أبرز وأشهر صفقات بيع الأراضي بين الدول
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
هناك عدد من صفقات بيع الأراضي بين الدول تمت على فترات خلال التاريخ ومنها صفقات تمت في فترات زمنية ليست بالبعيدة كما يتوقع البعض، ومن ابرز تلك الصفقات قيام روسيا في عام 1867 ببيع ألاسكا للولايات المتحدة الامريكية بمبلغ 7.2 مليون دولار ومساحتها 1.7 مليون كم مربع، كما اشترت لويزيانا والتي كانت تضم عدة ولايات من فرنسا بمبلغ 11 مليون دولار.
وقامت روسيا ايضا بشراء ولاية فلوريدا من اسبانيا بمبلغ 5 مليون دولار، كما اشترت ولاية تكساس وكولورادو وكاليفورنيا وأجزاء من أريزونا واوتاه، ونيفادا ونيومكيسكو ب 15 مليون دولار، وتبرز “البوابة نيوز” كيف تمت تلك الصفقات:
-صفقة ألاسكا:
بموجب معاهدة صدق عليها مجلس الشيوخ الأمريكي، ووقعها الرئيس الأمريكي أندرو جونسون، وفي صفقة بين الدولتين اشترت بموجبها الولايات المتحدة الأمريكية ولاية ألاسكا من الإمبراطورية الروسية عام 1867، وشيك بقيمة 7.2 مليون دولار أمريكي استخدم لشراء ألاسكا (تعادل 133 مليون دولار حاليا، وأرادت روسيا بيع ألاسكا بسبب صعوبات العيش هناك، ونقص كبير في الموارد الطبيعية (تم اكتشاف الذهب لاحقًا في عام 1896) وخوفًا من أن يتم الاستيلاء عليها في حالة اندلاع الحرب مع بريطانيا كان النشاط الروسي الرئيسي في المنطقة هو تجارة الفراء والعمل التبشيري بين الألاسكيين الأصليين.
أضافت عملية الشراء إلى البلاد أراضي جديدة بمساحة 586،412 ميل مربع (1،518،800 كـم2)، وكانت ردود الفعل في الولايات المتحدة على عملية الشراء مختلطة، وأطلق عليها بعض المعارضين “حماقة سييوارد” في حين أشاد بها آخرين على أنها تحرك من أجل إضعاف كلًا من روسيا وبريطانيا كمنافسين للتوسع التجاري الأمريكي في منطقة الهادي.
هددت عملية الشراء السيطرة البريطانية على مستعمراته الساحلية على المحيط الهادي، معطية زخمًا إضافيًا الكونفدرالية الكندية، والذي تحقق بعد ثلاثة أشهر، في يوليو 1867 ورحب دومينيون كندا بكولومبيا البريطانية بالانضمام للكونفدرالية عام 1871، منهيًا الآمال الأمريكية بالضم والوصل الغير منقطع لألاسكا بالولايات المتحدة وتم تنظيمها في الأصل باسم ادارة ألاسكا، وأعيد تسمية المنطقة بمنطقة ألاسكا وأراضي ألاسكا قبل أن تصبح ولاية ألاسكا وضمها للاتحاد كولاية عام 1959.
-صفقة لويزيانا:
فهي صفقة البيع التي غيرت مسار التاريخ، حيث كانت لويزيانا أكبر عملية شراء تقوم بها الولايات المتحدة وواحدة من أكبر صفقات الأراضي على الإطلاق، فقد اشترتها من فرنسا مقابل 15 مليون دولار فقط (أقل من ثلاثة سنتات للفدان) في عام 1801، كانت لويزيانا تابعة لإسبانيا، واستعاد الزعيم الفرنسي نابليون بونابرت السيطرة عليها عام 1800، وبعدها بدأ الرئيس الأمريكي التفاوض مع فرنسا لشرائها في وقت كانت فرنسا تعاني فيه ماليًا، وتحتاج بشدة لتمويل حربها مع إنجلترا.
