أمام قمة الأمم المتحدة للطموح المناخي .. الرئيس المعيَّن لـ COP28 يؤكد قدرة العالم على تجاوز أزمة المناخ بنجاح
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
– أمام قمة الأمم المتحدة للطموح المناخي..الرئيس المعيَّن لـ COP28 يؤكد قدرة العالم على تجاوز أزمة المناخ بنجاح ويطالب بمشاركة الجميع “لخفض مليارات الأطنان من الانبعاثات”.
– سلطان الجابر يدعو قادة العالم إلى تحويل التعهدات إلى مشروعات، والطموح إلى عمل لمواجهة تغير المناخ.
– كلمة الرئيس المعيَّن لـ COP28 تأتي عقب صدور بيانات الحصيلة العالمية التي أكدت أن جهود العالم ليست كافية للوصول إلى أهداف اتفاق باريس، وأن الوقت المتاح قصير ومحدود.
– سلطان الجابر يستعرض خطة عمل COP28 المصممة لنقل العالم من مرحلة التفاوض والاتفاق إلى العمل والإنجاز من خلال تحقيق انتقال مُنظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة، وتوفير التمويل المناخي بشكل أكثر إنصافاً، وتحسين الحياة وسُبل العيش، واحتواء الجميع بشكل تام
سلطان الجابر:.
-تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تركز رئاسة COP28 على التعامل مع التحديات العالمية بثبات وتفاؤل وإيجابية، وتحرص على تكريس التوافق في الآراء لإنجاز عمل دولي جماعي مثمر من أجل بناء مستقبل أفضل للبشرية وكوكب الأرض.
– لمواجهة أزمة المناخ، سنعيد اكتشاف أعظم قوة تملكها الإنسانية وهي قدرتنا على التعاون وتجاوز الاختلافات وتسخير قوة العمل الجماعي.
– تغير المناخ عدونا المشترك، ويجب أن نتحد لمواجهته.
-علينا اتخاذ خيارات صعبة، إلا أن عدم التحرك، أو اتخاذ إجراءات غير كافية، سيؤدي إلى تهديدات أكبر لحياة البشر والتنمية الاقتصادية.
– باتخاذ الإجراءات الصائبة وتنفيذ الاستثمارات الصحيحة سنحقق أكبر قفزة اقتصادية منذ العصر الصناعي الأول والتي ستسهم في وضع العالم على مسار جديد نحو النمو الخالي من الكربون.
– تحقيق هذا الإنجاز على النحو المطلوب يتطلب تمويلاً يتراوح بين 4 و5 تريليونات دولار سنوياً.
– أوجه دعوة مفتوحة إلى جميع الدول للتوقيع على “إعلان COP28” بشأن الغذاء والزراعة والمناخ، الذي سيساعد على تغيير النظم الغذائية جذرياً للحفاظ على صحة كوكب الأرض والبشرية.
– لنكن شجعاناً، ونتصرف بجرأة، لنخفضْ مليارات الأطنان من الانبعاثات، ولنقدم استجابة عالمية ملموسة وفاعلة للحصيلة العالمية… ولنتحد ونعمل وننجز.
أكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات تواجه رئاسة COP28 التحديات العالمية بثبات وتتعامل معها بتفاؤل وإيجابية وتحرص على تكريس التوافق في الآراء لإنجاز عمل دولي جماعي مثمر من أجل بناء مستقبل أفضل للبشرية وكوكب الأرض.
وشدد معاليه في كلمته أمام قمة الأمم المتحدة للطموح المناخي في نيويورك على إمكانية التغلب على أزمة المناخ بنجاح، ودعا العالم إلى السعي الجاد لخفض مليارات الأطنان من الانبعاثات.
تعد هذه القمة أهم اجتماع معني بالمناخ ضمن الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وحضرها عدد كبير من قادة العالم وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني.
