جدد الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي التأكيد على ان السلام المستدام في اليمن يجب ان يتأسس على المرجعيات الثلاث المتفق عليها وطنيا واقليميا ودوليا، وان يضمن الاحتكام للشرعية الدولية، والسلم والامن الدوليين، كما جاء في المبادرة السعودية.

وحذر رئيس مجلس القيادة الرئاسي في كلمة امام الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم الخميس، من أي تراخ من جانب المجتمع الدولي او تفريط بالمركز القانوني للدولة، او حتى التعامل مع المليشيات كسلطة امر واقع، قائلا بان ذلك "سيجعل من ممارسة القمع، وانتهاك الحريات العامة، سلوكا يتعذر التخلص منه بأي حال من الأحوال".

واشار الرئيس الى انه مع استئناف الجهود الحميدة للأشقاء في المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، تتجدد الآمال في رضوخ المليشيات الحوثية للإرادة الشعبية والاقليمية والدولية، والاعتراف على ان الدولة الضامنة للحقوق والحريات، وسيادة انفاذ القانون على اساس العدالة والمواطنة المتساوية هي وحدها من "ستجعل بلدنا أكثر امنا واستقرارا، واحتراما في محيطه الاقليمي والدولي".

واكد ان "هذا هو منطق الحكومة الشرعية، ومنتهى الهدف من اي جهود للسلام المستدام الذي يجب ان يعني الشراكة الواسعة دون تمييز او اقصاء، والتأسيس لمستقبل أكثر اشراقا".

وجدد الرئيس الدكتور رشاد العليمي الدعوة الى موقف دولي حازم ازاء الملف اليمني، قائلا انه" كلما تباطأ المجتمع الدولي عاما اخر عن تقديم موقف حازم، كلما كانت الخسائر أكثر فداحة، والمليشيات، والجماعات الارهابية أكثر خطرا في تهديداتها العابرة للحدود، فضلا عن انتهاكاتها الفظيعة لحقوق الانسان التي توحدت حولها اممنا تحت مظلة هذه المؤسسة على مدى أكثر من سبعين عاما".

وعبر عن استغرابه من تجاهل المجتمع الدولي لانتهاكات المليشيات الحوثية الجسيمة لحقوق الانسان بما في ذلك القيود على سفر وعمل، وتعليم المرأة، وقمع الصحفيين واختطافهم، وسحق المناوئين لفكرها المتطرف.

وعرض الرئيس العليمي في كلمته لصورة المشهد الراهن، ونقاط التقدم والاخفاق في بلدنا المنكوب بحرب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الايراني، لافتا الى ما بذلته الحكومة اليمنية على مدى الاشهر الماضية بدعم من الاشقاء والاصدقاء من جهود للوفاء بالتزاماتها الحتمية، رغم التداعيات الكارثية لهجمات المليشيات الحوثية على المنشآت النفطية واخراجها عن التصدير منذ عام كامل.

واشار في المقابل الى انه لا تزال هناك الكثير من الاستحقاقات الثقيلة التي تفوق قدرات الحكومة اليمنية، مع هيمنة اقتصاد الحرب الذي تغذيه المليشيات، وتدفق عشرات الاف المهاجرين غير الشرعيين، واثار المتغيرات المناخية التي تترك وراءها سنويا مئات الضحايا، واراض زراعية مدمرة.

ونوه في هذا السياق بالدعم السخي الذي تلقته الحكومة من الاشقاء في المملكة العربية السعودية عبر منحة مالية قيمتها مليار ومائتا مليون دولار دعما للموازنة العامة للدولة، وكذا بالتمويلات والتعهدات الانسانية والانمائية، من الاشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة، والاصدقاء في الولايات المتحدة الاميركية، ودول الاتحاد الاوروبي، والمملكة المتحدة، وباقي الشركاء الاقليميين والدوليين.

