صحيفة الاتحاد:
2024-11-08@06:48:13 GMT

تحذير من أمراض متعاظمة تتمدد حول العالم

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

لا يزال الاهتمام المعطى لمعالجة حالات العدوى الناجمة عن الفطريات في جميع أنحاء العالم أقل من المستوى المطلوب، رغم تسببها بالكثير من الوفيات... ويتنامى هذا الخطر خصوصاً بفعل تزايد مقاومة هذه الفطريات للعلاجات المتوافرة حالياً.
في المركز المرجعي الوطني للفطريات الغازية ومضادات الفطريات في "معهد باستور" في العاصمة الفرنسية باريس، يتم فحص الفطر بدقة شديدة.


ويجري الباحثون في المركز تحاليل لحوالى 800 عينة كل عام، تشمل سلالات الخميرة أو الفطريات الخيطية (العفن) المزروعة، خصوصاً تحت المجهر، لتحديد أنواعها ومقاومتها المحتملة للعلاجات.
تقول فاني لانترنييه، وهي أخصائية في الأمراض المعدية ومسؤولة في المركز المرجعي التابع لمعهد باستور، إن "الفطريات موجودة في كل مكان، سواء كانت مرئية أم لا". ويطلق المعهد في الرابع من أكتوبر المقبل عمليته السنوية لجمع الهبات المخصصة لتمويل المشاريع البحثية.
يعتقد علماء الفطريات أنّ هناك ما لا يقل عن مليون نوع من الفطر على الأرض.
تتكاثر الفطريات عن طريق نشر الجراثيم المجهرية. وغالباً ما توجد هذه الجراثيم في الهواء والتربة، ويمكن استنشاقها أو تناولها مع الطعام. وتُعدّ بعض الخمائر أيضاً جزءاً من الكائنات الحية الدقيقة، وتوجد على الجلد وفي الجهاز الهضمي.
كما أن بعض الالتهابات الفطرية الشائعة تكون خفيفة وسهلة العلاج بشكل عام، مثل مرض القلاع الفموي أو عدوى الخميرة أو عدوى الخميرة الجلدية وفروة الرأس.
على الرغم من أن غالبية الجراثيم الموجودة على الجلد أو التي يتم استنشاقها في الرئتين ليست لها أي عواقب على الأشخاص الأصحّاء، إلا أنها من المحتمل أن تسبب التهابات حادة لدى المرضى الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.
- توسع متزايد
وتقول لانترنييه "إنها ستؤثر بشكل خاص على المرضى الضعفاء، بينهم على سبيل المثال، المصابون بالسرطان، أو بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، أو الذين خضعوا لعمليات زرع أعضاء أو لجراحات ثقيلة".
وتشير إلى أن السنوات الأخيرة شهدت ازدياداً في بعض الالتهابات الفطرية، بسبب الاستخدام المتزايد للعلاجات المثبطة للمناعة لعلاج أمراض أخرى.
في العام الماضي، نشرت منظمة الصحة العالمية قائمة تضم 19 نوع من الفطريات يجب دراستها كأولوية، قائلة إنها تشكّل "تهديداً كبيراً للصحة العامة".
ومن بين الأنواع المسببة للمشكلات بشكل خاص، بحسب منظمة الصحة العالمية، "كريبتوكوكوس نيوفورمانس" Cryptococcus neoformans (التي يمكن أن تؤدي في بعض الحالات إلى التهاب السحايا)، أو "كانديدا أوريس" Candida auris (التي يمكن أن تسبب التهابات في أعضاء مختلفة، وخصوصاً الدماغ) أو "أسبرجيلوس فوفيغاتيس" Aspergillus fumigatus (التي قد تسبب أمراضاً رئوية).
وترتبط هذه العدوى بمعدلات وفيات عالية جداً تصل إلى 60% لدى البعض.
كما أن انتشار الأمراض الفطرية المتوطنة ونطاقها الجغرافي، الذي كان يقتصر على مناطق معينة، يتوسع في جميع أنحاء العالم نتيجة للاحترار المناخي وزيادة السفر.
- مقاومة أكبر للعلاجات
في الربيع، حذرت المراكز الصحية الأميركية من زيادة حالات الإصابة بفطريات "كانديدا أوريس"، وهي خميرة تنتشر حول العالم، في ظل توسع تفشيها في المؤسسات الصحية في جميع أنحاء البلاد.
على الرغم من المخاوف المتزايدة، فإن الالتهابات الفطرية لا تحظى إلا بالقليل جداً من الاهتمام والموارد، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ومن الشائع على نحو متزايد أن تكون مسبّبات الأمراض أكثر مقاومة للعلاجات، مثل البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
وتوضح سارة ديليير، وهي عالمة فطريات في مستشفى سانت لويس في باريس وباحثة في معهد باستور "نستخدم مضادات للفطريات (أدوية) لعلاج المرضى، ولكن أيضاً في الحقول لمنع بعض الفطريات من الفتك بالمحاصيل".
بمرور الوقت، "تصبح بعض الفطريات مثل الرشاشيات (Aspergillus) مقاومة لمضادات الفطريات، ويتبين أن علاج المرضى الذين يصابون بها يصبح أكثر تعقيداً"، وفق ديليير.
وقد برزت هذه المقاومة بشكل خاص في هولندا، حيث انتشرت كميات كبيرة من مضادات الفطريات في حقول أزهار التوليب.

