الحرة:
2025-01-31@03:24:38 GMT

كيف تستخدم الصين الموانئ العالمية لجمع معلومات حيوية؟

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

كيف تستخدم الصين الموانئ العالمية لجمع معلومات حيوية؟

تمتلك الصين أو تشارك في ملكية أو تشغيل نحو 96 ميناء عبر العالم، وقد يشكل ذلك وسيلة لها لجمع معلومات حيوية، وفق تقرير لمجلة "فورين بوليسي".

وتشترط القوانين الصينية أن تقوم جميع شركاتها العاملة في الخارج - سواء الخاصة أو المملوكة للدولة- بجمع المعلومات عن الكيانات الأجنبية وإبلاغها إلى الحكومة الصينية، يؤكد التقرير.

ونظرا لموقف بكين الاقتصادي والجيوسياسي العدائي بشكل متزايد تجاه الغرب، "من الأهمية بمكان أن يتم فهم مخاطر ملكية البنية التحتية الصينية بشكل كامل لمواجهتها"، حسب فورين بوليسي.

سيطرة على موانئ العالم

في هذا السياق، أكد تقرير المجلة على ضرورة فهم ما تود بكين جمعه من معلومات، وما هي مصادر البيانات التي يمكنها الوصول إليها، وما هي المعلومات التي تنوي جمعها، حتى تتسنى مواجهتها.

وتتواجد بكين في ممرات الشحن الرئيسية عبر العالم، لا سيما المحيط الهندي (ميناء هامبانتوتا، سريلانكا)، والبحر الأحمر (ميناء جيبوتي)، وقناة السويس (ميناء السخنة، مصر، وتركيا)، والبحر الأبيض المتوسط (ميناء حيفا، إسرائيل، وبيرايوس، اليونان)، وعدة مناطق أخرى.

ويتراوح هذا الوجود البحري من مرافق صغيرة إلى مناطق أكبر مع سيطرة تشغيلية كبيرة، ويفتح الباب أمام جمع المعلومات والأنشطة الاستراتيجية الأخرى. 

كما تتصدر الصين العالم من حيث قدرة الشحن بأساطيلها التجارية الضخمة، بما في ذلك السفن، وناقلات النفط، وناقلات الغاز الطبيعي السائل، وناقلات البضائع والفحم والحبوب.

وتقوم بكين بتصنيع أكثر من 90 في المائة من جميع حاويات الشحن و80 في المائة من الرافعات من السفن إلى الشاطئ في العالم.

ومن المعروف أن أنشطة الشحن الصينية في الخارج تتضاعف كمراكز لجمع البيانات والاستخبارات والمراقبة على نطاق واسع. 

برمجيات مشبوهة

تستخدم العديد من الموانئ حول العالم نظام البرمجيات اللوجستية الصينية، LOGINK، لتتبع مجموعة واسعة من المعلومات التجارية والسوقية والبحرية، بما في ذلك حالة السفن والبضائع، والمعلومات الجمركية، وبيانات الفواتير والدفع، وبيانات تحديد الموقع الجغرافي، ومعلومات الأسعار، والملفات التنظيمية، إلى جانب التصاريح والتراخيص وبيانات الركاب والمعلومات التجارية وبيانات الحجز وغيرها.

كما تقوم الموانئ المملوكة للصين بتشغيل أبراج الاتصالات، وتوفر أنظمة تشغيل صينية لأجهزة الكمبيوتر في مرافق الموانئ. 

ويرى مسؤولون أميركيون في هذه البرمجيات أدوات تجسس محتملة. 

ويمكن أن تساعد أنشطة جمع المعلومات المنهجية التي تقوم بها بكين في تحديد نقاط الضعف في التجارة الغربية وسلسلة التوريد، بالإضافة إلى تتبع شحن الإمدادات والمعدات والمكونات العسكرية.

وتستفيد البحرية الصينية، وهي الأكبر في العالم، من إمكانية الوصول إلى شبكة عالمية من الموانئ المملوكة للدول. 

استخدام عسكري محتمل

تدير بكين قاعدة بحرية أجنبية واحدة فقط – في جيبوتي – مقارنة بالشبكة العالمية الواسعة للبحرية الأميركية من الموانئ المخصصة والقواعد المشتركة. 

لكن الموانئ التجارية الصينية تستضيف بشكل روتيني السفن العسكرية الصينية ويمكن أن تكون بمثابة نقاط إعادة إمداد مهمة أو مرافق إصلاح في أي صراع. 

ولتحقيق هذه الغاية، تسعى الصين على نحو متزايد إلى تحقيق قابلية التشغيل البيني المدني العسكري في البنية التحتية البحرية وغيرها من المجالات.