ورحب بتوجه الامم المتحدة نحو الانتقال بمسار التدخلات الاغاثية الى نطاق تنموي، غير انه شدد على ان هذا التحول يجب ان يشمل ضخ التعهدات والتمويلات الدولية عبر الجهاز المصرفي اليمني المعترف به، لتعزيز موقف العملة الوطنية، وكبح جماح التضخم، وضمان عدم وقوع تلك التمويلات في شبهة الدعم غير المباشر للجماعات المسلحة.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي:

معالي السيد دينيس فرانسيس رئيس الجمعية العامة

معالي السيد أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة

أصحاب الجلالة، والفخامة، والسمو والمعالي

السيدات والسادة،،،

بداية أود أن أهنئ السيد دينيس فرانسيس على انتخابه رئيسا للجمعية العامة للأمم المتحدة للدورة الثامنة والسبعين متمنيا له التوفيق والنجاح في مهامه الكبيرة ومثمنا الدور الذي قام به سلفه السيد تشابا كوروسي من جهود في قيادة الجمعية خلال الدورة الماضية.

كما اشيد بدور الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، في تعزيز حضور المنظمة الاممية وسط كل هذه التحديات والأزمات العالمية المتشابكة، ورؤيته بشأن مستقبل التعاون الدولي المبني على تعددية الأطراف وتكاملها لحفظ الامن والسلم الدوليين، وانماء العلاقات الودية بين الامم.

إسمحوا لي ايضا أن اغتنم هذه المناسبة لأتقدم بخالص التهاني الى ابناء شعبنا اليمني العظيم الذين يحتفلون بالتزامن مع انعقاد هذا الاجتماع الرفيع بأعيادهم الوطنية التي أخرجت اليمن من نير الاستبداد والجهل والتخلف الى رحاب الحرية والعدالة وازالة الفوارق والتمييز بين الطبقات.

ولعله من سوء تقدير المليشيات ان غامرت بانقلابها المشؤوم على التوافق الوطني في مثل هذا اليوم من الشهر الذي يشعل فيه اليمنيون الأرض والفضاء احتفاء بميلاد جمهوريتهم، وسقوط الحكم الامامي الكهنوتي المتخلف.

السيد الرئيس،،

السيدات والسادة،،

تنعقد هذه الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة في ظل ظروف وتحديات جيوسياسية واقتصادية ومناخية بالغة التعقيد، الأمر الذي يتطلب منا جميعا حلولا مبتكرة، وتغيير آلياتنا التقليدية في مقاربة هذه التحديات، وفي المقدمة انهاء معاناة شعبنا اليمني التي طال امدها.

ولعل شعار هذه الدورة صمم بعناية ليتبنى مطالب شعوبنا، وحكوماتنا، في اعادة بناء الثقة بمؤسساتنا الوطنية والدولية، واشعال التضامن العالمي دعما لأهداف التنمية المستدامة نحو السلام والازدهار والتقدم للجميع.

وهو ما يلزمنا، واخواني اعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، والشعب اليمني، الاشادة بالتضامن، والموقف الموحد للمجتمع الدولي الداعم للشرعية الدستورية، وسيادة اليمن واستقلاله، ووحدة اراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.

واذ نثمن هذا الموقف السياسي الموحد للمجتمع الدولي تجاه القضية اليمنية، فإننا نستحضر ما يمكن ان يجسد شعار هذه الدورة من تضامن الاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، التي مثلت مواقفهم سياجا قويا لمنع انهيار مؤسسات الدولة اليمنية، وتعزيز صمودها في مواجهة المليشيات الحوثية المدعومة من نظام ولاية الفقيه في ايران، والتنظيمات الارهابية المتخادمة معها.

السيد الرئيس،،

السيدات والسادة،،

بما أنني أخاطبكم اليوم في هذه القاعة للمرة الثانية كرئيس لمجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية، اسمحوا لي ان اضعكم في صورة المشهد الراهن، ونقاط التقدم والاخفاق في بلدي المنكوب بحرب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الايراني.

فعلى مدى الاشهر الماضية استمرت الحكومة اليمنية بدعم من الاشقاء والاصدقاء في الوفاء بالتزاماتها الحتمية بما في ذلك الانتظام بدفع رواتب الموظفين، وانقاذ ملايين الارواح، ومساعدة العالقين في بعض مناطق النزاعات المسلحة، والكوارث الداخلية والخارجية في مهمة وطنية واخلاقية خالصة ليست من اهتمام المليشيات.

ومن وسط اسوأ أزمة انسانية في العالم، قمنا بتنسيق استجابتنا الكاملة من طرف واحد لتخفيف المعاناة، والتزام بنود الهدنة التي رعتها الامم المتحدة، بدءا بتسهيل وصول سفن الوقود الى الموانئ الخاضعة بالقوة لسيطرة المليشيات، واستئناف الرحلات الجوية عبر مطار صنعاء الدولي وتوسيعها الى وجهات جديدة.

