تزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي للسلام الذي أقرته الهيئة العامة للأمم المتحدة في الحادي والعشرين من سبتمبر، أطلقت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، حملة إلكترونية عالمية، يشارك فيها الأزهريون على مستوى العالم؛ لتوضيح رسالة الإسلام التي قامت على ترسيخ السلام والمحبة بين الناس على اختلاف مشاربهم وألوانهم وعقائدهم.

حملة عالمية إلكترونية تطلقها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر

أكد الدكتور محمد المحرصاوي - نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة، أن الحملة التي أطلقتها المنظمة تحت شعار «سفراء الأزهر .. سفراء السلام» تهدف إلى التعريف بمظاهر السلام وأسسه في الدين الإسلامي، لأن الإسلام هو دين السلام، ورسولنا هو نبي السلام، وتحية المسلمين على من يعرفون ومن لا يعرفون السلام، والجنة هي دار السلام.

كما أشار إلى أن الإسلام عني بترسيخ قيم السلام، فمن قيمه التعارف والتعايش رغم اختلاف عقائد الناس (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)، والنبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى السلام فعقد المعاهدات مع غير المسلمين حتى يعيش المجتمع كله في سلام وأمان.

يذكر أن الحملة التي أطلقتها المنظمة يشارك فيها الأزهريون في الداخل والخارج من خلال فروع المنظمة المنتشرة حول العالم.

حكماء المسلمين: ترسيخ ثقافة السلام مسئولية إنسانية من أجل عالم أكثر عدالة من أرض السلام| جولة مكوكية لرئيس الوزراء في سانت كاترين.. ومدبولي: "التجلي الأعظم" يضع المدينة بمكانتها اللائقة الدكتور محمد البيومي للطلاب الوافدين: اختلاف التنوع رحمة بالناس

قال أ.د محمد البيومي - عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالزقازيق: إن الله لو شاء لخلق الناس أمة واحدة ولكنه خلقهم مختلفين في التفكير والعادات والصفات وهو ما يؤكد عليه القرآن الكريم، مصداقا لقوله تعالى "وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ".

جاء ذلك خلال محاضرته، تحت عنوان "أدب الخلاف" للطلاب الوافدين من جنسيات مختلفة، ضمن سلسة المحاضرات التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر للطلاب الوافدين من جنسيات مختلفة؛ من أجل تنمية مهاراتهم وتأهيلهم لمرحلة ما بعد الدراسة الجامعية وصقل مواهبهم الدعوية.

أضاف الدكتور البيومي، أن الإختلاف من باب التنوع وهو رحمة للناس وأن التنوع يبني مجتمعا متماسكا يتقبل كل فرد فيه الآخر.
ونبه على خطورة اختلاف التنازع؛ لأنه يؤدي إلى الفرقة وفساد المجتمع وعدم احترام الاختلاف في العادات والطباع التي أوجدها الله في البشر.

وذكر الدكتور البيومي آداب وضوابط الاختلاف والتي تتمثل في: الإنصات الجيد، ونبذ التعصب للرأي الفردي وقبول التنوع، وعدم التنمر على الآخرين مؤكدا أن كسب القلوب أولى من كسب المواقف.

وقال الدكتور البيومي: إن أكثر من استخدم ضوابط آداب الحوار وحث عليها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تقتدي به الأمة، وذكر الدكتور البيومي نماذج حياتية لرسول الله صلى الله عليه وسلم واستخدامه لضوابط وآداب الاختلاف.

وأضاف الدكتور البيومي، أن الله لو شاء لأنزل العلم جملة واحدة ولكنه أراد أن يستمر الإنسان في البحث والتفكر والاختلاف في وجهات النظر بناء على التفكير المنضبط، وأن الإنسان مع كل هذا التطور العلمي والتكنولوجي الذي وصل إليه لم يبلغ من العلم إلا قليلا؛ سواء في معرفته بقوانين الطبيعة أو في معرفته بذات الله سبحانه؛ لذا تأتي الحاجه الملحة للالتزام بضوابط الاختلاف.  

