«مؤسسة هيكل للصحافة العربية».. 16 عاما من التدريب والتطوير
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
«كيف يمكن للمهنة وفى هذه الظروف أن تكون آخر ريشة فى آخر جناح يقدر على الطيران فى أجواء مضطربة، علَّها تكفِّر عن نصيبها من المسئولية باكتشاف ممر مفتوح إلى مستقبل ممكن بدلاً من مستقبل مستحيل؟!»، هكذا رأى الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، وضع المهنة فى مقال حمل عنوان «بيان.. واعتذار.. ورجاء» نشر فى جريدة الأهرام عام 2014، وكأنه يؤكد حتمية تطوير المهنة وتنمية مهارات أبنائها، وهى الرؤية التى تنبه لها مبكراً فدشن قبل 16 عاماً «مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية»، وهى الكيان الذى أنشئ فى مارس 2007، بهدف تعزيز وتنمية خبرات العاملين بالمجال الصحفى على اختلاف منابره، وتعريفهم بآخر التطورات فى الصحافة العالمية، مع التركيز بشكل خاص على الأجيال الشابة من الصحفيين وتشجيع ورعاية الحوار وتبادل الخبرات بين الصحفيين فى مصر والعالم، وتقديم الدعم الفنى للمؤسسات الصحفية الناشئة، حسب ما تقوله المؤسسة عن نفسها.
وتنوعت أنشطة مؤسسة هيكل التدريبية والتشجيعية، لاسيما لشباب الصحفيين، شملت منحاً تدريبية شتى للصحفيين الشباب تمكَّنوا خلالها من التدريب فى بعض كبريات الصحف العالمية، فضلاً عن التدريب الداخلى وتنظيم مسابقة سنوية، وقد تحدث عدد من المستفيدين بهذه الدورات والحاصلين على جوائز المؤسسة لـ«الوطن»، وكشفوا جانباً من تجربتهم ومدى استفادتهم من أنشطة المؤسسة.
قال الكاتب الصحفى هشام يونس، وكيل نقابة الصحفيين، إنه كان من المحظوظين الذين حصلوا على دورة تدريبية فى القرية الذكية لمدة 4 أسابيع عن فن الحوار وفن التحقيق وفن التقرير والتغطية الخبرية، وكان يحضر فيها الأستاذ بنفسه وكان عندما يحضر يتدخل فى موضوع الدورة ويتوقف المحاضر ويجلس الكل ليستمع، موضحاً أنها كانت فرصة عظيمة للاحتكاك بمدارس صحفية أجنبية.
وتابع: «تم تقييم الأعمال المقدمة وتم اختيار أفضل 10 أعمال، وكنت من المحظوظين الذين تم اختيارهم للسفر إلى لندن لحضور دورة أخرى لمدة أسبوع وسافرت بالفعل زرنا فيها مقرات BBC كنموذج للإعلام المموّل من دافعى الضرائب، وزرنا صحيفة جارديان كنموذج للصحافة المحافظة، وصحيفة صن كنموذج للصحافة الشعبية، ومجلس العموم البريطانى، ومقر صحيفة شيوعية صغيرة وإحدى مطابع الصحف البريطانية».
وأكد خالد عبدالرسول، الصحفى بجريدة «الوطن» وشارك فى دورات تدريبية وورش العمل التى نظمتها مؤسسة هيكل فى بداياتها، عن تجربة لم تكتمل للسفر إلى لندن كاشفاً عن سبب ذلك، موضحاً أن المؤسسة قامت بدور مهم فى تدريب الصحفيين فى وقت لم تكن فيه فكرة «التدريب» قد أخذت حقها الواجب بعد.
وأشار إلى مشاركته فى عدة دورات تدريبية وورش عمل نظمتها المؤسسة بمشاركة الأستاذ هيكل شخصياً، وكانت كلها تدور حول «صحافة العمق والصحافة الاستقصائية» التى كان الأستاذ هيكل وقتها يرى أنها المنقذ للصحافة الورقية والمكتوبة عموماً، فى عالم طغت فيه التكنولوجيا وأصبحت الأخبار تنهمر بشكل أسرع من قدرة الصحافة الورقية على مجاراتها.
