البوابة نيوز:
2024-10-03@09:39:23 GMT

النظام البيئى «إيكو سيستم »

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

خلال الأسبوع الماضي، تكررت كلمة (eco-system - إيكو سيستم) عدة مرات، مرة أثناء مؤتمر ريادة الأعمال الذى استضافته الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا فى مدينة العلمين الجديدة، ومرة خلال مناقشة استخدام التعليم الالكترونى واستخدام التقنيات الحديثة فى التعليم العالي، ومرة أخرى عندماوقعت أحداث إعصار دانيال المدمر فى شرق ليبيا وعلاقة ذلك بالتغيرات المناخية والاحتباس الحراري.

فى كل مرة كان استخدام الكلمة مختلفًا عن المعنى الذى درسته فى منهج الأحياء فى الثانوية العامة، وفى منهج الصحة العامة فى كلية الطب. اختلافمعنى الكلمة جعلنى أبحث عن المقصود بـ"الإيكو سيستم" فى سياق الموضوعات التى قيلت فيها.

أصل التعريف للكلمة، وهو المذكور فى كتب البيولوجيا (الأحياء) هو التوازن بين مكونات البيئية Environmental Equilibrium

وتأثيره على الكائنات الحية. فقد خلق الله سبحانه وتعالى الكون فى انسجام وتناغم بل وتوازن معجز، والإخلال بهذا التوازن يسبب الظواهر السلبية فىالتوازن البيولوجى. فالنبات أصل الحياة، ينتج السكريات التى يتغذى عليها الإنسان والحيوان، والأكسجين الذى يتنفسه، من الماء (من التربه والامطار)وثانى أكسيد الكربون (من الهواء) فى وجود الضوء (من الشمس). عملية التمثيل الضوئى التى تتم فى الأجزاء الخضراء من النبات من خلال المعادلةالمعروفة (الماء + ثانى أكسيد الكربون + الضوء - الجلوكوز + الأكسجين). ومن المعادلة يتضح التداخل الموزون بين الماء والهواء والشمس والأرض ومنعليها من كائنات حية، لاستمرار الحياة فى تناغم وتعادل ومكسب للجميع. وعند اختلال أحد هذه العناصر، بزيادة إنتاج ثانى أكسيد الكربون (الانبعاثالحراري)، أو نقص الأكسجين (تقطيع الغابات)، أو تسمم التربة (المخلفات الصناعية)، تنعكس على النبات والماء والهواء والأرض، ويتأثر بها الانسانوالحيوان والمناخ، وتظهر الظواهر الغريبة مثل الأعاصير والسيول المدمرة وذوبان الجليد وغيرها.

وعند مناقشة موضوع ريادة الأعمال والبزنس، والبطالة وتأهيل خريجى الجامعات لسوق العمل، تكررت كلمة إيكو سيستم بشكل يوحى بأن للكلمة معنىآخر غير التوازن البيولوجي، واتضح انها تشير إلى شبكة (network) مكونة من مجموعة من الكيانات (الشركات) التى تدير البزنس وتشمل المنتجينوالمصنعين والمورّدين والموزّعين والعملاء والمنافسين والوكالات الحكومية والقوانين المنظمه للعمل وغيرها، التى تتفاعل مع بعضها البعض فى تقديم

منتج أو خدمة معينّة عبر المنافسة والتعاون. بحيث تساعد كل هذه الكيانات بعضها البعض فى بيئة صحية مبنية على المنافسة الشريفة والشفافية وعدمالاحتكار.

بمعنى أن كل كيان من هذه الكيانات يؤثرّ ويتأثرّ بالكيانات الأخرى، مما يخلق علاقة دائمة التطورّ، بحيث ينبغى أن يكون كل كيان مرنًا وقادرًا على التكيفّ،ليتمكنّ من البقاء فى النظام البيئى للأعمال، تمامًا مثلما تتفاعل الكائنات الحية مع البيئة المحيطة.

أما فى مجال التعليم الالكترونى وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فقد تم استخدام مصطلح الإيكو سيستم لكى يدل على النظام المغلق على نفسه

(closed system) والذى يتكامل مع بعضه البعض ليوفر بيئة عمل مثالية ومتجانسة. ومثال ذلك أجهزة المحمول مثل منتجات شركة أبل وشركة هواوى. أوشركات الكمبيوتر مثل ميكروسوفت. وذلك من خلال حالة التوافق (matching) الذى توفره الأجهزة التى تنتجها نفس الشركة (أو شركات متكاملة) معبعضها البعض. تهدف الشركات من وراء هذا التوافق على تشجيع المستخدمين على شراء جميع منتجاتهم من نفس الشركة. فمثلًا يمكن ربط المحمول معساعة اليد والكمبيوتر المحمول وجهاز الاستقبال فى التلفزيون فى شبكة واحدة، تحقق الرفاهية والمتعة والتكامل للمستهلكين.

من الواضح أن مصطلح الإيكو سيستم، يعنى أن هناك نظام وانسجام فى الكون الذى خلقه الله تعالى حسب قوله فى القرآن الكريم "واَلأرَْضَ مَددَنْاَهاَوأَلَقَْينْاَ فيِهاَ رَواَسِى وأَنَبتَنْاَ فيِهاَ مِن كلُ شَيْءٍ موزُْون. (سورة الحجر - الاية ١٩). وحتى النشاط الإنسانى مثل ريادة الاعمال وحتى أنظمة التكنولوجياالحديثة، فهى تتفاعل فى تناغم دقيق يتيح لها أداء دورها بصورة أفضل.

