#الرائد_والمصداقية
قالت العرب: لاَ يَكْذِبُ الرَائِدُ أَهْلَهُ
د. #بيتي_السقرات/ الجامعة الأردنية
في القديم كان هنالك راع “لقرية ما” يرعى الغنم في مكان يبعد قليلاً، فكان من ضجره إن أراد أن يحظى بما يملأ فراغه من مزاح ركض مسرعا باتجاه القرية مخبرا أهلها بأن ذئبا قد هجم على القطيع، فيخرج الأهالي بما يملكون من أدوات لطرد الذئب وعندما يصلون القطيع لا يرون شيئاً.
وبعد فترة أعجبه اهتمام الأهالي وأعاد فعلته، فخرج معظم الأهالي، فلم يجدوا إلا مزاحاً سخيفاً، وبعد فترة هجم الذئب، فركض الراعي هذه المرة صادقاً ولكن للأسف لم يخرج أحدا لإنقاذ القطيع كونه قد خدعهم أكثر من مرة بمزاحه وهنا خسر القطيع وخسر ثقة الناس به.
مقالات ذات صلة هل في الجنة متع عقلية نفسية ام انها كلها متع حسية 2023/09/21هذه القصة التي نكررها أحيانا لأطفالنا في سبيل العبرة أوردتها هنا لنستذكر دوما أن نقل الأخبار علم ثابت ونتاجه أساس أول ما ورد في القرآن الكريم من “إقرأ”. فالأخبار عموما والأخبار العلمية عن الكوارث الطبيعية خصوصا ليست مادة للتندر ولا مادة لبيع الوهم أو استقطاب المتابعين سعياً للشهرة، وخاصة إذا كان الخبر مبنياً على تنبؤ وتنجيم.
فهذا يترتب عليه إثارة الرعب ونشر البلبلة بين الناس، فلا يعقل ونحن وصلنا للقرن الحادي عشر ولا زلنا نستمع للعرافين والمنجمين ومحبي الشهرة بينما نحن نمتلك مقومات للبحث العلمي وإن كانت غير مستغلة بشكل كامل ولا زالت بحاجة للتحديث و التطوير والدعم السخي بدلا من إرهاق الدولة في ديون تتضاعف بصورة كبيرة، كان وما زال من الأولى استغلال الثروات البشرية من باحثين وخبراء من الممكن استثمارهم لجلب المكاسب للبلد.
عندما يُطلب منا رأينا فيما نعرف من العلم فإن كتم العلم خيانة للأمانة وكذلك فإن تغيير المعلومة لتضلل الآخرين لا تقل إهانة لمن حولنا.
و هنا أشير لما تتوجه إليه الجامعة الأردنية الجامعة الأم التي أنتمي لها ،حيث أنها ضمن خطوات ايفاداتها وتعييناتها تأخذ بعين الاعتبار أننا بحاجة لتحديث التخصصات الكلاسيكية ودراسة الحاجة لتفريعات لها في السنة الأخيرة، ومن ثم عمل خطة شاملة لاستجلاب الدعم للبحث العلمي و زيادة أعداد الباحثين من أوائل الخريجين ورسم خارطة طريق لما نحتاجه من الابتعاثات و مجالات الابتعاث بحيث تلبي احتياجاتنا المحلية وتكون مفيدة علميا وعمليا،وآمل أيضا من رئاستها التركيز على التخصصات المتعلقة بكل ما هو عملي وفيه حلول لبعض المشكلات التي يعاني منها الوطن ، للاستفادة في سوق العمل واستغلال الموارد البشرية والثروات الطبيعية في جميع أنحاءه.
لا يمكن الاكتفاء بالتدريس والبقاء بعيدا عن التطبيق العملي وعن المستوى الدولي للبحث العلمي.
نحن كالرائد الذي يسبق قومه لاستشراف الأراضي المزمع الرحيل لها فيعود لهم مبشراً أو منذراً، وهو عامل خطير وحاسم لمستقبل العشيرة.
سنتحرى الصدق في كل حال، فالرائد لا يكذب أهله وإلا ضاع الأهل والوطن.
حمى الله الأردن
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس جامعة الفيوم: يفتتح الدورة التدريبية للمعيدين الجدد
قام الدكتور عرفه صبري حسن، نائب رئيس جامعة الفيوم لشئون الدراسات العليا والبحوث، بافتتاح الدورة التدريبية التي نظمها المركز الدولي لتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات الأكاديمية والإدارية بالجامعة للمعيدين الجدد، تحت عنوان (أخلاقيات البحث العلمى وآداب المهنة وفن التعامل مع الآخرين) بحضور الدكتور صلاح الدين محمد إمام مدير المركز، وتستمر الدورة حتى 4/ 7 / 2024 م وذلك تحت رعاية الدكتور ياسر مجدي حتاته رئيس جامعة الفيوم.
حيث عقدت الجلسة الأولى بعنوان أخلاقيات البحث العلمي وحاضر خلالها الدكتور عرفه صبري، والتى تناولت تعريف الأخلاق والمصادر التي نستمد منها الاخلاقيات ومفهوم الاخلاقيات في البحث العلمي بالإضافة إلى تناول اخلاقيات النشر العلمي والصفات الأخلاقية التي يجب ان يتحلى بها الباحث.
أما جلسة التدريب الثانية عقدت بعنوان فن التعامل مع الآخرين والتي حاضر خلالها الدكتور صلاح الدين محمد إمام، والتى تناولت أهمية التعامل الإيجابي مع الآخرين والقواعد الأخلاقية اللازمة للتعامل مع الآخرين وكيفية التعامل بذكاء، وانعكاس ذلك على بيئة العمل بالإضافة إلى مناقشة حالات عملية بالمجتمع الجامعي.
نائب رئيس جامعة الفيوم يتفقد أمتحانات الدراسات العليا بكليتى الخدمة الاجتماعية والعلوم