الناقد الدكتور ثائر عودة لـ سانا: تواضع المنتج الأدبي يؤدي لتراجع النقد والكثير من النقاد يعيشون حالة انفصال
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
دمشق-سانا
يكتب الناقد الدكتور ثائر عودة في النقد العربي الحديث وفق المنهج العلمي والتطبيقي، ويهتم بالأدب العربي وتاريخه والقضية الفلسطينية وما كتب عنها من نصوص عربية وغير عربية، وذلك بشكل استقصائي، كما يتابع الأدب القادم من الأرض المحتلة.
وفي حديث لـ سانا الثقافية قال الناقد عودة: إن النقد عملية تفكيكية من ثلاثة وجوه للنص الأدبي، الأول هو الشرح والتفسير والثاني هو التحليل واستنطاق الخطاب الأدبي ومحاولة الدخول إلى قصدية المؤلف وغاياته والثالث هو عملية التقييم والحكم على العمل الأدبي، مشيراً إلى أن الفارق الرئيس بين الإبداع والنقد هو أن الابداع يقوم بالتركيب والبناء في حين أن النقد يقوم بعملية تفكيك البنى الإبداعية.
وبين عودة أن النقد في أبسط مفهوماته التقليدية هو إنشاء عن إنشاء هو الإبداع، فإذا كان مزدهراً وطاغياً في المشهد الثقافي فبالضرورة أن يكون الإنشاء الآخر هو النقد ليكون مزدهراً ومعافى، وإذا عدنا قليلا حسب عودة إلى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي لوجدنا حالة الانسجام بين الإبداع والنقد، مبيناً أنه بازدهار النصوص الأدبية لكبار الكتاب في كل الأجناس الأدبية ازدهر النقد العربي الحديث وأفرز أعلاماً في مجالات النقد كافة، وهذا يعني أن النقد العربي الآن يتراجع بسبب تراجع الإبداع العربي.
ورأى الناقد عودة أن النقد وأصحابه في وقتنا الحاضر يعيشون حالة انفصال عن الواقع الأدبي ونلاحظ هيمنة التنظير والإغراق في القضايا النظرية عند كثير من النقاد العرب بسبب الافتراق عن النص الأدبي المعاصر.
وأشار الدكتور عودة إلى أن مسألة الخلط بين الأجناس الأدبية أوقعت كثيراً من المبدعين وخاصة الشباب في ضعف بامتلاك المفاهيم الأساسية لكل جنس من الأجناس، ففي النثر تختلف الخاطرة عن القصة القصيرة والرواية ولكل حقل من هذه الحقول شروط ومحددات، وكذلك الحال فيما يتعلق بفن العرب الأول الشعر، فإذا لم يمتلك هذا القادم إلى حقل الإبداع شروط ومحددات كل جنس من هذه الأجناس فإنه سيقع في الخلط والثرثرة والسطحية.
وتابع الناقد عودة: إن الإبداع العربي جزء أساسي من مكونات الهوية العربية والكاتب الذي ينتج عملاً سطحياً لا قيمة له فإنه يضعف الهوية ويحدث قطيعة مع نهر الإبداع العربي عبر العصور، ونحن نفهم جيداً مقولة الشعر ديوان العرب، لافتاً إلى أن الديوان هو كتاب يحفل بالتاريخ والوقائع والحياة العامة لأي أمة من الأمم فإذا ما خطت في هذا الكتاب أسطر سطحية لا قيمة لها فإنها ستضعفه وتضعف هذا التاريخ وهذا الواقع.
وقال الناقد عودة: إن تراجع الأدب يؤدي إلى تراجع النقد فإذا ما أنتج أشباه الكتاب نصوصاً متواضعة فبالتالي سيتبعه نقد أو شبه نقد متواضع وتطفو على سطح المشهد الثقافي عند ذاك طفيليات أدبية يحتفل بها ويعتنى بها وتتقدم المنابر، وهي لا تستحق كل هذا الاحتفاء.
