في الوقت الذي يواصل فيه موظفو شركة برودجي سيستمز وقفاتهم الاحتجاجية للمطالبة بإعادة فتح شركتهم؛ تشهد محاكم صنعاء الكثير من الجلسات المنددة بأعمال النهب والابتزاز التي تتعرض لها من قبل مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، على مدى سنوات.

الشركات الخاصة في مناطق ميليشيا الحوثي أصبحت بين كماشة الإغلاق وتشريد موظفيها أو الرضوخ لعمليات النهب والجبايات التي تفرض بشكل مستمر وتحت مسميات كثيرة أبرزها الزكاة.

مؤخراً لجأ الكثير من ملاك الشركات ورجال المال والأعمال إلى المحاكم كآخر وسيلة للدفاع عن حقوقهم المنهوبة من قبل هيئة الزكاة الحوثية المستحدثة؛ حيث تؤكد القضايا المرفوعة أن هيئة الزكاة التي جرى إنشاؤها من قبل الحوثيين ما هي إلا غطاء لعمليات النهب المنظمة التي تستهدف القطاع الخاص.

وسرب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لكشوفات جلسات محكمة الأموال العامة في صنعاء خلال الأسبوع الماضي. وضمت الكشوفات أسماء عدد من الشركات الخاصة في صنعاء رفعت عدداً من القضايا ضد "هيئة الزكاة الحوثية" التي تمارس نهبا وابتزازا منظما.

وبحسب المعلومات، فإن أكثر من 15 شركة محلية في صنعاء تقدمت بدعاوى رسمية ضد هيئة الزكاة الحوثية لمحكمة الأموال العامة. ويحاول التجار عبر هذا التحرك القضائي مواجهة حملات النهب التعسفية التي يتعرضون لها من الهيئة.

وأفادت المصادر القضائية أن محكمة الأموال في صنعاء تقوم بالمماطلة وتأجيل جميع القضايا التي تقدم بها التجار ضد قيادات أو جهات حوثية، موضحة أن القضايا واضحة وتتهم هيئة الزكاة الحوثية بانتزاع أمول بالقوة من الشركات الخاصة.

وبرزت أسماء شركات كبيرة من ضمن الجهات المقدمة للدعاوى يوم 13 سبتمبر الجاري فقط التي شملت جلسات لـ16 قضية رفعت ضد هيئة الزكاة الحوثية وجهات أخرى. من بين الشركات المقدمة للقضايا شركة المشروعات الصناعية اليمنية، والشركة المتحدة للنقل المحدود، وشركة عالم الصيدلة للاستثمار الطبي، وشركة فارما للتجارة والتسويق المحدود، والبنك التجاري اليمني، والمسوري للاستيراد والتوكيلات التجارية.

ويحاول ملاك الشركات الخاصة اللجوء إلى القضاء من أجل استرداد حقوقهم أو حتى إيقاف عمليات النهب التي تطالهم بشكل مستمر تحت غطاء "دفع الزكاة". إلا ان الحقيقة الصادمة لهم، بحسب ما ذكره مندوبو الشركات في المحاكم، أن القضاء مختطف خصوصا مع استمرار تأجيل القضايا المرفوعة بشكل تلقائي دون حتى حضور ممثلين عن هيئة الزكاة الحوثية.

في الجهة الأخرى لم يجد موظفو شركة برودجي سيستميز في القضاء أملاً لإنهاء عملية إغلاق الشركة واختطاف مديرها المهندس عدنان الحرازي منذ يناير الماضي، عقب رفض الشركة للابتزاز.

من أمام مكتب النائب العام، رفع الموظفون مع أسرة المهندس الحرازي شعارات طالبت بإيقاف استغلال القضاء من أجل ابتزاز الشركة ومالكها الذي تعرض لمحاكمة صورية وصلت لحد المطالبة بإعدامه من قبل الجهات الحوثية.

وردد المحتجون هتافات تطالب بإعادة فتح الشركة، ووضع حد لمعاناة الموظفين التي بدأت منذ إغلاق الشركة في يناير الماضي بعد نهب واقتحام المليشيا للشركة بقوة السلاح، مؤكدين أن إجراءات المحكمة الحوثية المتخصصة تأتي ضمن عمليات التعنت والتعذيب للمختطف الحرازي وأسرته التي تعاني منذ بداية العام.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الشرکات الخاصة فی صنعاء من قبل

إقرأ أيضاً:

تقرير بحثي يسلط الضوء على أبعاد الآلية الحوثية الجديدة لصرف المرتبات

يمن مونيتور/قسم الأخبار

كشف تقرير بحثي حديث أصدره مركز المخا للدراسات الاستراتيجية عن مخاطر وأبعاد الآلية الحوثية الجديدة التي أعلنت عنها مؤخراً لصرف المرتبات في مناطق سيطرتها.

