الصحافيون اليمنيون.. الأسماء المستعارة خوفاً من الموت
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
مع بدء الحرب في اليمن في مارس/ آذار 2015 تعرض عدد كبير من الصحافيين للاعتقال والإخفاء القسري من قبل الحوثيين. إذ قامت الجماعة بإغلاق ومداهمة ونهب عشرات الصحف والمؤسسات الإعلامية الخاصة والحكومية والأهلية، كما حجبت مئات المواقع الإخبارية المناوئة لها.
استهداف الحوثيين للصحافيين ووسائل الإعلام جاء بالتزامن مع التحريض ضد العاملين في المؤسسات الإعلامية من قبل زعيم الجماعة الذي وصف الصحافيين في إحدى خطاباته بـ"الطابور الخامس"، و"أخطر من المقاتلين في الجبهات".
وبالفعل قتل عشرات الصحافيين خلال الحرب، بينما تعرّض آخرون للمضايقات ونزحوا من أماكن إقامتهم، ما جعل من الصحافة واحدة من أخطر المهن في البلاد.
ولم تتأخر الجماعات الأخرى في السير على خطى الحوثيين، إذ تعرّض الصحافيون لاعتداءات في مناطق سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي أيضاً ومناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً. فحاصرت آلة القمع الصحافيين ومارست مختلف الجهات كل أنواع الانتهاكات، من التحريض والفصل من العمل، والاعتداء، والاختطاف، والتعذيب، وصولاً إلى القتل.
وبحسب ما كشفت لجنة الحقوق والحريات في نقابة الصحافيين اليمنيين لـ"العربي الجديد"، هناك قرابة 1600 انتهاك طاولت الحريات الإعلامية منذ بداية الحرب، منها 45 حالة قتل، ولا يزال هناك 4 صحافيين معتقلين لدى أطراف مختلفة: اثنان لدى جماعة الحوثي هما وحيد الصوفي ونبيل السداوي، والصحافي أحمد ماهر معتقل لدى المجلس الانتقالي في عدن، بينما لا يزال الصحافي محمد قائد المقري مخفياً قسراً لدى تنظيم القاعدة في حضرموت منذ عام 2015.
أمام هذا الواقع، اختار عدد كبير من الصحافيين اليمنيين ممارسة عملهم بأسماء مستعارة خوفاً من الاستهداف أو المضايقات.
أحد هؤلاء قال لـ"العربي الجديد": "منذ سنوات وأنا أكتب تحت أسماء مستعارة، وفي كل موقع أكتب باسم مستعار مختلف، وذلك لأسباب أمنية تتعلق بحياتي الشخصية وللابتعاد عن المضايقات أو خوفاً من إدخال اسمي ضمن القوائم السوداء لأطراف الصراع في اليمن وما يترتب عن ذلك من خوف".
ويضيف الصحافي: "من ضمن أسباب اللجوء للكتابة بأسماء مستعارة أيضاً أن بعض المواقع لا تقبل بأن يعمل معها صحافي مرتبط بعمل مع مواقع أخرى، وفي حال اكتشفوا ذلك، يبدأون بمضايقته وتأخير مستحقاته".
صحافي آخر قال لـ"العربي الجديد": "اضطررت للكتابة بأكثر من اسم مستعار خوفاً من انكشاف أمري، لأنني موجود في صنعاء ومعظم كتاباتي تتناول سلوكيات وممارسات الانقلابيين الحوثيين... حتى صفحتي في (فيسبوك) تحمل اسماً مستعاراً".
ما يعانيه الصحافيون تعانيه الصحافيات بشكل مضاعف. إحدى الصحافيات قالت لـ"العربي الجديد": "لجأت للكتابة باسم مستعار لأسباب أمنية، خصوصاً في بداية الحرب، فقد كنت مراسلة لوسائل إعلام خارجية في صنعاء. وعندما عملت في تعز وعدن كان لزاماً عليّ العمل باسم مستعار حفاظاً على سلامتي ودراستي الجامعية، كذلك كنت أعمل كمصوّرة ميدانية على الجبهات باسم مستعار وأقدّم تقارير تلفزيونية بصوتي من دون صورتي".
لعل هذه النماذج تختصر واقع العمل الصحافي في اليمن، المحكوم بشكل أساسي بالخوف، في ظل غياب أي محاسبة لقتلة الصحافيين أو للجهات المختلفة التي تمارس انتهاكاتها وتهديداتها بشكل يومي للمؤسسات والعاملين فيها. وهو الواقع الذي يؤكده عضو الهيئة الإدارية لنقابة الصحافيين اليمنيين نبيل الأسيدي، الذي قال لـ"العربي الجديد"، إن "الجميع يعرفون أن هناك آلة قمعية مختلفة لدى كل الجهات، وإن تفاوتت حدة الانتهاك بين طرف وآخر.وتراوح الانتهاكات بين التهديد والتحريض ضد الصحافي وصولاً إلى القتل، مروراً بالاعتقال والاعتداء والإخفاء القسري، وغيرها من الانتهاكات التي مرت بها الصحافة اليمنية. هناك أيضا من أوقف من عمله ومن تم فصله".