وأضاف: «من هذه الورش، كانت ورشة استمرت لمدة شهر، وكان يقوم بالتدريب فيها أستاذة مرموقة فى الإعلام ببريطانيا، وصحفى بريطانى مخضرم كان نائباً لرئيس تحرير صحيفة «ديلى ميل»، بالإضافة للأستاذ هيكل الذى كان يتعامل مع شباب الصحفيين المشاركين بود بالغ.
انطلقت فى مارس 2007 لتعزيز وتنمية الخبرات مع التركيز على الأجيال الشابة وتشجيع ورعاية الحوار وتبادل التجارب عالمياًوبدأت المؤسسة فى تنظيم مسابقة سنوية منذ عام 2017 ومنح جائزة باسم «هيكل» فى حفل يتم تنظيمه فى ذكرى ميلاد الكاتب الراحل 23 سبتمبر من كل عام، حيث تقدم المؤسسة جائزتين تشجيعيتين للاحتفاء بالتميز فى العمل الصحفى، وتبلغ قيمة كل جائزة 250 ألف جنيه، وقد فاز بالجائزة منذ انطلاقها 14 من المواهب المتميزة من شباب الصحفيين العرب، ومنهم الزميل أحمد العميد الصحفى الاستقصائى فى جريدة «الوطن».
وقال محمد بصل، مدير تحرير الشروق، والفائز بالجائزة عام 2017، إنه عندما حصل على جائزة هيكل فى عامها الأول، شعر بفخر كبير، لأن التكريم -فى المقام الأول- يحمل اسمه وهو من كان وما زال المثل الأعلى لأجيال كاملة من الصحفيين، وأول كاتب ومحقق أقرأ له فى المجال السياسى فى مكتبة والدى، ثم حرصت على متابعة أعماله المنشورة فى الصحف فى الستينات والسبعينات.
وقالت مارينا ميلاد، الصحفية فى موقع «مصراوى» والمتخصصة فى السرد القصصى الرقمى، وحصلت على جائزة هيكل للصحافة العربية عام 2018، إن هذه الجائز مثلت دفعة لتطوير عملها، والمحتوى الذى تقدمه، وتابعت: «لها خصوصية كونها تحمل اسم محمد حسنين هيكل، وهذا شرف كبير، أتمنى أن تستمر أنشطة مؤسسة هيكل فى دعم الصحفيين من خلال جائزتها السنوية والتدريبات».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: هيكل ملفات الوطن
إقرأ أيضاً:
مدير مؤسسة محمود درويش: نحافظ على إرث شاعرنا ونشر إبداعه وتوزيعه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال فتحي البس، مدير مؤسسة محمود درويش، إن دور المؤسسة يتمثل في الحفاظ على إرث محمود درويش ونشر إبداعه وتوزيعه حيثما استطاعت المؤسسة.
وأضاف خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية" أن للمؤسسة أذرع كثيرة جدا تشرف على متحف محمود درويش وضريحه، كما للمؤسسة قاعة لإقامة الندوات الثقافية، وهي لا تعنى فقط بإرث محمود درويش وإنما بالمشهد الثقافي الفلسطيني والعربي، وأنشئت المؤسسة بعد وفاته بعام بمرسوم رئاسي.
وتابع أنها إحدى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ولكنها مؤسسة مستقلة تماما تقوم بالعديد من النشاطات الشهرية، ولكن الحرب العدوانية الوحشية على فلسطين جمدت الكثير من النشاطات، "لدينا 4 برامج تقليدية شهرية، فالأولى في حضرة محمود درويش ويتم استضافة أحد المبدعين، وذكرى مبدع نستذكر من خلاله أحد المبدعين الفلسطينيين أو العرب، ومحور تاريخ وآثار فلسطين، حيث يحاول العدو تزوير التاريخ وتدمير المواقع الأثرية الفلسطينية أو سرقة محتوياتها، والبرنامج الرابع يختص بإشهار الكتب وتوقيعها".
واستطرد أنه يجري التواصل مع كل المؤسسات الثقافية الشقيقة سواء داخل الوطن أو خارجه.