وكانت جماعة الحوثي قد أصدرت في ديسمبر 2024 قانونًا يحمل عنوان “الآلية الاستثنائية المؤقتة لدعم فاتورة مرتبات موظفي الدولة وحل مشكلة صغار المودعين”.

ويهدف هذا القانون، وفقًا لبيانات الحوثيين، إلى معالجة مشكلة انقطاع مرتبات الموظفين العموميين وتحقيق العدالة في توزيع الدخل الشهري بين موظفي وحدات الخدمة العامة.

وتقوم فكرة الآلية -بحسب تقرير المركز- على إنشاء حساب خاص في فرع البنك المركزي بصنعاء، تحت إدارة الحوثيين، ليكون وعاءً لجمع الإيرادات المالية المخصصة لمرتبات الموظفين.

ويعتمد هذا الحساب على الإيرادات التي تُجمع من حساب الحكومة العام بعد تغطية الالتزامات الشهرية، بالإضافة إلى نسبة مساهمة تُفرض على جهات حكومية مختلفة.

وتنص الآلية على صرف مرتبات كاملة لبعض الوحدات الهامة مثل البرلمان والقضاء، بينما يتم تحديد مرتبات وحدات أخرى بناءً على قدرتها على تغطية نفقاتها. في الوقت ذاته، تُعتبر أي مستحقات خارج هذه الآلية غير ملزمة للحكومة.

وتثير هذه الخطوة العديد من المخاوف حول التلاعب بحقوق الموظفين العموميين، حيث تستبدل حقهم في المرتبات بقوائم جديدة تخضع لشروط الحوثيين. كما أن هذه الآلية تبدو وكأنها تعزز التمييز بين الموظفين بناءً على طبيعة مهامهم، مما يتعارض مع مبدأ العدالة.

علاوة على ذلك، تشير التحليلات إلى أن الآلية قد تمهد لاستيلاء الحوثيين على موارد القطاع العام تحت غطاء سداد المرتبات، مما يزيد من المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد الوطني، فيما تواجه الآلية انتقادات لعدم منحها الاهتمام الكافي للمعلمين، الذين يُعتبرون من الفئات الأكثر حرمانًا.

كما تقوم الآلية بفرض ضرائب جديدة على السلع الكمالية وضرائب دخل على المرتبات التي تتجاوز حدودًا معينة، مما قد يزيد من الأعباء المالية على المواطنين. كما تسعى الجماعة إلى فرض واقع جديد فيما يخص مرتبات الموظفين، مما يزيد من التوترات المحتملة في المستقبل.

وخلص التقرير أن هذه الآلية تتعارض مع الدستور والقانون، ومع قواعد صرف المرتبات القائمة على العدالة والعمومية. ويبدو أنها جاءت نتيجة مخاوف الحوثيين من التبعات المحتملة لسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بالإضافة إلى محاولة امتصاص الاحتقان الشعبي المتوقع تصاعده بعد انتهاء الحرب في غزة، فضلاً انها قد تواجه مصير الفشل كما حدث مع تجارب سابقة في هذا السياق.

مقالات مشابهة

  • خاص| الشركة الراعية لابتكار صمام مجدي يعقوب تكشف عن التمويل وردود الفعل
  • الشركة العالمية للصناعات البحرية توفر أكثر من 43 فرصة وظيفية
  • صنعاء.. "المحامين اليمنيين" تُدين اقتحام مكتب محامٍ وتهديده بالقتل وتطالب بالقبض على الجناة
  • حزب العدالة والتنمية يلتمس عفوا ملكيا عن زيان ومعتقلي الريف ويدين "جر الصحافيين إلى القضاء"
  • المليشيا لا تفكر حاليا سوي في النهب والشفشفة لكل شئ ومن ثم الهروب
  • تقرير بحثي يسلط الضوء على أبعاد الآلية الحوثية الجديدة لصرف المرتبات
  • الشركة القابضة تعلن عودة تدريجية للتيار الكهربائي إلى مدن سودانية
  • ما الرسائل التي ارادت “صنعاء” ايصالها لـ”احتلال” و”الفلسطينيين” على السواء
  • تعرّف على القضايا الثلاث التي ستشغل ترامب بالفترة القادمة. . ما هي خطّته؟
  •  بعد الإعلان عن اتفاق غزة.. شركات الشحن البحري تنتظر الرد من اليمن