يحتفي العالم سنويًّا بـاليوم الدولي للسلام في 21 سبتمبر؛ وبهذه المناسبة فإن الأزهر الشريف يؤكِّد أهمية ‏الاستفادة من مِثل هذه الأيام في التذكير بقيم السلام والإخاء والعيش المشترك بين الشعوب والأمم في إطار ‏من الأخوَّة الإنسانيَّة الجامعة وإعلاء قيم الاحترام للآخر ونبذ الفُرقة والخلاف.‏

اليوم الدولي للسلام.

. الأزهر يُذكر العالم بالقضية الفلسطينية وجرائم الاحتلال الصهيوني

ويدعو الأزهر عقلاء العالم وحكماءه إلى وقفة جادة لنبذ الاختلافات، ووقف ‏الحروب والصراعات، وتخليص الشعوب والدول من آفات الإرهاب والتطرف، والعمل على تعزيز قيم السلام ‏والحوار والتعايش السلمي، إعمالًا لتعاليم الدين والتَّمسك بها وتطبيقًا لما جاءت به الرسالات السماوية من ‏نصوصٍ وقيمٍ تحفظ للناس أمنهم واستقرارهم وتدفعهم إلى المحبة والتعاضد.

5 فوائد لـ الصدقة.. كنوز لا تعرفها| الأزهر للفتوى يوضحها عميد أصول الدين جامعة الأزهر بالزقازيق للطلاب الوافدين: الاختلاف والتنوع رحمة بالناس

وبهذه المناسبة، يُذكرُ الأزهر العالم أجمع بالقضية الفلسطينية، هذه ‏المأساة الإنسانية التي طال عليها الأمد، مطالبًا بألَّا يصمت العالم المتحضر عن جرائم الاحتلال الصهيوني وما ‏يرتكبه بحقِّ شعبِنا الفلسطينيِّ الأبيِّ الصامد حتى زوال هذا الاحتلال، وأنَّ بقاء الاحتلال طول هذه المدة ‏وفي ظل تقدم الإنسان في العلوم وفي الحضارة وصمةُ عارٍ على جبين هذا العالم لا مناص من إزالتها.

ويشير الأزهر في هذا الصدد إلى ما أكده فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في ‏مؤتمر «اللقاء الدولي من أجل السلام» في ألمانيا هذا الشهر، من أنَّ «سلام العالم مرتبطٌ أشد الارتباط بسلام ‏الشعوب، وأنَّ المنطق الذي يُقرر ‏أنَّه لا يَسلَمُ الكلُّ إلا إذا سَلم الجزء، يُقرر بنفس الدرجة أنَّه لا سلام في ‏‏أوروبا بدون سلام الشرق الأوسط، وبخاصة: سلامُ فلسطين».

الأخلاق أمانة يجب أن تجري بين الناس في سياقها المخصوص

فيما قال الدكتور أحمد الشرقاوي، وكيل قطاع المعاهد الأزهرية لشؤون التعليم، إن الأخلاق منظومة متكاملة، لا هي متناقضة ولا متعارضة، منظومة متكاملة في الأقوال والأفعال، في البيع والشراء، والأخذ والعطاء، والتعليم والتعلم، وفي سائر الأنماط الحياتية والمعيشية المختلفة، والأخلاق قرينة الدين والعلم، فلا دين لمن لا أخلاق له، ولا علم لمن لا أدب له.

وأكد الدكتور الشرقاوي خلال كلمته في الحفل الختامي لمبادرة "أنا الراقي بأخلاقي"، أن ما فات الإنسان من العلم يُحصل؛ لأن العلم مجاله الإدراك والتحصيل، وأما ما فاته من الأخلاق والأدب فلا يُحصل؛ لأن الأخلاق سجية وفطرة سليمة، مصدرها الدين، وقوامها الأدب، وسبيلها النصح السديد، والتوجيه القويم، والتربية المعتبرة.

وأوضح وكيل قطاع المعاهد الأزهرية لشؤون التعليم، أن الأخلاق هي مجموع القيم المتصلة بالصدق، والأمانة، والحياء، والعفة، والطهر، والإخلاص، والصلة، والإيثار، والتعاون وغيرها من أعمال البر، فضلا عن الالتزام بالسلوك القويم في مختلف التعاملات الإنسانية؛ وما يتبع ذلك من التحلي بالصبر والحكمة في التصرفات الجارية بين الناس؛ تحقيقا للصفاء التام، والنقاء المجتمعي العام.