المصدر: آ ف ب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفطريات البكتيريا أمراض

إقرأ أيضاً:

«الصحة العالمية» تحذر من تزايد وفيات مقاومة المضادات الحيوية إلى 40 مليون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شددت شوبها شوكلا، رئيسة تحالف مقاومة مضادات الميكروبات في منظمة الصحة العالمية، أن تأثير مقاومة المضادات الحيوية أصبح يمتد إلى مجالات متعددة، حيث تتسرب هذه الأدوية عبر أنظمة الصرف الصحي إلى المزارع، مما يسبب تلوث الأنهار والمحيطات.

وأضافت أن هذه المواد تصل في النهاية إلى الغذاء والأعلاف التي يستهلكها الإنسان والحيوان، ما يعكس تعقيد المشكلة وتأثيرها السلبي على قطاعات متعددة.

وأشارت إلى ضرورة تقليص عدد الوفيات المرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية، والتي تقدر بحوالي 4.95 مليون حالة سنويًا، بهدف خفضها بنسبة 10% بحلول عام 2035.

كما تحدثت شوكلا عن ثلاثة مخاطر رئيسية تتسبب بها مقاومة المضادات الحيوية: الأول يتجسد في تهديدات لقطاع إنتاج الغذاء والأعلاف، والثاني في زيادة معدل الإصابات والأمراض بين البشر والحيوانات، بينما يتمثل الثالث في الأضرار الاقتصادية التي تشمل فقدان الإنتاجية وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية.

لفتت إلى أن أرقام 2019 أظهرت أن 1.27 مليون شخص توفوا نتيجة مباشرة لمقاومة المضادات الحيوية.

وتناولت شوكلا في حديثها المستقبل المتوقع للمشكلة، حيث توقعت أن يتراكم عدد حالات الوفاة بسبب مقاومة المضادات الحيوية ليصل إلى نحو 40 مليون حالة خلال السنوات الـ25 المقبلة.

وأشارت إلى أن الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط ستكون الأكثر تأثرًا، إذ من المتوقع أن تشهد انخفاضًا بنسبة 11% في إنتاج الثروة الحيوانية في البلدان ذات الدخل المنخفض، ونحو 10% في البلدان المتوسطة والعالية الدخل.

لكن، وعلى الرغم من تأثير المشكلة في جميع أنحاء العالم، فإن الوفيات تكون أعلى في مناطق مثل إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

من جهته، أوضح توماس جوزيف، رئيس قسم التوعية بمقاومة مضادات الميكروبات في منظمة الصحة العالمية، أن مقاومة المضادات الحيوية تؤثر بشكل كبير على متوسط العمر المتوقع، إذ تشير التوقعات إلى انخفاضه بمقدار 1.8 سنة.

كما أشار إلى أن تكاليف العلاج ستشهد زيادة كبيرة، حيث سيتم تحميل الاقتصاد نحو 412 مليار دولار سنويًا نتيجة للعدوى البكتيرية التي لا تستجيب للمضادات الحيوية، بالإضافة إلى الانخفاض في الإنتاجية.