كما حافظنا على استقرار نسبي للعملة الوطنية، واسعار السلع الاساسية، رغم التداعيات الكارثية لهجمات المليشيات الحوثية على المنشآت النفطية واخراجها عن التصدير منذ عام كامل.

وعلى الرغم من تذبذب اسعار الصرف في المحافظات المحررة، تظل الحقيقة أن تقييم اسعار السلع الاساسية بالعملات الاجنبية أفضل بكثير من مناطق سيطرة المليشيات التي تتحصل على ثلاثة اضعاف موارد الحكومة الشرعية.

وقد منحنا الفئات الاجتماعية الرئيسة كالنساء تمثيلا أكبر، عندما قمنا بتعيين اول امرأة في مجلس القضاء الاعلى، ثم ثمان اخريات في المحكمة العليا للمرة الاولى بتاريخ البلاد.

كما ساعدنا بفعالية مقدرة من المجتمع الدولي في تفادي أخطر كارثة بيئية في العالم من خلال التسهيل دون قيد او شرط لنقل مخزون النفط من الناقلة صافر، الى اخرى بديلة، ومساهمة الحكومة بخمسة ملايين دولار في تكلفة السفينة الجديدة رغم مواردها المحدودة، وسنستمر في دعم هذه الجهود الى حين بيع شحنة الوقود وانهاء الخطر كليا.

إن الالتزام بمسؤولياتنا الدستورية والاخلاقية، ومبادراتنا وتدخلاتنا الخدمية، ساعدت في اطعام الملايين، وتسهيل وصول اللقاحات والادوية المنقذة للحياة، وفي تزويد المجتمعات المحلية بالأمن، والترويج لخطاب التنمية بدلا عن شعارات الكراهية، والحرب والخراب.

لكن في المقابل لا تزال هناك الكثير من الاستحقاقات الثقيلة التي تفوق قدرات الحكومة اليمنية، مع هيمنة اقتصاد الحرب الذي تغذيه المليشيات، وتدفق عشرات الالاف من المهاجرين غير الشرعيين، واثار المتغيرات المناخية التي تترك وراءها سنويا مئات الضحايا، واراض زراعية مدمرة، ما يتطلب من المجتمع الدولي المساعدة، ومشاركتنا في تحمل أعباء هذه التحديات.

السيد الرئيس،،

في العام الماضي شهد بلدي تحولا تاريخيا تم بموجبه اعادة ترتيب مؤسسات الشرعية اليمنية، وتشكيل مجلس رئاسي، وذلك على قاعدة تعزيز الشراكة وبناء السلام، وانهاء الحرب.

ولكن رغم هذا التحول الوطني الهام، والزخم الاقليمي والدولي لإحياء العملية السياسية، فان ملف السلام ظل يراوح مكانه، رغم ما قدمته الحكومة اليمنية من تنازلات ومبادرات دعما لهذا المسار.

ومع استئناف الجهود الحميدة للأشقاء في المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، تتجدد الآمال في رضوخ المليشيات الحوثية للإرادة الشعبية والاقليمية والدولية، والاعتراف بحقيقة ان الدولة الضامنة للحقوق والحريات، وسيادة انفاذ القانون على اساس العدالة والمواطنة المتساوية هي وحدها من ستجعل بلدنا أكثر امنا واستقرارا، واحتراما في محيطه الاقليمي والدولي.

وهذا هو منطق الحكومة الشرعية، ومنتهى الهدف من اي جهود للسلام المستدام الذي يجب ان يعني الشراكة الواسعة دون تمييز او اقصاء، والتأسيس لمستقبل أكثر اشراقا.

واليوم لا اعتقد انه لا يزال لدينا في الحكومة المزيد من التنازلات التي نقدمها، او ان نغير من فهمنا لمليشيات نعرفها جيدا ويمكننا التنبؤ بنواياها لعقود مقبلة.

وإذا فعلنا ذلك فإن هذا النهج سوف يعيد شعبنا الى عصور العبودية، والاحباط والنسيان، بل من المرجح ان يتحول بلدنا الى بؤرة لتصدير الارهاب، وفتيل لنزاع اقليمي ودولي لا سبيل لاحتوائه بالسبل الدبلوماسية.

