أخبارنا:
2024-07-03@17:10:34 GMT

زلزال المغرب.. حزن عميق بحجم هول الفاجعة ووطن في القمة

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

زلزال المغرب.. حزن عميق بحجم هول الفاجعة ووطن في القمة

بقلم: محمد إنفي

الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز التابع لجهة مراكش-آسفي وامتد إلى الأقاليم المجاورة بما فيها أقاليم تابعة لجهة سوس- ماسة وأخرى تابعة لجهة درعة - تافيلالت، خلَّف خسائر مادية وبشرية كبيرة بفعل قوته التي بلغت سبع درجات على سلم ريختر، وبذلك أحدث حزنا عميقا في نفوس وقلوب كل المغاربة؛ وقد كان عمق هذا الحزن بحجم هول الفاجعة.

وإذا كانت الخسائر المادية والبشرية قد انحصرت في الجهات الثلاث المذكورة، فإن مناطق أخرى خارج هذه الجهات قد عاشت لحظات من الرعب والهلع والذعر بفعل الإحساس بالهزة الأرضية؛ مما دفع بالكثير من الناس إلى قضاء ليلتهم خارج بيوتهم، كما حدث في الدار البيضاء مثلا، حيث قضى الناس ليلة بيضاء. ولم يقف الإحساس بالهزة عند الدار البيضاء الكبرى، بل امتد إلى بعض الجهات، كفاس- مكناس مثلا، حيث كان الإحساس بها أخف من الدار البيضاء بسبب البعد عن بؤرة الزلزال؛ إذ كلما ابتعدنا عن هذه البؤرة، كلما تضاءل الإحساس بالهزة إلى أن ينعدم تماما.

وما كاد الخبر ينتشر حتى سادت الدهشة والحيرة في الساعات الأولى بسبب غياب معلومات كافية عن الحادث. لكن الإعلان عن بؤرة الزلزال وقوته، كان كافيا لتصور هول الفاجعة. ولما بدأت تصل الأخبار حول الخسائر البشرية وحول الدمار الذي خلفه الزلزال، غمرت موجة من الحزن والأسى قلوب المغاربة. وكان هذا الحزن يشتد مع تنامي أعداد الضحايا (عشرات المئات بين الموتى والجرحى).

ورغم قوة الصدمة وفجائية الحدث، فلم يتأخر رد الفعل الرسمي والشعبي؛ إذ سجل العالم بانبهار السرعة والفعالية التي تم بها التدخل من أجل إغاثة المنكوبين، حيث انخرط الجميع، كل حسب موقعه وحسب مؤهلاته وإمكانياته، في عمليتين متزامنتين وموازيتين (عملية الإنقاذ وحملة التضامن). فرغم وعورة التضاريس وصعوبة المسالك، ورغم ركام الأحجار من كل الأحجام والأكوام الهائلة من الأتربة التي أغلقت كل المنافذ، فصعُب الوصول إلى المناطق المنكوبة، فإن فرق الإنقاذ قد تمكنت من الشروع في عملها بالسرعة المطلوبة بفضل تضافر الجهود وتعبئة كل الإمكانيات المتوفرة.

وعن الحملة (والأصح الملحمة) التضامنية للمغاربة مع المناطق المنكوبة، تجدر الإشارة إلى أنهم هبَّوا عن بكرة أبيهم لمساعدة المنكوبين في حملة تضامنية واسعة غطت المغرب من أقصاه إلى أقصاه، أو من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. وقد خفَّف هذا التضامن الواسع شيئا ما من قوة الصدمة، وقلص، نسبيا، من شدة الحزن الذي غمر القلوب وأدماها.

وهكذا، فبمجرد ما تم التعبير عن الحاجة إلى الدم لإغاثة المصابين، غصت مراكز تحاقن الدم على المستوى الوطني بالمتطوعين في تلقائية وأريحية لن تجدها إلا في المغرب. وقد أنبهر العالم من الطوابير الطويلة للمتبرعين بدمهم لفائدة المصابين. ومما زاد من قيمة ورمزية هذا الفعل الإنساني الجميل، تبرع الملك محمد السادس بدمه كأي مواطن من المواطنين. صدق من قال: "ملك مواطن ومواطنون ملكيون".

