"نقترب كلّ يوم أكثر فأكثر" هو ما أدلى به ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى سؤاله عن توصيفه للمحادثات التي تهدف إلى توصل المملكة لاتفاق بشأن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وقال محمد بن سلمان في مقابلة أجرتها معه محطة "فوكس نيوز" الأميركية، الأربعاء، إن هذه "المفاوضات تجري بشكل جيد حتى الآن".

جاءت تصريحات ولي العهد السعودي في وقت تسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن جاهدة للدفع للتوسط من أجل إقامة علاقات بين إسرائيل والسعودية.

كما أنها تزامنت مع لقاء جمع بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للمرة الأولى منذ إعادة انتخاب الأخير العام الماضي، وكانت قضية التطبيع مع السعودية من أبرز محاور اللقاء.

خلال اللقاء أبلغ نتانياهو الرئيس الأميركي بأن التوصل إلى اتفاق "سلام تاريخي" ممكن مع السعودية.
وقال نتانياهو موجها كلامه لبايدن: "السيد الرئيس، أعتقد أنه يمكننا تحت قيادتكم أن نرسي سلاما تاريخيا بين إسرائيل والسعودية"، معتبرا أن تحقيق هذه الخطوة سيؤدي إلى قطع "شوط طويل" نحو تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وبينما يصر مسؤولون أميركيون على أن أي انفراجة بشأن العلاقات لا تزال بعيدة المنال، فإنهم يروجون خلف الأبواب المغلقة للمنافع المحتملة للتوصل إلى اتفاق إقليمي واسع.

ما الذي تريده السعودية؟

هناك مجموعة من القضايا التي تشكل المطالب الرئيسية للمملكة العربية السعودية، بعضها تطرق لها ولي العهد خلال مقابلته مع "فوكس نيوز" وأخرى يتم تداولها من قبل وسائل إعلام غربية.

إحدى النقاط التي ذكرها الأمير محمد بن سلمان لدى سؤاله عما يتطلبه الأمر للتوصل لاتفاق تطبيع هي القضية الفلسطينية حيث ذكر أنها "بالنسبة لنا مهمة للغاية. نحتاج لحل هذا الجزء... ولدينا استراتيجية مفاوضات جيدة تتواصل حتى الآن".

وتابع متحدثا بالإنكليزية "يجب أن نرى إلى أين سنصل. نأمل أننا سنصل إلى مكان سيسهل حياة الفلسطينيين ويجعل إسرائيل لاعبا في الشرق الأوسط".

تؤكد السعودية منذ أعوام طويلة أن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل واعترافها بها يتوقف على تطبيق حل الدولتين مع الفلسطينيين. 

السعودية لم تنضمّ إلى اتفاقات أبراهام التي أبرمت عام 2020 وتوسطت فيها الولايات المتحدة وأقامت بموجبها إسرائيل علاقات مع جارتي المملكة، الإمارات والبحرين قبل أن يلحق بهما السودان والمغرب.

يسعى محمد بن سلمان للحصول على تنازلات كبيرة للفلسطينيين للإبقاء على احتمالات إقامة دولة على الأراضي المحتلة، وهو أمر يسعى إليه بايدن أيضا إلا أن حكومة نتانياهو اليمينية المتطرفة لم تبد استعدادا يذكر للقيام به.

كذلك يتردد أن ولي العهد السعودي يسعى لإبرام معاهدة تلتزم الولايات المتحدة بموجبها بالدفاع عن المملكة في حال تعرضها لهجوم.

ومن المحتمل أن يعرض بايدن على السعودية صفقة أمنية طموحة كالتي عرضها على اليابان وكوريا الجنوبية أخيرا، حسبما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز".

ويريد ولي العهد السعودي الحصول أيضا على أسلحة متطورة من الولايات المتحدة ومساعدة بلاده حتى يكون لديها برنامج نووي مدني.

ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" فإن مسؤولين إسرائيليين يعملون مع إدارة بايدن على مقترح يقضي بالسماح لإجراء عمليات تخصيب يورانيوم تديرها الولايات المتحدة في السعودية كجزء من صفقة ثلاثية تتعلق بالتطبيع مع إسرائيل.

وفي وقت سابق ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرياض تريد تخصيب وقود اليورانيوم الخاص بها، بينما تفضل واشنطن عقد صفقة مماثلة لتلك التي أبرمتها مع الإمارات، التي تستورد وقود المفاعلات. 

ومع ذلك يرجح أن تواجه مسألة تعزيز العلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة والسعودية مقاومة في الكونغرس الأميركي، حيث ينتقد كثيرون الأمير محمد بن سلمان على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 وتدخل الرياض في اليمن ودورها في ارتفاع أسعار النفط.