وبالتالي فإن أي تراخ من جانب المجتمع الدولي او التفريط بالمركز القانوني للدولة، او حتى التعامل مع المليشيات كسلطة امر واقع، من شأنه ان يجعل من ممارسة القمع، وانتهاك الحريات العامة، سلوك يتعذر التخلص منه بأي حال من الأحوال.

ومن واقع فهمنا لنهج المليشيات الحوثية، فإن عروض السلام بالنسبة لها ليست سوى بالونات اختبار، ينبغي التعامل معها من منظور تكتيكي للسيطرة على المزيد من الموارد، وتأجيل قرار المواجهة العسكرية الى ان تتحقق ظروف أفضل، وهو ما حدث في تنصلها عن كافة الاتفاقات السابقة، واخرها اتفاق ستوكهولم.

لذلك فنحن نؤكد ضرورة توفر الضمانات الكافية للسلام المستدام الذي يجب ان يتأسس على المرجعيات الثلاث المتفق عليها وطنيا واقليميا ودوليا، والاحتكام للشرعية الدولية، كما جاء في المبادرة السعودية.

واضافة الى ذلك فإن السلام المستدام يجب ان يقوم على العدالة، والانصاف، ومعالجة آثار الماضي، والقضايا الرئيسية العالقة ذات البعد الوطني.

كما ان اي مبادرة سلام، او اجراءات لبناء الثقة ينبغي ان تكون قادرة على تحقيق نتائج ملموسة وفورية لتخفيف معاناة الشعب اليمني، وان يستفيد منها ضحايا الصراع، وفي المقدمة النساء والأطفال.

وفوق ذلك فإن استدامة السلام، وعدم تكرار جولات الحرب، هو جوهر السلام المنشود الذي يضمن لليمنيين قدرتهم على بناء دولة المؤسسات التي تحمي الحقوق والحريات، والمساواة بين مواطنيها، وتؤسس لعلاقات حسن الجوار والمصالح المشتركة مع اشقائنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ولكنني اليوم ارى ان هناك طريقا متاحا وأكثر ضمانا لتحقيق السلام، وتجسيد شعار هذه الدورة من خلال استعادة ثقة اليمنيين بالشرعية الدولية، وحكومتهم المحلية.

وهذا الامر يتطلب دعم الحكومة الشرعية، وتعزيز قدرتها في بناء الاقتصاد، وتقديم الخدمات، وهو الطريق الذي يعفينا جميعا عن التعاطي مع ابتزاز المليشيات، وتعطيل انفاذ القرارات الدولية، واحياء الامل بالغد الافضل والمشرق الذي يتحدث عنه مبعوثوا ووسطاء الامم المتحدة في كل مكان.

وفي اعتقادي ايضا ان مهمة نظامنا الدولي لحماية الاستقرار والسلام العالمي، ودعم ارادة الشعوب وحكوماتها الوطنية المعترف بها، هو اليوم أسهل من اي وقت مضى مع سهولة الحصول على المعلومات، ومعرفة الحقائق، غير ان اعطاء المصالح وزنا أعظم من ارادة الشعوب قد يفرط بمزيد من الثقة في هذه المؤسسة والمجتمع الدولي برمته.

واقول هذا ليس للتنصل من مسؤولياتنا الوطنية، وجعل المجتمع الدولي شماعة لإخفاقاتنا، بل لأننا نعتقد ان موقف القوى الكبرى تحديدا ورسالتها الصارمة للمليشيات، ومهندسي الانقلابات على الشرعيات الدستورية ليس في اليمن فقط وانما في كافة انحاء العالم، سيجعل طريق السلام أكثر وضوحا بتبديد احلام الجماعات المسلحة، والطامحين للسلطة، واوهامهم بإنشاء كيانات تنازع الحكومات الشرعية سلطاتها الحصرية.

السيد الرئيس

السيد الامين العام

السيدات والسادة

من اجل اعادة الثقة وتحسين فرص التقدم في الملف اليمني، يجب علينا الاعتراف بأن المسار القائم للتدخلات الانسانية الدولية بحاجة الى اعادة نظر، ومعالجات جذرية ليتسق ومبادئ القانون الدولي، والمحاذير المتعلقة بتمويل الارهاب، والتمرد والجماعات المسلحة.