أما قوافل التضامن المحملة بالمواد الغذائية والأغطية والأفرشة والخيام وحاجيات أخرى، فحدث ولا حرج. لقد أبان الشعب المغربي عن معدنه النفيس الذي لا يصدأ. فحتى الفقراء المعدمون لم يقبلوا أن يبقوا على هامش الملحمة. فمنهم من تبرع بقنينة زيت ومنهم من تبرع بشيء من السكر ومنهم من تبرع بغطاء... رغم حاجتهم لما تبرعوا به. ولا بد أن نذكر تلك المرأة التي لم تجد ما تتبرع به، فأرادت أن تخلع خاتم زواجها لتقدمه للمتطوعين المكلفين بجمع التبرعات، والذين منعوها من ذلك وقبلوا يديها احتراما وتقديرا لشعورها النبيل ومعدنها الأصيل. وما هذا إلا غيض من فيض علامات نبل الشعب المغربي بكل فئاته.

ونكاية في أعداء الوحدة الترابية الذين تشفَّوا وشمتوا في الضحايا وفي جارهم الغربي، ندعو الشعب الجزائري الذي يبدو أنه قد طبع مع الطوابير، أن يتأمل المواكب المهيبة لقوافل التضامن التي تنطلق يوميا من كل المدن والجهات المغربية الإثني عشر في اتجاه المناطق المنكوبة، محملة بكل ما يمكن أن يتصوره المرء من خيرات ومن مستلزمات الحياة. كما ندعو النظام وأبواقه وكل المبردعين والضباع الآدمية إلى التمعن (وإن كنا متيقنين من غبائهم الذي يُغشِّي بصرهم وبصيرتهم) خصوصا في طوابير الشاحنات والشُّحْنات الضخمة التي تنطلق من جهتي الداخلة والعيون تجاه المناطق المنكوبة.

وإذ نسجل التعاطف العالمي الكبير مع المغرب في هذا المصاب الجلل، ونسجل باعتزاز كبير استعداد الكثير من الدول (حوالي سبعين دولة) لتقديم المساعدة والإسهام في الإغاثة والإنقاذ، فإننا نقف احتراما وتقديرا للدول التي تفهمت موقف المغرب واحترمت رغبته، ونستهجن ونشجب موقف فرنسا ومقاطعتها الأفريقية اللتين شكلتا استثناء بموقفهما، حيث أبانتا عن خبثهما وعدم صدق نيتهما في المساعدة.

فمن أجل ضمان حسن التنظيم والحصول على الفعالية والمردودية المطلوبة، فقد طلب المغرب من الدول التي عبرت عن رغبها واستعدادها لتقديم المساعدات، التريث في انتظار تحديد الأولويات والاحتياجات من أجل تجنب هدر الطاقات والتكدس المعرقل للمجهودات التنظيمية. ولهذا الغرض، اكتفي المغرب، في البداية، بفرق أربع دول لتعزيز الفرق الوطنية المتواجدة في الميدان منذ الساعات الأولى للفاجعة. وتقديرا واحتراما للدول التي عبرت عن استعدادها ورغبتها في التضامن مع المغرب ومساعدته في المحنة التي حلت به، فقد تقدم الملك محمد السادس شخصيا بالشكر لهذه الدول على تعاطفها وتضامنها مع بلادنا.

وكما أشرنا في الفقرة أعلاه، فقد تفهمت الدول المعنية موقف المغرب واحترمت إرادته، إلا دولة فرنسا في شخص رئيسها إيمانويل ماكرون ونظام مقاطعتها الأفريقية في شخص جنرالاتها وبيدقهم عبد المجيد تبون. لقد روج إعلام هذين البلدين، كذبا وبهتانا، لرفض المغرب لمساعدتهما، واتخذا ذلك ذريعة للتهجم عليه.

 ولوقاحة الرئيس الفرنسي وغبائه السياسي والديبلوماسي، فقد سمح لنفسه أن يخاطب الشعب المغربي مباشرة دون أي احترام للأعراف الديبلوماسية والمقتضيات البروتوكولية؛ ناهيك عن تأليب الإعلام الفرنسي الرسمي والشبه الرسمي ضد المغرب، وخاصة ضد الملك محمد السادس.

وطبيعي أن يحذو جنرالات المرادية حذوه في تحريض إعلام العار الجزائري على التهجم على المغرب والتشفي والشماتة فيه؛ مما يدل على أن فرنسا والجزائر لم تكن نيتهما في مساعدة المغرب؛ بل هدفهما استغلال الفاجعة سياسيا وإعلاميا لتلميع صورة بلديهما داخليا وخارجيا.

