة آسيا والمحيط الهادي لدى أواندا، كلفين وونغ: "المؤشرات التقنية للذهب على المدى القصير ليست إيجابية. فبعد انخفاض الأسعار بشكل كبير يوم الجمعة، نظر المستثمرون للأمر على أنه إشارة سلبية تفسر الحركة الضعيفة للذهب وبقاءه عند المستويات الحالية".

وهبط المعدن الأصفر أكثر من 1% يوم الجمعة مع قفزة للدولار بعد زيادة أنشطة الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى في 26 شهرا في يونيو/حزيران الحالي وسط انتعاش في التوظيف.

ومن المقرر صدور تقديرات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي للربع الأول يوم الخميس، وتقرير مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة.

ويقلل انخفاض أسعار الفائدة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدا.

وقالت رئيسة بنك الاحتياطي الاتحادي في سان فرانسيسكو، ماري دالي أمس إنها لا تعتقد أن المركزي الأميركي ينبغي أن يخفض أسعار الفائدة قبل أن يثق صناع السياسات في أن التضخم يتجه نحو 2%، لكنها أشارت أيضا إلى أن ارتفاع البطالة يمثل خطرا متزايدا.

الذهب يتأثر بالإشارات إلى مسار الفائدة الأميركي (شترستوك) الدولار

وحاول الدولار اختراق مستوى 160 ينا اليوم لكن من دون جدوي تقريبا؛ إذ أبقت المخاوف من تدخل المسؤولين اليابانيين لدعم العملة الين صامدا بشكل ما مقابل العملات الأخرى.

وانخفض الدولار في أحدث التعاملات 0.14% إلى 159.36 ينا بعد أن تم تداوله في نطاق ضيق طوال التعاملات الآسيوية مع توخي المتداولين الحذر من بلوغ مستوى المقاومة الرئيسي الذي أدى إلى تدخل طوكيو في العملة بما يصل إلى 9.79 تريليونات ين (61.33 مليار دولار) في أواخر أبريل/نيسان وأوائل مايو/أيار.

وحال ذلك دون وصول الين إلى مستويات متدنية جديدة مقابل العملات الأخرى؛ إذ استقر الجنيه الإسترليني دون أعلى مستوى في 16 عاما عند 202.38 ين.

وأظهر محضر الاجتماع الصادر أمس الاثنين أن البنك المركزي ناقش احتمال رفع أسعار الفائدة على المدى القريب، ودعا مسؤول إلى زيادتها "دون تأخير كبير".

وجاء أحدث انخفاض للين على خلفية اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان في يونيو/حزيران؛ إذ خيب صناع السياسات آمال المستثمرين الذين كانوا يراهنون على تخفيض فوري لمشتريات بنك اليابان الضخمة من السندات.

في حين تراجع الدولار قليلا قبيل صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة يوم الجمعة، المقياس المفضل للتضخم لدى مجلس الاحتياطي الاتحادي.

ومقابل سلة من العملات، ارتفع مؤشر الدولار 0.05% إلى 105.53 نقاط.

مقالات مشابهة

  • بعد اجتماع اللجنة المرتقب.. هل هناك زيادة متوقعة في تسعير البنزين؟
  • الحكومة العراقية تصدر بياناً بشأن انتخابات برلمان إقليم كردستان
  • رئيس CIA الأسبق يعلق لـCNN على تطورات قضية مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج
  • النفط يتراجع والذهب يستقر وسط ترقب بيانات أميركية بشأن التضخم
  • شعبة الأجهزة الكهربائية: زيادة عمليات شراء المراوح والتكيفيات مع دخول موسم الصيف
  • أسعار النفط ترتفع وسط توقعات زيادة الطلب والتوترات الجيوسياسية
  • داعش يُهدد الصومال.. وسياسي يعلق: أمر طبيعي و"تصريحات أمريكا مُبالغ فيها"
  • نائب:حراك سياسي لتوحيد الموقف السياسي السنّي
  • على الحكومة سرعة التدخل العاجل.. طلب إحاطة بشأن زيادة أسعار الزيت والعيش السياحي
  • ارتفاع أسعار الذهب في مصر لأول مرة منذ 9 أيام بسبب زيادة سعر الدولار