الهروب المفاجئ للحوثيين من الرياض .. ما بعد إبتزاز الحوثيين للمملكة.. مماحكات او مباحثات
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
قراءة للكاتب السياسي / عبدالفتاح الحكيمي.
يبدو من العبث الرّهان على نجاح مساعي أي تفاهمات يمنية إقليمية يكون الحوثة طرفاً فيها. ذهب وفدهم التفاوضي الأخير إلى الرياض لاستلام غنائم ومكاسب جاهزة وليس لحلحلة الأوضاع المأساوية الكارثية التي صنعوها ولا يزالون باليمنيين وبأمن دول المنطقة والتجارة والملاحة الدولية.
كل ما طرحوه على الطاولة يرتبط بترتيبات أوضاعهم الخاصة وتثبيتها, ولا علاقة له بنوايا وقف إطلاق النار الشامل وإنهاء الحرب, ولا الجانب الإنساني ورواتب الموظفين ولا فتح الطرقات وإطلاق الأسرى وما بعدها. قدموا أنفسهم للسعوديين كدولة ندية معها, وليس مجرد طرف ميليشاوي عدواني تسبب في الحرب والأزمة والصراع الكارثي لليمنيين وغيرهم.
وفي أخف تفسيرات انسحاب الحوثيين المفاجئ من مباحثات الرياض وعودتهم إلى صنعاء أمس الأول بمزاعم التشاور مع كبرائهم, أنهم يتهربون من رؤية وخيار الحل الشامل للقضية اليمنية المجمع عليه دولياً باتجاه فرض أمر واقع تجزيئي وانتقائي للحلول, وعبثي ومنهك للآخرين, من قناعة عدم اعترافهم بالأطراف اليمنية الأخرى, لا شرعية وقيادتها, ولا تكتلات وقوى اجتماعية وقبلية أخرى, ولا قضية وأنين وحصار شعب كامل يعاني من وطأة وهمجية وجودهم , بل وبقائهم العبثي على قيد الحياة.
وإذا لم يكن الحوثيون الآن على استعداد لخوض حرب شاملة جديدة على كافة الجبهات, فهم يراهنون على إمكانية تجميد الأوضاع كلها على ماهي عليه إلى ما لا نهاية في أحسن الأحوال, مع تململ المجتمع الدولي والقوى الكبرى التي ربما أفادها الحوثيون في تبرير وتثبيت وجودها المجاني في مناطق حيوية من البلاد مقابل وجودهم الموازي وسيطرتهم على جزء آخر. فقط بالإمكان التخادم المشترك في رشوة الحوثي هؤلاء بهدنة مطولة لإرضاء الغرور.
ولعلهم فهموا زيارة ولي العهد السعودي الأخيرة محمد بن سلمان لسلطنة عمان وإلحاحه على الحل السلمي والسياسي الشامل للمشكلة اليمنية على طريقتهم الاستعلائية الخاصة, وأن دول المنطقة والعالم لا تتقرب وتداري سفاهاتهم وقبحهم, بل تخشى شوكتهم وقدراتهم العسكرية المبالغ فيها, بما في ذلك أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا, وكل من لهم مصالح حيوية مباشرة واستراتيجية في اليمن وممرات التجارة والملاحة الدولية.
لم يتغير منطق الحَوَثة من مواضيع المباحثات باعتبار أن أمن المنطقة بنظرهم يهم ويقلق السعوديين ويثير مخاوفهم وحدهم أكثر من غيرهم, وللإنفراد بهم ومعهم وابتزازهم بورقة الحرب مزايا تثبيت الحوثة والإعتراف بهم وشرعنتهم حين تغدو شرعية الرئيس رشاد العليمي ومكونات مجلس القيادة الرئاسي بنظر الإشقاء مجرد عبئ كبير مقابل خفض الحوثي الصديق الجديد درجة تهديداته لمصالح المملكة وخطط التنمية والتجارة والإستثمار ٢٠٣٠م مؤقتاً فقط. وينسى الحوثي أن بقائه ووجوده البغيض بعقليته وسلوكه الرديء أخطر من ابتزازه وتلويحه للآخرين بالصواريخ والطائرات المتفجرة.. فالطبع يغلب التطبع.
