أجرى رئيس الحكومة اللبنانية  نجيب ميقاتي سلسلة اتصالات بقادة الاجهزة الامنية للوقوف علي اخر تطورات حادث إطلاق النار علي السفارة الأمريكية ببيروت.

ووجه ميقاتي بحسب البيان الصادر عن رئاسة الحكومة اللبنانية طلبا للأجهزة الأمنية بضرورة التشدد في ملاحقة القضية وجلاء ملابساتها.

كما شدد رئيس الحكومة على أن حماية البعثات الديبلوماسية في لبنان أمر لا تهاون فيه على الاطلاق، ومن غير المسموح لأي كان بالعودة الى أنماط  قديمة في توجيه الرسائل السياسية التي عانى اللبنانيون الكثير بسببها.

وقال" إن الاجهزة الامنية مستنفرة لجلاء ملابسات هذا الحادث المدان وتوقيف الفاعلين".

وكانت السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا تلقت في وقت سابق اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية والمغتربين اللبناني الدكتور عبدالله بوحبيب أدان فيه الاعتداء الذي تعرضت له السفارة الاميركية.

كما أكد الوزير بوحبيب في اتصاله من نيويورك على ضرورة محاسبة الفاعلين وإنزال أشد العقوبات بهم.

كما شدد الوزير اللبناني على التزام بلاده بتأمين الحماية اللازمة للمقرات الدبلوماسية الاجنبية بما يتوافق مع إتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.


وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية اللبنانية القاضي فادي عقيقي، تكليف لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني، بإجراء التحقيقات الأولية في حادث إطلاق النار على السفارة الأميركية في عوكر منتصف الليل الماضي.

ونقلت  صحيفة  “هنا لبنان” عن مصدر قضائي قوله  أن القاضي عقيقي “طلب من مخابرات الجيش والأجهزة الأمنية، تكثيف التحريات لكشف هوية المسلّح الذي أطلق النار وتوقيفه”، مشيراً إلى أن الأجهزة “عثرت بالقرب من مدخل السفارة على الحقيبة التي كان يحملها المسلّح ويخفي بداخلها الرشاش والذخيرة المستخدمة في الحادث”.

ووصف المصدر الحادثة بأنها “جريمة خطيرة استهدفت سفارة دولة كبرى، لكنها بالوقت نفسه تستهدف الأمن والاستقرار في لبنان”.

وتجري الأجهزة الأمنية مسحاً ميدانياً لمدخل السفارة ومحيطها.

وأفاد مصدر أمني ل“هنا لبنان” أن “المعلومات الأولية ترجّح أن يكون مطلق النار راقب المكان مسبقاً واختار التوقيت المناسب لتنفيذ العملية”، لافتاً إلى أنّ “الأجهزة الأمنية ما زالت تضرب طوقاً حول مقرّ السفارة، وتعمل على تمشيط المكان وجمع كاميرات المراقبة بهدف تحليلها. 

لبنان.. أول تعليق لوزير الخارجية على حادث السفارة الأمريكية بـ بيروت لبنان.. إعلان حالة الاستنفار في الأجهزة الأمنية بسبب السفارة الأمريكية ببيروت

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

الدبلوماسية بين الشريعة والقانون (19) حصانة مقر البعثة الدبلوماسية

بقلم: هيثم السحماوي
أوضحت في المقالين السابقين الحصانة الدبلوماسية لشخص الدبلوماسي، والحصانة الدبلوماسية للحقيبة الدبلوماسية، وهنا الحديث عن الحصانة للمقرات المخصصة للبعثة الدبلوماسية، وهي تشمل المباني وأجزاء المباني والأراضي الملحقة بها التي تستخدمها البعثة الدبلوماسية بصرف النظر هنا عن المالك الفعلي لهذة المباني، ويعد ضمنها أيضا مقر إقامة رئيس البعثة الدبلوماسية.

وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية فإن لمقارات البعثة الدبلوماسية حرمة، ولا يجوز بأي حال من الأحوال دخولها أو تفتيشها بغير إذن السفارة.

وليست هذه الحصانة مقتصرة وفقط أثناء وقت السلم بل أيضاً سارية حتي وقت النزاعات المسلحة، وبالتالي فوفقا للقانون الدولي في هذا الشأن لا يجوز بأي حال من الأحوال أستهداف هذه المباني وإلا أعتبر ذلك جريمة من جرائم الحرب التي تنِشأ على أثرها المسؤولية الدولية ضد الدولة التي قامت بهذا الفعل.
وعلي الدولة مسؤولية أخرى حيال هذه المقارات للبعثة الدبلوماسية وهي بجانب المسؤولية السابقة فعليها أيضا التزام باتخاذ كل وسائل الحماية اللازمة لحماية هذه المقرات من إعتداءات الغير أو تعرضها للتهديد أو القيام بأي فعل من الأفعال المشينة التي تسيء لدولة مقر البعثة.