ودعا الرئيس المعين لـ COP28 في كلمته العالم إلى القيام بإجراءات جريئة لتصحيح المسار وتلبية الطموحات المناخية، مؤكداً أن تغير المناخ عدو مشترك وعلى الجميع الاتحاد لمواجهته.
وأشار إلى البيانات الأخيرة للحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس، والتي أكدت أن جهود العالم غير كافية لتحقيق هذه الأهداف، وأن الوقت المتبقي قصير ومحدود، مشدداً على أن تصحيح المسار لا يزال ممكناً.
وأكد معاليه ضرورة استجابة العالم لنتائج الحصيلة العالمية بأعلى مستويات الطموح لتتناسب مع حجم التحدي الحالي، موضحاً أن كمية انبعاثات غازات الدفيئة التي يحتاج العالم إلى خفضها في السنوات السبع القادمة لتفادى تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية تبلغ 22 غيغا طن (22 مليار طن).
وأشار معاليه إلى أن العالم ليس عاجزاً عن مواجهة تداعيات تغير المناخ، وأنه قادر على تجاوز أصعب التحديات من خلال تكاتف الجميع وتضافر جهودهم، وأضاف : “كلي ثقة بأننا، في مواجهة أزمة المناخ، قادرون على أن نعيد، وسنعيد بالفعل، اكتشاف أعظم قوة تملكها الإنسانية، وهي قدرتنا على التعاون وتجاوز الاختلافات وتسخير قوة العمل الجماعي، وهذا ما نهدف إلى تحقيقه من خلال خطة عمل COP28”.
واستعرض معاليه بنود خطة عمل رئاسة المؤتمر الهادفة لإعادة العالم إلى المسار الصحيح لتحقيق طموحات اتفاق باريس، ودعا الحضور ومتابعي الكلمة في أنحاء العالم إلى تقديم التزامات قابلة للتنفيذ عبر الركائز الأساسية، التي تشمل تحقيق انتقال مُنظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة، وتوفير التمويل المناخي بشكل أكثر إنصافاً، وتحسين الحياة وسُبل العيش، ودعم كل هذه الركائز من خلال احتواء الجميع بشكل تام.
وأوضح معالي الدكتور سلطان الجابر خطة رئاسة COP28 لتسريع عملية تحقيق انتقال مُنظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة، ودعا كافة الأطراف إلى القيام بدورها في العمل على إنجاز “توسع كبير في الطاقة المتجددة” لتزيد قدرتها الإنتاجية العالمية ثلاث مرات بحلول عام 2030، مؤكداً ضرورة رفع كفاءة استخدام الطاقة، لأنها الطريقة الأبسط والأقل تكلفةً والأسرع لخفض الانبعاثات.
ودعا الأطراف إلى استكشاف الطرق الواقعية لتحقيق الانتقال في القطاعات كثيفة الانبعاثات التي لا يمكن أن تعمل بالطاقة المتجددة وحدها، مشيراً إلى ضرورة التوسع في إنتاج واستخدام الهيدروجين.
وشدد معاليه على أهمية الإسراع في “الحد الشامل من انبعاثات منظومة الطاقة الحالية”، قبل أن يكرر دعوة قطاع النفط والغاز إلى القضاء على انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030، وإعلان خطط واضحة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050 أو قبله.
وتطرق معاليه إلى ركيزة “تطوير آليات التمويل المناخي”، موضحاً أهمية استعادة الثقة بين الأطراف المعنية بالعمل المناخي، ووفاء الجهات المانحة خلال العام الجاري بتعهدها بتقديم 100 مليار دولار لتمويل العمل المناخي وشدد على ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات الفاعلة والاستفادة الكاملة من إمكانيات رأس المال الخاص لتوفير تريليونات الدولارات اللازمة للتمويل المناخي.
ودعا معاليه إلى تحديث مؤسسات التمويل الدولية بصورة جذرية، وتعزيز الابتكار الذكي على نطاق النظام المالي، وتحسين عمل أسواق الكربون، وقال: “نحن بحاجة إلى نظام يوفر التمويل المناخي الميسَّر بتكلفة معقولة للجميع”.
