خطوة نحو تطبيع العلاقات.. ترحيب إيراني مصري بلقاء وزيري خارجية البلدين
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
وصف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اللقاء الذي جرى بين وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان، ونظيره المصري سامح شكري، بأنه "يمكن أن يكون خطوة لبدء تطوير العلاقات" بين طهران والقاهرة.
والتقى شكري وعبداللهيان في نيويورك، الأربعاء، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أنه جرت "مناقشة إيجابية ومثمرة بالتفصيل حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بين إيران ومصر، وأكد الجانبان ضرورة تمهيد الطريق والخطوات لتحقيق ذلك من خلال مواصلة الحوار بين المسؤولين في البلدين".
وتعليقا على اللقاء، قال رئيسي خلال مؤتمر صحفي في نيويورك الخميس، إنه "في سياسة الجوار، تعتمد الجمهورية الإسلامية الإيرانية التفاعل مع جميع الدول الجارة والإسلامية وذات التوجهات المشتركة".
وأضاف أن المسؤولين الإيرانيين أبلغوا مصر أنه "لا توجد مشكلة في إقامة العلاقات، واجتماع وزيري خارجية إيران ومصر يمكن أن يكون خطوة لبدء تطوير العلاقات بين البلدين".
وتابع بالقول إن "عضوية إيران في التحالفات العالمية مثل شنغهاي وبريكس توفر الأساس للتعاون بين دول المنطقة ودول العالم".
اقرأ أيضاً
الرئيس الإيراني: لقاء عبداللهيان وشكري يمهد لعودة العلاقة مع مصر
فيما قال قال وزير خارجية إيران، إن لقائه مع نظيره المصري كانت "مثمرة".
وأكد عبداللهيان في تغريدة له على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن المحادثات كانت مثمرة في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
وأوضح انه بالنظر للتاريخ الحضاري والثقافي بين البلدين، فإن تعزيز العلاقات سيحكم المصالح المشتركة وسيترك آثارا إيجابية على المنطقة.
با برادرم سامحالشکری وزیر امورخارجه مصر در نیویورک ملاقات شد..
مذاکره در باب مسائل مورد علاقه دوجانبه مثبت و ثمربخش بود.
تاکید کردیم با توجه به سوابق تمدنی، تاریخی و فرهنگی دو کشور تقویت روابط نه تنها تأمین کننده منافع مشترک است، بلکه دارای آثار مثبت منطقهای خواهد بود. pic.twitter.com/Smci6QoR3m
كما أكد وزير خارجية إيران، تطلع بلاده إلى تطوير علاقتها مع مصر، واستعادتها إلى مسارها الطبيعي الذي يتسق مع الميراث التاريخي والحضاري للدولتين.
وأشار إلى أن هذا اللقاء يمثل خطوة مهمة على مسار تطبيع العلاقات بين البلدين.
ولفت عبداللهيان إلى أنه اتفق مع شكرى على استمرار التواصل بينهما لمتابعة الحوار، حول مختلف الموضوعات التي تهم البلدين على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي.
اقرأ أيضاً
وزير الخارجية المصري يلتقي نظيره الإيراني في نيويورك
الأمر ذاته ذكره الوزير المصري، الذي قال إنه بحث مع نظيره الإيراني، وضع خارطة طريق لتطبيع العلاقات.
وقال شكري، في تصريحات صحفية: "بحثت مع وزير خارجية إيران، وضع خارطة طريق لتطبيع العلاقات بين البلدين".
وأكد الوزير المصري أن تشابك أزمات المنطقة وتعقدها بات يلقي بظلال خطيرة على حالة الاستقرار والأوضاع المعيشية لجميع شعوبها دون استثناء، الأمر الذي يقتضي تعاون جميع دول الإقليم من أجل دعم الاستقرار وتحقيق السلام، والقضاء على بؤر التوتر.
وزيرا خارجية مصر و إيران يلتقيان الآن بمقر بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة. pic.twitter.com/K5JubWIqSk
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) September 20, 2023وفي مايو/آيار الماضي، وجّه رئيسي، وزارة الخارجية باتخاذ "الإجراءات اللازمة" لتعزيز العلاقات مع مصر.
وقالت الخارجية الإيرانية حينها إن "الحكومة مستعدة لتطوير العلاقات مع مصر، ورئيس الجمهورية أوعز لوزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة عقب تصريحات" المرشد الإيراني علي خامنئي.
