بوابة الوفد:
2025-01-16@23:44:06 GMT

أين أنتِ يا حمرة الوجه؟!

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

«الإنترنت» دولة جمعت كل شعوب العالم، لا حاكم فيها إلا ‏العقل والذوق والدين والتربية والرقى، فإذا كانت بصمة أصبعك ‏تثبت هويتك الشخصية، فبصمة لسانك أيضا تثبت حصاد تربيتنا ورقى أخلاقنا.

ففى السنوات العشر الأخيرة تعرض المجتمع لهزة عنيفة أصابته فى عقر داره، حتى أصيب بالمرض والكهولة والشيخوخة فى العقل وإعياء القلب والعقل كمان، وقلب موازين روحية وعقائدية فى الدين والدنيا حتى تلوثت أسماعنا وأبصارنا لنرى ونسمع العجب العجاب تراجع دور العلماء ليحتل الجهلاء والسادة المنافقون الصفحات الأولى، حيث أصبحت السوشيال ميديا روادها ملايين من الحشود الجماهيرية بمنصاتها الهلامية السابحة فى قلب فضاء فوضوى منبراً ملوثاً لترميز التافهين فى محاولات للاستعانة بالمعجبين والمتابعين لحصد أكبر عدد من المشاهدات التى تحقق مكاسب فى الثراء السريع، خلال عرض محتوى رخيص يجذب الحشرات البشرية الدنيئة التى وقعت فى فخ الشبكة العنكبوتية الضارة.

ولأن المجتمع للأسف أصبح قابلا للخداع مع تدنى مستوى الذوق العام، وتوحش غول ارتفاع الأسعار وقطاره الذى لا يقف، ولا نعلم إلى أين المصير والفقر يطل بأنيابه على الغلابة والمساكين، ويملك أيضا مقومات تراثية للاستغفال والاستغلال جاذبة للأفاقين، لأن ثقافته وطريقة تفكيره ومجموع القناعات السائدة فى العقول تم تشويهها وإتلافها بفعل وكيل لئيم خبيث منذ أن بدأت بصناعة الفساد «الاندرويد» الذى جاء من غزو الفضاء الخارجى أشد فتكاً وضرراً من القذائف والدبابات، ولم يتم للآن البدء فى تطهير ألغامه وكسر نفوذ مخربيه حتى تنجلى شخصية مصر الحقيقية التى تتصف بالحياء والخجل فلم يعد له «حمرة وجه». نحن متجهون بسرعة البرق نحو الجاهلية، ‏لكن هذه المرة لن يرسل الله أنبياء لإنقاذنا.

بعد أن احتلت منصات التواصل الاجتماعى قلب وعقل المجتمع المصرى والعربى كله، حتى قدمنا «الانترنت» لكل أفراد العائلة وكل الطبقات حتى «العدمانة» على حد قول البعض، ففى الإنترنت يرتدى بعض الرجال قناع الرجولة، وترتدى بعض النساء رداء العفة، جميعهم يوسف وجميعهن مريم، فى الإنترنت امرأة عزيز أخرى تراود رجلًا على حبها، ورجل لا يتمنع، المشكلة أن الكل رومانسى، والكل متحضر والكل مثقف والكل أبيض والكل نقى، الكل فارس والكل شجاع، والكل يطالب الديمقراطية، والكل يلعن متخفيا تحت رداء الاسم المستعار وما أكثرهم وألعنهم.. حشرات بشرية تسبح فى الفضاء، والكل كمان ابن ناس فى الإنترنت يعشقون من أول محادثة، فكل إضافة جديدة صيدة وكل رسالة خاصة صيدة، وكل وردة فيها «صيدة». فى الإنترنت لا يتقدم العمر بأحد فلا يوجد رجل مسن ولا توجد امراة قبيحة، فكلهن ملكات جمال وكلهم فرسان قبائل، فى الإنترنت الثمار ليست على بذورها، فلا تنتظر أن تحصد ما زرعت، فقد تزرع الوفاء وتحصد الخيانة. فى الإنترنت كل الأحلام وردية، ‏متصنع الود أخطر وأخبث وأحقر مئات المرات من صريح العداء، وكل الوعود وردية وكل الحكايات وردية وكل الليالى وردية والواقع مغاير تماما لحقائق البشر إلا من رحم ربى. اللهم ثبت عقولنا أمام مغريات الدنيا وكل ما يحيط بنا، فلا حول ولا قوة لنا إلا بك، بكَ نستعين وبكَ نستجير وبكَ نكتفى. 

ماجدة صالح سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية 

magda [email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شعوب العالم فى الإنترنت

إقرأ أيضاً:

استيفان روستي صاحب الوجه الأحمر.. والده كان سفيرا

في العام 1957، وفي عدد ديسمبر من مجلة الكواكب، كشف الكوميديان الكبير استيفان روستي عن أسرار في حياته قبل دخوله إلى الوسط الفني، وقال: «كثير من الناس يعتقد أنني أجنبي، والواقع أنني مصري، ولدت في قلب مصر، رغم أن والدي أجنبي، وكان نبيلًا من نبلاء المجر جاء إلى مصر سفيرًا للنمسا والمجر عام 1898».