وأشار معالي الدكتور سلطان الجابر إلى أولوية الحفاظ على البشر والحياة وتحسين سُبل العيش في مفاوضات العمل المناخي، لافتاً إلى أن الحاجات الأساسية للبشر في كل مكان هي المياه النظيفة، والهواء النظيف، والفرص الاقتصادية، والسلامة من تداعيات تغير المناخ، ودعا الحكومات إلى إدراج الاستثمارات الداعمة للطبيعة في الاستراتيجيات الوطنية للمناخ، واتباع نهج أكثر ذكاءً في زراعة الغذاء واستهلاكه.
و لفت إلى تضمين موضوع الصحة العالمية في جدول أعمال COP28 لأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف.. وأكد أن التمويل أساس تفعيل كل هذه التدابير، ووجه دعوة مفتوحة لجميع الدول إلى مضاعفة تمويل التكيف بحلول عام 2025، وتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر، وتفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار ودعمه بتعهدات مبكرة.
وأكد معاليه حرص COP28 على احتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمله، ودعا كل من يرغب بالمشاركة في المؤتمر إلى أن يأتي “محمَّلاً بالأمل والتفاؤل والإرادة لتحقيق نتائج واقعية ملموسة”.. وأشار إلى العمل الجاري لضمان أن يكون COP28 أكثر مؤتمرات الأطراف احتواء للجميع، مع التخطيط لتسهيل مشاركة الجميع، بمن في ذلك القادة المحليون، والشباب، والشركات، والمؤسسات الخيرية، والشعوب الأصلية، وغيرهم.
وحث معاليه القادة على العمل، وقال: “لنحول التعهدات إلى مشروعات، والطموح إلى عمل.. لنكن شجعاناً، ونتحرك بجرأة.. لنخفضْ مليارات الأطنان من الانبعاثات ولنقدم استجابة عالمية ملموسة وفاعلة للحصيلة العالمية، ولنتَّحد ونعمل وننجز”.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: التمویل المناخی سلطان الجابر أزمة المناخ تغیر المناخ العالم إلى بحلول عام من خلال
إقرأ أيضاً:
كارثة غذائية تلوح في الأفق.. ثلث إنتاج العالم مهدد بالضياع!
شمسان بوست / متابعات:
حذرت دراسة جديدة من أن الاحتباس الحراري يعرض جزءا كبيرا من إنتاج الغذاء العالمي للخطر، مع تعرض المناطق ذات خطوط العرض المنخفضة لأشد العواقب.
وفي الدراسة التي نشرت في الثالث من مارس/آذار الجاري في مجلة “نيتشر فوود”، بحث المؤلفون كيف ستؤثر درجات الحرارة المرتفعة، والتغيرات في أنماط هطول الأمطار، وزيادة الجفاف على زراعة 30 محصولا غذائيا رئيسيا حول العالم.
وتقول الباحثة الرئيسية في الدراسة سارة هيكونين، باحثة الدكتوراه في قسم البيئة المشيدة في جامعة ألتو بفنلندا، في تصريحات للجزيرة نت إن “فقدان التنوع يعني خيارات أقل للزراعة، مما قد يقلل من الأمن الغذائي ويحد من الحصول على السعرات الحرارية والبروتينات الأساسية”.
ووفقا للدراسة، يمكن أن تصبح نصف المساحات الزراعية في المناطق الاستوائية غير صالحة للإنتاج إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع. وستعاني هذه المناطق أيضا من انخفاض حاد في تنوع المحاصيل، مما يهدد الأمن الغذائي ويجعل من الصعب على السكان الحصول على العناصر الغذائية الأساسية.