ويضيف الأسيدي أنه خلال فترة الحرب ازدادت حدة الانتهاكات ضد الصحافيين، وبالتالي باتت هناك مساحة لاستخدام أسماء مستعارة في مراسلة وسائل الإعلام المحلية والخارجية أو في إيصال الانتهاكات للمنظمات الدولية، ويشير إلى حالات الإخفاء القسري التي تزداد خلال الحروب وتطاول الصحافيين بشكل كبير في ظل حالة الفوضى وغياب الدولة وغياب الأجهزة الرقابية والضبطية والقضائية، ويكشف أن بعض الأطراف تخطف صحافيين محسوبين عليها وتغتالهم بهدف تأجيج الأزمة وزيادة حدة الصراع.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الصحفيون حرب حقوق حريات العربی الجدید
إقرأ أيضاً:
مسؤول أميركي يقلّل من احتمال أن يغيّر الصاروخ الروسي الجديد مسار الحرب في أوكرانيا
قال مسؤول أميركي، الخميس، إن بلاده تجري "تحليلًا دقيقًا" للصاروخ الباليستي التجريبي متوسط المدى الذي استخدمته روسيا في أوكرانيا، وقلّل من احتمال أن "يغير الصاروخ الجديد مسار الحرب"، وفق ما ذكرت مراسلة الحرة.
وأوضح المسؤول في إحاطة غير مصورة، أن الولايات المتحدة تجري "تحليلًا دقيقًا" للصاروخ، "لتحديد تداعياته على التزامات موسكو بموجب معاهدات الحد من التسلح"، وكذلك على موقف الردع والدفاع لحلف شمال الأطلسي.
وقلّل من احتمال أن يغير الصاروخ مسار الحرب، "خصوصا أن روسيا تمتلك على الأرجح عددًا محدودًا جدًا من هذه الصواريخ التجريبية، وأن أوكرانيا تمكنت من الصمود في وجه هجمات روسية متعددة، بما في ذلك هجمات بصواريخ ذات رؤوس حربية أكبر بكثير من هذا الصاروخ".
وأشار المسؤول إلى أن "واشنطن أبلغت كييف في الأيام الأخيرة باحتمال استخدام موسكو صواريخ باليستية"، منوها بأن روسيا "قد تلجأ إلى استخدام هذه القدرات لترهيب أوكرانيا وحلفائها وخلق ضجة إعلامية".
كما أكد أن الرئيس الأميركي جو بايدن، "ملتزم بمواصلة تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا حتى انتهاء ولايته".
الصاروخ الروسي الجديد في أوكرانيا.. بوتين يلجأ لـ "رسائل الترهيب" أثار استخدام روسيا صاروخا بالستيا جديدا متوسط المدى لقصف أوكرانيا قلق المجتمع الدولي، في خطوة وصفتها الأمم المتحدة بأنها "تطور جديد يثير القلق والانشغال. كل هذا يسير في الاتجاه الخاطئ".والخميس، أعلن المتحدث باسم الكرملين، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، أن "موسكو أبلغت واشنطن قبل 30 دقيقة من إطلاقها صاروخا باليستيا فرط صوتي على أوكرانيا".
وقال ديمتري بيسكوف إن "الإبلاغ تم إرساله في شكل تلقائي قبل 30 دقيقة من عملية الإطلاق"، موضحا أنّ عملية الإخطار تمّت عبر قناة "تواصل دائمة" تربط بين روسيا والولايات المتحدة، للحد من خطر الأسلحة النووية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن قواته ضربت أوكرانيا مستخدمة صاروخا بالستيا جديدا فرط صوتي متوسط المدى، وذلك بعد استهدافها مدينة دنيبرو.
وعلقت الباحثة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إيفانا ستاردنز، في حديث لقناة "الحرة"، على هذه التطورات، معتبرة أن خطوة موسكو تمثل "الطريقة الروسية لترهيب الغرب وأوكرانيا".
وأضافت أن لبوتين "تاريخ طويل فيما يتعلق بترهيب الولايات المتحدة وأوروبا، والخطوة الأخيرة تأتي للترهيب وللتأكد من أن أوكرانيا لا تحصل على الأسلحة التي تحتاجها.. والصاروخ جزء من التهديدات الروسية للتأكد من أننا لا نساعد أوكرانيا".
وتخشى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن يضعف الدعم الأميركي لها بعد تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب الرئاسة، أو أن يفرض عليها اتفاق يتضمن تنازلها عن مناطق لروسيا.