* إبتزاز فاضح للسعودية*
من المفارقات المضحكة المبكية في موضوع المنطقة الأمنية العازلة بين اليمن وحدود المملكة الجنوبية كأبرز قضايا الخلاف, تقديم وفد الحوثيين برئاسة محمد عبدالسلام أنفسهم كضمناء وقائمين على توفير الحماية ومكافحة التهريب والتسلل غير الشرعي.
وكأن الحوثيين ليسوا هم مصدر كل الخطر والتهديد والشرور الحقيقية لأمن الأشقاء, ألآن وفي المستقبل وحتى يوم يبعثون. وعلى المملكة تسليم رقبتها لهم مجاناً بعد أن نصب الحوثيون من أنفسهم في الموضوع كطرف بديل عن الدولة اليمنية الشرعية التي يمثلها مجلس القيادة الرئاسي ورئيسه الدكتور رشاد العليمي, باعتبارهم السلطة العليا المعنية بأمور سيادية كبيرة لا تتاح لعصابة كهنوتية مارقة. والورقة التفصيلية لخطة حماية ومراقبة الحدود الجنوبية مع المملكة التي تقدموا بها, تضمنت مشروع استثمار وابتزاز مالي مرهق ومكلف يجعل أمن الأشقاء تحت رحمة وجشع واستغلال عصابات الحوثي, دون حاجة الأمر إلى جندي واحد, ولا طلقة رصاص واحدة من خطة التسليح والأفراد الحوثية المقترحة حال التفاهم مع الدولة الشرعية, وهو ما يستميت الحوثي في ممانعته بقوة.
في هذا نفهم لماذا افتعل ذباب الحوثي الإليكتروني فجأة اشتراط عودة عبدربه منصور هادي للسلطة عندما تجاهل الطرف السعودي عرضهم الكاريكاتوري المخزي, ورفض الإعتراف الضمني بهم, وكذلك بتأثير تذمرهم من موقف الرئيس الدكتور رشاد العليمي الذي أصَرَّ على دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين يداً بيد لحمايتهم من ابتزاز وإذلال وسطوة المليشيات.
ويلخص الموضوع الخطير نفسه كل نوايا وحقيقة موقف هؤلاء من المباحثات وخيارات الحرب والسلام وتصورات مستقبل حكم وإدارة اليمن والحل السياسي والإقتصادي الشامل.
وما عداها بنظر الإنقلابيين جزئيات ممكن التوافق حولها, مثل تمديد الهدنة وصرف المرتبات واستئناف تصدير النفط والغاز الموقوفة من مناطق الحكومة الشرعية كمصلحة حيوية إنقاذية لهم أولاً , خصوصاً إذا وجد الحوثي وعصابته الإجرامية تهديداً حقيقياً لوجودهم من الكبار وليس همهمة بيانات ناعمة من ليندركينج, وليندنبيرج وغيرهم.
.* من الكواليس أيضا*
مطالبة الحوثيين المملكة بنحو ٤٠ مليار دولار مقدما ونقدا(كاش موني) كجزء أولي من تعويضات إعادة الإعمار يتم تسليمها لهم يداً بيد باسم المنشآت والمرافق والمعالم التي تسببوا هم في تدميرها طوال سنوات الحرب في مناطق سيطرتهم.
وهذه فضيحة أخرى عن تسويق عبدالملك الحوثي وزبانيته كسلطة دولة مخَوَّلة, ومنحهم أموال وثروات ومقدرات تمكينهم وشرعنتهم أكثر وأكثر, وبدون أدنى تنازلات ولا حتى اقتراب جدي من موضوع وقف شامل ونهائي للحرب وإطلاق النار.
أهم شيء يدفع لهم الأشقاء بلا حدود, ويدينون كذلك أنفسهم كطرف بدأ العدوان على اليمن ولم تَسْتَعِن بهم سلطة البلد الشرعية ولا استجابة منهم لقرارات مجلس الأمن وبطلب من الرئيس السابق عبدربه منصور, وتبرئة الحوثي وحلفائه السابقين من الجريمة المنكرة.
