توسيع برنامج التوثيق المدفوع "Meta verified" ليشمل حسابات الأعمال
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
أعلنت شركة ميتا (Meta) عن توسيع برنامج التوثيق المدفوع الخاص بها ليشمل حسابات الأعمال. تهدف هذه الخطوة إلى توفير وسيلة إضافية للشركات لزيادة مصداقيتها على منصات ميتا، من خلال شراء علامة التوثيق المعتمدة. بالحصول على علامة التوثيق، يمكن للعلامات التجارية تعزيز مصداقيتها وإثبات هويتها وتمييزها عن المنافسين.
كان برنامج التوثيق المدفوع سابقًا متاحًا فقط للأفراد الذين يرغبون في توثيق هويتهم الشخصية على منصات ميتا مثل فيسبوك وإنستغرام. ولكن الآن، ستتاح هذه الفرصة أيضًا للشركات والعلامات التجارية لتوثيق هويتها باستخدام علامة التوثيق المدفوعة.
تأمل ميتا أن يكون لهذا التوسع تأثير إيجابي على العلامات التجارية وأن يوفر لها فرصة لبناء الثقة مع المستخدمين. وعلى الرغم من أن هناك رسوم مالية مرتبطة بشراء علامة التوثيق المدفوعة، إلا أن الشركات قد ترى ذلك استثمارًا ضروريًا لتحقيق مزايا مثل زيادة التفاعل مع المحتوى وزيادة الوعي بالعلامة التجارية.
مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هذا البرنامج قد يثير بعض المخاوف بشأن قيمة علامات التوثيق، حيث يمكن أن يقلل زيادة عدد المستخدمين الذين يحصلون على العلامة من قيمتها إلى حد ما. ومع ذلك، يجب أن نتعامل مع هذه العلامة على أنها أداة إضافية للتوثيق والتمييز، وليس العامل الوحيد لتحقيق النجاح في منصات التواصل الاجتماعي.
تعكس هذه الخطوة التوسعية لبرنامج التوثيق المدفوع لحسابات الأعمال رغبة ميتا في تلبية احتياجات المستخدمين والشركات وتوفير أدوات تساعدهم في بناء وتعزيز هويتهم الرقمية على منصاتها. ومن المتوقع أن يلقى هذا البرنامج استجابة إيجابية من العلامات التجارية التي تسعى لزيادة مصداقيتها وتمييزها في بيئة التواصل الاجتماعي.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: علامة التوثیق
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد؟
سالم بن حمد الحجري
في جولة إلكترونية لمنشورات التواصل الاجتماعي بحثا عن إجابات لموضوع بحثي مختص بالخوارزميات التي تستخدمها تلك البرامج وتأثيرها على المستخدم، لفتني ذلك الاتجاه الذي ينحوه بعض الشباب (من الجنسين) لاقتحام ما يسمى بالشهرة عبر زيادة عدد المتابعين بأي طريقة كانت، وهو اتجاه سائد في عصر انتشار التكنولوجيا ووسائل الاتصال المتعددة.
ولم تعد وسائل التواصل تقدم وظيفة وحيدة وهي تقريب المسافات وتعزيز العلاقات والروابط الاجتماعية، إلى أن تكون وسيلة لنشر الثقافة والعلوم والخبرات والمعارف المتعددة، وهي كذلك منصات ساهمت في تطوير الأعمال وانتشارها ووصولها السريع للمستهلكين، لكنها في الوقت ذاته كانت السُلّم السريع والطريق الأقصر للملايين طمعا في الشهرة واجتذاب المتابعين، الاتجاه الذي انتهجه البعض للشهرة الرخيصة المعتمدة على الابتذال والمحتوى الرخيص في انتهاك صريح للقيم والأخلاق للأفراد والمجتمع دونما رقابة أو محاسبة.