والقارئ في النصوص القانونية المتعلقة بمسألة حماية المباني والمقرات الخاصة بالبعثة الدبلوماسية أثناء فترة النزاعات فترة الحروب والنزاعات المسلحة يجد أن بها عوار كبير، وليس موجود نظام قانوني كامل يحمي هذه المقرات في مثل هذه الأوقات. ولتعديل هذا الوضع أرى أن تتولى ذلك حكومة العالم الحالية وهي منظمة الأمم المتحدة عن طريق لجنة القانون الدولي التابعة لها، بهدف إنجاز إتفاقية إطارية بهذا الخصوص. ويرى بعض فقهاء القانون أنه من الواجب أيضا، تعديل نص المادة 45 من اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية الصادرة عام 1961، بحيث يضاف إلى النص الموجود وهو (حرمة مباني البعثات الدبلوماسية وقت النزاعات المسلحة الدولية، وكذلك وقت قطع العلاقات الدبلوماسية ) نص أخر تكميلي لازم وهو (أن تتكفل الدولة وتلتزم بهذه الحماية أيضا وقت النزاعات المسلحة أو الحروب الداخلية)
وهذا النوع من الحصانات أيضا مثل غيره من المسائل وأنواع الحصانات الأخرى كثيرا ما يثير غلطا أو مشاكل في التطبيق العملي، وهو الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل دبلوماسية كبيرة بين دولة مقر البعثة والدولة التي على أرضها توجد البعثة الدبلوماسية، وحدث ذلك كثير وهناك أمثلة عديدة علي ذلك منها القضية المعروفة بقضي( كلاس ديون) وهو كان أحد مواطني دولة زيمبابوي، وجاء إلى جنوب أفريقيا في فترة حكومة الفصل العرقى حينذاك، وتم القبض عليه ووضعه في السجن من قبل هذه الحكومة بتهمة تهريب سلاح إلى جماعة منظمة المؤتمر الأفريقى الذي كان يتزعمها حينذاك الزعيم نيلسون مانديلا، بهدف محاربة هذا النظام العنصري.

وأثناء التحقيقات مع كلاس ديون قال للمحققين نعم أنا فعلت هذه الجريمة، وساريكم المكان الذي أخفي فيها الأسلحة لتهريبها إلى هذه المنظمة، وهذه السلطات فرحت بذلك وذهبت معه لترى المكان، واستدرجهم كلاس حتى وصل لمقر السفارة الهولندية وقفز داخلها وهو مكبل اليدين، وطلب حق اللجوء من الحكومة الهولندية، وبعد ذلك بوقت ليس ببعيد قامت حكومة جنوب أفريقيا هذه بالقبض عليه من داخل السفارة ووضعه بالسجن. وأمام ذلك أحتجت حكومة هولندا على أختراق هذه الحكومة لقواعد القانون الدبلوماسي واتفاقية فينا وعدم أحقيتها في دخول مبنى السفارة إلا بإذن سفارة هولندا مهما كان الأمر. وأمام احتجاجات وردود ومشاكل كبيرة كادت أن تحدث بين الدولتين وتمسك سفارة هولندا بطلبها بعودة كلاس ديون الذي لجئ لها، قامت حكومة جنوب أفريقيا بالفعل بإرجاعه إلى السفارة، مع محاصرة السفارة من الخارج مترقبين خروجه والقبض عليه، واستمر الوضع علي هذا الوضع حوالي خمس سنوات، حتى تم عمل تسوية سياسية بين منظمة المؤتمر الأفريقي وحكومة جنوب أفريقيا بأن تعطى الأخيرة لكلاس الحق في الخروج الآمن من الدولة مقابل أن تقوم المنظمة بإطلاق بعض الأسري التابعين للحكومة.

Tags: البعثات الدبلوماسيةالحصانة الدبلوماسيةالسفراء

مقالات مشابهة

  • لبنان تتهم مطلق النار على السفارة الأمريكية بالانتماء لتنظيم الدولة
  • بتهمة الانتماء إلى داعش.. إدانة سورى أطلق النار على السفارة الأمريكية فى لبنان
  • لبنان توجّه لمطلق النار على السفارة الأميركية تهمة الانتماء إلى داعش
  • الأمن العام يبحث عن مصور وناشر فيديو حادث دهس في ابو نصير
  • ميقاتي: إرادة اللبناني قوية وأهلاً وسهلاً بالرعايا الأجانب والعرب في وطننا
  • تحذير جديد من السفارة الأمريكية لدى بيروت بشأن السفر إلى لبنان
  • السفارة الأمريكية لدى بيروت تجدد تحذيراتها بشأن السفر إلى لبنان
  • قطر تمنح الجيش اللبناني 20 مليون دولار.. والقيادة: سنوزعها بالتساوي
  • الدبلوماسية بين الشريعة والقانون (19) حصانة مقر البعثة الدبلوماسية
  • رسالتان اساسيتان لزيارة ميقاتي الثانية الى الجنوب واستحقاقات انتخابية تؤثر على المشهد اللبناني