مصطلحات «هيكلية» من «زوار الفجر» و«النكسة» لـ«مراكز القوى» و«حادث المنصة»
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
أسس الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل مدرسة صحفية كبرى، برزت فيها عدة مصطلحات ومفاهيم ومسميات ميزت كتاباته وسُجلت باسمه، واستخدمها من بعده كتّاب كثيرون مستفيدون من دلالات تلك المصطلحات واحتفاظها بمعانٍ كثيرة ومن أبرز تلك المصطلحات التى صكها الأستاذ «انتفاضة الخبز، حادث المنصة، نكسة يونيو، زوار الفجر، ومراكز القوى».
أطلق «هيكل» مصطلح «انتفاضة الخبز»، عقب اندلاع مظاهرات ضد الغلاء ورفع الدعم عن بعض السلع التموينية ورغيف الخبز، فى 18 و19 يناير 1977 فى القاهرة وعدة محافظات، وما صاحبها من أعمال شغب وعنف، وسرعان ما استجابت الحكومة لمطالب المتظاهرين وتراجعت عن القرارات التى أفضت وقتها إلى زيادة فى الأسعار، كما صك «هيكل» مصطلح «حادث المنصة»، عند اغتيال الرئيس محمد أنور السادات فى السادس من أكتوبر عام 1981، أثناء عرض عسكرى فى القاهرة بمناسبة الاحتفال بمرور 8 سنوات على انتصار أكتوبر عام 1973.
كما أطلق مصطلح «النكسة»، عقب هزيمة يونيو 1967، حيث وصف ما حدث بأنه عاصفة عاتية هبت على العالم العربى ابتداء من يوم 5 يونيو سنة 1967، ثم توقفت فى يوم 10 من نفس الشهر، بعد أن تركت على أجزاء عديدة من وطن الأمة العربية حطاماً وركاماً وأشلاء كثيرة.
وبسبب حساسية علاقته كصحفى وكاتب بالأجهزة الأمنية، نحت «هيكل» مصطلح «زوار الفجر»، ولم يكن متصوراً أنه سيكون أحد ضحاياه، عندما قرع «زوار الفجر» باب منزله بالإسكندرية فى هوجة اعتقالات سبتمبر 1981، التى سبقت اغتيال أنور السادات بنحو شهر، وكان «هيكل» ضمن المعتقلين فيها، وحل نزيلاً لمدة 40 يوماً تقريباً فى سجن مزرعة طرة.
«كامل»: عبقرية «هيكل» تكمن فى قدرته على اختيار عبارة من كلمتين لتلخص أحداثاً ضخمة وتعبر عن كثير من المفاهيموبدورها، علقت د. نجوى كامل، أستاذ بكلية الإعلام، جامعة القاهرة، على طريقة الأستاذ «هيكل» فى صك مصطلحات وتعبيرات بليغة ميزت أسلوبه الصحفى وكتاباته، وقالت إن «هيكل» يمثل طفرة كبرى فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية ومن الصعب أن تتكرر تجربته، مضيفة: «كان فلتة جيله، وعبقريته الصحفية كانت تكمن فى قدرته على نحت عبارة من كلمتين ليعبر بذلك عن كثير من المفاهيم ويلخص أحداثاً ضخمة».
وأوضحت «نجوى» أنه عند تمحيص لفظ «حادث المنصة» يأتى فى بال القارئ على الفور، حادث استشهاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى 6 أكتوبر لعام 1981، وهذه الطريقة أيضاً اتبعها فى اختيار كتير من عناوين كتبه التى كانت فى منتهى البلاغة.
وأضافت: «هيكل» كان ينفرد بأخبار ومعلومات مهمة فى الدولة على مر العصور التى عاشها، ولا يوجد صحفى فى جيله استطاع أن يصل لها، كاشفة أن جريدة الأهرام أيام «هيكل» كانت من أكثر الصحف توزيعاً على مستوى العالم، بسبب تميز رئيس تحريرها وقدرته على الوصول للأخبار والمعلومات الحصرية دون غيره، والأهم من ذلك طريقة عرضها وتوقيت نشرها فى الأهرام.