واذ نرحب بتوجه الامم المتحدة نحو الانتقال بمسار التدخلات الاغاثية الى نطاق التنمية المستدامة، فإن هذا التحول يجب ان يشمل ضخ التعهدات والتمويلات الدولية عبر البنك المركزي اليمني المعترف به، لتعزيز موقف العملة الوطنية، وكبح جماح التضخم، وضمان عدم وقوع تلك التمويلات في شبهة الدعم غير المباشر للمليشيات المسلحة.

وعلينا ان نعترف بتناقض هذا المسار من الدعم، مع الخطاب الدولي الذي ينشد تحسنا في مؤشرات الاقتصاد اليمني، بينما تذهب عملياته الدولية عبر مؤسسات خاضعة بالقوة لهيمنة المليشيات الحوثية، رغم اجراءاتها التعسفية التي تنتهك استقلالية القطاع المصرفي، وسرية تعاملاته، وتحويل هذا القطاع الى شبكة غسل للأموال ونهب مدخرات المؤسسات العامة والخاصة، والمودعين من جموع المواطنين.

ان الاستمرار في هذا النهج يترك مؤسسات الدولة العضو في الامم المتحدة بجاهزية ضعيفة ونقص في التمويل، وموارد غير كافية للتعامل مع التحديات العابرة للحدود، والاحتياجات الانسانية المتزايدة في البلاد.

واضافة الى ذلك تهدد هذه السياسات بتغذية اقتصاد الحرب، والسماح بتدفق الاموال والتعهدات عبر منافذ مصرفية غير خاضعة للمساءلة، والرقابة الفعالة.

كما ان ما توفره تدخلات الحكومة اليمنية من عون انساني، يثبت ان دعمها في تحسين الخدمات الاساسية من شأنه ان يجعل حياة ملايين الرجال والنساء والاطفال أفضل، اضافة الى تعزيز فرص السلام بحشد الناس حول مصالحهم في التنمية والازدهار، وليس شعارات العنف، والموت والكراهية.

السيد الرئيس،،

السادة المندوبين،،

قلت من على هذا المنبر في العام الماضي أنه كلما تباطأ المجتمع الدولي عاما اخر عن تقديم موقف حازم ازاء الملف اليمني، كلما كانت الخسائر أكثر فداحة، والمليشيات، والجماعات الارهابية أكثر خطرا في تهديداتها العابرة للحدود، فضلا عن انتهاكاتها الفظيعة لحقوق الانسان التي توحدت حولها اممنا تحت مظلة هذه المؤسسة على مدى أكثر من سبعين عاما.

وبالفعل فأننا نشهد هذا العام تناميا متسارعا لخطر تهديدات تنظيمي القاعدة، وداعش التي تغذيها المليشيات الحوثية، والنظام الايراني بالمال والسلاح، والدعم الاستخباري، متقاسمة معها القاعدة التكفيرية ذاتها.

وعندما تحدثت اليكم قبل عام من على هذا المنبر كانت الموازنة العامة للدولة تحقق أفضل المؤشرات منذ اندلاع الحرب، مطلقة برامج واعدة لتحسين الخدمات، وخلق فرص العمل، ولكن ذلك الزخم توقف وما يزال بفعل الهجمات الارهابية الحوثية على المنشآت النفطية التي وضعت البلاد على شفا ازمة انسانية شاملة.

واجدها مناسبة للقول انه لولا الدعم السخي الذي تلقته الحكومة من الاشقاء في المملكة العربية السعودية الشهر الماضي، من خلال منحة مالية قيمتها مليار ومائتا مليون دولار دعما للموازنة العامة للدولة، لكانت الحكومة قد عجزت عن الوفاء بالتزاماتها الأساسية بما في ذلك عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين.

وننوه ايضا في هذا السياق بالتمويلات والتعهدات الانسانية والانمائية، من الاشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة، والاصدقاء في الولايات المتحدة الاميركية، ودول الاتحاد الاوروبي، والمملكة المتحدة، وباقي الشركاء الاقليميين والدوليين.

ورغم كل هذه التدخلات الإنسانية، اعود للإحاطة بأن الميلشيات الحوثية صعدت مؤخرا تهديداتها باستهداف خطوط الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن واعتبارها مناطق عسكرية، ملوحة باختبار أسلحة جديدة في الجزر اليمنية واستهداف السفن التجارية وناقلات النفط، ما يؤكد استمرار هذه الميليشيات ومن خلفها النظام الإيراني في زعزعة امن واستقرار المنطقة، وتقويض جهود التهدئة وإفشال المساعي المبذولة لتجديد الهدنة واستئناف العملية السياسية.

