موقع النيلين:
2024-11-08@20:42:09 GMT

عادل الباز: البرهان في نيويورك

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

عادل الباز: البرهان في نيويورك


1 كثيرون احتاروا حين قرر الرئيس البرهان الخروج من القيادة العامة وشككوا في جدوى خروج الرئيس فى هذا التوقيت بالذات، التوقيت الذي تدور فيه رحى المعارك فى أرجاء الخرطوم. ولكن مع مرور الأيام والإنجازات التي حققها الخروج، أدرك الجميع أن الفكرة كانت أكثر من رائعة، وحققت ما لم يكن أحد يتصوره على الصعيد السياسي والعسكري، وهذا ما سنفصله لاحقاً.


2
داخلياً بدأ تفاعل واسع مع تحركات الرئيس فى مختلف المدن التي زارها، مما أدى إلى استمرار وتصاعد الزخم الشعبى الملتف حول الجيش، وهذه كانت أبلغ رسالة للداخل المعارض، والخارج الذي يدعم المعارضة وهي رسالة تقول أين يقف الشعب السودانى.. هل يقف مع المتمردين المغتصبين أم مع الجيش السودانى المدافع عن كرامته. فوضحت الصورة لكل ذي عينين وألقى السمع وهو شهيد.
3
خارجياً بدأ الرئيس البرهان تفاعلاً متواصلاً، خمس دول مؤثرة حتى الآن زارها سعياً وراء دعم مواقف السودان ولإيضاح صورة ما يجرى، تلك الصورة التي تم تشويهها في العالم بحيث عجزت أيٌ من الدول عن إدانة متمردين قتلوا واغتصبوا وحرقوا عاصمة الدولة مما جعل الأمر يبدو غريباً، وهو أقرب للمؤامرة منه إلى الموقف السياسي المسئول، الذى يعتنى بسيادة الدول والتضامن معها لمكافحة الجماعات الإرهابية المتمردة.
اللقاءات التي أجراها السيد الرئيس البرهان فى تلك الدول وأكد عبرها أنه ماضٍ في إنهاء التمرد (حرباً أو سلماً)، هذه الرسالة الواضحة هى التي ألجمت سيل المبادرات التي تدفقت في الساحة الإقليمية منذ بداية الأزمة دون أفق.
المبادرة الوحيدة التي يعترف بها العالم ويدعمها الإقليم وكان الظن أن من شأنها إنهاء الحرب هى المبادرة السعودية الأمريكية، لكن عمدت المليشيا المتمردة لاغتيالها باكراً برفضها تنفيذ أياً من بنودها التي وقعت عليها.. موقف السودان الملتزم بالمبادرة كان ذو تأثير بالغ على الرأى العام الداخلى والخارجى.. وظل الرئيس يسأل كل الرؤساء الذين قابلهم ما إذا كانوا سيقبلون باحتلال منازل المواطنين من قبل متمردين في عواصم بلدانهم، فكانت إجاباتهم بلا استثناء بالنفي وأكدوا أنهم سيحاربون المتمردين… فيقول لهم هذا ما نفعله الآن، أرجو مساعدتنا بالدعم وكف أيديكم، ووقف دعم المتمردين سياسياً وعسكرياً.
4
أنهى السيد الرئيس جولاته الداخلية والإقليمية وتسيد الأخبار، مما حشر المعارضة والمتمردين في زاوية ضيقة، وأفشل كل تحركاتهما السابقة وتوقف عن أي فعل سياسي وتحولت المعارضة ومتمرديها إلى ظاهرة صوتية فى الأسافير والفضائيات، تبدع في صنع البطولات عبر الفيديوهات المفبركة وتقنيات الذكاء الإصطناعي.
5
اليوم يمضي الرئيس البرهان إلى الأمم المتحدة ليلقي خطاب السودان أمام العالم… وبدأت الملامح الأساسية للخطاب واضحة من خلال الجلسات التي عقدت سابقاً حول الأزمة السودانية عبر مخاطبات البعثة السودانية المتعددة ومن خلال جلسة مجلس الأمن الدولي التي خاطبها فولكر.. فإذا كان العالم مهتم بالسلام فى السودان فإن الرئيس سيطلب من العالم أن تلتزم المليشيا المتمردة بتنفيذ ما وقعت عليه في اتفاق جدة بشهادة العالم.. وأن العالم الغائب عن إدانة تمرد المليشيا إلى الآن لا يمكنه أن يتغيب ويغض الطرف عن حادثة الإبادة الجماعية فى الجنينة، وهنا يدعم موقف الحكومة بيان الحكومة الأمريكية ومن ورائها عشرات المنظمات الحقوقية التي تثبت كل عناصر الإبادة والفظائع التي ترتكبها المليشيات. سيكون للعالم ولكل ذي ضمير حي فرصة لتصحيح موقفه من المليشيات، وخاصة أن الجرائم تقف على عتبات الجنائية الدولية وسيكون مأساوياً أن يلوذ بالصمت من صدعوا رؤوسنا بحقوق الإنسان، في حين أنهم عاجزين عن إدانة من ارتكبوا الابادات الجماعية ويقفون الآن على أبواب القضاء الدولى.
6
لابد أن يسمع العالم من السيد الرئيس عن الفظائع التي ترتكبها يومياً المليشيا المتمردة، مما يقود تلقائياً لأن يطالب السودان بتصنيف هذه القوات كقوات إرهابية كما فعلت بريطانيا مع فاغنر.. المليشا هى ذات داعش السودانية ماذا كانت تفعل داعش؟ تقتل، تغتصب، تنهب، تحرق،؟. هذا ماتفعله الآن مليشيات الدعم السريع… فلا فرق.. فإذا لم تتجلى عدالة العالم فى تصنيف هذه المليشيا كمجموعة إرهابية فستستمر شعوب كثيرة تشكك في معايير العدالة المختلة التي يتحدث عنها العالم بعدة ألسنة.
7
ما يجب أن يكشفه السيد الرئيس للعالم هو تلك الأكاذيب التي يطلقها العالم بشأن الإغاثة والعون الإنساني، العالم الذى التزم بمليار وستمائة مليون في مؤتمر جنيف قبل أكثر من أربعة أشهر ولم يصل فيها للمنكوبين سوى مائتين وخمسون مليون دولار فقط إلى الآن.
سيكرس خطاب الرئيس في الأمم المتحدة ويؤكد ما هو مؤكد حول شرعية المؤسسات السياسية والعسكرية التي تحكم البلاد الآن وتدير شئونها الداخلية والخارجية، مما يجعل أي حديث عن شرعية متوهمة أو اعتراف دولى بالمليشيات محض أوهام. كما ينهي ادعاءات الشرعية لجماعة تعتقد أن لها شرعية في حكم البلاد بادعاء الوصاية على ثورة ديسمبر، وتنهى أحلام شتات منظمات المجتمع المدني الذى يسعى بعض سدنته من عطالة المهاجر لتبني فكرة إقامة حكومة منفى منبته عن أي دعم شعبي داخلي أو اقليمي.