المحاصيل الأساسية في خطر
وتسلط الدراسة الضوء على أن الاحتباس الحراري سيؤدي إلى انخفاض كبير في الأراضي الزراعية المناسبة للمحاصيل الأساسية مثل الأرز والذرة والقمح والبطاطا وفول الصويا.
وتوفر هذه المحاصيل أكثر من ثلثي الطاقة الغذائية العالمية. وتعتبر المحاصيل الجذرية الاستوائية، مثل اليام التي تعد مصدرا أساسيا للأمن الغذائي في العديد من البلدان المنخفضة الدخل، من بين الأكثر تأثرا.
وأوضحت هيكونين “في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، التي ستكون الأكثر تضررا، قد يصبح ما يقرب من ثلاثة أرباع الإنتاج الغذائي الحالي في خطر إذا تجاوزت درجات الحرارة 3 درجات مئوية”، مشيرة إلى أن بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط الواقعة في الصحراء الكبرى ستكون ضمن أكثر المناطق المتأثرة بتغير المناخ.
من ناحية أخرى، قد تحافظ المناطق ذات خطوط العرض المتوسطة والعالية، مثل أجزاء من أميركا الشمالية وأوروبا وروسيا، على إنتاجها الزراعي، بل قد تشهد توسعا في زراعتها. ومع ذلك، فإن أنواع المحاصيل المزروعة ستتغير، إذ يمكن أن تصبح الفواكه المعتدلة مثل الكمثرى أكثر شيوعًا في المناطق الشمالية مع تغير الظروف المناخية.
وتلفت الباحثة إلى أنه رغم أن بعض المناطق قد تشهد تحسنا في الظروف المناخية للزراعة، فإن تغير المناخ يجلب معه تحديات أخرى.
“تظهر دراستنا أن هناك إمكانات زراعية في بعض المناطق، ولكن هناك عوامل أخرى مثل انتشار الآفات الجديدة والظواهر الجوية المتطرفة يمكن أن تشكل تهديدات كبيرة، كما أوضحت هيكونين.
مشكلة عالمية تتطلب استجابة موحدة
علاوة على ذلك، فإن العديد من البلدان الواقعة في خطوط العرض المنخفضة تعاني بالفعل من نقص الغذاء وعدم الاستقرار الاقتصادي ونقص الموارد الزراعية.
وتوصي الدراسة بضرورة تحسين الوصول إلى الأسمدة والري وتخزين الغذاء للحد من بعض هذه المخاطر. ولكن وفقا للباحثة، فإن الحلول الطويلة الأجل ستتطلب تغييرات كبيرة في السياسات واستثمارات في إستراتيجيات التكيف مع المناخ.
“في العديد من المناطق الاستوائية، تكون إنتاجية المحاصيل أقل بكثير مقارنة بمناطق أخرى ذات ظروف مناخية مشابهة. يمكن تحسين الإنتاجية من خلال تقنيات زراعية أفضل وبنية تحتية متطورة، لكن تغير المناخ يضيف المزيد من التحديات، مما يستدعي اتخاذ إجراءات إضافية، مثل اختيار محاصيل أكثر مقاومة وتحسين أساليب التهجين”، كما قالت هيكونين.
على الرغم من أن التأثيرات الأكثر خطورة لتغير المناخ على إنتاج الغذاء ستحدث في المناطق الاستوائية، فإن الدراسة تؤكد أن النظام الغذائي العالمي مترابط. فارتفاع درجات الحرارة، والظواهر الجوية المتطرفة، وتغير المناطق الزراعية، سيؤثر كلها على أسعار الغذاء وسلاسل التوريد والتجارة الدولية.
وأكدت هيكونين “إذا أردنا تأمين نظامنا الغذائي العالمي، فيجب علينا اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع الظروف المتغيرة. حتى لو كانت أكبر التأثيرات في المناطق الاستوائية، فإننا جميعا سنشعر بتداعياتها من خلال الأسواق الغذائية العالمية. هذه مشكلة تتطلب منا جميعا العمل معا لمواجهتها”.