وأننا هنا نجدد التأكيد على أهمية ضمان حرية الملاحة الدولية، ومكافحة التطرف والارهاب، والقرصنة، ودعم الاجراءات الرامية لمنع انتشار الأسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل الأخرى، وعلى رأسها برنامج ايران النووي، وصواريخها البالستية ودورها التخريبي في المنطقة.

كما نجدد دعوة المجتمع الدولي الى ادانة التدخلات الايرانية السافرة في شؤون بلدنا، وتحويله الى منصة تهديد عبر الحدود، واخضاعها الى الجزاءات المعتمدة بموجب قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالملف اليمني.

وفي هذا السياق ندعو الدول الأعضاء الى الالتزام بنظام حظر الأسلحة، ومواجهة النفوذ الإيراني المزعزع لاستقرار المنطقة، ومنعه من تزويد مليشياته بالتقنيات العسكرية كالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، التي تستخدم في ارتكاب أعمال إرهابية بحق المدنيين الأبرياء.

السيد الرئيس

السادة المندوبين

يؤكد مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة التزامهما الصارم بكافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، بما في ذلك حماية الاطفال ومنع اشراكهم في النزاع المسلح.

كما يلتزم بتوفير الضمانات اللازمة لعمل المنظمات الدولية، وتسهيل وصول تدخلاتها الى مستحقيها في مختلف انحاء اليمن.

ولتعزيز هذه الجهود تعمل الحكومة، على تمكين اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان، والآليات الدولية والاممية ذات الصلة من الوفاء بمهامها دون قيد او شرط.

وهو ما يدفعنا الى الاشارة بأن كافة التفاهمات التي وقعتها وكالات الامم المتحدة مع المليشيات الحوثية لم تجد حتى الان طريقها للتنفيذ، حيث تستمر في تجنيد الاطفال وتعبئتهم الى معسكرات القتال على مرأى ومسمع العالم اجمع.

كما نرى يوميا انتهاكات المليشيات الحوثية الجسيمة لحقوق الانسان، بما في ذلك القيود على سفر وعمل، وتعليم المرأة، وقمع الصحفيين واحتطافهم، وسحق المناوئين لفكرها المتطرف.

كما تستخدم المليشيات والتنظيمات الإرهابية المنابر الاعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي لغسل عقول شبابنا، والتحريض ضد تدخلات وكالات وموظفي الاغاثة، والاقليات والرعايا الاجانب.

وقد اصدرت المليشيات الحوثية مئات الاحكام الجائرة، وصادرت اصول معارضيها السياسيين بالقوة المسلحة، وفجرت منازلهم في واحدة من أبشع عمليات الانتقام على مر التاريخ.

كما حولت الاراضي اليمنية الى حقل الغام لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، مخلفة الاف الضحايا معظمهم من النساء والاطفال.

كما شردت ملايين النازحين واللاجئين داخليا وعبر الحدود والقارات الذين استقبلهم اشقاء أوفياء في المملكة العربية السعودية ومصر والأردن، وتركيا وباقي الأقطار والدول حول العالم.

وفي كل مرة ليس هناك من فهم لأسباب تجاهل المجتمع الدولي لهذه الانتهاكات الفظيعة للكرامة الانسانية التي تتطلب موقفا حازما لمحاسبة مرتكبيها واخضاعهم للعقوبات.

السيد الرئيس،،

السيدات والسادة

تؤكد الجمهورية اليمنية على موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والدفع بمسار السلام قدما نحو حل عادل وشامل للقضية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

كما نؤكد دعمنا لكافة المساعي الرامية لإحلال السلام في السودان وفي المقدمة جهود المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة بما يعيد لهذا البلد العزيز، الامن والاستقرار، والتنمية.

كما لا يفوتني التعبير عن كامل التضامن وخالص العزاء للأشقاء في ليبيا، والمملكة المغربية بضحايا الأعاصير، والزلازل المدمرة التي ضربت البلدين الشقيقين، حيث تزداد مخاطر المتغيرات المناخية في تهديد نظامنا الكوني.