عادل الباز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الرئیس البرهان السید الرئیس

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية السوداني: الحرب ستنتهي خلال شهرين أو ثلاثة بانتصار الجيش

الخرطوم- أكد وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، أن الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو عام ونصف ستنتهي خلال شهرين أو ثلاثة بانتصار الجيش على قوات الدعم السريع.

وقال الشريف إن القوات المسلحة السودانية تحظى بدعم شعبي داخلي ومن الدول الصديقة، مشيرا إلى أن الجامعة العربية تؤدي مسؤوليتها في تنسيق الجهود الإقليمية والدولية من أجل استعادة الاستقرار والأمن في السودان، وتعزيز الشرعية المتمثلة في القوات المسلحة السودانية، وفق موقع "أخبار السودان".

وأضاف الوزير السوداني أن علاقات بلاده مع مصر تُعتبر الأهم لبلاده على الصعيد الخارجي، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقاً دائماً بين القاهرة والخرطوم من أجل حل الأزمة السودانية.

جاءت تصريحات الوزير في أعقاب لقائه بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أمس الأربعاء، والتي أوضح خلالها أنه سيلتقي مع وزير الخارجية بدر عبد العاطي لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الذي تم عقده على هامش المنتدى الحضري العالمي.

وبحسب الشريف فإنه أجرى مباحثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية مجموعة من القضايا الهامة والحساسة بالنسبة للسودان، لا سيما تلك المتعلقة بكفاح الكرامة في البلاد ودعم الجامعة العربية للسودان في مختلف المجالات.

أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، يوم الأحد الماضي، إعفاء وزير الخارجية حسين عوض من منصبه.

وأفادت وكالة الأنباء السودانية، بأن "البرهان أصدر قراراً باعتماد تكليف السفير علي يوسف أحمد الشريف بمهام وزير الخارجية"، داعيا وزارة شؤون مجلس الوزراء والجهات ذات الصلة لوضع القرار موضع التنفيذ.

واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • السودان .. البرهان يلتقي وفد حركة شباب التغيير والعدالة
  • وزير الخارجية السوداني: الحرب ستنتهي خلال شهرين أو ثلاثة بانتصار الجيش
  • البرهان يلتقي ميريانا سبوليارتش
  • أطراف الحرب السودانية ترحّب بفوز «ترامب» بالانتخابات الأمريكية
  • البرهان يبلغ رئيسة الصليب الأحمر تحفظات عن أداءها في السودان
  • البرهان يهنئ الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بفوزه في الانتخابات
  • عوامل قانونية أم سياسية وراء عدم تشكيل البرهان حكومة طوارئ؟
  • السعودية تتمسك بالحل السياسي لأزمة السودان وتدعو البرهان لزيارتها
  • من هي هاريس التي باتت قاب قوسين من أن تصبح أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في أقوى دولة في العالم؟
  • ما ترتب على زيارة جبريل إبراهيم إلى نيويورك