مع نهاية أصعب صيف.. ما هي خطة الخليج لمواجهة القبة الحرارية بالسنوات المقبلة؟
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
شهدت جميع أنحاء منطقة الخليج العربي، هذا الصيف، موجات غير مسبوقة من ارتفاع درجات الحرارة، والتي زاد من الإحساس بها زيادة الرطوبة وتكرار ظاهرة "القبة الحرارية"، وهي ظاهرة مثل غطاء وعاء الطبخ، ويحدث ذلك عندما يتدلى "سقف حراري عالي الضغط" منطقة لفترة طويلة، مما يؤدي إلى دفع الهواء الدافئ واحتجازه بالقرب من الأرض.
وأمام تلك الارتفاعات، شرعت دول الخليج في خطوات لتهدئة الأمور، بما في ذلك إدخال قوانين صديقة للبيئة وزراعة ملايين الأشجار، كما يشير تقرير نشره موقع "ذا ميديا لاين" وترجمه "الخليج الجديد".
حراراة حارقة بالبحرينففي البحرين، أفادت إدارة الأرصاد الجوية البحرينية أن متوسط درجة الحرارة لشهر يوليو/تموز من العام الجاري بلغ 36.6 درجة مئوية (98 درجة فهرنهايت)، أي بزيادة 1.5 درجة عن متوسط شهر يوليو السنوي.
وكان هذا ثاني أعلى متوسط لشهر يوليو منذ عام 1902، عندما تم تسجيل درجات الحرارة لأول مرة في البحرين.
اقرأ أيضاً
"فرن الخليج" يسجل 70 مئوية.. الحرارة القياسية تهدد الضيافة بإيران ودول مجلس التعاون
بدورها، أعلنت هيئة كهرباء ومياه البحرين أن يوم الخميس 3 أغسطس/آب الماضي شهد أعلى استهلاك للكهرباء في تاريخ البحرين.
وجاء هذا الاستهلاك القياسي على الرغم من وجود أكثر من 60 ألف مواطن بحريني والعديد من المقيمين من غير المواطنين خارج البلاد لقضاء إجازة الصيف.
ويبلغ عدد سكان البحرين حوالي 1.5 مليون نسمة.
ارتفاع الحرارة بالخليجوالبحرين ليست بأي حال من الأحوال الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي تشعر بارتفاع درجات الحرارة، حيث تجاوزت درجات الحرارة 50 درجة مئوية في الكويت، وأجزاء من السعودية.
هذا الارتفاع الإقليمي في درجات الحرارة جعل من الحج السنوي إلى مكة تجربة شديدة الحرارة بالنسبة للحجاج.
اقرأ أيضاً
66.7 مئوية.. درجة حرارة الشرق الأوسط تقترب من أقصى حد لتحمل البشر
وذكر تقرير نشره المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي أن متوسط درجات الحرارة في دول مجلس التعاون الخليجي ارتفع خلال الـ 21 عاما الماضية بمقدار 2.1 درجة مئوية، أي بزيادة قدرها 1.1%.
كما كشف التقرير أن دول الخليج شهدت خلال الفترة من 2020 إلى 2021 قفزة في درجات الحرارة تجاوزت معايير اتفاق باريس الذي وقعت عليه عدة دول خليجية.
الحرارة الأعلى على الإطلاقوقال أحمد حامد، خبير الأرصاد الجوية، متخصص في طقس السعودية، لـ"ميديا لاين": "درجة الحرارة المسجلة في الخليج هذا العام هي الأعلى على الإطلاق".
ويردف: "صحيح أن درجات الحرارة الرسمية قد لا تتجاوز 50 درجة في أغلب الأحيان، لكن الإحساس الحقيقي بالحرارة يصل إلى 55 وحتى 58 درجة مئوية، وسبب الشعور بارتفاع درجات الحرارة هو ارتفاع الرطوبة النسبية، أي كمية بخار الماء. الرطوبة النسبية المرتفعة، بالإضافة إلى درجات الحرارة المرتفعة بالفعل، تعطي شعوراً بأن درجة الحرارة أعلى مما هي عليه في الواقع".
بدوره، يقول علي الحجيري، خبير أرصاد جوية أيضا: "من المؤكد أن ظاهرة الاحتباس الحراري لها دور كبير في ارتفاع متوسط درجات الحرارة في الخليج العربي، خاصة وأن المناخ أصبح أكثر حرارة. ولكن الارتفاع المباشر في درجة الحرارة هذا العام هو نتيجة لتأثير ما يعرف باسم القبة الحرارية".
وتعمل "القبة الحرارية" مثل غطاء وعاء الطبخ، ويحدث ذلك عندما يتدلى "سقف حراري عالي الضغط" منطقة لفترة طويلة، مما يؤدي إلى دفع الهواء الدافئ واحتجازه بالقرب من الأرض.
اقرأ أيضاً
تحذيرات من درجات حرارة تصل إلى 50.. القبة الحرارية تضرب 7 دول عربية
ماذا تفعل دول الخليج لمواجهة ذلك التطور؟يقول التقرير إن دول الخليج تشن حملة على عدة جبهات للحد من ارتفاع درجات الحرارة الإقليمية.