وتم توقيع معاهدة الشراء بين نابليون والرئيس الأمريكي في 30 أبريل (نيسان) عام 1803، وتم الإعلان عنها في واشنطن في الرابع من يوليو (تموز) عام 1803، ووصف الكاتب جوزيف هاريس عملية الشراء تلك بأنها غيرت العالم، مشيرًا إلى أنه عندما اشترى توماس جيفرسون إقليم لويزيانا من فرنسا، قام بتغيير شكل الأمة ومسار التاريخ.
-صفقة فلوريدا:
اشترت حكومة الولايات المتحدة كذلك فلوريدا من إسبانيا عام 1819 مقابل 5 مليون دولار، وقد وقع الوزير الإسباني في ذلك الحين، دو لويس دي أونيس، ووزير الخارجية الأمريكي جون كوينسي آدمز على معاهدة شراء فلوريدا، والتي توافق إسبانيا بموجبها على التخلي عن ما تبقى من مقاطعة فلوريدا القديمة إلى الولايات المتحدة.
جزر فيرجن الأمريكية أو جزر الهند الغربية الدنماركية سابقًا.
وفي عام 1917 قامت واشنطن بشراء جزر الهند الغربية الدنماركية مقابل 25 مليون دولار وأطلق عليها اسم جزر فيرجن الأمريكية، وتعد تلك الجزر في الوقت الحاضر المقصد السياحي الأبرز من بين “المناطق المنعزلة” الأمريكية العديدة التي لا تشكل جزءًا من الولايات الخمسين، ولا المقاطعات الفيدرالية.
-خليج جوانتانامو:
يعتبر خليج جوانتانامو أحد “المناطق التابعة” للولايات المتحدة في المحيط الهادئ والبحر الكاريبي، وتم استئجاره لاستخدامه قاعدة بحرية في عام 1903 مقابل ألفي دولار في السنة، ثم رفعت إلى 4085 دولار في عام 1974، ولقد احتجت الحكومة الكوبية منذ ثورة 1959 ضد أقدم قاعدة بحرية خارجية في أمريكا، زاعمة أنها فرضت بالقوة، وضد القانون الدولي، ومنذ عام 2002، كانت موطنًا للسجن سيئ السمعة المدان دوليًا، والذي تحتجز فيه الولايات المتحدة بدون محاكمة من يقررون أنهم إرهابيون خطرون.
-صفقة المكسيك:
تتخلى لأمريكا عن نصف أراضيها مقابل 15 مليون دولار، ودفعت الولايات المتحدة إلى المكسيك حوالي 30 مليون دولار لشراء مناطق مختلفة بين عامي 1848 و1856، وبدأ ذلك تحديدًا عندما تم التوقيع على “معاهدة هيدالغو” في عام 1848، وهي المعاهدة التي أنهت الحرب المكسيكية الأمريكية وتخلت بموجبها المكسيك عن حوالي مليون و359 ألف و744 كيلومترًا مربعًا حوالي نصف أراضيها مقابل 15 مليون دولار أمريكي وإنهاء الحرب، ومكنت هذه الصفقة الولايات المتحدة من التمدد غربًا إلى المحيط الهادئ، حيث توجد ولاية كاليفورنيا الآن، كما أراد الرئيس الأمريكي جيمس بولك في السنوات التي سبقت الحرب.
وبعد خمس سنوات من “معاهدة هيدالغو”، وفي عام 1853، استمر توسع الولايات المتحدة، واشترت منطقة جادزسن بـ10 مليون دولار، إذ كانت المكسيك لا تزال بحاجة إلى المال في أعقاب الحرب المكسيكية الأمريكية.
-صفقة جزيرة فيجي:
حكومة كيريباتي تشتري أراضي بديلة في جزر فيجي، فجمهورية كيريباتي هي مجموعة من الجزر في المحيط الهادئ تتعرض لمخاطر بيئية جدية بسبب التغير المناخي ما دفع حكومة كيريباتي لشراء 6 آلاف فدان في جزيرة فيجي في عام 2014، كما شرعت في وضع برنامج لمساعدة السكان في الهجرة والبحث عن أماكن بديلة، ويبلغ عدد سكان كيريباتي حوالي 110 آلاف نسمة موزعين في 33 جزيرة صغيرة.
