البوابة نيوز:
2025-04-24@11:26:05 GMT

ماذا تريد بكين ؟

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT


بعد إنغلاق دام ٤٥ عاما عزلت الصين خلالها نفسها عن العالم بفولاذ حديدى أشبه بسورها العظيم خرجت بكين من حالة [ الكمون الاستراتيجى ]وهى الآن فى طريقها لصعود سلمى وهادىء لتحتل مكانة دولية مرموقة بين الكبار، الأمر الذى يقتضى بطبيعة الحال أن تزاحم الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الاوروبى وتهديد مصالحهما، فى عالم يتغير وخرائط نفوذ جديدة تتشكل وعلاقات بين أطراف دولية كثيرة يعاد ترتيب أوراقها، قوى تنحسر وتتراجع وقوى تصعد وتتصدر المشهد، الصراع يتزايد بشدة، والتحالفات لم تستقر وتأخذ شكلها النهائى، والمباراة بين اللاعبين الدوليين لن تحسم قريبا.


أعلنت الصين خروجها عندما حانت اللحظة المناسبة فهى تملك ما تقدمه للعالم خصوصا الدول النامية والاقتصادات الناشئة بداية من تجربتها [ الاقتصادية الاشتراكية ] شديدة التفرد وانحيازها المطلق وريادتها فى المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر إلى مكاسبها من الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، استطاعت أن تقدم تجربة مختلفة فى الاقتصاد بل ونظم الحكم أيضا بعيدا عن النموذج الغربى حتى أطلقت مبادرة الحزام والطريق التى انضم إليها أكثر من ١٥٠ دولة من بينها ١٦ دولة عضوا فى الإتحاد الأوروبي، وصدرت ١٤٠ مليون سائحا صينيا عام ٢٠١٩ هذا بخلاف صادراتها التجارية من "لعب الأطفال " حتى السلاح 
دون شك أزعج الحضور الصينى على مسرح الأحداث الدولية الولايات المتحدة وحلفائها من القوى الدولية الأخرى وبدأت تعلو نبرة الغرب ضد بكين وهو أمر متوقع فظهرت الانتقادات على ستة محاور أساسية فى مقدمتها القضايا الحقوقية فى هونج كونج، والتبت  وأزمات بحر الصين الجنوبى، والشرقي وتايوان فضلا عن اتهام الصين بعدم الشفافية واتخاذ إجراءات إدارية وأمنية واقتصادية صارمة فى مواجهة المستثمر الغربى والاستثمارات الأجنبية.
تدرك بكين قيمة الانفتاح على العالم ولكنها تدرك أيضا بل وتعلن أنها ترفض الابتزاز أو الحصار، ولا تسعى لتصدير أو فرض أيديولوجية 


..إذن ماذا تريد بكين ؟


بوضوح شديد تريد بكين عولمة بملامح صينية، تريد أن تقول [ نحن هنا ] وأن ما يجرى من سياسات لا يجب أن يستمر، فالعالم يتغير وتوسيع المشاركة فى صناعة القرار الدولى أصبح واجبا، فالنظام العالمى لم يعد محتملا وسيطرة عملة واحدة مسألة تحتاج إعادة نظر، انقضى عهد العولمة الأمريكية هكذا تفكر بكين وتتخذ من القرارات والتوجهات ما ينبىء بوضوح عن رغبتها وطموحها فى إدارة العالم  إدارة مشتركة وليست منفردة.
لم يتأخر رد الفعل الأمريكى على السياسات والتحركات والانفتاح الصينى وبدأت واشنطن فى الضغط على أعصاب التنين وأوراق تايوان، وقائمة الاتهامات الحقوقية جاهزة ونشر التوتر فى بحر الصين لا يحتاج سوى شرارة لإشعاله، وما أكثر الحلفاء الأمريكيين فى الشرق الأقصى الذين تم استدعاؤهم لتظهر مؤخرا مبادرة الممر الهندى بمشاركة دول شرق أوسطية وصولا إلى أوروبا، مبادرة موازية لمبادرة الحرير والطريق فى محاولة للتشكيك فى المبادرة الصينية وضربها _ليس أكثر _ حتى ولو على مستوى الخطاب السياسى.
أن تطرح بكين نفسها على أنها البديل للنموذج الغربى فى التنمية، وأن تبدى رغبتها فى الانتقال بالنظام العالمى سلميا إلى نظام جديد لا تتحكم فين واشنطن وحدها هو عملية طويلة المدى، فهل تظل بكين هادئة لتحقق أحلامها ولا تستجيب للاستفزازات الأمريكية، وهل تستطيع أن تسدد فاتورة صعودها لقيادة العالم ومن يضمن أن يظل خطابها السياسي عاقلا ولا تتحول لقوة إمبريالية جديدة ؟ 
…وللحديث بقية