هذا التفاعل والتنسيق يشكل ما يسمى بالتوازن البيئي، حيث تتفاعل هذه العناصر وفق نظام معين يسمى النظام البيئى Eco-system.

د. السعيد عبد الهادى: رئيس جامعة حورس

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البيولوجيا

إقرأ أيضاً:

أستاذ علم نفس عن محتوى "تيك توك": شخصيات استعراضية لا تمتلك مهارات للعمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور أحمد فخري، أستاذ علم النفس المساعد ورئيس قسم العلوم الإنسانية بجامعة عين شمس، إن لاستخدامات وسائل التواصل الاجتماعى إيجابيات وسلبيات، وهذا يتوقف على نمط شخصية مستخدميها وحالتهم المزاجية وبنائهم النفسي ودرجة الثقافة فنجد الكثير ممن قام باستخدام برامج التواصل الاجتماعى كأداة لنشر محتوى علمى أو بعض المهارات الفنية أو مهارات الطهى أو تعلم لغة من اللغات أو حضارة تاريخية أو أماكن سياحية وغيرها من الأدوات والمهارات التى تنمى الوعى أو المعلومات العامة أو المتخصصة عند البعض، وبالتأكيد تلك المحتويات تجد جمهورها الذى يتتبعها ويحرص على متابعتها.

واضاف "فخري" في تصريحات لـ"البوابة نيوز": على الجانب الآخر نجد فئة أخرى ممن يتعاملون مع برامج التواصل الاجتماعى كما فى التيك توك ويسيئون الاستخدام من خلال المحتوى الهزلى الذى يقدمونه ويرجع ذلك لمجموعة من العوامل المتشابكة منها أن هناك بعض الشخصيات الاستعراضية كما فى اضطراب الشخصية الهستيرية حيث يسعون وخاصة النساء إلى  الإيحاءات الجنسية من خلال الملابس والحركات الجسدية والكلمات الإيحائية  وغيرها من السلوكيات غير المسؤلة التى تعبر عن نمط الاضطراب الهستيرى الذى تتميز به شخصياتهم ويجدون من خلال التيك توك المتنفس لتلك الشخصية المضطربة.
 

واشار الى أن هناك من يبحث عن المال وفكرة الثراء السريع ممن لا يمتلكون أى مهارات تؤهلهم للعمل فنجد الكثير منهم يلجأ للبحث عن عدد مشاهدات لجمع المال دون أى اعتبار للمحتوى الذى يقدمه او للأخلاقيات والمعايير الاجتماعية. 

أوضح فخرى أن هناك الشخصية المضادة للمجتمع التى لا ترعى أى أخلاقيات أو ضمير أو تنشئة من الأساس، وهؤلاء لا يبالون بأى قيمة اجتماعية بل على العكس يبذلون كل طاقتهم للعدوان على قيم وأخلاقيات المجتمع بشكل سافر. كما يوجد بعض المراهقين الذين يبحثون عن لفت النظر واستمالة رغبة الجنس الآخر لديهم بحثا عن الإعجاب أو الحب أو العلاقات الاجتماعية وغالبا نجد تلك الفئة ممن لا تجد الحنان والرعاية داخل أسرهم.

وتابع  هناك فئة خطيرة وهى الفئة المنحرفة ممن نطلق عليهم بنات الهوى أو الليل ممن يمتهنون مهنة الجنس لكسب المال ويستخدمون التيك توك لعرض أنفسهم من خلال الاستعراضات الجنسية والإيماءات وغيرها من الإيحاءات من أجل عرض أنفسهم على الآخرين.

وأضاف أستاذ علم النفس، من خلال استعراض بعض أنواع الاستخدام السيئ لبرامج التيك توك نجد أنه لا بد من تدخل فورى وحازم من الأجهزة الرقابية لتتبع تلك الفئات المنحلة أخلاقيا من أجل ضبط قيم المجتمع .

وقدم "فخري" روشتة علاجية  تتضمن قيام الأسرة بالتقرب من الأبناء وسد الفراغ فى العلاقات وفتح قنوات تواصل مستمرة وإيجابية، كما أوصى منظمات المجتمع الأهلية ووسائل الإعلام والتربية والتعليم بتقديم محتوى ثقافى وعلمى وترفيهى يناسب المراحل العمرية المختلفة كنوع من الجذب والتشويق لفئات الشباب والمراهقين وتقديم محتوى يتناسب مع قيم وثقافة المجتمع والحضارة المصرية.

مقالات مشابهة

  • حرب أكتوبر.. وصناعة التاريخ
  • «نصر أكتوبر» معجزة التاريخ
  • الأسعار تتحدي الحكومة
  • العالم يتخلى عن بايدن ويتجاوزه.. مايكل هيرش: خطاب الرئيس الأمريكى حول النظام العالمى عكس فشل دبلوماسية واشنطن فى الشرق الأوسط
  • من كتاب «أحاديث السحاب» للكاتب الصحفى الكبير عادل حمودة.. هيكل الاختلاف لا ينفى الإعجاب (2)
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة آسيا بنة تتفاعل في الرقص خلال حفل عقد قرانها على أنغام أغنيات صديقتها المطربة إيمان أم روابة
  • عادل حمودة يكتب: سنة على الحرب فى غزة انتهت بمشهد اغتيال «نصر الله»
  • رئيس «الشيوخ»: نجدد العهد بأن نبذل كل ما بوسعنا لاستكمال مسيرة التنمية
  • أستاذ علم نفس عن محتوى "تيك توك": شخصيات استعراضية لا تمتلك مهارات للعمل
  • عاجل - ماذا قال الرئيس السيسي عن استغلال البعض للسيارات المخصصة لذوي الإعاقة؟