وأوضحت أستاذ الإعلام أنه من الصعب أن تتكرر موهبة وقدرات «هيكل» من جديد، لأنها ابنة مرحلتها وتفاعلاتها الكبرى، سواء فى بداياته فى الأربعينات والخمسينات أو فى ذروة مجده فى الستينات والسبعينات، وما تلاها من عقود مهمة فى تجربته المتنوعة سواء فى الصحافة أو فى البرامج التليفزيونية التى قدمها سواء فى فضائيات عربية أو مصرية، فكل فترة لها تحدياتها، وطبيعتها وظروفها المختلفة، كما أن العصر الحالى له أدواته المغايرة بفضل التطور التكنولوجى والاعتماد على السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى واقتحامها عالم الصحافة والإعلام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: هيكل ملفات الوطن
إقرأ أيضاً:
لاعب كمال أجسام يتحول إلى هيكل عظمي بسبب «العصبون الحركي».. ما أعراضه؟
اعتقد توني ماكيو، لاعب كمال الأجسام السابق، أنّ تعثره المتكرر مجرد حركات غير متقنة، لكن تبين لاحقًا أنها أعراض لمتلازمة القفل، وهو ما جعله ينتقد بشدة أطباء هيئة الخدمات الصحية الوطنية لتأخرهم في التشخيص، إذ بدأ الرجل البالغ من العمر 63 عامًا، في المعاناة من أعراض مقلقة لأول مرة في منتصف عام 2023، لكن الأطباء غير المدركين استغرقوا عامًا ونصف العام، لمعرفة السبب الحقيقي لمشاكله والتي تضمنت السقوط المتكرر وإسقاط الأشياء.
لاعب كمال الأجسام عانى أعراضًا مؤلمةوكان لاعب كمال الأجسام السابق أرجع في البداية عادات التعثر لديه إلى كونه شخص أخرق، إلا أنّه بعدما خضع للفحوصات جرى إخباره بأنّه يعاني من مرض العصبون الحركي (MND)، وهي حالة تقدمية تؤثر على الدماغ والأعصاب، مما يَحرم المصابين من قدرتهم على الحركة، وتناول الطعام، وفي نهاية المطاف التنفس، وفقًا لما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وبحسب الصحيفة البريطانية، كان أشهر من أصيبوا بهذه الحالة الفيزيائي ستيفن هوكينج، الذي شُخصت إصابته بالمرض عام 1963، وعمره 21 عامًا فقط، وتوفي عام 2018، وفي غضون عام واحد فقط، فقد لاعب كمال الأجسام الستيني القدرة على رعاية نفسه والتحدث وتناول الطعام، وقد أدى المرض أيضًا إلى فقدانه أكثر من 30 كيلوجرامًا من وزنه، فضلًا عن فقدان العضلات حتى تحوّل إلى ما يشبه الهيكل العظمي، وفقًا لزوجته كارين، صاحبة الـ50 عامًا.
تقول «كارين»: «إنّه شخص قوي الإرادة، وكان دائمًا قويًا جدًا من الناحية الجسدية أيضًا، لقد مارس رياضة كمال الأجسام على مر السنين، لذا يمكنك أن تتخيل الفرق»، وأضاف «ماكيو»: «بعد عام أو نحو ذلك من المعاناة والانتظار لمعرفة ما يحدث لجسدي، شعرت بالصدمة من التشخيص وبخيبة أمل كبيرة من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية، إذ من المفترض أن يكون الأطباء هناك لمساعدتك عندما تحتاج إليها، وليس فقط إرسالك إلى المنزل بعد ساعات العمل في قسم الحوادث والطوارئ دون إجابات».
وبخيبة أمل يحكي لاعب كمال الأجسام: «لقد سقطت عدة مرات وأذيت نفسي في كل مرة، ولكن لم يكن لدي أي ثقة في قدرة المستشفى على مساعدتي، فكان الوصول إلى مرحلة عدم القدرة على المشي قبل الحصول على أي مساعدة أمرًا صعبًا للغاية بالنسبة لي ولجميع من حولي، وأود أن أسلط الضوء على هذا المرض وأضعه في مقدمة أذهان الأطباء، لأن هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يحصلون على تشخيص حالتهم إلا بعد فوات الأوان».
ويعاني حوالي 5000 شخص بالغ في المملكة المتحدة من مرض العصبون الحركي، وهناك خطر إصابة واحد من بين 300 شخص بهذه الحالة خلال حياة الشخص، إذ يؤثر هذا المرض بشكل رئيسي على الأشخاص في الستينيات والسبعينيات من عمرهم، ولكنه يمكن أن يؤثر على البالغين من جميع الأعمار.
ويمكن أن تشمل الأعراض المبكرة ضعفًا في الكاحل أو الساق، مثل صعوبة صعود السلالم؛ والكلام غير الواضح، وصعوبة البلع، وضعف القبضة، وفقدان الوزن تدريجيًا، فالخبراء ليسوا متأكدين تمامًا مما يؤدي إلى الإصابة بمرض العصب الحركي، ولكن وجود قريب مصاب بهذه الحالة، أو حالة ذات صلة تسمى الخرف الجبهي الصدغي، قد يعني أنك أكثر عرضة للإصابة به.