فقد تمكن رئيس جمهورية كيريباتي أنوتي تونج من شراء 20 كم مربع في فانوا ليفو، إحدى جزر فيجي، على بعد حوالي 2000 كم، متخذًا بذلك خطوة جدية ملموسة في شراء أراض بديلة تكون بمثابة ملجأ لسكان دولته، وهي خطوة كانت جزر المالديف أول من فكر فيها في عام 2009، تحسبًا لغمرها تدريجيًا.
-صفقة جبال بامير:
الصين تحسم نزاع حدودي دام قرنًا من الزمان وتشتري جبال بامير، حيث تبرز الصين كواحدة من من الدول التي لها باع في شراء الأراضي أو الاستحواذ عليها، فقد أبرمت صفقة مع طاجيكستان في عام 2011 لشراء ألف كيلومتر مربع في منطقة جبال بامير أو (Pamir Mountains) فقد أعلنت الصين وطاجيكستان أنهما حسمتا نزاعًا حدوديًا منذ قرن من الزمان، بعد أن وافقت الأخيرة على التخلي عن أراض متنازع عليها للصين، ولم تصدر الحكومة الطاجيكية تفاصيل مالية عن الصفقة.
وقد أدى توسع الصين نحو الغرب عبر حدودها الممتدة على طول 2800 كيلومتر مع آسيا الوسطى إلى تأجيج المشاعر داخل المنطقة السوفيتية السابقة، إذ يقول نشطاء المعارضة إن الحكومات تتخلى عن الكثير من مواردها الثمينة.
-صفقة الجزر الأسبانية:
ألمانيا تدفع 25 مليون بازيتا مقابل الجزر الإسبانية، وبدورها اشترت ألمانيا جزر كارولين وماريانا من إسبانيا في عام 1899، وكانت جزر كارولين وماريانا محل نزاع بين الدولتين لفترة طويلة، وأحيل هذا النزاع لتحكيم البابا ليون الثالث عشر في عام 1885، والذي حكم بالجزر لصالح أسبانيا، لكنه منح حقوق التجارة الحرة لألمانيا لكن ألمانيا استولت على إدارة الجزر في عام 1899 ودفعت 25 مليون بيزيتا (ما يقرب من مليون جنيه إسترليني).
-صفقة اراضي فنلندية:
الاتحاد السوفيتي يشتري أراضي فنلندية بعد انتهاء حرب الشتاء، الاتحاد السوفيتي السابق أراضي جانيسكوسكي نسكاكوسكي من فنلندا مقابل 700 مليون ماركا فنلندية في عام 1947. ففي عام 1940، وبعد هزيمتها في ما يسمى بحرب الشتاء مع الاتحاد السوفياتي وكنتيجة للمعاهدة الموقعة في نهاية الحرب، اضطرت فنلندا إلى التنازل عن أجزاء من مقاطعات كاريليا وسيلا وكوسامو إلى الاتحاد السوفيتي، وكذلك الجزر في خليج فنلندا، وكانت المساحة الكلية حوالي 40 ألف كيلومتر مربع، أكبر بثلاث مرات من المساحة التي استولى عليها الاتحاد السوفيتي خلال حرب الشتاء نفسها.
-صفقة جوادر:
باكستان تشتري جوادر بعد 174 عامًا من الحكم العماني، فعندما حصلت باكستان على الاستقلال في عام 1947، كانت جوادر لا تزال تحت الحكم العماني، ومع استقلال باكستان وانضمام جميع الدول البلوشية إلى باكستان، بدأ سكان جوادر برفع طلب للانضمام إلى باكستان، وفي عام 1954 تعاقدت باكستان مع هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية لإجراء مسح لحدودها الساحلية، وأشار المسح إلى المنطقة باعتبارها مناسبة لميناء جديد في أعماق البحار، وهذا الاكتشاف إلى جانب المطالب المتزايدة لسكان جوادر للانضمام إلى باكستان، دفع باكستان إلى تقديم طلب رسمي إلى سلطان مسقط وعمان، سعيد بن تيمور، لنقل جوادر إلى باكستان.
