مشككا في النوايا الإثيوبية.. سامح شكري: أديس أبابا خالفت اتفاق المبادئ عام 2015
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
قال سامح شكري وزير الخارجية، إن إعلان إثيوبيا الملء لسد النهضة في تكرار للإجراءات الأحادية، يضع شكوكا حول ما هي النوايا الإثيوبية.
مؤكدا أن مصر دائما تبدي عدم الموافقة على الإجراءات الأحادية التي تتخذها إثيوبيا في قضية سد النهضة، لافتا إلى أن الملء يخالف المبادئ التي تم التوقيع عليها في مارس 2015، حيث كان هناك اتفاق على أنه لن يتم الملء إلا بعد التوصل للاتفاق.
ولفت وزير الخارجية، خلال لقاء مع قناة العربية، إلى أنه بالرغم من ذلك هناك اتفاق تم على هامش اجتماع دول الجوار، حيث اتفق الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد من خلاله على استئناف العملية التفاوضية، ولكن في إطار زمني محدد 4 أشهر، وتمت الجلسة الأولى في القاهرة وخلال يومين ستكون الجلسة الثانية في أديس أبابا.
وأردف شكري كلامه قائلا: القضية تم تناولها وبحثها على مدى عقد من الزمن، إذا كانت هناك إرادة سياسية فقد يتم صياغة اتفاق خلال أسبوع، أما إذا لم تتوافر هذه الإرادة سوف نستمر في دوائر مغلقة”.
ويشارك سامح شكري وزير الخارجية بمدينة نيويورك في أعمال الشق رفيع المستوى للدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
اقرأ أيضاًبعد فشل مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.. الري: لا مساس بأمن مصر المائي «فيديو»
مصطفى بكري: مصر لن تصمت عن حقوقها المائية في ملف سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة.. إثيوبيا تعلن إنتهاء الملء الأخير ومصر تعرب عن استيائها
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إثيوبيا سامح شكري وزير الخارجية سامح شكري أزمة سد النهضة
إقرأ أيضاً:
الكرسي بين الوظيفة والرمزية
ما من مرة نلتقي بأصدقائنا إلّا ويقدّم الصغير سنا بيننا الكرسي الافضل للكبير سنا أو مقاما. وهذا ماجعلني أبحث عن الكرسي ورمزيته وأجعله موضوعا لمقالي.
في لغتنا العربية كُرسيّ (ج. كراسٍ) ويعني مقعدٌ من الخشب ونحوِه لجالس واحد، والكُرْسِيُّ أيضا مركزٌ علميٌّ في الجامعة يشغَله أُستاذٌ، وكرسيّ المُلْك: عَرْشه. والفعل الشائع المشتق من جذر كرسي هو: كرَّسَ يكرِّس، تكرِيسًا، وكَرَّسَ البِنَاءَ: أَسَّسَهُ. وطبعا لاننسى الاسم الذي لازمنا في سنوات الدراسة: كُرّاس (ج. كَرَارِيسُ أو كُرَّاسَاتٌ).
وفي الانجليزية يسمّي الكرسي "chair" والتي جاءت من اللغة الفرنسية القديمة "chaiere" (الكرسي، المقعد، العرش)، وهي مشتقة من الكلمة اللاتينية "cathedra" مما يبرز مكانة الكرسي كرمز للسلطان والهيبة على نحو مشابه لمعناه في لغتنا العربية.
واستعمال الكرسي يظهر الفرق بين مكانة الجالس والواقف، فالجالس في الغالب يكون أعلى رتبة من الواقف في حضرته. فلا غرابة أن الكرسي كان رمزًا للسلطة الحاكمة، حيث كان يرتبط بالملوك والاباطرة. ففي مصر القديمة كان الفراعنة يظهرون في الفنون القديمة وهم يجلسون على عروش فخمة مصممة بعناية تعبيرًا عن مكانتهم العالية. كما كانت هذه العروش تُصوّر كأدوات للهيمنة والفصل بين الملك والشعب. وهذا الرابط بين الكرسي والسلطة استمر في الثقافتين اليونانية والرومانية، حيث كانت كلمة "cathedra" ترتبط بالتماثيل واللوحات التي تُظهر الشخصيات البارزة مثل الأباطرة والفلاسفة.
ومع بداية عصر النهضة في أوروبا، شهد الكرسي تحولًا في رمزيته. ففي الوقت الذي ظلّ فيه رمزًا للسلطة، بدأت تكنولوجيا التصميم تسمح بإنتاج كراس أصبحت متاحة لأوسع طبقات المجتمع. وأصبح الكرسي في الفن والأدب ليس مجرد أداة للراحة، بل رمزًا للكرامة الشخصية. مثّل الكرسي في أعمال فناني النهضة مثل دافينشي وميكل أنجلو الراحة والرفاهية، ما يعكس التغيير الاجتماعي في ذلك الوقت.
في القرن العشرين استخدم فنانون مثل آندي وارهولAndy Warhol وجوزيف بويز Joseph Beuys الكرسي في أعمالهم لاستكشاف موضوعات مثل الاستهلاكية والهوية والتغيير السياسي. يبرز استخدام آندي وارهول في رسمه "الكرسي الكهربائي" عام 1967عن رأيه في الاعدام بينما يرمز "الكرسي الدهني" (Fat Chair) للفنان جوزيف بويز إلى مكونات الجسد البشري. وفي عصرنا الحديث ظهركرسي المونوبلوك monobloc الكرسي البلاستيكي الأبيض الأكثر شيوعًا في العالم.
يظل الكرسي رمزًا غنيًا ومعقدًا يعكس تطور الأفكار والمفاهيم عبر العصور محتفظا بأهمية متعددة الأوجه في فهمنا للجسد، والهوية، والسلطة، والراحة.