وأعرب خامنئي عن ترحيبه باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وأعربت إيران وسلطنة عُمان في بيان مشترك عن ترحيبهما بـ"توطيد ثقافة الحوار"، بهدف "تسوية القضايا العالقة" في المنطقة التي تشهد خطوات لتخفيف التوترات.
وأكد خامنئي خلال لقاء سلطان عمان هيثم بن طارق في مايو الماضي بطهران، استعداد بلاده لاستئناف العلاقات مع مصر، وقال بحسب ما نقل عنه موقعه الرسمي "نرحب ببيان سلطان عمان حول استعداد مصر لاستئناف العلاقات مع إيران وليس لدينا مشكلة في هذا الصدد".
اقرأ أيضاً
تأخُر تطبيع العلاقات بين مصر وإيران.. ماذا يعني؟
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن هناك قناة رسمية للاتصال المباشر بين الجانبين عبر مكتبي رعاية مصالح البلدين في طهران والقاهرة، مشيراً إلى أن بعض الدول تبذل جهوداً تشجع البلدين على الارتقاء بمستوى علاقاتهما.
وكانت الحكومة المصرية أطلقت مجموعة من التيسيرات للسياح الأجانب لزيارة أراضيها، بينهم الإيرانيون، الأمر الذي اعتبرته طهران "تطوراً إيجابياً في تعزيز العلاقات الشعبية بين البلدين باعتبارهما دولتين مسلمتين مهمتين في المنطقة".
وتوترت العلاقات بين القاهرة وطهران، منذ الإطاحة بحكومة الشاه رضا بهلوي عام 1979 على يد "الثورة الإسلامية".
وتوفي بهلوي في مصر في عام 1980، حيث دفن مع أفراد عائلته، وهو ما خلق توتراً بين القاهرة وطهران.
وتدهورت العلاقات بشكل أكبر، بعدما قررت حكومة طهران إطلاق اسم خالد الإسلامبولي، ضابط الجيش الذي قاد الفريق الذي اغتال الرئيس المصري الراحل أنور السادات في 1981، على أحد شوارعها.
وطلبت القاهرة من طهران تغيير الاسم مراراً، ولكن طهران رفضت.
اقرأ أيضاً
العلاقات المصرية الإيرانية.. موازنة المصالح والتهديدات تحسم تطبيع العلاقات
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران مصر تطبيع علاقات سامح شكري عبداللهيان رئيسي تطبیع العلاقات العلاقات بین خارجیة إیران بین البلدین العلاقات مع اقرأ أیضا مع مصر
إقرأ أيضاً:
هكذا تراجع إيران حساباتها مع ترامب
طوال سنوات، كان العلم الأمريكي مرسوماً على أرضية المجمع الرئاسي الإيراني، والذي يقع في موقع استراتيجي كي يتمكن الزوار من الدوس عليه أثناء دخولهم.
طهران ستكون أكثر استعداداً لإبرام صفقة مع ترامب
لكن قبل وقت قصير من تنصيب الرئيس دونالد ترامب، تمت إزالة العلم بهدوء، على ما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
ولم يكن هناك تفسير رسمي من المسؤولين الإيرانيين، لكن هذه الخطوة عكست تحولاً في استراتيجيات طهران، ضمن ما يتشكل ليكون السنة الأهم منذ حرب إيران والعراق في الثمانينات، مع وصول البلاد إلى أضعف نقطة لها منذ سنوات.
وفق الصحيفة، تأتي عودة عدو طهران إلى البيت الأبيض في الوقت الذي وصلت المواجهة النووية الطويلة بين إيران والغرب إلى ذروتها.
كما تأتي بعد عام من الصراع الذي غير ديناميات القوة في الشرق الأوسط على حساب طهران.
Iran rethinks confrontation with Donald Trump | via @FT https://t.co/V0cSPyQZNv
— X.J. Mejid ???? (@XJMejid) January 28, 2025وتزعم إسرائيل التي تبادلت جولتين من الضربات مع إيران السنة الماضية أنها دمرت الكثير من دفاعاتها الجوية، كما دمرت بشكل كبير حزب الله اللبناني، وكيل طهران الرئيسي، فيما أدى إسقاط نظام الأسد في سوريا إلى حرمان إيران من حليفها الرئيسي.
بين التصعيد والمساومةوقال ولي نصر، أستاذ في كلية جونز هوبكينز للدراسات الدولية المتقدمة: "إنها سنة حرجة جداً، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن السياق الاستراتيجي لإيران قد تغير بشكل كبير".