في نهاية المحاضرة، استمع الدكتور البيومي لأسئلة الحاضرين وأجاب عليها، كما أوصاهم بضرورة تقبل الآخرين واستخدام ضوابط وآداب الحوار عند الحديث مع الآخرين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر المنظمة العالمية لخريجي الازهر اليوم العالمي للسلام سفراء السلام المنظمة العالمیة لخریجی الأزهر

إقرأ أيضاً:

الدكتور علي جمعة: منكروا السنة يسعون في الحقيقة لهدم الدين

 عقد جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56،اليوم الجمعة، ندوة بعنوان "القرآنيون.. لماذا أنكروا السنة؟"، شارك فيها  أ.د/ علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أ.د/ محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف،  أ.د/ محمد عبد الدايم الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وأدارها الإذاعي القدير أ/ سعد المطعني.

قال فضيلة الأستاذ الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الندوات الحوارية الأزهرية "سنة حميدة" سنها فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يعد أكبر المعارض في العالم العربي والإسلامي، مؤكدًا أن مصر لها القيادة والريادة في العلوم بأزهرها وعلومها وشيوخها وتراثها.

وأوضح عضو "كبار العلماء"، أن إنكار السنة بدأ بطرق ومراحل مختلفة منذ عصر الخوارج، وهم من نسميهم «النابتة»، مبينا أنهم لم ينكروا السنة بالكيفية التي ينكرها بها القرآنيون الآن، حيث أنهم مع إنكارهم للسنة تمسكوا بالإجماع وتشددوا في الدين، ثم بعد ذلك تم القضاء على الخوارج سنة ٨٢ ه‍، وظللنا لا نسمع عنهم حتى القرن الرابع الهجري، حين ظهرت نابتة منهم في المغرب وقُضي عليها، ثم خرجت منهم بوادر أخرى في القرن الثالث عشر الهجري، لكنهم أيضا لم يكونوا على حد أولئك الموجودين الآن.

وأضاف الدكتور علي جمعة أن القرآنيون يمكن تقسيمهم من ناحية إنكارهم للسنة إلى طائفتين، «طائفة مع إنكارها لم تخرج عن الإسلام»، وذلك لعدم إنكارهم للإجماع، و«طائفة أخرى خرجت عن الإسلام»، لأنهم أنكروا السنة بالإضافة إلى جميع المصادر، موضحًا أن إنكار السنة بدأ في العصر الحديث منذ الاحتكاك بالاحتلال الانجليزي في الهند.

وبيّن الدكتور علي جمعة، أن من أبرز أسباب إنكار السنة، هي الصدام عند عدم التهيؤ، وعدم القدرة على الرد على الشبهات، والخلل العقلي والنفسي، والهوى، والجهل بصحيح الدين وبما فعله المسلمون الأوائل للحفاظ على السنة النبوية المشرفة، مؤكدًا أن هؤلاء المنكرون هم في الحقيقة يريدون هدم الدين وليس إنكار السنة، لكنهم لو صرحوا بذلك سرعان ما يفشلون فشلاً تامًا، مشددًا على أنه من الواجب علينا أن ندرب أبنائنا على التوثيق ونمكنهم من اللغة ونربيهم على الأخلاق حتى نستطيع تحصينهم من الانسياق خلف تلك الدعاوي الهدامة.

الضويني: الأزهر الشريف سيظل منبعًا للعلم والعطاء يحمي السنة ويحصن عقول الأمة من الانحرافات الفكرية