شكرا لكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: فی المملکة العربیة السعودیة العامة للأمم المتحدة مجلس القیادة الرئاسی الملیشیات الحوثیة الحکومة الشرعیة الحکومة الیمنیة المجتمع الدولی الامم المتحدة لحقوق الانسان من الاشقاء فی السید الرئیس هذه الدورة بما فی ذلک على مدى على ان فی هذا یجب ان

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة: استشهاد الرئيس الصماد كان من أكبر الحوافز للشعب اليمني في التضحية والثبات

الثورة نت|

اعتبر قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذكرى السنوية للشهيد الرئيس صالح الصماد، محطة لاستلهام الدروس في القيم الإيمانية والروح الجهادية والعطاء في سبيل الله.

وقال السيد القائد في كلمته مساء اليوم بالذكرى السنوية للشهيد الرئيس صالح الصماد” نستذكر الشهيد الرئيس صالح الصماد كأخ عزيز وكشهيد من القادة الشهداء بإسهامه الكبير وجهده وجهاده وتقديمه وعطائه وفي دوره”.

وأضاف “حديثنا عن الشهداء والشهادة هو حديث عن قدسية عطائهم ورفيع منزلتهم عند الله، وهذا محفز كبير للسير في دربهم ومواصلة المشوار في طريقهم، وحينما نستذكر الشهيد الرئيس الصماد نستذكر في شخصيته الفذة مميزات مهمة وملهمة منها وفي مقدمتها التوجه والانطلاقة الإيمانية”.

وأشاد قائد الثورة، بما تحلى به الشهيد الرئيس الصماد من وعي وثقافة قرآنية في التزامه وتوجهه الإيماني وشعوره بالمسؤولية..منوهًا بالدور البارز للرئيس الصماد في علاقاته وتأثيره الواسع واهتمامه بالشأن العام وعلاقته الطيبة بالناس والمجتمع.

وبين أن المعيار المهم لدى الإنسان الذي ينطلق انطلاقة إيمانية صادقة هو ما الذي يحقق به مرضاة الله تعالى.. مضيفًا “عندما تبوأ الصماد مسؤوليته كرئيس في مرحلة حساسة جدًا في ذروة العدوان الأمريكي السعودي على بلدنا لم يتعامل مع موقعه كمنصب بل كمسؤولية”.

وأكد أن الأولوية للرئيس الصماد ولكل أبناء شعبنا الأحرار كانت للتصدي للعدوان على بلدنا، وكان اهتمامه الكبير بالحفاظ على الجبهة الداخلية وتماسكها في مرحلة هي أخطر مرحلة من مراحل الاستهداف لها وهي فتنة ديسمبر.

وتقدم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي للمجاهدين في كتائب القسام وحركة حماس والشعب الفلسطيني بخالص التعازي باستشهاد القائد الكبير محمد الضيف ورفاقه الشهداء.. مشيرًا إلى أن قائد كتائب القسام الشهيد الكبير محمد الضيف “أبو خالد” كان من القادة النموذجيين الكبار بما حمله من قيم إيمانية وقوة إرادة وعزم وروح جهادية عالية.

وأوضح أن الشهيد الضيف كان له الدور الكبير والإسهام العظيم في البنية الجهادية الصلبة الفولاذية المتمثلة بكتائب الشهيد عزالدين القسام.. لافتًا إلى أن المسار الجهادي للشهيد القائد محمد الضيف كان مسارًا تصاعديًا من حيث البناء لكتائب القسام كقوة مجاهدة فعالة تتصدر الساحة الفلسطينية في فاعليتها وحضورها.

وأفاد بأن تماسك كتائب القسام وصمودها العظيم في معركة “طوفان الأقصى” حافظ على الإنجاز الذي تحقق للشعب والمقاومة الفلسطينية.. مشيرًا إلى أن التماسك والثبات العظيم لكتائب القسام بالرغم من استشهاد القائد الضيف ورفاقه وبالرغم من العدوان الإسرائيلي الأمريكي غير المسبوق، هو ثمرة عظيمة لجهد الضيف وجهاده.

وتابع “العدوان الأمريكي الذي نفذه النظام السعودي وقوى إقليمية معه كان لسببين، الأول هو النهج التحضري الإيماني الجهادي لثورة شعبنا في 21 سبتمبر”.. مبينًا أن الأعداء لا يقبلون ولا يطيقون بأن يكون اليمن حرًا مستقلًا على أساس انتمائه وهويته الإيمانية.

ومضى بالقول “استقلال بلدنا يعني فقد الأعداء سيطرتهم عليه وعلى موقعه الجغرافي المهم وعلى ثرواته النفطية والغازية”.