وفي 7 سبتمبر 1958، وبعد أربع سنوات من المفاوضات، اشترت باكستان جوادر من سلطنة مسقط وعمان مقابل 3 مليون دولار، وأصبحت جوادار رسميًا جزءًا من باكستان في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) عام 1958، بعد 174 عامًا من الحكم العماني.
-صفقة جزيرة من جزر الكاريبي:
فرنسا اشترت واحدة من جزر الكاريبي، اشترت فرنسا سانت بارتيليمي في جزر الهند الغربية من السويد مقابل 320 ألف فرنك فرنسي في عام 1878.
-صفقة جزيرة سواكن السودانية:
سلمت السودان جزيرة سواكن السودانية إلى تركيا بموجب اتفاق موقع في عام 2017، يعطي تركيا الجزيرة مؤقتًا لإعادة تأهيلها، وكانت تلك الاتفاقية تمثل خطوة أخرى لسياسة الانخراط التركي في أفريقيا، لكن الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير هذا العام أثار تكهنات حول إلغاء الاتفاق.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ألاسكا الولایات المتحدة الاتحاد السوفیتی عملیة الشراء ملیون دولار إلى باکستان بین الدول الجزر فی ا فی عام
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع ترامب إنهاء الحرب الأوكرانية؟.. الرئيس الأمريكي ينهي الصراع بشروط روسية.. توافق بين ترامب وبوتين على "تنازل أوكرانيا عن الأراضي" ومنع الانضمام للناتو.. وأوروبا تحذر من صفقة "قذرة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خطاب التنصيب يوم العشرين من يناير الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن قوة الولايات المتحدة تقاس بالحروب التي تنهيها، وهناك حروب لن نتدخل فيها على الإطلاق، مشيرا إلى أنه سيكون صانع سلام، ويريد أن يكون إرثه هو صناعة السلام.
يرسخ ترامب في ولايته الثانية، نفسه كصانع للسلام حول العالم، عن طريق وقف الحروب وفي محاولة لاستغلال دوره في وقف الحرب في غزة، أعلن أنه قبل أن يصل البيت الأبيض بـ24 ساعة أعاد الرهائن الإسرائيليين لعوائلهم في الشرق الأوسط، في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الجاري، ليتوقف العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023.
واتجهت أنظار ترامب، صوب أوكرانيا مستثمرا "اتفاق غزة" وساعيا لتكراره لكن الأمور تختلف بالكلية بين موسكو وكييف، اللتين تحاربا على مدار 3 أعوام حيث اندلعت المواجهة بينهما في فبراير 2022 وتسببت في مقتل 600 ألف جندي أوكراني و800 ألف جندي روسي وفقا لتصريحاته.
وكان إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية إحدى الوعود التي أطلقها ترامب خلال حملته للترشح للرئاسة، مؤكدا قدرته على إنهائها خلال 24 ساعة، ولكن بعدما كان له دورا بارزا في وقف آلة القتل الإسرائيلية ضد سكان غزة، هل يستطيع تكرار نفس الأمر ويضع نهاية للحرب الأوكرانية بالفعل؟
بعد خطاب تنصيب ترامب أعلن أنه إذا رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجلوس للتفاوض بشأن وقف الحرب فإنه سيوقع عقوبات على روسيا، مؤكدا أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي يرحب بالسلام، ليسقط الحجة الروسية بأن الدعم الأمريكي والغربي هو الدافع لاستكمال الجيش الأوكراني الحرب.
ولكن رغم ذلك أكد العائد إلى البيت الأبيض، أن إدارته تبحث إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، مطالبا في الوقت نفسه الاتحاد الأوروبي بزيادة دعمه إلى كييف.
وكشفت وكالة سبوتنيك الروسية، أن إجمالي التمويل الممنوح لأوكرانيا على مدار 3 سنوات من 32 دولة بلغ 191.2 مليار دولار، وساهمت الولايات المتحدة بحوالي 54%، ما يعادل 103.8 مليار دولار، وباقي الدول ساهمت بـ87.4 مليار دولار، تصدرتها ألمانيا وبريطانيا وكندا.