يعج الفضاء الرقمي- الذي فيما يبدو في الطريق لفقد البوصلة القِيَمِيَّة- بالعديد من الحسابات الإلكترونية في منصات التواصل الاجتماعي التي تدوس على مبادئ المجتمع وقيمه الإنسانية النبيلة وهي في طريقها نحو مسار ما يسمى بالشهرة عبر المحتوى الهابط الذي يعتمد في أحيان على الغرائز الجسدية واستغلال مشاهد الإغراء لجذب المتابعين، وفي أحيان أخرى بصناعة المحتوى الدرامي الصادم الذي يعتمد على التحديات الخطرة والمشاهد المؤثرة على الصحة والسلامة، وفي مواضع أخرى، نشر خصوصيات الناس وأسرارهم وتفاصيل شخصية دون مراعاة للكرامة وللنتائج المترتبة على ذلك السلوك المُشين، ولا عجب فيما تحمله آلاف المقاطع اليومية حول العالم من محتوى مبتذل طافح بالبذاءة والانحطاط الخُلُقي وجارح للقيم والأخلاق مما يشكل خطرًا كبيرًا على أفراد المجتمع خاصة مرحلة الطفولة والمراهقة.
من الطبيعي جدًا ونحن نعيش عصر الثورة الرقمية وما تطرحه منصات التواصل الاجتماعي أن نتساءل، ما أسباب كل هذا السقوط المخيف نحو مسار الشهرة "الرخيص"؟ وهل بالفعل أن هذا شرٌ لا بُدّ منه؟ مبدئيا، لنتفق أن ما نتحدث عنه هنا هو الوجه المظلم للتقنية الحديثة التي تخدم البشرية وتسهم في تنمية حياة الإنسان ورفاهيته، وما ساعد هذا "الوجه المظلم" في الانتشار هو المنطق التجاري للمنصات التواصلية التي تطور خوارزمياتها (وهي مجموعة من العمليات والأوامر المصممة إلكترونيا لإنجاز مهمة ما) لتحفز المحتوى المثير والذي يحقق تفاعلا كبيرا ومشاهدات عالية مما يزيد من الانتشار وبالتالي ارتفاع دخل المنصة من الاعلانات ويُقاس ذلك بمقاييس وأدوات إلكترونية، كما أن أحد اهم أسباب صناعة المحتوى غير اللائق هو التهافت نحو الكسب المادي الذي حققه الآخرون من وراء حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي وهم متيقنون بأنهم سيحصدون الآلاف من المتابعين وبالتالي ضمان الشهرة السريعة، فضلا عن الجهل المستشري عند الكثير من هذه الطبقة بسوء عاقبة ذلك النوع اللاأخلاقي من المحتوى عليهم وعلى المجتمع حيث تنتشر ثقافة الأفكار السطحية التي لا تُنتج فكرًا ولا تُقوِّم سلوكًا؛ بل يساهم ذلك في انتشار الانحلال الأخلاقي والبذاءة اللفظية وانهيار المعايير القيمية لدى النشء ليس فقط في العالم الافتراضي بل يتعدى ذلك إلى السلوكيات اليومية في البيت والمدرسة والشارع، فضلا عن شيوع ظاهرة الاحتفاء بما يسمى ب"المشاهير" وما هم إلا انتهازيين فارغين أو مروجين تجاريين تصل المنافسة غير الشريفة بينهم حدا سحيقا من الاسفاف في تقديم محتوى معبرًا عن ذاته المضطربة نفسيًا.
وهناك جانب خفي من استخدام الانترنت لا يظهر في محركات البحث العادية ولا على المنصات الشائعة، يُعرف بـ"الدارك ويب" أو "الشبكة المظلمة"، ذلك الفضاء الرقمي الذي يكتنفه الغموض وتُرتكب فيه بعضٌ من أخطر الجرائم الإلكترونية، من تجارة غير مشروعة، إلى غرف دردشة سرية تنشط فيها شبكات الاستغلال والانحراف الأخلاقي، وتلك حكاية أخرى لا يتسع المجال هنا للخوض فيها.
جُبِل الإنسان على السعي والانجاز، والجري وراء المادة، إلّا أن ذلك لا يبرر بأي حال من الأحوال على بيع النفس للأهواء ولا التحلل من الكرامة الإنسانية والمُثل العليا مقابل فتات مادي، التسول الإلكتروني قد يحقق لفاعله تربحا ماديا لكن الحر الشريف يعف نفسه عن طرق الابتذال ويصونها عن مواطن الرخص والهوان.