وبيّن الدكتور الشرقاوي أن تمام الأخلاق لا يكون إلا بكمال النزاهة الإنسانية، وسبيلها في التحقيق والتحصيل الترفع عما لا يليق بالنفس البشرية، ولا يكون ذلك إلا بالتعفف عن صغائر الأمور، والاشتغال بعظائمها، والبعد بها عن كل ما لا يدفعها إلى معالي الأمور، ومن هنا كان قوله صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، فهي دعوة صريحة إلى اشتغال المرء بتقويم أخلاقه من خلال صرف همته إلى إصلاح نفسه؛ وتسديد رأيه؛ تحصيلا للالتزام التام بالقيم الأخلاقية ظاهرا وباطنا.

وأضاف فضيلته أنه من جماع ما تقدم يتضح لنا مدى أهمية الصفاء الأخلاقي الذي يجب أن يجري بين الناس تصرفا وسلوكا، أخذا وعطاء، بيعا وشراء، تعليما وتعلما، على نحو يحفظ السلامة الإنسانية من التعدي، ويصون البشرية من العبث، من هنا كانت الأخلاق القويمة سيدة المجتمع ورائدة النظام العام.

واختتم وكيل قطاع المعاهد الأزهرية لشؤون التعليم أن الأخلاق أمانة، يجب أن تجري بين الناس في سياقها المخصوص، وعلى وجهها المعتبر لها شرعا في دنيا الناس، فهي قيمة عظيمة أصلها أمانة، ونماؤها بين الناس سلامة، ومقصودها الترفع عما لا يليق بالنزاهة الإنسانية، والتخلي عما يناقض كمال النفس البشرية، في حفظ كرامتها وصون عرضها ومالها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر اليوم الدولي للسلام القضية الفلسطينية جرائم الاحتلال الصهيوني أنا الراقي بأخلاقي بین الناس

إقرأ أيضاً:

عياد: الفتوى بدون علم تجرؤ على الدين وتؤدي إلى ضلال المجتمعات (فيديو)

قال الدكتور نظير عياد، مفتى الديار المصرية، إن الفتوى في الشريعة الإسلامية من أهم المسؤوليات التي تتطلب تقوى الله ومعرفة عميقة بالواقع والفقه، مؤكدا أن بعض الأشخاص يتصدرون للفتوى دون علم، ويغفلون عواقب هذه الفتاوى التي قد تؤدي إلى ضلال المجتمعات.

وقال مفتى الديار المصرية، خلال حلقة برنامج مع المفتي، المذاع على قناة الناس: من أخطر الأمور التجرؤ على دين الله تبارك وتعالى، خصوصًا وأن التجرؤ على الفتوى هو تجرؤ على الدين، وخصوصًا وأن النظرة للمفتي هي نظرة مكسوة بمزيد من الإجلال والاحترام والتقدير نتيجة عظمة هذه المهمة التي كُلف بها من قبل الله تبارك وتعالى، فهو يوقع عن الله تبارك وتعالى، وبالتالي، لابد لمن يتصدى لهذا الجانب أن يستحضر الخشية من الله تبارك وتعالى، لأن فتوى قد تؤدي بإنزالها أو إعلانها إلى ضلال العالم بأسره، ولذا قيل: إذا ذل العالم، ذل بذلته عالم.

وتابع: "هنا بشكل عام، إذا ما توقفت على قضية الحلال والحرام، قضية الصحة والبطلان، تجد أن الأمر أعظم لأنه يتعلق بأعمال مكلف، هذا المكلف الذي سيحاسب على الصحة أو على الخطأ، وبالتالي لابد لمن يعمل على تجلية هذه الأمور لمن يستفتيه أن يكون مدركًا لهذه الأبعاد، لأن الفتوى هي أشبه، بل هي دين، وبالتالي نص العلماء على ضرورة النظر في من نأخذ عنه هذا الدين، ونهانا عن حرمة القول على الله تعالى بدون علم، كما نهانا القرآن الكريم عن التجرؤ على الحلال والحرام بدون علم، لأن ذلك كله يلزم عنه هذه الأمور التي تؤدي إلى فتاوى غير رشيدة، يلزم عنها اختلال الموازين والحكم على الأشخاص والمجتمعات، بل وربما انتشار الاختلاف، بل ربما واد النفوس وواد العقول، والحكم على الأمور بغير ما ينبغي أن تكون عليه.