وأوضحت "سبوتنيك" التي استندت في تقريرها المنشور في 25 يناير الماضي، إلى بيانات من وزارة المالية الأوكرانية، أن ألمانيا قدمت 17 مليار دولار، ما يشكل 8.9% من إجمالي المساعدات وبريطانيا 14.8 مليار دولار، أو 7.7%.
وقال ترامب خلال خطابه أمام منتدى دافوس في سويسرا، إنه سيفرض جميع أنواع الضرائب والتعريفات والعقوبات على أي شيء تبيعه روسيا للولايات المتحدة وهدد بشكل غامض بعقوبات ثانوية ضد البلدان التي تتعامل مع موسكو.
وجاء رد بوتين بعد أيام قليلة، مؤكدا لم يرفض أبدا التواصل مع الولايات المتحدة، مبديا استعداده للاجتماع مع الرئيس الأمريكي وبالفعل سيجري هذا اللقاء في السعودية نهاية فبراير الجاري.
شروط بوتين لوقف الحرب
وأعلن بوتين في منتصف العام الماضي 2024 عن شروط روسيا لوقف الحرب، وكان على رأسها تنازل أوكرانيا عن المزيد من الأراضي وسحب القوات إلى عمق أكبر داخل بلادها والتخلي عن محاولتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي حتى يتمكن من إنهاء حربه في أوكرانيا.
وجاء رد زيلينسكي على شروط بوتين، بالقول إن العرض لا يمكن الوثوق به ولن يوقف بوتين هجومه العسكري حتى لو تم تلبية مطالبه بوقف إطلاق النار.
وقال بوتين: "بمجرد أن تقول كييف إنها مستعدة لاتخاذ هذا القرار، وتبدأ الانسحاب الفعلي للقوات من تلك المناطق وتعلن رسميًا التخلي عن خططها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، فسوف نأمر على الفور، في تلك اللحظة بالذات، بوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات".
هل ينفذ ترامب شروط بوتين؟
قال زيلينسكي خلال كلمته في مؤتمر ميونيخ، إن ترامب أخبره بمباحثاته مع بوتين، مضيفا "نعتقد أن قوة أمريكا كافية، معنا، ومع جميع الشركاء، للضغط على روسيا وبوتن من أجل السلام".
وقال الرئيس الأمريكي إنه اتفق مع بوتين على بدء محادثات بشأن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، موضحا أنه أمضى أكثر من ساعة على الهاتف مع الرئيس الروسي و"أعتقد أننا في طريقنا إلى تحقيق السلام"، مشيرا إلى أنه تحدث لاحقًا مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، لكنه لم يلتزم بما إذا كانت أوكرانيا ستكون مشاركًا متساويًا في المفاوضات الأمريكية مع روسيا.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي: "أعتقد أن الرئيس بوتين يريد السلام والرئيس زيلينسكي يريد السلام وأنا أريد السلام، أريد فقط أن أرى الناس يتوقفون عن القتل".
وعن محادثته مع بوتين، قال ترامب: "لم يعرف الناس حقًا ما هي أفكار الرئيس الروسي، ولكن أعتقد أنني أستطيع أن أقول بثقة كبيرة، إنه يريد أن يرى نهاية لذلك أيضًا، لذا فهذا أمر جيد - وسنعمل على إنهائه بأسرع ما يمكن".
وعلقت مجلة التايم الأمريكية في تقرير لها على تصريحات ساكن البيت الأبيض قائلة "أرسل حديث ترامب إلى بوتين إشارة دراماتيكية محتملة مفادها أن واشنطن وموسكو يمكن أن تعملا على التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في أوكرانيا من خلال تجاوز حكومة ذلك البلد، وهو تعارض مع نهج إدارة بايدن، التي أصرت بثبات على أن كييف ستكون مشاركًا كاملًا في أي قرارات يتم اتخاذها".