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الصين

إقرأ أيضاً:

باتروشيف: الصين أصبحت الآن القوة الاقتصادية البحرية الأولى في العالم


أكد مساعد الرئيس الروسي، نيكولاي باتروشيف، أن الصين أصبحت الآن القوة الاقتصادية البحرية الأولى في العالم، حيث اكتفى الغرب بما حققه في بناء السفن، بعد انهيار المعسكر الاشتراكي.

وقال باتروشيف في مقابلة مع صحيفة "كوميرسانت": "لم تتوقف المعركة من أجل المحيط العالمي عمليا على مدى القرون الماضية. فقط بعد عام 1991 جاء هدوء مؤقت اعتبرته الولايات المتحدة وشركاؤها الغربيون بثقة مفرطة انتصارهم النهائي. بالفعل، بعد انهيار المعسكر الاشتراكي، هيمن الأمريكيون والأوروبيون على البحار عسكريا واقتصاديا".

وأضاف: "لكن الغرب الجماعي فضل النوم على أمجاده بدلا من مواكبة العصر. حتى في الولايات المتحدة نفسها، تدهور بناء السفن تدريجيا، وأغلقت أحواض بناء السفن، ولم يتم الحفاظ على إعادة إنتاج الكوادر، وازداد التخلف التكنولوجي".

أما منافسو الغرب، وعلى رأسهم الصين، فقد عملوا على المضي قدما، رغم أنهم بدأوا من مواقع انطلاق متواضعة جدا، كما أشار مساعد الرئيس الروسي.

وختم باتروشيف قائلا: "نتيجة لذلك، أصبحت الصين اليوم القوة الاقتصادية البحرية الأولى في العالم، بل إن بكين في المجال البحري العسكري بدأت تزاحم الأمريكيين. أعتقد أن إدارة دونالد ترامب تريد بالضبط تصحيح هذا الوضع

مقالات مشابهة

  • بكين: الصين وإيران تبحثان تعميق التعاون الثنائي خلال لقاء رفيع المستوى
  • الرئيس الصيني: بكين شيدت نظاما للطاقة المتجددة الأكبر والأسرع نموا بالعالم
  • ماذا تريد إيران من روسيا والصين؟ .. متخصص بالشأن الإيراني يجيب
  • مختص بالشأن الإيراني يوضح ماذا تريد إيران من روسيا والصين؟
  • الصين تتوعد الدول التي تسير على خطى أمريكا لعزل بكين
  • هل تريد التعرف على أغنى امرأة في العالم تملك 101 مليار دولار ؟
  • الشارقة تبحث آفاق التعاون البلدي مع الصين
  • بكين تحذر واشنطن من ابتزاز شركاء الصين بـ «ورقة الرسوم»
  • فيفا يتغنى بـ حسين الشحات قبل كأس العالم للأندية.. ماذا قال؟
  • باتروشيف: الصين أصبحت الآن القوة الاقتصادية البحرية الأولى في العالم