ختاما، نقول: لا عزاء للشامتين والحاقدين التافهين بكل أطيافهم ومواقعهم وانتماءاتهم، ورحم الله شهدائنا وأكرم مثواهم وألهم ذويهم وجميع مكونات الشعب المغربي، قيادة وقاعدة، جميل الصبر وحسن العزاء والمواساة، وندعو ألله أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل وعلى الناجين السالمين بالطمأنينة والسكينة، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: المناطق المنکوبة الشعب المغربی

إقرأ أيضاً:

مصر تحقق طفرة غير مسبوقة في صادراتها الزراعية

شهدت صادرات مصر الزراعية طفرة هائلة خلال العام الجاري، حيث تجاوزت 4.8 مليون طن من المنتجات الزراعية بقيمة 2.8 مليار دولار. 

ويعود هذا الإنجاز إلى المشروعات الزراعية العملاقة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي ساهمت في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاقتصاد الوطني من خلال زيادة الصادرات.

زيادة في الصادرات

زيادة الصادرات: ارتفع حجم الصادرات الزراعية المصرية بنسبة 220 ألف طن عن العام الماضي، ليصل إلى 4.8 مليون طن.قفزة في القيمة: بلغت قيمة الصادرات الزراعية 2.8 مليار دولار، بزيادة 589 مليون دولار عن نفس الفترة من العام الماضي.منتجات رئيسية: تشمل أهم الصادرات الزراعية الموالح، البطاطس، البصل، البطاطا، الرمان، الثوم، الفراولة، الفاصوليا، الجوافة، الطماطم، والعنب.الدعم الرئاسي: وجه الرئيس السيسي بتطوير منظومة الحجر الزراعي وفتح أسواق جديدة لتعزيز الصادرات.الأمن الغذائي: ساهمت المشروعات الزراعية في تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين من خلال توفير احتياجاتهم من المنتجات الزراعية. وزير الزراعة: صادراتنا تجاوزت 4.8 مليون طن بحوالي 2.8 مليار دولار

تفاصيل الصادرات:

الموالح: احتلت الموالح المرتبة الأولى في الصادرات الزراعية بحجم 2 مليون و5 آلاف طن.البطاطس: جاءت البطاطس في المرتبة الثانية بحجم 926 ألف طن.البصل: احتل البصل المرتبة الثالثة بحجم 131 ألف طن.الفاصوليا: احتلت الفاصوليا (طازجة + جافة) المرتبة الرابعة بحجم 84 ألف طن.العنب: احتل العنب المرتبة الخامسة بحجم 72 ألف طن.البطاطا: احتلت البطاطا المرتبة السادسة بحجم 65 ألف طن.الطماطم: احتلت الطماطم المرتبة السابعة بحجم 37 ألف طن.الفراولة: احتلت الفراولة المرتبة الثامنة بحجم 21 ألف طن.الثوم: احتل الثوم المرتبة التاسعة بحجم 17 ألف طن.الجوافة: احتلت الجوافة المرتبة العاشرة بحجم 11 ألف طن.الرمان: احتل الرمان المرتبة الأخيرة بحجم 9 آلاف طن. وزير الزراعة: صادراتنا تجاوزت 4.8 مليون طن بحوالي 2.8 مليار دولار

دلالة هذه الطفرة:

يُظهر هذا الإنجاز الكبير مدى نجاح استراتيجية مصر لتنمية القطاع الزراعي وتعزيز دورها كمركز إقليمي لتوريد المنتجات الزراعية عالية الجودة

مقالات مشابهة

  • سيحاصرك الموت غدا!!
  • الحركة الوطنية: بيان 3 يوليو نقطة تحول تاريخية لانتصار إرادة الشعب
  • محمد طارق: ثروت سويلم قلل من الزمالك
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا: حكومة جديدة.. بحجم التحدي
  • رشان اوشي: سيدي الرئيس .. إليك الطريق !
  • استقالة وزيري البيئة والصحة في تركيا.. من حل مكانهما؟
  • جائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات لـ«أبوظبي للزراعة»
  • أنباء عن وفاة الشاب الذي سقط داخل بئر عميق بالمنيا
  • قيادة المنطقة العسكرية المركزية بالحديدة تنظم حفل تخرج دفعة الشهيد العميد”محمد المراني”
  • مصر تحقق طفرة غير مسبوقة في صادراتها الزراعية