الشعر والشباب في زمن الذكاء الاصطناعي.. فعالية لاتحاد الكُتاب بأبوظبي
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةضمن فعاليات الدورة الثامنة من ملتقى أديبات الإمارات نظم اتحاد كُتاب وأدباء الإمارات- فرع أبوظبي، بالتعاون مع المكتب الثقافي والإعلامي للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، فعاليتين بمقره بالمسرح الوطني، حيث استضاف في الأولى الدكتورة عائشة الشامسي، رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، في جلسة بعنوان: «الشعر والشباب في زمن الذكاء الاصطناعي»، أما الفعالية الثانية فكانت عبارة عن أمسية شعرية لشاعرتين إماراتيتين هما زينب عامر وعبير البريكي.
وأكدت الدكتورة عائشة الشامسي، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، في محاضرتها التي قدمتها الشاعرة نجاة الظاهري أنه لا قلق على الإطلاق من تأثير الذكاء الاصطناعي على الماهية الإبداعية ومزاحمة التكنولوجيا الجديدة المتطورة للمبدعين في الأجناس الأدبية، باعتبار أن منطلقات الذكاء الاصطناعي في الجمع المعلوماتي تظل رهينة المادة المجمعة فقط بشكلها المنقول، مما يجعلها محملة بأخطاء بنائية وسياقية في الشكل والمضمون. وأشارت إلى أن عدم قلقها نابع من خطوات تجريبية قامت بها كشاعرة وأكاديمية للوقوف على قدرات الذكاء الاصطناعي، واستكشفت أنه رغم اللغة التوليدية التي يشكلها من المخزون الواسع إلا أنه لا يمكن أن ينافس المبدع البشري في المضامين وعمق طرحها ودلالاتها وسياقاتها. وقد تفاعلت الدكتورة عائشة مع مداخلات الحضور التي تفاوتت في تصوير حجم تأثير الذكاء الاصطناعي على إمكانية توليد نص إبداعي حقيقي.
أما الأمسية الشعرية التي شاركت فيها الشاعرتان البريكي وزينب عامر، فشهدت قصائد تراوحت بين النبطي والفصيح، وتضمنت أغراضاً وطنية وإنسانية وعاطفية تفاعل معها الحضور، فألقت عبير البريكي مجموعة من قصائدها القديمة والحديثة، شكّل الحس الوطني والإنساني والعاطفي مضامينها، واتسمت بصورها العذبة ولغتها الشفيفة، وعزز ذلك الإلقاء الشعري، بينما جاءت قصائد زينب عامر مصحوبة بالشجن الإنساني، ومحلقة في فضاءات الذات الشاعرة عبر تراكيب صغيرة البناء، كبيرة المعاني، ما أضفى على الأمسية روحاً متنوعة بحيث لم يشعر الجمهور بملل الوقت وتعدد القصائد، كما شهدت الأمسية بناء على طلب الحضور مشاركة من الشاعرة الدكتورة عائشة الشامسي التي كانت إحدى نجمات مسابقة أمير الشعراء في موسمه الثامن، حيث ألقت قصيدة عمودية جميلة، وكذلك شاركت الشاعرة نجاة الظاهري، وصيفة الموسم العاشر، التي قدمت الأمسية بإحدى قصائدها.
وفي نهاية الأمسية، قام سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة الاتحاد، وشيخة الجابري، رئيس الهيئة الإدارية لفرع أبوظبي، بتكريم المشاركات في الفعاليتين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الذكاء الاصطناعي الشعر الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإعلام السعودي
ما أشبه اليوم بالأمس، فاختيارات الإعلام العربي محدودة جدًا، إن هو أراد مواكبة العصر، وعدم التخلف عنه، فالإعلام “اليوم” لا يجد مفرًا من تفعيل برامج الذكاء الاصطناعي؛ لصناعة محتوى إعلامي جاذب، وهو الأمر الذي اضطر أن يفعله بالأمس، عندما اعتمد برامج تقنية جديدة، للدخول في صناعة إعلام حديث.
يقينًا، من الصعب قياس اهتمام الإعلام العربي ببرامج الذكاء الاصطناعي، إلا أنه في المجمل “ضعيف جدًا”، بالكاد تصل إلى 50% أو أقل في العموم، ففي مصر لا تزيد نسبة الاهتمام على 50 في المائة، وفي الأردن تلامس الـ60 في المائة، وتقل النسبة عن ذلك، في دول أخرى، مثل الجزائر وتونس وليبيا واليمن، ليس لسبب سوى أن هناك تحديات كبرى تواجه المؤسسات الإعلامية في هذه الدول.
وإذا كان مشهد الإعلام العربي “متواضعًا” في تفعيل برامج الذكاء الاصطناعي، نجد أن المشهد ذاته في المملكة العربية السعودية أفضل حالًا، بعدما نجحت رؤية 2030 في تأسيس بيئة ملائمة، يزدهر فيها الذكاء الاصطناعي في مفاصل الدولة؛ ومنها القطاع الإعلامي، ما دفع الدولة لتأهيل جيل جديد من الإعلاميين، قادر على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطويعها في صناعة محتوى إعلامي رزين.
ومع تفاقم الاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عالميًا، زادت وتيرة الاستثمار في برامج الذكاء الاصطناعي في السعودية؛ لقدرته على تقديم مفهوم جديد، يرتبط بما يعرف بـ”الصحافة الخوارزمية” أو صحافة “الذكاء الاصطناعي”، التي تستدعي المستقبل، وتتوصل إلى نتائج وأرقام، تثقل من المحتوى الإعلامي.
وتماشيًا مع رؤية 2030، يُسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز جودة الصحافة السعودية عبر دعم التحقيقات الصحفية، وتحسين تجربة الجمهور، واستشراف مستقبل الإعلام الرقمي، ومع استمرار الاستثمار في التقنيات الناشئة، يتوقع الخبراء أن يصبح الإعلام السعودي نموذجًا عالميًا في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة المحتوى الصحفي، وتحقيق استدامته، وبقاء الصحفيين في الطليعة رغم مزاحمة التقنية.
ودعونا نضرب مثالًا توضيحيًا، بمحتوى فعاليات المنتدى السعودي للإعلام 2025 في نسخته الرابعة، التي انطلقت بالمملكة في فبراير الماضي، ومنها نستشعر الإقبال السعودي على كل حديث، خاصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذا المنتدى كشف- لمن يهمه الأمر- أن قطاع الإعلام السعودي أدرك أهمية التقنية وأثرها في صناعة مستقبل الإعلام، والفرص والتحدّيات في صناعة الإعلام الرقمي، واستخدام الذكاء الاصطناعي والابتكار في صناعة المحتوى.
ويراهن المسؤولون عن قطاع الإعلام السعودي، على الجدوى من الذكاء الاصنطاعي، ويؤكدون قدرة القطاع على توفير نحو 150 ألف وظيفة بحلول 2030، “ليكون بيئة حاضنة للمواهب ومنصة لتعزيز الابتكار”- بحسب وزير الإعلام السعودي يوسف الدوسري- الذي بعث برسالة، تلخص مستقبل القطاع الإعلامي، قال فيها:” إننا نبني الإنسان، ونلهم العالم، ونصنع المستقبل”.
نايف الحمري