طفيلي يسيطر على النمل لتبع أوامره فجرا وغروبا
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
اكتشف باحثون من قسم علوم النبات والبيئة بجامعة كوبنهاغن أن نوعا من الطفيليات يسمى "ديكروكويليام ديندريتيكام"، يتحكم تماما في أدمغة النمل بحيث يدفعه للتحرك بالطريقة التي يرغب فيها الطفيلي، لا النمل نفسه.
و"ديكروكويليام ديندريتيكام" من الديدان المفلطحة التي تصيب القنوات الصفراوية والكبد في بعض الحيوانات مثل الأغنام، ويمكن كذلك أن تصيب الإنسان.
وتبدأ دورة حياة هذا النوع من الطفيليات بغزو أجسام الحيوانات الأخرى، فتضع البيض داخلها، ويتم طرح ذلك البيض عن طريق الفضلات، ولو وصل ذلك البيض إلى الغذاء أو الماء الخاص بكائن آخر فسينتقل إليه، ليصبح المضيف الجديد، وهكذا.
وللتوصل إلى تلك النتائج، التي نشرها الباحثون في دورية "بيهافيورال إيكولوجي"، وضع الباحثون علامات على عدة مئات من النمل المصاب وغير المصاب بهذا الطفيلي في غابات بيدستروب بالقرب من مدينة روسكيلدا الدانماركية، ثم راقبوا سلوك النمل طوال اليوم.
وقد تبيّن لهذا الفريق البحثي أن النملات المصابة بهذا الطفيلي هي فقط التي تستجيب لظروف من الضوء والرطوبة ودرجة الحرارة تفيد الطفيلي، وبينما ترتفع درجة الحرارة، تنزل النملة للتخفي في العشب، ولكن حينما تنخفض درجة الحرارة تصعد النملة أعلى العشب.
وبحسب الدراسة، فقد ظهر أن النملة تتحرك في أوقات الفجر وقبل الغروب بطريقة تدفعها لتصبح جزءًا من غذاء البقر أو الخراف أو الغزلان أو أي حيوان راعٍ آخر، حيث تقف مباشرة وتنتظر أعلى الأعشاب التي تأكلها تلك الحيوانات.
وقد خلص الباحثون إلى أن ما يقوم به الطفيلي طريقته للوصول إلى الكائن المضيف الخاص به، حيث يتحكم في دماغ النملة ويوجهها إلى أعلى العشب، فيأكلها الكائن المضيف.
وبحسب الدراسة، فإنه حينما يدخل قطيع من الطفيليات إلى جسم النملة فإنه ينقسم إلى مجموعتين، الأولى يكون فيها فرد واحد فقط غالبا، يسافر مباشرة إلى رأس النملة ليذوب في مكونات الدماغ هناك، فيغير من تركيبته ويعطيه مجموعة الأوامر الجديدة.
أما بقية الفريق فيسافر إلى بطن النملة، وهناك يحيط نفسه بغلاف يحميه من الأحماض المعدية الخاصة بالنملة، وينتظر حتى تجيء اللحظة التي يدخل فيها إلى بطن أحد تلك الحيوانات التي ترعى على الأعشاب، ومن هناك ينطلق في دورة حياة جديدة.
وبحسب بيان صحفي أصدرته جامعة كوبنهاغن، فإنه قد أثار انتباه الباحثين ذلك الدور الذي لعبه الطفيلي الوحيد المتوجه للدماغ، إذ إن دوره إيثاري تماما، يضحي بنفسه مباشرة من أجل مصلحة بقية الفريق، علمًا بأن السلوكيات الإيثارية من هذا النوع مرصودة من قبلُ في عالم الحيوان.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مفاجآت علمية جديدة.. لماذا حرم الإسلام أكل الحيوانات المفترسة؟
بيّنت نهاد رمضان، الباحثة بـ مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، حكمة الإسلام من تحريم حرم أكل الحيوانات المفترسة وكل ذي ناب، كما أن الإسلام لم يحلل أكل جميع الحيوانات العاشبة مثل أكل الحمار المحلي.
أكدت “رمضان”، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن التشريعات الإسلامية المتعلقة بحلال وحرام الطعام ليست مجرد أوامر دينية، بل تحمل أبعادًا علمية وصحية أثبتتها الدراسات الحديثة.
درس التراويح بالجامع الأزهر: الإسلام جعل التكافل مبدأً راسخًا لتوازن المجتمع
مفتي الجمهورية يكشف أهم أخلاقيات الحرب في الإسلام
3 ركائز أساسية في الإسلام لا تغفل عنها.. تعرف عليها
السخرية في الإسلام .. تعرف على عقوبتها وأنواعها
وأوضحت الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الإسلام وضع ضوابط واضحة لما يجوز أكله وما يُحرم، استنادًا إلى نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث قال الله تعالى: "قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِه" (الأنعام: 145).
وأضافت الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن النبي ﷺ أكد تحريم كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير، كما ورد في صحيح مسلم، مشيرة إلى أن العلم الحديث كشف عن أضرار صحية جسيمة تنتج عن تناول لحوم الحيوانات المفترسة، حيث تحتوي أنسجتها على نسبة عالية من السموم والمواد الضارة نتيجة لتغذيتها على اللحوم والدماء.
وأشارت إلى أن الدراسات العلمية أكدت أن لحوم الجوارح والسباع تشبه الدم في تركيبتها الكيميائية، مما يجعلها غير صالحة للاستهلاك البشري، حيث قد تؤدي إلى اضطرابات هرمونية وأمراض خطيرة، كما أن الإسلام لم يحلل كل الحيوانات العاشبة، فقد حُرِّم أكل الحمار الأهلي لحكمة ترتبط بالنظافة العامة والصحة.
وأكدت أن هذه الأحكام الشرعية تثبت إعجازًا علميًا، وتؤكد أن الشريعة الإسلامية جاءت لحماية الإنسان جسديًا وروحيًا، مشددة على أهمية الالتزام بالتوجيهات الإسلامية للحفاظ على الصحة العامة وتعزيز الوعي الغذائي.