غضب حكومة المجر من والده

يضيف «روستي» عن فترة طفولته قائلًا: «في مصر، بل في الإسكندرية بالذات، تعرف والدي على والدتي، وكانت إيطالية الجنسية، وتزوجا، ولما علمت حكومة المجر بهذا الزواج، غضبت على والدي، وكان السبب أن تقاليد نبلاء المجر تقضي ألا يتزوج النبيل إلا من نبيلة مثله، وقد خرق أبي هذا التقليد بزواجه من إيطالية، وكان عقابه أن نقلته الحكومة من سفارتها في مصر إلى سفارتها في طهران، وكانت والدتي في هذه الأثناء تنتظر مولودًا ولا تستطيع أن تتحمل مشاق السفر والنقل، فآثر والدي أن يتركها في القاهرة».

يواصل: «بعد سفره بأسابيع، حضرت أنا إلى الحياة، وكان ذلك في عام 1900، وأبت الأقدار أن أرى والدي النبيل المجري، فقد مرض مرضًا شديدًا وهو في طهران بعد سفره بفترة قصيرة، فنقلوه إلى بودابست حيث وافته المنية، ولم يترك لنا، والدتي وأنا، إلا منزلاً صغيرًا في الإسكندرية».

وأكد استيفان أن والدته طالبت بحقها في ميراث زوجها بعد موته، فطلبت منها حكومة المجر أن تترك مصر نهائيًا وتذهب لتعيش في بودابست، ولكنها رفضت هذا العرض وفضلت البقاء في مصر، مضحية بالميراث، مكتفية بالمنزل الصغير الذي يضمها وصغيرها.

فترة صعبة في حياة الفنان

ينتقل استيفان بعدها إلى فترة صعبة من حياته، وجد نفسه فيها بلا مأوى، حيث يقول: «حين بلغت السادسة من عمري، فكرت والدتي في أن ترسلني إلى المدرسة على أن تكون مدرسة مصرية، فألحقتني بمدرسة رأس التين الابتدائية، ومنها حصلت على الشهادة الابتدائية. وكانت والدتي تريد أن تكمل دراستي مهما كلفها هذا من جهد ومال، إلا أن الكوارث والديون تراكمت علينا، وعُرض منزلنا للبيع في مزاد علني. وهنا تذكرت أن هناك حملاً يجب أن أرفعه عن كاهل والدتي، فانقطعت عن الدراسة».

كذلك كشف الكوميديان الكبير كواليس تعرفه على عزيز عيد، وكيف وضع قدمه لأول مرة على طريق الفن، حيث يقول: «في أحد الأيام، جاءت فرقة عزيز عيد لتقدم عرضًا في الإسكندرية، وبعد أن انتهت الرواية، صعدت إلى المسرح وقابلت عزيز عيد وقدّمت إليه نفسي، وأفهمته أنني من هواة التمثيل ومن المعجبين بتمثيله وعبقريته، فأعجب بي وبحماستي وقال لي: "لماذا لا تحضر إلى مصر وتقابلني؟". وفي نفس اليوم الذي وصلت فيه إلى القاهرة، ذهبت إليه، وما أن رآني حتى ابتهج. وفي اليوم التالي، كنت ممثلاً في فرقته».

وتابع: «ومنذ هذا الوقت -وكان عام 1917- وأنا لم أغادر خشبة المسرح. وفي سنة 1922، فكرت في السفر إلى باريس لدراسة فن السينما الذي كان لا يزال في أول الطريق، فجمعت كل ما أملك ورحلت إلى هناك. وفي أحد الأيام، التقيت بشاب ظريف سألني عن جنسيتي، فقلت له إنني مصري يريد أن يتعلم صناعة السينما في باريس. ورحب بي الشاب وقال لي إنه مساعد أحد كبار المخرجين، وسوف يتيح لي فرصة التعرف عليه، واشتغلت بفضل صديقي هذا بالتمثيل في بعض الأفلام، ثم عدت إلى مصر لأبدأ مسيرتي مع السينما».

مقالات مشابهة

  • درّة تحتفل بعيد ميلادها بإطلالة وردية ورسالة شكر لجمهورها
  • الشرطة العراقية تقبض على التيكتوكر رائد أبو حمرة
  • كل حساباتي الشخصية اتسرقت.. هالة صدقي تحرر محضرا بمباحث الإنترنت
  • الوجه الآخر للذكاء الاصطناعى
  • استيفان روستي صاحب الوجه الأحمر.. والده كان سفيرا
  • القبض على المدعو رائد أبو حمرة بتهمة المحتوى الهابط
  • مادة وردية تغطي لوس أنجلوس .. وتحذيرات من خطرها
  • تحذيرات من مادة وردية تغطي لوس أنجلوس
  • وزير الشؤون النيابية: لا يوجد معتقلون ذفي مصر والكل يحاكم أمام القاضي
  • سحابة وردية تغطي لوس أنجلوس.. محاولة يائسة لوقف النيران