الجزيرة:
2024-07-06@17:09:06 GMT

كيف تؤثر الدمى في حياة الأطفال؟

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

كيف تؤثر الدمى في حياة الأطفال؟

لأجيال عديدة كانت العرائس والدمى لعبة أساسية لكل الأطفال، فلا يخلو صندوق ألعاب من دمية، سواء كانت مصنوعة من قماش أو بلاستيك، وصولا للعرائس الناطقة.

هذه العرائس يتعامل معها الطفل باعتبارها طفلا أصغر له ذات الاحتياجات التي يحتاجها، ويطعمها ويسقيها ويبدل لها ملابسها، فتتحول الدمية من مجرد لعبة إلى فكرة تترسخ في ذهن الطفل حول مسؤولياته المستقبلية.

ومع ظهور الألعاب الإلكترونية وتفضيلها من قبل أطفال عصر الرقمنة، غابت الدمى عن صناديق الألعاب، وصارت الألعاب الميكانيكية هي المفضلة للآباء لتشجيع أبنائهم على المهارات العلمية والرياضية، لكن ماذا عن السلوك؟ وماذا عن فوائد اللعب بالدمى؟

مع ظهور الألعاب الإلكترونية وتفضيلها غابت الدمى عن صناديق الألعاب (غيتي)

يشير مقال نشر بالدليل الأميركي للألعاب، إلى أن اللعب بالدمى يمنح الأطفال خيالا مختلفا عن الحياة وتبادل الأدوار، كما أن السيناريوهات التي يتخيلها الأطفال أثناء لعبهم مع الدمى توفر لهم الفرصة في تقديم أنفسهم كمقدمي رعاية أو أطباء أو معلمين، ويمكن من خلالها تطوير التعاطف ومهارات التواصل وقدرات حل المشكلات.

كما يمنح اللعب مع العرائس نموذج محاكاة للحياة الحقيقية، فيمكن للفتيات أن يقمن بدور أمهاتهن في حياتهن الحقيقية.

تقدم بعض شركات تصنيع الدمى ملحقات أخرى مثل الملابس وأدوات الطبخ ومستحضرات التجميل، وتتيح تلك الملحقات للفتيات أن يصممن أزياء للدمية، أو يعتنين بشعرها، بالإضافة لمهام التنظيف وكتابة المذكرات؛ حياة تشبه حياتهن، لكن على عكس الواقع، هن المتحكمات في الفعل وليس في رد الفعل، مما يجعل تلك الدمى صاحبة دور أكبر من كونها مجرد لعبة، فهي تمنحهم القدرة على اكتشاف ذواتهم كأطفال، والنظر بزاوية جديدة لعالمهم وتجاربهم.

اللعب بالدمى ينشط مناطق الدماغ المرتبطة بمعالجة المعلومات الاجتماعية والتعاطف (غيتي) الدمية أم اللعبة الإلكترونية؟

كشفت دراسة أجراها علماء الأعصاب بجامعة كارديف البريطانية، أن اللعب بالدمى ينشط مناطق الدماغ المرتبطة بمعالجة المعلومات الاجتماعية والتعاطف، مما يُمكن الأطفال من استخدام تلك المهارات حتى أثناء اللعب بمفردهم.

أظهرت الدراسة أن لعب الأطفال بالدمى يظهر نفس مستويات التنشيط لمهارات التواصل، كما هي الحالة حين اللعب مع الآخرين، بينما كان تعرض ذات الأطفال للألعاب على حاسوب لوحي، يمنحهم استجابة أقل للمهارات الاجتماعية، حتى وإن اشتملت الألعاب اللوحية على نسبة كبرى من الإبداع والحماسة.

تقول الدكتورة سارة عبد الحميد، استشاري ومدرس الطب النفسي بمستشفيات جامعة عين شمس إن العرائس التقليدية والدمى المصممة التي تحاكي بعض المهن المرتبطة بذهنية الأطفال مثل الطبيب أو المعلم، أو الآباء والأمهات "تقدم علاجا فعالا لأغلب مشكلات الطفولة من توتر ومخاوف تتعلق بالابتعاد عن الأم بعد مرحلة الفطام".