ورأى عودة الكارثة في هذا المشهد أن يتقدم ناقد ممتلك لأدواته المعرفية ومشهود له في مجاله ليحتفل بكاتب أو كاتبة لا تستحق هذا الكيل من المديح والثناء.
وإذا كان من مهام النقد الأساسية هي تمييز العملة المزيفة من الأصيلة فما أقسى المشهد عندما يقوم بهذا التزييف ناقد (صيرفي) يعلم مسبقاً بأنه يروج لأدب مزيف.
وأكد الدكتور عودة أن من الارتدادات السلبية لهذه العميلة أن كثيراً من النصوص الحقيقة لمبدعين صادقين قد تبقى طي الإهمال والغفلة ولا تأخذ حقها الطبيعي في الساحة الثقافية.
وأوضح عودة أنه إذا كان جزء كبير من المشهد الثقافي يعاني من أشباه المثقفين فإن البناء الثقافي العربي بموروثه الزاخم وبنهضته المعاصرة قبل قرن من الزمان وأكثر لا يمكن أن يهدم بسهولة، فنحن ورثة ثقافة موغلة في الزمن كانت في يوم من الأيام منارات العلم والمعرفة في دمشق وبغداد والقاهرة وغيرها، وهذا الجسد العربي مهما تعرض لموجات انخفاض وتراجع فإنه سيعود معافى قويا بالاتكاء على موروثه وأصالته، وبالتالي فإن علينا أن ننظر بإيجابية إلى المشهد الإبداعي والنقدي، لأنه في المحصلة الأخيرة النص الحقيقي سيطرد النص المزيف والرديء لأن الثقافة العربية الأصيلة هي قلعتنا الأخيرة.
يذكر أن الدكتور ثائر عودة يعمل أستاذا جامعيا في دولة الإمارات منذ أكثر من ربع قرن في كلية الآداب والتربية وفي حقلي النقد والأدب العربي الحديث وهو خريج جامعة دمشق.
ومن مؤلفاته النص الروائي الفلسطيني ونقد النقد والمخيم في الأدب الفلسطيني وبنية النص السردي عن الروائي غالب هلسا، والنقد العربي الحديث – الاستجابات الأولى ومهارات الاتصال الفعال باللغة العربية، وله العديد من الأبحاث في الوسائل الإعلامية والدوريات وحاز عدداً من الجوائز أهمها جائزة البحث المتميز في المؤتمر الدولي للغة العربية في ماليزيا عن بحثه الموسوم الهوية العربية وعلاقتها بالأدب العربي وغير ذلك.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: النقد العربی عودة أن
إقرأ أيضاً:
ننشر النص الكامل لقانون السفن التجارية قبل مناقشته بـالشيوخ
كتب- نشأت علي:
يواصل مجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرزاق، عقد جلساته العامة، غدًا الأحد؛ لمناقشة مشروع قانون مقدم من الحكومة بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم (84) لسنة 1949 بشأن تسجيل السفن التجارية.
وتأتي تعديلات القانون وَفقًا لما نص عليه تقرير اللجنة التشريعية بمجلس الشيوخ، في ضوء التوسع في أسباب اكتساب السفن الجنسيةَ المصرية، بإضافة إيجار السفن غيـر المجهزة (العارية)، أو إيجار السفن غير المجهزة تمويليًّا لشخص طبيعي أو اعتباري مصري، إلى جانب التملك باعتباره سببًا لاكتساب الجنسية المصرية.
وأكد تقرير اللجنة أن الحكومة ارتأت إعداد مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم (48) لسنة 1949، بشأن تسجيل السفن التجارية بهدف تنمية وتعزيز حجم الأسطول التجاري البحري المصري، بوضع إطار قانوني إجرائي منظم، لتسجيل السفن المستأجرة غير المجهزة تحت العلم المصري، لدفع عجلة التنمية وزيادة الاستثمار البحري.
وأوضح التقرير أن تعديلات القانون تتناسب مع نص المادة (27) من الدستور تنص على أنه: "يهدف النظام الاقتصادي إلى تحقيق الرخاء في البلاد من خلال التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، بما يكفل رفع معدل النمو الحقيقي للاقتصاد القومي، ورفع مستوى المعيشة، وزيادة فرص العمل وتقليل معدلات البطالة، والقضاء على الفقر".
