التحوّل الاستراتيجي في قره باخ يؤثر على إسرائيل وإيران
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن للعملية العسكرية هذا الأسبوع في إقليم ناغورنو قره باخ،أهمية استراتيجية لتل أبيب، وموسكو، وطهران أيضاً، مشيرة إلى أن أذربيجان حليفة لإسرائيل منذ منتصف تسعينات القرن الماضي.
وقالت "معاريف"إن منطقة القوقاز تعد مكاناً استراتيجياً باعتبارها معبراً حدودياً بين روسيا، وإيران، وتركيا، لافتة إلى أن نتائج العملية عززت موقع باكو، وأضعفت طهران وموسكو "اللتين تدعمان الأرمن في هذا الصراع".
تحالف إسرائيل وأذربيجان
وتحت عنوان "الحرب بين أذربيجان وأرمينيا.. تحول استراتيجي سيؤثر على إسرائيل وإيران"، أشارت إلى أن أذربيجان حليفة إسرائيل وتركيا منذ 1995، وتتمتع تل أبيب وباكو بشراكة استراتيجية، حيث تعملان معاً لردع إيران لمنعها من الحصول على أسلحة نووية. ومن جانبها، تزود إسرائيل أيضاً أذربيجان بالأسلحة، والتدريب العسكري، مقابل 40% من النفط الذي تستهلكه الدولة العبرية. وتابعت الصحيفة "كما أن ثلث سكان إيران أذر، وبالتالي فإن تحالف إسرائيل مع باكو يمنح الأولى تعاطفاً بين الأذر في إيران".
لماذا تجاهلت #روسيا استغاثة أرمينيا في صراع #ناغورني_قرة_باغ؟ https://t.co/HO3tTN7IGP
— 24.ae (@20fourMedia) September 21, 2023صراع جيوسياسي
و عكس العديد من المحللين الذين يقدمون الصراع بين أذربيجان وأرمينيا على أنه لأسباب تاريخية أو دينية، تقول الصحيفة إنه صراع جيوسياسي واضح، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي، دعمت موسكو عسكرياً عدداً من الأقليات التي تعيش في أماكن استراتيجية مثل الأوسيتيي،ن والأبخازيين في جورجيا، والروس في ترانسنيستريا، بمولدوفا والأرمن في قره باخ.
وفي منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي، وبفضل المساعدة من روسيا وإيران، بين الأعوام 1992و1994، تمكنت أرمينيا من طرد ما يقرب من مليون أذري من قره باخ والمناطق المجاورة.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أنه أثناء سيطرة أرمينيا على الأراضي، أنشأت المستوطنات وشجعت المواطنين الأرمن على الاستقرار في قره باخ. وبعد 27 عاماً من المفاوضات غير المثمرة، أطلقت أذربيجان عملية عسكرية في 2020 لاستعادة السيطرة على الإقليم، وكادت باكو تنجح في سعيها، لكن موسكو تدخلت في الحرب، بل وأطلقت صواريخ باليستية على باكو، واعترض نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "برق 8" الصواريخ واضطرت أذربيجان إلى وقف القتال بسبب الخوف من التدخل المتزايد من روسيا. كما، تدخلت القوات الإيرانية أيضاً لصالح أرمينيا، في المعارك التي دارت بالقرب من حدودها.
وبقي نحو 50 ألف أرمني في المنطقة بعد الحرب تحت حماية القوات الروسية، وسعت باكو إلى دمجهم، لكنهم رفضوا، وبعد القتال في 2020، أعربت أرمينيا عن رغبتها في التوصل إلى اتفاق سلام ،وإقامة حدود متفق عليها مع أذربيجان، لكن في النصف الثاني من 2022 حصل تحول، وبتشجيع من روسيا وإيران، انسحبت أرمينيا من عملية السلام.
كما أرسلت روسيا الأوليغارشي الروسي من أصل أرمني، روبن فاردانيان، ليعيش في قره باخ، وينشر الأموال في جميع أنحاء البلاد والشتات الأرمني حول العالم، من أجل "تسخين" الصراع لصالح موسكو، حسب الصحيفة.
وأضافت معاريف، أن الأرمن في قره باخ، جمعوا أسلحة من أرمينيا، وروسيا، وإيران، ورغم أن الإقليم جزء من الأراضي الخاضعة لسيادة أذربيجان، إلا أن أرمينيا أبقت على نحو 10 آلاف جندي فيه حتى عملية هذا الأسبوع.
رئيس #أذربيجان يعتذر عن مقتل جنود روس في #ناغورني_قرة_باغ https://t.co/bcIhpr5zB9
— 24.ae (@20fourMedia) September 21, 2023تغيير استراتيجي
وقالت معاريف، إن نتائج العملية أدت إلى تغيير استراتيجي، مشيرة إلى أن رفض أرمينيا التدخل يثير الأمل بين الأذريين في استئناف عملية السلام و التقدم لفتح طرق النقل والتجارة في المنطقة، مستطردة "رغم أن إيران وروسيا لن تتنازلا عن السيطرة على المنطقة الاستراتيجية بسهولة، إلا أننا سنشهد على الأرجح المزيد من النشاط من طهران وموسكو لإعادة العجلة إلى الوراء".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إيران قره باخ إسرائيل إلى أن
إقرأ أيضاً:
معاهدة شركة استراتيجية بين روسيا وإيران.. على ماذا تنص؟
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، الجمعة، معاهدة واسعة النطاق للتعاون في إطار تعميق شراكتهما في مواجهة العقوبات الغربية القاسية، وفق ما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.
وأظهرت وثيقة نشرها الكرملين أن معاهدة الشراكة الاستراتيجية التي وقعتها روسيا وايران الجمعة توضح تطوير "تعاونهما العسكري"، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وأورد أحد بنود المعاهدة أن البلدين اللذين يجمعهما موقف معاد للغرب، يعتزمان إجراء تدريبات عسكرية "بهدف تطوير التعاون في مجالي الأمن والدفاع".
كما ذكرت وكالة تاس الروسية أن موسكو وطهران اتفقتا على تعزيز التعاون بين أجهزتهما الأمنية.
ويقول مسؤولون روس وإيرانيون إن "معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة" تشمل جميع المجالات، بدءا من التجارة والتعاون العسكري وصولا إلى العلوم والتعليم والثقافة.
من جانبه أشاد بوتين بالاتفاق باعتباره "انفراجة حقيقية تهيئ الظروف للتنمية المستقرة والمستدامة لروسيا وإيران والمنطقة بأكملها".
وتأتي زيارة بزشكيان قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الإثنين المقبل، والذي تعهد بالتوسط لتحقيق السلام في أوكرانيا واتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إيران، التي تعاني من مشاكل اقتصادية متزايدة وتحديات أخرى.
ونفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أي صلة بين التوقيع على المعاهدة وتنصيب ترامب، مؤكدا أن التوقيع كان مخططا له منذ فترة طويلة.
وقال بوتين، خلال ترحيبه ببزشكيان أثناء جلوسهما لإجراء المحادثات، إن المعاهدة الجديدة "ستعطي دفعة إضافية عمليا لجميع مجالات تعاوننا."
بينما اعتبر بزشكيان، الذي التقى بوتين للمرة الثالثة منذ توليه السلطة في يوليو، أن المعاهدة تشكل "أساسا قويا لتحركنا إلى الأمام".
وأضاف بزشكيان: "إننا نعتبر علاقاتنا معكم حيوية وحساسة واستراتيجية، ونحن نمضى على هذا الطريق بقوة".