في ذكرى رحيل عيد القديس متى الرسول والانجيلي.. تعرف عليه
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
تحي الكنيسة اليوم ذكري رحيل عيد القديس متى الرسول والإجيلي.
عيد القديس متى الإنجيلي هو كاتب الإنجيل الأول من الأناجيل الأربعة. واسم متى في اللغة العبرانية معناه عطاء الله. ولمتى اسم آخر ورد في إنجيل مرقس وإنجيل لوقا وهو لاوي.
كان متى عشارًا أي جابيًا للضرائب في مدينة كفرناحوم، حين دعاه يسوع ليكون رسوله.
فسجلها أولًا في ذاكرته ثم في إنجيله. وبعد صعود يسوع إلى السماء بشّر متى أولاد يهود فلسطين وكتب لهم الإنجيل. ثم ذهب إلى بلاد العرب والحبشة. وقيل أيضًا إلى بلاد الفرس والعجم. وفي الصور والرسوم المسيحية القديمة كان يُرمز إلى متى بالملاك لأن إنجيله يبدأ بظهور الملاك ليوسف خطيب مريم العذراء.
وقد كتب متى إنجيله باللغة الآرامية. وكتب متى هذا الإنجيل سنة 44 بعد قيامة السيد المسيح. ولكن ضاعت هذه النسخة الآرامية الأصلية وبقيت لدينا فقط ترجمتها اليونانية.
ولما كان متى يكتب إنجيله خاصة لليهود فقد حرص على أن يبين لهم في هذا الإنجيل أن يسوع هو المسيح ابن داود الملك الذي ينتظرون قدومه كما وعدهم به الله منذ القدم. وأظهر متى لليهود كيف أن النبوءات التي وردت في العهد القديم من الكتاب المقدس عن المسيح والعلامات التي أعطاها الأنبياء عن شخصية المسيح وعن مجيئه تحققت كلها في يسوع. لذلك نراه يكرّر هذه العبارة: وحدث ذلك ليتم ما قيل على لسان النبي وأظهر متى في إنجيله أن يسوع هو ابن الله الحي كما شهد له القديس بطرس، فالمسيح هو موسي الجديد الذي يمنح شريعة التطويبات.
موته لايعلم بالضبط كيف وأين قُتل متى الإنجيلي ولكن بعض القصص التراثية تروي بأن متى بشر وقُتل في سبيل إيمانه في إثيوبيا، قصص أخري تحكي أنه قُتل في مدينة هيرابوليس اليونانية، يؤيد هذه الرواية القديس إيبيفانيوس أسقف قبرص ( القرن الرابع ) الذي يعتقد بأن متى العشار قُتل في هيرابوليس أما التلميذ الذي استشهد في إثيوبيا هو متياس الذي أخذ مكان يهوذا الإسخريوطي في جماعة الإثني عشر
وكان ما يُفترض بأنه جثمانه موجودا في بلدة كاباتشيو في منطقة كامبانيا الإيطالية وبعد ذلك نُقل إلى مدينة ساليرنو عاصمة كامبانيا في القرن العاشر الميلادي، وهو محفوظ الآن في أحد السراديب الواقعة أسفل إحدى الكاتدرائيات هناك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيل الشيخ علي محمود.. عبقري التلاوة وسيد الإنشاد ومكتشف الشيخ محمد رفعت
تمر اليوم السبت ذكرى وفاة الشيخ علي محمود، أحد أبرز أعلام التلاوة والإنشاد الديني ،في مصر والوطن العربي، الذي وُصف بسيد القراء وإمام المنشدين.
هذا الرجل الذي جمع بين التلاوة العذبة والإنشاد العبقري، ليضع بصمة لا تُمحى في عالم التلاوة وفن الموشحات.
وُلد الشيخ علي محمود في عام 1878 بحارة درب الحجازي، كفر الزغاري، قسم الجمالية، بحي الحسين، في أسرة ميسورة الحال.