وإلى ذلك بما فيها صرف مرتبات الموظفين والموازنات التشغيلية وتوحيد العملة كلها غنائم لمباحثات مالية وثروات ضخمة للحوثيين لم تأخذ معها قضية الأسرى وفتح الطرقات الأهمية والجدية المطلوبة, ولن يتحقق لها, ولا إنهاء الحرب ووقف اطلاق النار الشامل بإشراف أممي, ولا تسوية سياسية بإشراف ورعاية الأمم المتحدة تقود إلى حكومة وحدة وطنية ولا يحزنون, حتى يُحَرِّرون لهم مقدماً شيكات قابلة للدفع دون قيد أو شرط, ومقابل قبض الريح في النهاية, وإعادة إنتاجهم وتمكينهم. وما أثير حول تسليم طرفي اليمن(شرعية وانقلابييين) لإيرادات النفط والغاز والموانئ والمطارات والمنافذ والضرائب والمداخيل المختلفة, فلا ضمانات ملزمة للحوثيين.
فما الذي سيفعله تدخل عمان والسعودية لإلزام من لم يلتزموا منذ خمس سنوات للأمم المتحدة ومندوبيها ومراقبيها نفسها بتسليم إيرادات ميناء الحديدة بحسب اتفاقية استوكهولم المشؤومة كرواتب للموظفين التي وقعوها صاغرين في لحظة ضعف وانهيار عسكري مع تهاوي قوتهم في الحديدة.
** وختاما
الكرة الآن في ملعب الأمم المتحدة والدول الكبرى ذات المصالح المباشرة والإستراتيجية في المنطقة, فإما فرض رؤيتها التكاملية المتوازنة للحل الإنساني والسياسي الشامل للعدوان الحوثي-إيراني والحرب على اليمن, وإما خيار التماهي مع توجهات ورغبات ونزوات مليشيات الحوثي الإرهابية الإنقلابية في تمييع ومراوغة الحلول
مقابل تخادم الطرفين على حدود المصالح المشتركة من تفتيت وتجزئة اليمن كمنطلق لتوجهات جديدة حان وقت فرضها بقوة الأمر الواقع.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
ما أبرز العقبات أمام رد إسرائيلي ناجع على هجمات الحوثي من اليمن؟
تتحدث الأوساط الإسرائيلية عن الخيارين الذين أمام رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ما بين الهجوم على إيران كما يقترح رئيس الموساد، أو حدثها على "ضبط وكيلهم" في اليمن من خلال ضرب جماعة أنصار الله "الحوثي"، التي تبقى "عنيدة وغير مستسلمة وتعبر عن التضامن مع حماس".
وقال المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشع: إنه "في المرة الثالثة في غضون أربعة أيام اضطر الكثيرون من سكان إسرائيل أن يركضوا في ظلمة الليل من أسرتهم إلى الملاجيء المحصنة.. والصاروخ الباليستي الذي أطلق من اليمن وإن كان اعترض بنجاح لكن الحوثيين يواصلون تثبيت أنفسهم كالازعاج المركزي بعد وقف النار في الشمال وتفكيك معظم قدرات حماس في الجنوب".
وأوضح يهوشع "عمليا، الخليط بين الصواريخ والمُسيرات في هذه الجبهة خلق واقعا فيه تنطلق الصافرات يوما.. نعم يوما وفي الليل أيضا لم لا؟".
وأضاف "مثلما قدروا في إسرائيل، الهجوم الثالث لسلاح الجو في اليمن زاد بالذات شهية الحوثيين على مواصلة إطلاقاتهم، وفي مجال المُسيرات أضافوا حتى مسار تسلل لذاك الذي عملوا فيه قبل ذلك – عبر البحر المتوسط ومن هناك إلى خط الشاطيء، إلى المسار الذي يجتاز سيناء إلى قطاع غزة ومن هناك إلى النقب الغربي".
وذكر أنه "بما يتناسب مع ذلك، ينفذ سلاح الجو والصناعات الجوية تعديلات على منظومة الاعتراض حيتس مع اسختلاص الدروس من الاعتراضين اللذين فشلا في الوصول لهدفهما الأسبوع الماضي والدرس المركزي هو إطلاق صاروخي اعتراض نحو الهدف، حين يكون اشتباه لامكانية تفويت الإصابة، ومثل هذا القرار دراماتيكي من ناحية الكلفة وكميات صواريخ الاعتراض التي ينبغي الاحتفاظ بها مثلا لمعركة واسعة مع إيران".