بالمقابل يتوقع أن تحقق الرياض مكاسب اقتصادية وتجارية ضخمة من صفقة التطبيع مع إسرائيل كما حصل مع الإمارات والبحرين عندما وقعتا اتفاقات ابراهيم في عام 2020، وفقا لتحليل لمعهد دراسات الشرق الأوسط ومقره واشنطن.

ماذا عن إسرائيل؟

في حال حصل التطبيع، الذي تشير تقارير صحف غربية إلى أن إدارة بايدن تدفع لتحقيقه بحلول نهاية العام الجاري، فإن ذلك يعني الكثير بالنسبة لإسرائيل.

يصف الكثير من المحللين خطوة التطبيع مع السعودية بأنها بمثابة "الجائزة الدبلوماسية الكبرى" لإسرائيل، نظرا للمكانة الدينية الرفيعة لدى المسلمين في العالم تجاه المملكة، التي يحمل عاهلها لقب خادم الحرمين الشريفين ويحكم أكبر دول العالم المصدرة للنفط.

وأيضا من شأن أي اتفاق تطبيع تقوية التكتل الإقليمي المناهض لإيران، والتصدي لصولات وجولات الصين في منطقة الخليج، إضافة إلى تحقيق نتانياهو نصرا سياسيا ويساعد على ترسيخ قدراته كرجل دولة في وقت يواجه تحديات في الداخل.

على الجانب الآخر، تبرز عقبات حقيقية قد تعيق تحقيق بعض المطالب السعودية وخاصة تلك المتعلقة بالفلسطينيين، حيث لا يرغب الائتلاف اليمني الحاكم في إسرائيل في تقديم تنازلات، وخاصة فيما يتعلق بالوضع النهائي للقدس، حيث يطالب الفلسطينيون بجعل الجزء الشرقي منها عاصمة لهم.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: ولی العهد السعودی الولایات المتحدة محمد بن سلمان مع إسرائیل التطبیع مع

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري: الشعب المصري يتصدى لقوى الشر التي تريد النيل من مصر

قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النوب: إن هناك العديد من الشائعات التي يتم شنها على الدولة المصرية والقوات المسلحة خلال الأيام الماضية، لافتاً إلى أن الدولة المصرية وقواتها المسلحة مستهدفة من قوى الشر ودائما ما يعملوا على بث الأكاذيب.

وأضاف بكري، خلال تقديمه برنامج «حقائق وأسرار»، على قناة «صدى البلد»، أنه لا بد من التكاتف والالتفاف حول القيادة السياسية والقوات المسلحة المصرية لأجل التصدي لقوى الشر التى تريد النيل من الدولة المصرية، موضحاً أن أبناء الشعب المصري يدركون جيداً حجم المؤامرة التي تحاك ضد وطنهم ويتصدون لقوى الشر دائمًا.

وأوضح عضو مجلس النواب، أن القوات المسلحة المصرية لن تسمح بالمساس بأمن مصر القومي وقادرة على حماية مقدرات الدولة المصرية ومواجهة التحديات والمخاطر التي قد تطرأ على الأمن القومي المصري، مشيراً إلى أن الشعب المصري لن يستجيب لمثل هذه الإدعاءات الكاذبة.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري يكشف تفاصيل قانون الاحتلال الإسرائيلي لطرد الفلسطينيين من أراضيهم

مصطفى بكري: إسرائيل هي المستفيد الأول من فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية

مقالات مشابهة

  • بايدن مكبّل.. ماذا تعرف عن مرحلة البطة العرجاء في الولايات المتحدة؟
  • مصطفى بكري: الشعب المصري يتصدى لقوى الشر التي تريد النيل من مصر
  • السعودية وإيران وإسرائيل.. كيف يتعامل ترامب مع ملفات الشرق الأوسط؟ روان أبو العينين توضح
  • بعد فوز ترامب .. عودة الصفقة واستئناف التطبيع وتمرير مخططات نتنياهو واستمرار حروب الإبادة والترويع
  • السعودية وإيران وإسرائيل.. كيف سيتعامل ترامب مع ملفات الشرق الأوسط؟
  • ترامب: حريص على تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين الولايات المتحدة ومصر
  • بعد فوز ترامب وقبل مغادرة بايدن.. ماذا تعني مرحلة البطة العرجاء؟
  • بعد فوز ترامب وقبل رحيل بايدن.. ماذا تعني مرحلة البطة العرجاء؟
  • ماذا يعني فوز ترامب للمهاجرين في الولايات المتحدة؟
  • ترامب أم هاريس.. ماذا تريد تركيا؟