أوكرانيا والانضمام للناتو
وأضافت التايم في تقريرها المنشور منتصف الأسبوع الماضي أن الأمر الآخر المناقض لنهج بايدن في التعامل مع الحرب الأوكرانية الروسية، هو استبعاد انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، بحسب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، خلال تواجده في ألمانيا الأسبوع الماضي لحضور اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، موضحا: "الولايات المتحدة لا تعتقد أن عضوية حلف شمال الأطلسي بالنسبة لأوكرانيا هي نتيجة واقعية لتسوية تفاوضية".
وهو الأمر الذي أكده ترامب بالقول إن عضوية حلف شمال الأطلسي بالنسبة لأوكرانيا "ليست عملية"، وكأن الحرب ستنتهي بشروط روسية تمر عبر واشنطن.
وفي مؤتمر ميونيخ كشف زيلينسكي عن أن الولايات المتحدة لا ترغب في انضمام أوكرانيا إلى الناتو.
وكانت إدارة بايدن إلى جانب أعضاء آخرين في حلف شمال الأطلسي أعلنوا بأن العضوية في التحالف العسكري الغربي "حتمية".
وقال ترامب يوم الأربعاء عن روسيا: "أعتقد أنه قبل فترة طويلة من الرئيس بوتين، قالوا إنه لا توجد طريقة تسمح لهم بذلك، لقد كانوا يقولون ذلك لفترة طويلة أن أوكرانيا لا تستطيع الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأنا موافق على ذلك".
وقال هيجسيث إن الضمانات الأمنية لأوكرانيا بعد الحرب "يجب أن تكون مدعومة بقوات أوروبية وغير أوروبية قادرة" خارج نطاق حلف شمال الأطلسي"، مضيفا أنه "لكي نكون واضحين، كجزء من أي ضمان أمني، لن يتم نشر قوات أمريكية في أوكرانيا".
تنازل أوكرانيا عن الأراضي
أما عن الحدود والمناطق الأوكرانية، لقد أثار ترامب وكبار مسؤوليه شكوكًا حول احتمالات استعادة أوكرانيا لأراضيها.
قال ترامب للصحفيين في 13 فبراير الجاري، إن أوكرانيا قد تستعيد بعض أراضيها ولكن لا ينبغي لها أن تتوقع استعادة حدودها قبل عام 2014.
ووصف هيجسيث استعادة أوكرانيا لحدودها قبل عام 2014، والتي تشمل شبه جزيرة القرم وأجزاء من منطقة دونباس الشرقية التي احتلتها روسيا في عام 2014 بأنها "غير واقعية".
خلال خطاب ألقاه في قمة رامشتاين، قال هيجسيث إن الولايات المتحدة ترغب أيضًا في رؤية أوكرانيا "ذات السيادة والمزدهرة"، ولكن "يجب أن نبدأ بالاعتراف بأن العودة إلى حدود أوكرانيا قبل عام 2014 هي هدف غير واقعي".
وقال كيث كيلوج، المبعوث الخاص لترامب إلى أوكرانيا وروسيا، إن "إضفاء الطابع الرسمي على الخسائر الإقليمية لأوكرانيا" في اتفاق سلام محتمل "لن يعادل الاعتراف بها".
وأضاف كيلوج في مقابلة أجريت معه في الثالث عشر من فبراير مع فوكس نيوز: "أعتقد أنه سيكون هناك اتفاق معين بشأن الخسارة المحتملة للأراضي لكن انظر، لست مضطرا للاعتراف بذلك".
ويبدو أن مقترحات وزير الخارجية الأمريكي الراحل هنري كيسنجر، التي أفصح عنها بعد أربع أشهر من اندلاع الحرب، بالقول إنه لوقف الحرب لا بد من تنازل أوكرانيا عن بعض الأراضي لصالح روسيا.
ونفذت موسكو استفتاء فى 4 مناطق أوكرانية للانضمام إلى روسيا فى جمهوريتى دونيتسك ولوجانيسك الشعبيتين، ثم إقليمى خيرسون وزابوريجيا فى خطوة لضم هذه الأقاليم الأربعة، خلال شهر سبتمبر 2022 بعد تصريحات كيسنجر بأربعة أشهر.