أفاد تقرير صادر عن المركز الإحصائي الخليجي أن دول مجلس التعاون الخليجي لديها خمسة قوانين ولوائح خاصة منذ عام 1997 لحماية البيئة والموارد.
وعلى مدى العقد الماضي، اتخذت دول مجلس التعاون عدة خطوات طويلة وقصيرة المدى لمكافحة درجات الحرارة المرتفعة والحد من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويقول خبير الأرصاد الجوية طارق الخليل، إن هناك القليل من تلوث الهواء الناتج عن الوقود الأحفوري في المنطقة بسبب المركبات الأحدث وإجراءات تقليل انبعاثات الغاز من المصانع.
وأشاد بالجهود الإقليمية، لكنه قال إن هناك حاجة إلى مزيد من الخطوات.
اقرأ أيضاً
لماذا يبدو الصيف في الخليج هذا العام أكثر شدة من المعتاد؟
وتابع: "الخطوات الخليجية قد تخفف من ظاهرة الاحتباس الحراري، لكن يجب أن تكون أسرع".
ومن بين الخطوات حظر المبردات الضارة بالبيئة واستبدالها بعوامل تبريد أكثر صداقة للبيئة، وحظر استيراد الأجهزة ذات الاستهلاك العالي للطاقة أو الملوثة.
وقال أيضا إن دول مجلس التعاون الخليجي بحاجة إلى تطبيق القوانين القائمة ووضع قوانين جديدة لحماية البيئة.
ومن خلال اتباع "نهج أخضر" في المعركة ضد ظاهرة الاحتباس الحراري والحفاظ على البيئة، بدأت العديد من دول الخليج حملات تشجير كبيرة.
وفي المملكة العربية السعودية، أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "مبادرة الشرق الأوسط الخضراء"، وهو برنامج طموح يهدف إلى زراعة 50 مليار شجرة في جميع أنحاء المنطقة، 10 مليارات منها في المملكة العربية السعودية.
أما البحرين، فدشنت برنامجا لزراعة "أشجار القرم" لديها بشكل كبير.
اقرأ أيضاً
دول الخليج الأعلى حرارة عالميا خلال الـ24 ساعة الماضية.. والكويت تتخطى 51 درجة
ووفقا للمجلس الأعلى للبيئة البحريني، فإن "أشجار القرم" هي أفضل أنواع الأشجار لامتصاص ثاني أكسيد الكربون.
بالإضافة إلى ذلك، تم الإعلان عن حملة سنوية لزراعة أكثر من 100 ألف شجرة في جميع أنحاء المملكة.
المصدر | حذيفة ابراهيم / ذا ميديا لاين - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: درجات الحرارة في الخليج موجة حارة القبة الحرارية زراعة اشجار الاحتباس الحراري دول مجلس التعاون الخلیجی ظاهرة الاحتباس الحراری ارتفاع درجات الحرارة القبة الحراریة درجة الحرارة دول الخلیج درجة مئویة اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
تفاصيل ارتفاع حرارة الأرض في شهر فبراير.. تراجع غير مسبوق للجليد القطبي
في شهر فبراير 2025، سجل كوكب الأرض تراجعا غير مسبوق في حجم الجليد القطبي، إذ وصل الجليد البحري في القطبين إلى أدنى مستوى تاريخي على الإطلاق، ورغم توقعات العلماء بتراجع درجات الحرارة بعد انتهاء ظاهرة نينيو إلا أن الواقع كان أكثر صدمة، فقد سجل هذا الشهر درجات حرارة دافئة تتجاوز واحد ونصف درجة مئوية فوق المستويات ما قبل الثورة الصناعية، ما يعكس استمرار ظاهرة الاحترار الكوني.
جاء ذلك وفق تقرير تلفزيوني عرضته قناة «القاهرة الإخبارية»، بعنوان «صفعة جديدة لكوكبنا.. ارتفاع حرارة الأرض وتراجع غير مسبوق للجليد القطبي في فبراير الماضي»، مسلطًا الضوء على خطورة التغيرات المناخية.
وأشار التقرير إلى أن هذه الزيادة في الحرارة ليست مجرد رقم بل تمثل تهديدا حقيقيا لكوكب الأرض، كما أن المحيطات التي تخزن أكثر من 90% من الحرارة الزائدة تسجل درجات حرارة غير طبيعية، ما يزيد من خطر حدوث تغيرات مناخية مفاجئة.
الجليد القطبي الذي يذوب بشكل طبيعي في الصيف ويتجدد في الشتاء يشهد تراجعا كبيرا، خاصة في القطب الشمالي، ما يضعف توازن النظام البيئي العالمي.
وأوضح التقرير أنَّ الأمر ليس مجرد ظاهرة موسمية بل هو جزء من منحنى تاريخي مستمر منذ عامين، إذ أصبح عام 2024 هو الأكثر سخونة على الإطلاق، هذه التغيرات المناخية تشير إلى أننا قد نتجاوز عتبة واحد ونصف درجة مئوية التي حددها اتفاق باريس قريبا، وهو ما يعرض العالم لكوارث مناخية قد تكون غير قابلة للإصلاح، فإن هذه الظواهر ليست مجرد أرقام علمية بل هي دعوة للتحرك الفوري قبل أن تتحول هذه التغيرات إلى كارثة بيئية واسعة النطاق.