ونص التقرير على أن النظام الاقتصادي بمعايير الشفافية والحوكمة، ودعم محاور التنافسية وتشجيع الاستثمار، والنمو المتوازن جغرافيًّا وقطاعيًّا وبيئيًّا، ومنع الممارسات الاحتكارية، مع مراعاة الاتزان المالي والتجاري والنظام الضريبي، العادل، وضبط آليات السوق، وكفالة الأنواع المختلفة للملكية، والتوازن بين مصالح الأطراف.
وأشار تقرير اللجنة إلى أنه في ضوء ما تتمتع به مصر من موقع جغرافي فريد، حرصت الدولة على تعظيم دور النقل البحري في خطة التنمية الشاملة لها، وصولاً إلى الهدف المنشود بتحويلها إلى مركز عالمي للتجارة واللوجستيات ولتحقيق هذا الهدف لا بد من تنمية وتعزيز الأسطول التجاري البحري المصري من حيث العدد والتطور؛ مما يُسهم في تنشيط حركة التجارة الداخلية والخارجية، ويتماشى مع التطور الهائل في الموانئ المصرية، ويحقق النمو الاقتصادي المستهدف.
وأضاف اللجنة أنه في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية وتعزيز الأسطول التجاري البحري، التي اقتضت التوسع في اكتساب السفن الجنسيةَ المصرية، بحيث لا يقتصر منح الجنسية المصرية على السفن المملوكة لشخص طبيعي أو اعتباري مصري فقط، وذلك من خلال تبني نظام مشارطة الإيجار العقاري والتمويلي لتسجيل السفن تحت العلم المصري، الذي يأتي اتساقًا مــع الاتفاقية الدولية لتسجيل السفن لعام 1986، والتي من شأنها أن تعزز حجم الأسطول التجاري البحري.
وجاء تعديل بعض مواد هذا القانون لتنظيم تسجيل السفن المستأجرة غير المجهزة تحت العلم المصري، بما يعود بالنفع على قطاع الملاحة والتجارة البحرية المختلفة.
اقرأ أيضًا:
ما أقل سعر لبرامج الحج السياحي 2025؟
اضطراب الملاحة وأمطار وبرودة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة
ملاك العقارات القديمة: حكم الدستورية أكد مظلومية الملاك.. وهذه مطالبنا من القانون الجديد
معهد الفلك يكشف موعد شهر رمضان 2025.. وعدد الأيام المتبقية
مجلس الشيوخ المستشار عبد الوهاب عبد الرزاق قانون السفن التجاريةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة برلماني: مشروع قانون التجارة البحرية نافذة جديدة للتوسع نحو اكتساب أخبار النص الكامل لتعديلات قانون التجارة البحرية قبل مناقشته بـ "الشيوخ" أخبار برلماني: منظومة التأمين الصحي ترجمة حقيقية لبناء الإنسان وتوفير حياة أخبار وزير العمل: حريصون على التواصل مع نواب الشعب والتعاون لخدمة المواطن أخبار أخبار مصر وزير التموين يتفقد المنطقة التجارية بالغربية غدًا منذ 38 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر السيسي يوجه بتحسين مناخ الاستثمار والحد من الأعباء المالية منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر مجلس الوزراء: توصيل الغاز الطبيعي لـ 15 مليون وحدة سكنية حتى سبتمبر منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر آخر موعد للتقديم على الحج 2025.. السياحة والجمعيات الأهلية منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر وزارة البيئة: مصر تستضيف مؤتمر الأطراف الـ 24 خلال ديسمبر 2025 منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر "ماعت" تدعو دول شمال إفريقيا لتنفيذ المبادئ التوجيهية للأعمال التجارية منذ ساعتين قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخبارننشر النص الكامل لقانون السفن التجارية قبل مناقشته بـ"الشيوخ"
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك 28القاهرة - مصر
28 19 الرطوبة: 37% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك