صحيفة أثير:
2024-10-02@01:23:32 GMT

قراءة في نصّ “القفز في المنتصف”

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

قراءة في نصّ “القفز في المنتصف”

أثير- مكتب أثير في تونس
قراءة: محمد الهادي الجزيري

هل الشعر إلا ما ارتحتَ له وتفاعلت معه ..؟، لذا اخترت ” القفز في المنتصف ” لأنّ نصّه فيه الكثير من القلق والسأم والضجر ..كحالتي، نصّ متوتر ساخر وله نوازع انتحارية ..، يمسك الأشياء يبعثرها ويمرّ إلى حاله ..ولا يستدرج التصفيق من أحد ..، نصّ يعبث بالشعر فيمسي هو الشعر، لنأخذ مثلا .

.من قصيدة بعنوان ” أشياء لا تصلح للتسلية ” فقد كتبت الشاعرة فتحيّة الصقري نفسها بلا رتوش أو مساحيق ..، أنصحك أيّها القارئ أن لا تتبعها في مسعاها وهي تتجوّل بين الدبابات والفيلة :
” أخرج في وقت غير مناسب
في وقت مزدحم
لأصلح عطلا في ساعة يد،
وخللا أصاب حديقة.
أخرج في وقت تغلق فيه أغلب الشوارع
بالدبابات والفيلة.
أخرج، وأدخل في الطابور الطويل، الطابور الطويل الذي لا ينتهي أبدا
في حقيبتي أشياء لا تصلح للتّسلية
وغير قابلة للتعديل:
( إبرة خياطة، قصيدة شاعرة منتحرة، هاتف طاقته 3 في المائة، أقراص مسكّنة، علبة ماء فارغة )

أصبحتُ بفعل السنّ والخبرة ..صيّادا ماهرا وصبورا ..، فبعد قراءتي واطلاعي لبعض القصائد الطويلة والقصيرة وجدت ضالتي، فأنا أبحث عن طفلة تسكن في فتحية الصقري تريد العبث واللهو بكلّ شيء ..بدءا بالهموم والمتاعب الكثيرة التي يتحملها الجسد والروح، وتهمّ بالغناء والشدو ..، ماذا يعني هذا؟، يعني العودة للكتابة بعد انقطاع طويل أو قصير..، حقّا إنّ الشاعرة تفتح في وجهها كلّ نوافذ المعنى والدنيا ..وتعترف بحبّها الشديد للعب ..، اللعب بالكلمات أوّلا ..فما نحن إلا الأبجدية ..نقدّها منّا ونبثّها أرواحنا لتحلّق عاليا وبعيدا، في هذه القصيدة ..( ما الذي يدور في رأسك الآن ) بل في ختامها تؤكد لنا عنادها وإصرارها على المضي قدما إلى الغاية الأولى والأخيرة : ألا وهي الكتابة والإبداع، مع الاعتراف بأنّ السفر/ الغياب لم يكن طويلا ..، تقول فتحيّة الصقري لكلّ من ظنّ أنّها ستصمت يوما وهي على قيد الحياة ..تقول له : هيهات فما زال في العمر متسع للغناء..:

” حسنا، أيتها الآلام العنيدة
أنا أحبّ اللعب أيضا
انظري
لقد فتحت النافذة مجدّدا
وتكلّمت مع الأشجار والهواء والنجوم
صحيح أنّ سفري لم يكن طويلا
لكن هدّأ مخاوفي
الآن يمكنني الغناء
مع كلّ هذه العصافير التي تجمّعت حولي “

هذا النصّ الشعريّ ..يباغتني بشعرية جديدة ..ويدفعنا إلى اكتشاف النثر..كمادة صالحة للشعر المناهض للقديم الموروث ..، ها هي في القصيدة التي أهدت عنوانها للمجموعة
” القفز في المنتصف ” تمارس فيها المبدعة حريّتها المسؤولة بأكمل وجه ..، تخرج من كلّ سياق مستهلك ..وتبحث لنفسها عن فضاء أرحب ..، ولعلّها ..إن واصلت هذا الجهد والإصرار والجنون المدروس ..ستبدع قصيدة جديدة : قصيدة مهتمة بتفصيل التفاصيل ومنشغلة بأركان قريبة ولكن لا يراها غيرها ..:
” طريقة جديدة لطباعة قبلة على عنق الصباح ، بلون الرمّان ، ومذاق الشوكولاته
هذا ما يمكنني بطريقة ما أن أسميه
بهجة جديدة
حبّا جديدا.
تستطيع أن تلبسه، وتخلعه وقت ما تريد، وتدير حياته كيفما شاء، وبالطريقة التي تناسبك
تأكله تشربه، تتفاداه، تلتصق به تتقيؤه تتذكّره، تنساه تمدحه تشتمه، تُفقده ذاكرته..تعيده إليها
دون أن يُسبّب ذلك ألما لأحد ..”
لم أكن أعرف أنّ الشاعرة فتحية الصقري زوجة الشاعر الكبير حسن المطروشي ..، فما أجمل أن يتصالح شكلان شعريان في بيت واحد، ما أروع أن يضمّ سقف واحد قصيدة نثر منشغلة بالتفاصيل بقصيدة تفعيلة مهووسة بذاتها وتاريخها وحاضرها ..، عرفتها صدفة واطلعت على ما حبّرته، علما أنّها أرسلتْ ثلاث مجموعات شعرية، خيّرتُ تخصيص وقت آخر للخوض في : ( يد عالقة في الهواء ) و (بريد متأخر)، وقد جبت هذه المجموعة( القفز في المنتصف ) وتنزّهت فيها قدر الإمكان ..، عسى تكون قراءتي في مستوى النصّ الشعري الطافح بالآن وهنا ..واللاهج بتفاصيل الذات والبيت والشارع والوطن ..، وفي الختام..أترككم مع هذا المقطع الشعريّ الجميل :
” أنا أيضا أركض،
أركض، وأشارك في الماراثونات دون قصد،
لكنّني أتوقّف كثيرا
أتوقّف
لأنظّف الأرضية والشبابيك ، ولأغيّر الستائر
أتوقّف
لأشتري علب هواء جديدة من دكاكين شبه منسية
لأنزع الدبابيس العالقة في حذائي
أتوقّف، لأنّي أنسى فجأة كلّ شيء
كمن سقطت على رأسه حديقة كاملة من الأغاني
أنسى كلّ شيء “

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

بمناسبة شهر التوعية بالإكزيما: إطلاق حملة "أخرج للدنيا"

 

اليوم وفي  إطار شهر التوعية بمرض التهاب الجلد التأتبي "الإكزيما"، أعلنت فايزر مصر، الشركة الرائدة في حلول الرعاية الصحية، عن تعاونها مع المجلس القومي للأمومة والطفولة والجمعية المصرية للجلد والتجميل، وذلك لإطلاق النسخة الثانية من الحملة التوعوية الشاملة "أخرج للدنيا" والتي تهدف إلى زيادة الوعي الصحي والمجتمعي بمرض الإكزيما الذي يصيب ملايين المرضى حول العالم.
ومن المقرر أن تبدأ الحملة بتنظيم مؤتمر صحفي للتعريف بالمرض ومسبباته، وسبل تجنب الإصابة، وكذلك إطلاق حمله توعوية على مواقع التواصل الاجتماعي لعدة أسابيع بالتعاون مع كبار أطباء الأمراض الجلدية، الذين حرصوا على أن تكون الرسائل التوعوية مدققة علميا وفي ذات الوقت بسيطة للجمهور الغير متخصص ومتابعي مواقع التواصل الاجتماعي. ذلك بالإضافة إلي إلقاء الضوء على أحدت العلاجات التي تسهم في تخفيف عبء المرض وتحسين جودة حياة المريض. .
وتقول دكتورة هيام نظيف نائب رئيس المجلس القومى للأمومة والطفولة:" أكثر ما يميز حملة "أخرج للدنيا" هو أنها تسهم في مكافحة التنمر والتمييز المجتمعي ضد مرضى الإكزيما من خلال نشر الوعي والتثقيف الصحي، وهو ما يتماشى مع رؤية وتوجهات المجلس القومي للأمومة والطفولة. لذلك نحن ندعم هذه الحملة ونرى أنها تتكامل مع برامج مكافحة التنمر والتمييز في المدارس التي قمنا بتنظيمها، ونأمل أن تسهم تلك الجهود المشتركة في زيادة وعي وتضامن المجتمع وإعلاء القيم الإنسانية والثقافة الصحية بين الأجيال الشابة وكافة المواطنين".


ويقول د. عاصم فرج أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بكلية الطب جامعة بنها ورئيس الجمعية المصرية للجلد والتجميل ورئيس مؤتمر شرم ديرما :" هناك الكثير من المفاهيم المغلوطة بالمجتمع عن مرض التهاب الجلد التأتبي، منها على سبيل المثال أنه مرض معدي، مما يجعل الناس ينفرون من أي شخص يقوم بحك جلده بصورة متكررة، الأمر الذي يشعر المريض بالخجل ويدفعه للانعزال عن المجتمع وعدم الخروج من المنزل. كما أنه من الوارد أن يحدث خلط عند التشخيص بين المرض وأمراض أخرى، لذلك نعمل حاليا على تطوير القواعد الاسترشادية والتعريف بالعلاجات المتطورة التي تحسن حياة المرضى، إضافة إلى نشر المعرفة بالمرض على مستوى المجتمع والفرق الطبية".
ويقول د. أمين شاروبيم، استشاري أمراض الجلدية والتناسلية بمعهد البحوث:" وفقا للدراسات العالمية، يصيب التهاب الجلد التأتبي 15-20%  من الأطفال، و1-3% من البالغين على مستوى العالم. ومن المعروف أن ارتفاع نسب الإكزيما في الأعمار الأصغر سنا و يزداد عبئاً في المرضى من سن 1 إلي 5 سنوات ، إلا أنه مع زيادة نسب التلوث الجوي والتي تؤثر على المناعة العامة للمواطنين ارتفعت نسب الإصابة بالإكزيما في البلاد النامية."
وعلق د. عصام النجار المدير الطبي الإقليمي لشركة فايزرلمصر ودول المشرق العربي والعراق قائلا : "من واقع مسؤوليتنا وحرصنا على تطوير العلاجات الدوائية، نحرص في شركة فايزر على ابتكار أحدث العلاجات التي تساعد على تحسين حياة المرضى وتسهم في سرعة التعافي. كما نأمل أن تسهم حملة "أخرج للدنيا" والتي نطلقها بمناسبة شهر التوعية بمرض التهاب الجلد التأتبي "الإكزيما"، في دعم المرضى نفسيًا وتشجيعهم على الخروج للمجتمع بدون قلق، ولذلك فإن التثقيف المجتمعي وتصحيح المعلومات المغلوطة هو أول الطريق للحد من التميز ضد مرضى الإكزيما."


الجدير بالذكر أن شركة فايزر تدعم الحملات القومية للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة والنادرة، كما تشارك في العديد في المبادرات القومية بالتعاون مع وزارة الصحة لرفع كفاءة الفرق الطبية والمساهمة في تطوير المنظومة الصحية.

مقالات مشابهة

  • فيديوهات جديدة توثق لحظة سقوط الصواريخ الإيرانية في “إسرائيل” وإشعال النيران في المطارات والقواعد العسكرية (شاهد)
  • دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية تضرب “إسرائيل”
  • منتخب الإمارات بطلاً للعالم في القفز بالمظلات
  • رئيس الدولة يستقبل المشاركين في ورشة “أداء شرطة الأمم المتحدة” الـ3 التي تستضيفها وزارة الداخلية
  • بالشراكة مع نادي دبي للصحافة “بوديو” و”دولبي” تطلقان تجربة استماع جديدة لبرامج البودكاست
  • عبدالله آل حامد: “اليوم الإماراتي للتعليم” يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • بمناسبة شهر التوعية بالإكزيما: إطلاق حملة "أخرج للدنيا"
  • “الأكثر تفصيلا على الإطلاق”.. استحداث خريطة جديدة لمجرة درب التبانة في تشيلي
  • “العقوري” يطلع على مسودة تقرير حقوق الإنسان التي أعدها الفريق المُشكل من ديوان مجلس النواب
  • خلفيات وتأثيرات جديدة للكاميرا في “واتساب”