وأوضحت أن "الدمى تقدم بديلا مميزا للطفل الوحيد، الذي ليس لديه إخوة، ولا يوجد أطفال في محيطه، فهي تمنحه حياة تشاركية مع شخصيات موجودة بالفعل وليست متخيلة، فالطفل يعامل الدمية باعتبارها شخصا، ويمنحها اسما وتفاصيل مرتبطة بحياته اليومية".

وحول مخاوف الآباء من تعلق الطفل بالدمية، توضح الدكتورة سارة عبد الحميد أن "بعض الآباء قد يخافون من ذلك التعلق، لكن على العكس تماما، وجود تلك الدمى في محيط الطفل ومشاركته يومياته يمنحه حياة حقيقية أفضل كثيرا من متابعة فيديوهات الكارتون أو مقاطع اليوتيوب المصورة".

لعب الأطفال بالدمى يظهر نفس مستويات التنشيط لمهارات التواصل، كما هي الحالة حين اللعب مع الآخرين (غيتي) قواعد اختيار الدمية المناسبة لطفلك

يضع دليل الألعاب الأميركية عدة قواعد لاختيار الدمية المناسبة للأطفال بحسب عمره، واهتماماته، وعلى الأولياء تحديد الخيار المناسب بناء على تفضيلات طفلهم إن كان يفضل اللعب وحيدا أم يفضل المشاركة، وهل يفضل الحركة أم اللعب الثابت، وهل يحب الموسيقى والأصوات المختلفة، أم يفضل اللعب بلا أصوات مرتفعة، وهل يفضل ألعاب الحيوانات وأشكال الغابة، أم يفضل الدمى البشرية لمهن مختلفة؟

وأوضحت الدكتورة سارة عبد الحميد أن "جميع الدمى مفضلة في مرحلة الطفولة، ولكل واحدة منها جانب مميز، وقادر على جذب انتباه الطفل بحسب نوعه وعمره، لكن من أهم قواعد اختيار الدمية، ألا تكون أطول من ذراع الطفل، عند قياسه من المرفق وحتى أطراف الأصابع، لكي يصبح من السهل عليه احتضانها".

وتابعت أن "أفضل أنواع الدمى باستثناء تلك التي تستخدم في التدريب على قضاء الحاجة، هي تلك التي لا تفعل أي شيء، يكفي فقط أن يكون الطفل قادرا على احتضانها والحديث معها وتكييفها بالشكل الذي يريده هو، فلا داعي أن أجلب لطفلي ذي العامين، دمية تتحدث 4 لغات، أو تخبره بمهام عليه تنفيذها، هي ليست معلما، ولا يوجد وقت مخصص للدرس، هي فقط لعبة".

وبحسب استشارية الطب النفسي فإن اللعب بالدمى ليس فقط تسلية الطفل أو ملء الفراغ الذي تستطيع فيه الأم إنجاز مهامها، فقيمة اللعبة أكبر من ذلك بكثير في حياة أطفالنا، لأن دمية واحدة مع طفلك تمنحه أمانا وثقة وقدرة على التفاعل أكبر بكثير مما قد يمنحه له العالم حين يكبر، وذلك عبر التنفيس والتواصل وضبط مستويات القلق، ونبذ الخوف، وحل المشكلات.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

خطأ للأمهات يؤثر على النمو عند إطعام الأطفال.. «خليه يجرب بنفسه»

عند فطام الطفل تبدأ الأم في إطعامه بالمواد الغذائية المناسبة لمرحلته العمرية فهو لا يستطيع تناول الكثير من الطعام نظرا لأن أسنانه ما زالت في مرحلة التكون والنمو، إلا أنه مع ذلك يستطيع إطعام نفسه على نحوٍ قد تتجاهله الكثير من الأمهات فيتسبب في حدوث بعض المشكلات لدى الصغار.