واستكمل: "ومن ثم نقول أننا نتحدث عن أحد الموضوعات المهمة، حال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ووجدنا منهم من يتحدث بأنه كانت تأتيه الفتوى فيلقيها إلى من هو بجواره، ووجدنا من التابعين من ينص بأنه عايش أو عاصر أو التقى بقُرابة 120 من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كانت تعرض الفتوى على الأول فيقوم بنقلها إلى الثاني، وفي الثالث حتى تعود إليه مرة أخرى، أجركم على الفتيا أجركم على الدين، فهي قضية في منتهى الخطورة، ومن ثم ينبغي لمن يسلك هذا الطريق أن يستحضر أولاً الخشية من الله تبارك وتعالى، ثم لابد أن يكون ملمًا بأدواته وأصول هذا العلم".

وأَضاف: أنا أقول الخشية من الله تبارك وتعالى، لماذا؟ لأنك ربما تجد من بين الناس من هو من أهل العلم، لكن لديه الجرأة على الفتيا في الدين، فيعمل أحيانًا على التوفيق أو التلفيق أو تتبع الرخص في المذاهب، ثم يفتي للناس بأمور بعيدة عن مناط الشارع الحكيم، اعتمادًا منه على قوالب الوعي أو اعتمادًا منه على أن الشخص السائل إنما يعتمد على المقولة الشائعة بأن السائل مذهبه مذهب مفتيه، وهنا قضية خطيرة، وإذا كان الإنسان عالمًا جامعًا لأدوات العلم المتعلق بالفتوى من فقه وأصول ولغة عربية ومقاصد ومعرفة بالمقالات وواقع، لكنه لا يكون خائفًا من الله تبارك وتعالى، مستحضرًا ربنا تبارك وتعالى فيما يمضيه من أحكام تتعلق بأحوال المكلفين والعلاقات التي تربطهم في تعاملاتهم مع ربهم أو مع غيرهم أو مع أنفسهم أو مع عناصر الكون، أدى ذلك إلى خلل في الفكر والسلوك، ومن ثم غياب ما يسمى بالأمن الفكري، الذي إذا غاب، غاب معه الخير.

وكانت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، قد أطلقت قناة الناس في شكلها الجديد، باستعراض مجموعة برامجها وخريطة الجديدة التي تبث على شاشتها خلال 2023.

وتبث قناة الناس عبر تردد 12054رأسي، عدة برامج للمرأة والطفل وبرامج دينية وشبابية وثقافية وتغطي كل مجالات الحياة.

اقرأ أيضاًنظير عياد: دار الإفتاء تمتلك خبرات واسعة في مجالات الفتوى وتصحيح المفاهيم المغلوطة

الدكتور نظير عياد: دار الإفتاء ستعمل بكل جِدٍّ للمشاركة في المبادرة الرئاسية لبناء الإنسان

نظير عياد يستقبل وزير الأوقاف السابق لتهنئته بتولي مهام منصب الإفتاء

مقالات مشابهة

  • المركز الدولي للقيم الإنسانية يدعو الإعلام إلى دعم أخلاقيات التعايش السلمي
  • المركز الدولي للقيم الإنسانية يدعو الإعلام لدعم أخلاقيات التعايش السلمي
  • تواضع العلماء.. خُلق سامٍ ودعوة للأخلاق الجميلة
  • أستاذ بـ«الأزهر»: الأمانة من المقاصد الأساسية للدين الإسلامي
  • المؤتمر: المساعدات الإنسانية لغزة تعكس التزام مصر التاريخي لدعم القضية الفلسطينية
  • عياد: الفتوى بدون علم تجرؤ على الدين وتؤدي إلى ضلال المجتمعات (فيديو)
  • التواضع زينة الأخلاق.. تأملات في قول الله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}
  • الصحة الفلسطينية تناشد المجتمع الدولي إدخال الأدوية والطعام لمستشفى كمال عدوان
  • الصحة الفلسطينية: الاحتلال بدأ هجومًا شاملًا على مستشفى كمال عدوان
  • الكيان الصهيوني يعتقل طفلا من مدينة البيرة مساء اليوم