#Iran rethinks confrontation with Donald Trump. Told @FT Iran is weak but also thinks risks of war are a constraint on Trump https://t.co/4hM6xunNKk
— Vali Nasr (@vali_nasr) January 28, 2025وتوقع خبراء أن يعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى سياسته المتشددة تجاه إيران، كما فعل في ولايته الأولى عندما انسحب من الاتفاق النووي وشدد العقوبات ضمن حملة "الضغط الأقصى".
لكن في المقابل، تبرز مؤشرات على احتمال استعداده للمساومة، إذ فوّض ترامب مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لاستكشاف إمكانية التوصل إلى تسوية دبلوماسية مع طهران. كما صرّح ترامب مؤخراً بأن "التوصل إلى تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني سيكون أمراً جيداً".
يرى دبلوماسيون غربيون أن حكومة الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان أبدت استعداداً أكبر للموافقة على تسوية تفاوضية بهدف تخفيف الضغوط الاقتصادية الداخلية، نظراً لوضعها الهش ورغبتها في تجنب مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
لكنهم يحذرون من أن فشل هذه المساعي سيؤدي إلى تصعيد جديد، خاصة أن القوى الأوروبية التي عارضت حملة ترامب السابقة باتت أكثر استياءً من إيران بسبب توسعها في الأنشطة النووية، ومبيعات الأسلحة لروسيا، واتهامات باستهداف مواطنين غربيين.
وفي ظل تخصيب إيران لليورانيوم بمستويات تقارب الاستخدام العسكري، يرى دبلوماسيون غربيون أن طهران أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى امتلاك القدرة على تصنيع قنبلة نووية، مؤكدين أنهم يريدون أفعالاً ملموسة وليس مجرد وعود.
ومن المقرر أن تنتهي بنود اتفاق 2015 في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ما يعني رفع القيود المفروضة على الأنشطة النووية الإيرانية وإعلان انتهاء الاتفاق فعلياً.
ومع اقتراب هذا الموعد، تواجه إيران خطر إطلاق القوى الغربية لآلية "إطلاق الزناد"، التي قد تؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة وعزل طهران دولياً إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد.
ضغوط داخلية ونقاشات بين الإصلاحيينفي الداخل الإيراني، يحاول الإصلاحيون الضغط على المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري للانخراط في المفاوضات، محذرين من أن هذه قد تكون الفرصة الأخيرة لتجنب أزمة شاملة.
وفي هذا السياق، قال السياسي الإصلاحي البارز حسين مرعشي إن الرئيس بزشكيان "لديه فرصة لاتخاذ خطوات مهمة لإيران، ويجب أن يكون أولها فتح صفحة جديدة في السياسة الخارجية"، مشيراً إلى تراجع نفوذ طهران في لبنان وسوريا والعراق.
لكن محللين إيرانيين يؤكدون أن طهران لا تريد أن تبدو وكأنها تتفاوض من موقع ضعف.
ونقل أحد أقارب خامنئي أن "إيران، رغم مواجهتها للضغوط الأمريكية، تحرص على الإشارة إلى استعدادها للتفاوض، لكنها تتجنب تقديم تنازلات كبيرة".
كما أقر بأن الضربات الإسرائيلية ضد إيران وحلفائها دفعت القيادة الإيرانية إلى إعادة تقييم موقعها في المنطقة، لكنه شدد على أن ذلك لن يؤدي إلى تغييرات استراتيجية في سياسات طهران الداخلية والخارجية.
مخاطرة وحسابات إيرانيةيرى بعض الخبراء أن الضربات التي تعرض لها "المحور الإيراني" مؤخراً، والتي أضعفت النفوذ الإيراني، قد تدفع طهران إلى السعي لإبرام صفقة مع ترامب لضمان عدم تعرضها لهجمات إسرائيلية.
وفي هذا السياق، قالت مديرة برنامج الشرق الأوسط في "تشاتام هاوس"، صنم وكيل، إن إيران بحاجة إلى تقديم مغريات لترامب سريعاً إذا أرادت تجنب جولة جديدة من "الضغط الأقصى" والضربات العسكرية المحتملة.
وحذرت من أن "عدم تقديم تنازلات حقيقية قد يؤدي إلى جولة ثالثة من الهجمات الإسرائيلية، بدعم من الإدارة الأمريكية الحالية"، مشيرة إلى أن المخاطر المطروحة تتعلق ببقاء النظام الإيراني نفسه، وقدرته الاقتصادية، وإعادة تأهيله دولياً.