 

إطعام الطفل بالملعقة

السماح للرضع بإطعام أنفسهم بأيديهم خلال مرحلة الفطام، يساعدهم على استكشاف مجموعة متنوعة من الأطعمة، على عكس النهج التقليدي القائم على فكرة إطعامهم بالملعقة، ظنا بأنهم لا يستطيعون تناول الطعام بمفردهم لضعف قدراتهم الحركية، فبحسب دراسة نشرتها مجلة «nature»، يمكن للأهل أن يساعدوا على تشجيع عادات الأكل الصحية لدى الصغار في مرحلة مبكرة من حياتهم، لما لذلك من فوائد تعود على شخصياتهم في المستقبل بخلاف الاعتماد على النفس.

 

تعزيز نمو الجسم

بإجراء تجربة على 70 طفلا يبلغ من العمر خمسة أشهر، لاحظ باحثون من جامعة «كولورادو»، أن أولئك الذين يجربون الإمساك بالطعام بأيديهم لتناوله، حصلوا على معدلات أعلى في النمو وكثافة العظام مقارنةً بالآخرين الذين تُطعمهم أمهاتهم، مما يعني أن الفريق الأول لديه مسارات نمو أعلى وبشكل أفضل، فعندما يعتمد الطفل على نفسه بملء قبضته الصغيرة بالطعام المهروس أو قطع الفاكهة الصغيرة، يتجنب الاختناق بالطعام في الحلق والتعرض لعسر الهضم وغيرها من المشاكل التي قد يتعرض لها عند الحصول على التغذية بواسطة الملعقة التي قد تحمل كمية أكبر من الطعام الذي يفوق حاجته أو قدرته على الهضم بصورة طبيعية.

 

فوائد استخدام الطفل ليديه في الأكل

اعتماد الطفل على نفسه في تناول الطعام يساعد على تكوين شخصية مستقلة خلال مرحلة مبكرة من عمره، إضافةً إلى اكتشاف خصائص الطعام من حيث لينه أو صلابته وبرودته أو سخونته، كل ذلك باستخدام حاسة اللمس التي تعتبر من أهم الحواس التي يعتمد عليها الرضيع في استكشاف العالم الخارجي، وفقا لما ذكره الدكتور وليد جمال استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، لـ«الوطن»، إذ أوضح أنه من الأفضل منح الفرصة للطفل كي يأكل بيديه بغض النظر عن الفوضى التي عادةً ما تنتج بسبب ضعف قدرته على التحكم في أعصاب يديه بصورة جيدة في تلك المرحلة، مع ضرورة مراقبة ما يفعله كي لا يؤذي نفسه، وبهذه الطريقة يصبح أكثر قابلية لتعلم المزيد من المهارات الحياتية.

مقالات مشابهة

  • تبدو غريبة لكنها طبيعية.. 7 سلوكيات للأطفال تثير قلق الآباء
  • إرشادات: وسائل مجربة للتعامل مع الاطفال الكارهين للدراسة..
  • ورش ومسابقات.. ماذا يقدم مهرجان العلمين للأطفال؟
  • تعرف على أعراض إصابة الأطفال بالتهاب المفاصل أو الروماتيزم
  • دليلك للتعامل مع زيادة وزن طفلك دون التأثير على صورته الذاتية
  • خطأ للأمهات يؤثر على النمو عند إطعام الأطفال.. «خليه يجرب بنفسه»
  • إحذري جلوس طفلكِ بوضعية W.. مخاطرها كثيرة على صحته!
  • القومي للطفولة: زواج الأطفال انتهاك لحقوق الطفل ويحرم الفتيات من حقهن في حياة آمنة
  • دراسة تحذر: إطعام الأطفال بـ «الملعقة» يصيبهم بأضرار عديدة.. تعرفوا عليها
  • تعيين عبلة الألفي نائبة لوزير الصحة والسكان