وتعد هذه الاستراتيجية، قلب سياسة الزعيم الصيني شي جين بينغ لجعل كل الأنشطة التجارية تخدم مصالح الدولة. 

قاعدة تشريعية تخدم نوايا بكين

الشركات والموانئ والخدمات اللوجستية الصينية المرفقة بها، ملزمة قانونا بجمع المعلومات للحزب الشيوعي الصيني. 

وعلى العكس من ذلك، يمنع القانون الصيني تدفق بيانات الشحن الخاصة بها، مثل إشارات موقع السفن، إلى بلدان أخرى.

وألغت بكين التمييز بين الأنشطة التجارية والعسكرية، بل على العكس من ذلك، فكل الموانئ المدنية التي تم بناؤها بمساعدة صينية في الخارج مصممة للاستخدام المحتمل من قبل السفن الحربية الصينية. 

بالإضافة إلى ذلك، يتطلب القانون الصيني أن تقدم جميع الأصول والعمليات المملوكة للمدنيين الدعم للجيش الصيني في حالة نشوب صراع. 

وبالفعل، فإن ما يقرب من ثلث الموانئ التي تمتلك فيها الشركات الصينية استثمارات، استضافت سفنا  صينية.

"عواقب كارثية"

على أساس ذلك، يرى التقرير أن سيطرة الصين على المعلومات التجارية والبنية التحتية للموانئ توفر مزايا تجارية كبيرة في وقت السلم، ولكن نظراً للقرار المتعمد الذي اتخذته الصين بمعاملة جميع الأصول المدنية باعتبارها امتداداً لجيشها القوي، فإن العواقب المترتبة على هذه السيطرة في زمن الحرب قد تكون كارثية. 

وإذا نجحت هذه الاستراتيجية، فيمكن أن تمنح بكين القدرة على خنق الاقتصاد الدولي بشكل كلي، ليس من خلال الاستيلاء على الموانئ أو إغلاق قناة السويس مثلا، ولكن ببساطة عن طريق السيطرة على البنية التحتية والمعلومات. 

يقول التقرير في الصدد "ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة هذه الجهود".

وينبغي على واشنطن، وفق ذات التقرير، أن تبدأ بإجراء تقييم شامل لمخاطر التبعيات الحيوية لسلسلة التوريد - بما في ذلك الإمدادات الزراعية والمعدات العسكرية وغيرها من المنتجات - التي تمر عبر الموانئ التي تديرها الصين أو النقاط القريبة. 

ويجب عليها بعد ذلك وضع استراتيجيات لحماية المصالح التجارية والعسكرية الأميركية. 

ويشمل ذلك التعاون مع الحلفاء لضمان عدم استخدام الصين لسيطرتها على أنظمة الخدمات اللوجستية البحرية للتلاعب ببيانات الشحن والتجارة أو تحويلها إلى أسلحة.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

مدبولي يبحث مع "كونسنتركس" العالمية افتتاح مراكز خدمات التعهيد بالمحافظات

التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، كريستوفر كالدويل، الرئيس التنفيذي لشركة "كونسنتركس" العالمية (Concentrix)؛ لاستعراض خطط الشركة للتوسع في مصر خلال الفترة المقبلة، وذلك بحضور الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وعمرو صبحي، رئيس شركة "كونسنتركس" مصر، والمهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، وشيرين الشريف، رئيس قطاع تطوير الأسواق العالمية بهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات.

واستهل رئيس الوزراء الاجتماع بالترحيب بكريستوفر كالدويل، الرئيس التنفيذي لشركة "كونسنتركس" العالمية، بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، مُعربًا عن تقديره الكبير لأعمال الشركة في مصر، حيث تمتلك الشركة محفظة استثمارية كبيرة لها في السوق المصرية، وتسهم في توفير الآلآف من فرص العمل للشباب في مجال خدمات التعهيد.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أنه حرص على مقابلة الرئيس التنفيذي لشركة "كونسنتركس" العالمية، لاسيما في ضوء ما توليه الدولة المصرية من اهتمام بقيادة  الرئيس عبد الفتاح السيسي، لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بشكل عام، ومجال صناعة التعهيد بشكل خاص.

وأعرب رئيس الوزراء عن تطلعه إلى تعزيز التعاون مع شركة "كونسنتركس" العالمية عبر افتتاح المزيد من مراكز خدمات التعهيد في المحافظات المصرية المختلفة، بما يُسهم في توفير المزيد من فرص العمل للشباب المصري على مستوى الجمهورية، مؤكدًا في هذا الصدد استعداده لتقديم مختلف صور الدعم الممكنة للشركة من أجل التوسّع في أعمالها في السوق المصرية.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن صناعة التعهيد تُعد من أبرز القطاعات الواعدة للاقتصاد المصري على المديين القصير والمتوسط، حيث تعول الحكومة كثيرًا على تحقيق طفرة كبيرة في نتائج أعمال القطاع على أساس سنوي.