وأشار إلى "كلفة صاروخ اعتراض جديد هي نحو أربعة ملايين دولار وزمن الإنتاج طويل بالتأكيد مقارنة مع تسلح الحوثيين، الذين ينجحون في ارتجال صاروخين باليستيين في الأسبوع.. مستواهم وإن كان يعتبر متدنيا، لكنهم لا يزالون قادرين على اختراق طبقات الدفاع وإن كانت بنسبة متدنية وإحداث ضرر".
وبين أن وزارة الحرب وقعت على صفقة كبرى مع الصناعات الجوية لشراء صواريخ اعتراض "حيتس 3" بهدف استكمال المخزون، وبسبب الحساسية الكبيرة لا يمكن نشر حجم الصفقة وكمية صواريخ الاعتراض التي سيتزود بها سلاح الجو، لكن يمكن الإشارة الى أن الحديث يدور عن تسلح سريع وضروري.
وقالت "من الدفاع إلى الهجوم: في إسرائيل لا يزالون يترددون هل سيهاجمون إيران كما يقترح رئيس الموساد أم اليمن كما يعتقدون في الجيش، ورئيس الموساد، دادي برنياع، طرح اقتراحه في الكابينت الأمني بدعوى أن هكذا يمكن ردع الحوثيين وممارسة ضغط من طهران على وكيلهم في اليمن"، ومسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي ادعى بالمقابل أن تأثير الإيرانيين على الحوثيين ليس كالتأثير الذي كان لإيران على حزب الله، وأنهم نوع من "الولد المستقل والمعربد".
وادعى المسؤول أن مثل هذا الهجوم ليس فقط لن يحقق هدف ردع الحوثيين بل سيجدد جبهة مباشرة مع إيران، اما برنياع فيعتقد أن "الإيرانيين مردوعين من إسرائيل بعد الهجوم الأخير وبالتأكيد قبل لحظة من دخول ترامب إلى البيت الأبيض".
وزار وزير الحرب كاتس بطارية حيتس الثلاثاء، وتناول الموضوع مرتين في غضون 12 ساعة وكرر في مناسبتين أن "إسرائيل ستختار مهاجمة الحوثيين، ولم يذكر إيران"، قائلا: "لن نسلم بحقيقة أن الحوثيين يواصلون إطلاق النار على دولة إسرائيل.. سنعالج قادة الحوثيين في صنعاء وفي كل مكان في اليمن. وبالفعل، فإن تصفية قيادة المنظمة توجد كإمكانية على جدول الأعمال.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن "التحديات في الجبهة معروفة وعلى رأسها توجد المعلومات الاستخبارية الناقصة، وليس لأن شعبة الاستخبارات والموساد لم يستثمروا في هذا التهديد: فقد كانت لهم مهام أكثر إلحاحا مع لبنان وسوريا وإيران وغزة، والمشكلة الثانية هي المسافة، التي تجعل الهجمات معقدة وثمينة، وبالمقابل هذا تدريب عملي قبيل هجمات في إيران".
من ناحية أخرى، قالت الكاتبة الإسرائيلية سمدار بير: إنه "بعد المناوشات القوية مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان بقينا فقط مع منظمة إرهاب عنيدة وغير مستسلمة، حاليا… وهي الحوثيون في اليمن، الذين يعبرون عن التضامن مع حماس ويواصلون التشكيك بنصرالله وغير مستعدين للتنازل".
وأضافت بير في مقال عبر صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن "الولايات المتحدة ودول التحالف الخاص الذي أقيم ضد الحوثيين يواصل القصف في اليمن، لكن يبدو أن هذه الاعمال لا تحيد الحوثيين عن رأيهم أو تحبط خططهم.. وهكذا أيضا حقيقة أن إسرائيل ضربت الحوثيين في اليمن ثلاث مرات على الأقل، واقسم كاتس بالوصول حتى إلى الزعيم عبدالمالك الحوثي".