رغم إصابته بالعمى نتيجة حادث في طفولته، استطاع تجاوز محنته ليصبح رمزًا للإبداع والتفرد.
بداية الطريق.. القرآن أولًا
بدأت رحلة الشيخ علي محمود بحفظ القرآن الكريم، حيث التحق بالكتاب وتعلم على يد الشيخ أبو هاشم الشبراوي في مسجد فاطمة أم الغلام بالجمالية.
أتم حفظ القرآن صغيرًا، ثم أتقن تجويده على يد الشيخ مبروك حسنين، وتعلم القراءات، ولم يتوقف عند حفظ القرآن فقط، بل توسع في علومه ودرس الفقه على يد الشيخ عبد القادر المزني.
سرعان ما ذاع صيته كقارئ فذّ، واشتهر بقراءة القرآن في مسجد الإمام الحسين، حيث كان صوته يُلهب القلوب ويأسر الأسماع.
الموسيقى والإنشاد.. مزج العبقرية بالدراسة
لم يكن الشيخ علي محمود قارئًا للقرآن فحسب، بل كان أيضًا ملحنًا ومنشدًا من طراز فريد. تعلم أصول الموسيقى على يد الشيخ إبراهيم المغربي، ودرس التلحين والعزف وحفظ الموشحات.
كما تلقى دروسًا موسيقية على يد شيخ أرباب المغني محمد عبد الرحيم المسلوب، واطلع على تطورات الموسيقى من خلال الشيخ عثمان الموصلي.
كل هذه الدراسات، إلى جانب موهبته الفطرية، جعلت منه أحد أعلام التلحين والإنشاد في مصر.
الشيخ علي محمود كان مبتكرًا في الأداء الموسيقي، إذ كان يؤذن لصلاة الجمعة في مسجد الحسين كل أسبوع على مقام موسيقي مختلف لا يكرره إلا بعد سنة. وقد أضاف بصمته الفريدة في تطوير أساليب التلاوة والإنشاد، ليصبح منشد مصر الأول بلا منازع.
الشيخ علي محمود وصناعته للنوابغ
لم يكن الشيخ علي محمود عبقريًا بمفرده فقط، بل كان أيضًا مكتشفًا وصانعًا للنجوم. من أبرز الذين اكتشفهم، الشيخ محمد رفعت، الذي وصفه الشيخ علي بالصوت النادر وتنبأ له بمستقبل باهر.
كان لقاء الشيخ علي بالشيخ محمد رفعت في عام 1918 لحظة فارقة في حياة الأخير، حيث ساهم علي محمود بشكل كبير في مسيرته، ليصبح فيما بعد أحد أعظم قراء القرآن في مصر.
ومن بين النوابغ الآخرين الذين تتلمذوا على يديه الشيخ طه الفشني، الذي أصبح من أبرز المنشدين بعد وفاة الشيخ علي.
كذلك كان الشيخ كامل يوسف البهتيمي والشيخ محمد الفيومي من تلامذته وأعضاء بطانته، كما كان الشيخ زكريا أحمد، أحد أشهر ملحني عصره، من أبرز من تنبأ لهم بمستقبل مشرق في عالم الموسيقى.
إرث خالد في عالم التلاوة والإنشاد
رغم رحيله في 21 ديسمبر 1946، إلا أن تسجيلات الشيخ علي محمود القليلة تظل شاهدة على عبقريته الفريدة،هذه التسجيلات ليست مجرد صوت جميل، بل تحف فنية تجسد روح عصر كامل.
أسلوبه في التلاوة والإنشاد كان مدرسة قائمة بذاتها، تعلم منها كل من جاء بعده من القراء والمنشدين.
اليوم، ونحن نستعيد ذكرى هذا الرمز العظيم، يبقى إرث الشيخ علي محمود حيًا في قلوب محبيه وعشاق القرآن والإنشاد، ليظل اسمه مضيئًا في سجل الخالدين.