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه مُهتم بشكل شخصي بدعم جميع الشركات العاملة في قطاع خدمات التعهيد في مصر، وأنه يحرص على زيارة مراكز التعهيد بشكل دوري، مشيدًا بالمهارات العظيمة التي يتمتع بها الشباب المصري في هذا المجال، قائلًا: رأيتُ ذلك عن قُرب خلال زياراتي المتكررة لمراكز التعهيد، وهذه فرصة مهمة أمام شركات التعهيد العالمية للاستفادة من المواهب المصرية البارعة في هذا المجال.

بدوره، قال الدكتور عمرو طلعت إن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو واحد من 4 قطاعات رئيسية تعول عليها الحكومة المصرية لتحقيق طفرة كبيرة في معدل النمو الاقتصادي.

واستعرض الوزير في الجهود المبذولة على مدار الأعوام الماضية للنهوض بالبنية التحتية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ما حفّز العديد من الشركات العالمية على ضخ استثمارات كبيرة في هذا القطاع، ومن بينها شركات خدمات التعهيد.

وأوضح الوزير أن الشركة توظف حاليًا نحو 19 ألف موظف، من خلال 11 مركزًا على مستوى الجمهورية، يعملون جميعًا في تصدير خدمات الدعم الفني وخدمة العملاء لأكثر من 66 شركة عالمية في مختلف دول العالم بقارات أمريكا وأوروبا وآسيا.

وأكد الوزير أن الشركة تعتزم التوسع في أعمالها وضخ استثمارات ومضاعفة أعداد العاملين بمراكزها في مصر خلال السنوات القادمة ليصل الى 35 ألف موظف.

وأشار كريستوفر كالدويل، الرئيس التنفيذي لشركة "كونسنتركس" العالمية، إلى لقائه اليوم مع فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، قائلًا: لمست خلال لقائي مع الرئيس السيسي رغبة حقيقية من جانبه لتعزيز التعاون مع شركتنا عبر ضخ استثمارات جديدة في السوق المصرية، بما يُمكن من مضاعفة فرص العمل للشباب المصريين.

وأعرب الرئيس التنفيذي لشركة "كونسنتركس" العالمية عن تطلعه إلى تلبية تطلعات القيادة السياسية بشأن تعميق التعاون مع الحكومة المصرية في مجال خدمات التعهيد.

وأشاد "كالدويل"، خلال اللقاء، بالتطور الكبير الذي شهدته البنية التحتية للاتصالات في مصر، مُعربًا في الوقت نفسه عن فخره بوجود الشركة في مصر، والعمل مع الشباب المصري الموهوب والمُدرب على أعلى مستوى، لافتًا في هذا الصدد إلى أن البرامج التدريبية التي توفرها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تُسهم بشكل كبير في صقل موهبة الشباب المصري وتفتح أمامهم فرص مهمة للعمل في شركات التعهيد العاملة في السوق المصرية.

مقالات مشابهة

  • موظفة بالصحة العالمية تدشن حملة لجمع تبرعات للمنظمة بعد انسحاب أميركا
  • معلومات الوزراء يبحث مع وفد مركز دراسات البحريني أهم المشروعات المستقبلية
  • معلومات الوزراء يستعرض تقرير "توسيع الشراكات العالمية لتعزيز قدرة إفريقيا وتطلعاتها"
  • معلومات الوزراء يستعرض تقرير «بروكينجز» حول توسيع الشراكات العالمية لتعزيز قدرة إفريقيا
  • الشؤون الاجتماعية تدعو ذوي الأطفال المفقودين والمعتقلين ‏لمراجعة مديرياتها لتزويدها بأي معلومات تساعد في البحث عنهم
  • خبير أمن معلومات: المنافسة بين "ديب سيك" و"ChatGPT" صراع سياسي بين الصين وأمريكا
  • مدبولي يبحث مع "كونسنتركس" العالمية افتتاح مراكز خدمات التعهيد بالمحافظات
  • السيسي: حريصون على جذب الشركات العالمية والمحلية للعمل في مصر (فيديو)
  • السيسي: حريصون على توفير حوافز استثمارية لجذب الشركات العالمية
  • الرئيس السيسي: توفير حوافز استثمارية لجذب الشركات العالمية للعمل في مصر