أوروبا تحذر من صفقة قذرة
كايا كالاس
على الرغم من أن بعض المسؤولين الأوروبيين قالوا إن اندفاع ترامب إلى محادثات السلام كان متوقعا جزئيا، إلا أنهم حذروا من أن اتفاق السلام المتسرع الذي يتم إجراؤه فوق رؤوسهم سيكون خطيرا للغاية على الأمن الأوروبي.
وقالت كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس: "أي حل سريع هو صفقة قذرة"، مؤكدة أنه لا توجد صفقة بدون أوروبا وأوكرانيا واتهمت الولايات المتحدة بـ "الاسترضاء" تجاه موسكو.
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن اعتراف فريق ترامب علنا بموسكو حتى قبل بدء محادثات السلام كان "مؤسفا".
بالنسبة لدول أوروبا الوسطى والشرقية ودول البلطيق التي كانت من المؤيدين الأقوياء لأوكرانيا، فإن الدفع المفاجئ من جانب ترامب لإجراء محادثات سلام مع بوتن أمر مثير للقلق بشكل خاص.
قال جابريليوس لاندسبيرجيس، وزير خارجية ليتوانيا السابق، لصحيفة كييف إندبندنت الأوكرانية: "يجب أن تبدأ محادثات السلام في ساحة المعركة، مع وجود يد أقوى لأوكرانيا، حيث ستتمكن أوكرانيا بالفعل من البدء في الدفع وزيادة الضغط على الروس".
وأضاف "بهذه الطريقة يمكن تحقيق بعض النجاح على طاولة المفاوضات الآن، لم يتم وضع أوكرانيا في موقف أقوى، لذا فإن ما حدث في 12 فبراير هو في الأساس دفع نحو استسلام أوكرانيا".
وفيما يتعلق بالأسباب المالية التي تدفع ترامب إلى إنهاء الحرب الأوكرانية، ورغم محاولته ترسيخ نفسه رجل الإطفاء الذي يسعى لإنهاء الحروب حول العالم، إلا أنه لم ينسَ ولعه بإبرام الصفقات، وقايض زيلينسكي في مقابل الدعم الأمريكي لأوكرانيا، وقال ترامب إنه أخبر الرئيس السابق جو بايدن بشأن دعم واشنطن لكييف، "يجب أن تطلب قرضًا أو ضمانًا، مثل النفط والغاز أو شيء من هذا القبيل، مقابل المال".
وفي نفس مقابلة شبكة فوكس نيوز قال ترامب إن أوكرانيا "قد تكون روسية يومًا ما"، كاشفا أنه طلب من كييف "ما يعادل 500 مليار دولار من المعادن النادرة، وقد وافقوا بشكل أساسي على القيام بذلك"، مضيفا "علينا أن نحصل على شيء، لا يمكننا الاستمرار في دفع هذه الأموال".
وقال زيلينسكي إن الاتفاق الأمريكي بشأن المعادن لا يقدم أي ضمانات أمنية لأوكرانيا، ولهذا السبب لم توقع عليه كييف.
وفي الوقت نفسه، كشف تقرير تايم المنشور الأسبوع الماضي أن أوكرانيا عرضت إبرام صفقة مع ترامب لمواصلة المساعدات العسكرية الأمريكية في مقابل تطوير صناعة المعادن في أوكرانيا - والتي يمكن أن توفر مصدرًا قيمًا للعناصر الأرضية النادرة الضرورية للعديد من أنواع التكنولوجيا.
وأشار ترامب إلى أن المساعدات ستستمر في التدفق، لكن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت كان في أوكرانيا يعمل على الحصول على ضمانات مكتوبة بأن الولايات المتحدة ستتمكن من الوصول إلى الثروات الأوكرانية النادرة والنفط والغاز.
وقال ترامب: "نحن نطلب الأمن على أموالنا"، مشيرًا إلى أوكرانيا: "لقد وافقوا على ذلك".