وأكدت "من المهم الفهم أنه رغم عمل الحوثيين ضد سفن تجارية في مضائق باب المندب وإطلاق الصواريخ والمُسيرات نحو إسرائيل من منطقة الميناء، فإنهم لا يوجدون في مناطق الهجوم، وحتى حجم قواتهم غير معروف وهو قد يكون بين 150 و 250 ألف بالاجمال، من أصل عدد من السكان اليمنيين يبلغ 34.5 مليون".
وبينت "يختص الحوثيون بالعمل من بعيد بواسطة صواريخ من إنتاج إيراني، ومُسيرات حديثة، ومشوق أن نعرف أن ضباطا كبار في سلاح الجو في إسرائيل تلقوا توصيات بأن يتورطوا مع الحوثيين أقل ما يمكن، وترك الأمريكيين والتحالف يقومون بالعمل، وهذا لأن الحوثيين يتبينون أكثر فأكثر كمنظمة إرهاب مختلفة وغير عادية، والصواريخ تأتي الآن من جهتهم فقط، لا من حماس ولا حزب الله، وسوريا الجديدة لم تكشف بعد عن وجهها الحقيقي".
وقالت "تبدو هجمات الحوثيين على إسرائيل حاليا كهجمات مخطط لها لأنها تصل في أوقات متقاربة أكثر، فمن بداية كانون الثاني فقط أطلق الحوثيون صواريخ أو مُسيرات ثماني مرات على الأقل، وسارعت إسرائيل لأن ترد بهجوم على أهداف دقيقة في العاصمة صنعاء، والولايات المتحدة هاجمت بالتوازي، لكن ما الذي حصل في الجانب الآخر؟ الحوثيون أقسموا بالذات على أن يواصلوا الهجوم الى أن توقف إسرائيل الحرب في غزة".
وأشارت إلى أن "اليمن هو الدولة الأفقر بين دول الشرق الأوسط، وصور سكان الجوعى والأطفال الذين ينازعون الموت بأمراض معدية وعلى رأسها شلل الأطفال والطاعون تقشعر لها الابدان، وتصل المساعدات عبر البحر في أوقات متباعدة، وفي المستشفيات أيضا نفدت مخزونات الأدوية والمواطنون اليمنيون يضطرون للاستعانة بخدمات متطوعين في العيادات".
وأضافت "حتى الآن لم تنجح الهجمات الإسرائيلية على أهداف وقواعد الجيش في مناطق الحوثيين في اليمن في أن تكبد قيادة الحوثيين خسائر حقيقية، فالقائد، عبدالمالك والناطق الحوثي يحيى السريع، في خطاباتهما الغريبة والمشفقة يواصلون التهديد بأكثر الكلمات وضوحا على الولايات المتحدة، على بريطانيا وأساسا على إسرائيل".
ولفتت إلى أنه "حتى يتحقق وقف نار كامل في غزة سيواصل الإيرانيون تزويد قيادة الحوثيين ليس فقط بالسلاح وبالعتاد العسكري بل وأساسا بتعليمات ألا يتوقفوا وأن يواصلوا مهاجمة إسرائيل".
وأكدت "يجدر بنا أن نذكر عنصرا إضافيا: الحوثيون أبعد بكثير عن إسرائيل مقارنة بحماس في غزة أو حزب الله في لبنان نحو 1500 كيلو متر، واليمن بخلاف لبنان أو غزة، تقع في مساحة هائلة ولم يسبق لنا أن كانت تجربة في مناطق الخليج في مواجهة طويلة مع زمن طيران طويل ومع منطقة جديدة وغير معروفة".
وذكرت بأن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اقسم الأسبوع الماضي بان يدفع الحوثيون ثمنا باهظا على هجماتهم، وزير الدفاع كاتس، سار شوطا أبعد في تهديداته، غير أن عبدالمالك، القائد الحوثي الكبير، لم يبدو مفزوعا".
وختمت بالقول: "الحوثيون، كما نفهم من بين السطور في تصريحاتهم مستعدون ومجندون وغير مردوعين، واليزابيث كيندل، الخبيرة الأمريكية في شؤون اليمن، وصفت الوضع بالكلمات الأكثر بساطة: يبدو التأثير متعذرا على الحوثيين دون ضغط عسكري مكثف، لكن بالقدر ذاته من الصعب أن نرى كيف سينجح ضغط مكثف على الحوثيين على الاطلاق".