وخلال مشاركته بالندوة، وجه فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف رسالة طمأنينة للشباب حول العالم، بأن الأزهر الشريف هو الحارس الأمين للسنة النبوية المطهرة ويقف بالمرصاد لمن يحاولون هدم صحيح الدين الإسلامي، مؤكدًا أن رسالة الأزهر الشريف تقوم على الاهتمام بكتاب الله وسنة رسوله الكريم دون تفريط أو إقصاء، ويفد إلى الأزهر الآلاف لينهلوا من علم الأزهر ورسالته التي تخدم الشريعة الإسلامية؛ وهناك علماء بالأزهر الشريف يدَّرسون علمه النافع في أروقة الأزهر وكلياته النظرية والعلمية، ويوثقون العلم وينقلونه من جيل إلى جيل ليحصنوا علومه الأصيلة من عبث العابثين وإنكار المنكرين، وهناك استنباط وتحصين مستمر للأحكام الشرعية وعلوم القرآن في كليات الشريعة والقانون، بهدف نشر الوعي التام بكتاب الله تعالى وهدى النبي الكريم مؤكدًا أن الأزهر الشريف سيظل منبعًا للعلم والعطاء يحمي السنة ويدافع عنها ويحصن عقول الأمة من الانحرافات الفكرية وعبث المنكرين.

من جانبه أكد الدكتور محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، على أن القرآنيون تركوا السنة واخترعوا إطروحات مضللة ومزيفة تحاول إسقاط دور السنة في الحياة والإنسانية كلها، مطالبًا بضرورة حماية الشباب من المخاطر الفكرية من خلال تعزيز الوعي وتوطيد الصلة بين العلم والتلقي الصحيح وصحة السند، موضحًا أن الأزهر الشريف يُحصّن الشباب فكريًا من خلال تقديم علم وسطي نافع بأسانيد صحيحة، ويركز على ضرورة تحصين عقولهم ضد الغزو الفكري باستخدام برامج فكرية تحميهم من التلوث الفكري، كما شدد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، على أهمية التعليم  والتدبر في حماية الوعي من الفيروسات الفكرية في عصر التكنولوجيا، مؤكدًا أن القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هما المصدران الرئيسيان للعلم والتوجيه، ولا يجب إنكار أحدهما.

وأضاف الجندي أن القرآن الكريم لا يحتوي على أي تفريط، وجاء مؤكدًا على أهمية السنة النبوية وعدم إنكارها، لأن إنكار السنة يعني إنكار القرآن، واتباع السنة هو اتباع للقرآن الكريم وأحكامه، فالسنة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن، وقد عمل أهل السنة على تحصين العقول من خلال اتباع هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث تعلمنا  السنة مناسك الدين وتفصل القرآن الكريم، ويجب على الجميع محاربة التيارات  الحداثية التي تسعى لتطبيق أفكار غريبة تهدف إلى هدم الدين، وتقديم تفسيرات مغلوطة للعلماء، في حين أن السنة تفسر وتوضح القرآن بإجماع العلماء، وتفصل أحكامه، مؤكدًا أن الابتعاد عن السنة يؤدي إلى التخبط الفكري والضلال وهدم المجتمعات.

ويشارك الأزهر الشريف - للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

مقالات مشابهة

  • وكيل الأزهر: الكليات العلمية بالأزهر تعيش نهضة حقيقية
  • البيت الأبيض: السيسي أكد أن قيادة ترامب يمكن أن تبشر بعصر ذهبي للسلام
  • وكيل الأزهر يشارك في حفل تخريج دفعتين لطب الأزهر بدمياط
  • وكيل الأزهر للأطباء الجدد: اسعوا للحصول على شهادة من الله بخدمة الناس ونفعهم
  • «التواصل الاجتماعي مخاطر وضوابط وأحكام» ندوة لخريجي الأزهر بالغربية
  • «وسائل التواصل الاجتماعي مخاطر وضوابط وأحكام» ندوة لخريجي الأزهر بالمحلة
  • الدكتور علي جمعة: منكروا السنة يسعون في الحقيقة لهدم الدين
  • الدكتور محمد مهنا: تعدد الطرق الصوفية يعكس قدرات الناس في إدراك الحقيقة الإلهية
  • أستاذ بجامعة الأزهر يكشف سبب تعدد الطرق الصوفية «فيديو»
  • «فيديو».. أستاذ بجامعة الأزهر يكشف سبب تعدد الطرق الصوفية