وأكد جوزيف أن التصدي لهذه الأزمة يتطلب جهودًا منسقة، وهو ما دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي إلى عقد اجتماع رفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات.

وفي هذا الاجتماع، تم الاتفاق بين قادة العالم على مجموعة من الأهداف والإجراءات، أبرزها تقليص الوفيات الناتجة عن مقاومة المضادات الحيوية بنسبة 10% بحلول 2030، وكذلك إنشاء لجنة مستقلة بحلول عام 2025 لمكافحة هذه المشكلة العالمية.

أوضحت شوبها شوكلا أن الارتفاع المتزايد في معدلات العدوى يساهم في تراجع قدرة الأنظمة الصحية على تقديم خدمات الرعاية بشكل فعال، مشيرة إلى أن هذا التأثير يتفاقم بسبب مجموعة من العوامل الأخرى، مثل غياب التنظيم المناسب أو عدم تنفيذ القوانين الصحية بشكل صارم.

هذه القضايا مجتمعة تسهم في زيادة الوفيات، خصوصًا في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض، مما يفرض ضرورة توخي الحذر والتركيز على تحسين نظم الرعاية الصحية في هذه المناطق.

وفي سياق حديثه عن التأثيرات الواسعة لمشكلة مقاومة مضادات الميكروبات، ذكر توماس جوزيف، رئيس قسم التوعية بمقاومة مضادات الميكروبات في منظمة الصحة العالمية، أن هذه الظاهرة تضر بشكل كبير بمعدل العمر المتوقع، حيث يُتوقع أن ينخفض بمقدار 1.8 سنة عالميًا بسبب تأثيرات مقاومة الأدوية.

ونبه إلى أن الأثر الاقتصادي لهذه المشكلة سيكون هائلًا، إذ ستصل تكاليف العلاج سنويًا إلى 412 مليار دولار نتيجة للعدوى البكتيرية التي لا تستجيب للمضادات الحيوية، إضافة إلى انخفاض الإنتاجية بسبب تزايد حالات المرض.

وفي خطوة هامة نحو مواجهة هذه الأزمة العالمية، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي اجتماعًا رفيع المستوى حول مقاومة مضادات الميكروبات، حيث أقر قادة العالم مجموعة من الأهداف والإجراءات لمكافحة هذا التحدي المتزايد.

ومن بين هذه الأهداف تقليص عدد الوفيات المرتبطة بهذه المشكلة بنسبة 10% بحلول عام 2030، بالإضافة إلى إنشاء لجنة مستقلة لمتابعة إجراءات مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات والعمل على تطبيق حلول فعالة بحلول عام 2025.
 

مقالات مشابهة

  • المحترفون X أسبوع.. حصاد مميز لطيور مصر المهاجرة في مختلف ملاعب العالم.. عمر فايد يشارك للمرة الأولى في الدوري البلجيكي.. تريزيجيه وعبدالقادر يسجلان.. وعبد المنعم والنني وفتحي يظهرون بشكل جيد
  • «الصحة العالمية» تحذر من تزايد وفيات مقاومة المضادات الحيوية إلى 40 مليون
  • مرشد سياحي: خيبر تعد أولى مناطق العالم التي اكتشف فيها قرية من العصر البرونزي
  • تحذير أممي: المدنيون في قطاع غزة يموتون جوعا أمام أعين العالم
  • تحذير أممي: المدنيون الفلسطينيون يموتون جوعا أمام أعين العالم
  • وجه الكورتيزول ومعجون الفحم للأسنان.. هذه صيحات الصحة التي شهدها العالم في 2024
  • مقاومة من نوع آخر على ارض الجنوب
  • من هي هاريس التي باتت قاب قوسين من أن تصبح أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في أقوى دولة في العالم؟
  • التعريف بقانون "الاتجار في الأحياء الفطرية" بالظاهرة
  • الضويني: الأزهر يجدد الدعوة لقادة العالم للاتفاق على مبادئ عظمى تضمن التصدي للتحديات التي تفرضها الأزمات