وأرجع قائد الثورة السبب الثاني للعدوان على اليمن، إلى موقف الشعب اليمني المنسجم مع هويته الإيمانية تجاه قضايا أمته الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. مؤكدًا أن العدوان على بلدنا كان بتحريض وإسهام إسرائيلي وبإشراف أمريكي تام.

وذكر أن الدور السعودي كان التنفيذ والتمويل، ودفع الأموال وتقديم مئات المليارات من الدولارات للخزانة الأمريكية.. مشيرًا إلى دور خونة البلد المتمثل في القتال ضد شعبهم لتمكين أعدائه من احتلاله والسيطرة عليه وإخضاعه للأمريكي وأدواته الإقليمية.

وتطرق إلى دور الأمريكي في الإشراف على العدوان على البلاد بشكل كامل.. مؤكدًا أن الأمريكي هو المتحمل الأول لوزر العدوان وما كان فيه من جرائم القتل والإبادة والتدمير الشامل للشعب اليمني.

وعّد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الأمريكي هو المسؤول الأول ويشترك معه في المسؤولية أدواته الإقليمية في الاستهداف للشهيد الرئيس صالح علي الصماد.. مؤكدًا أن الأمريكي لا يقبل ولا يتحمل أن يكون هناك رئيس أو زعيم في أي بلد من البلدان العربية والإسلامية حر لا يقبل بالخنوع لأمريكا والاستسلام لها.

وقال “الأمريكي يريد من كل زعماء العالم العربي والإسلامي أن يكونوا خانعين له مطيعين وموالين ومستسلمين له، يقبلون إملاءاته ويقدمون له ثروات شعوبهم، وهذه النوعية من الرؤساء والزعماء والأمراء والملوك والقادة هم عبارة عن مسؤولي أقسام شرطة للأمريكي في الاهتمام بما يريده عسكريًا أو أمنيًا”.

ولفت إلى أن استشهاد الرئيس الصماد كان من أكبر الحوافز للشعب اليمني في التضحية والثبات، وكل الشهداء لهم إسهامهم العظيم ودورهم الكبير وهم بكلهم مدرسة عظيمة.. مضيفًا “من المهم الاهتمام المستمر بإنتاج الوثائقيات عن سيرة الشهداء وذكراهم وتضحياتهم والتنوع في إنتاج ما يتعلق بذلك”.

وتابع” من المهم الاستمرار فيما يتعلق بإبراز دور الشهداء من خلال تسمية شوارع مهمة وأحياء ومراكز ومؤسسات وغير ذلك بأسمائهم، وشعبنا قدم عشرات الآلاف من الشهداء والآخرون خسروا عشرات الآلاف ممن قدموهم قربانا واسترضاء للأمريكي والإسرائيلي”.

وأوضح قائد الثورة أن الشعب اليمني قدّم شهداء في سبيل الله تعالى قربانا إلى الله، وهو ينعم بالحرية الحقيقية، ما جعله يتمكن من أن يتحرك في إسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

وأردف قائلًا “تحرُك شعبنا المساند للشعب الفلسطيني في “طوفان الأقصى” تميّز عن كل البلدان وكان تحركًا رسميًا وشعبيًا بفاعلية عالية وسقف عالٍ.. مؤكدًا أن الأمة تحتاج إلى الحرية كشيء أساسي بالنظر إلى هويتها وانتمائها ومسؤوليتها.

وشدد على ضرورة العناية المستمرة بروضات الشهداء وبالزيارة لها، وهذا له أثره الكبير على المستوى الوجداني.

وعرّج السيد القائد على دور اليمن المساند للشعب الفلسطيني في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، والذي كان بزحم هائل واستمرار وثبات، بالرغم من كل الضغوط والحملات والعدوان والحصار.

وقال “يجب ألا نعبّد أنفسنا إلا لله، وأن نتحرر من العبودية لكل الطواغيت وهذه مسألة ذات أهمية كبيرة في ما يتعلق بانتمائنا الديني، وكل حالة خضوع للأعداء للطاغوت والاستكبار هو انتقاص وارتداد وتراجع في المبدأ الأول من المبادئ الإسلامية والدينية، وهي على حسابه حالة الخضوع لأمريكا”.

وأشار إلى أن الطاعة لأمريكا ولإسرائيل هي تعبيد للنفس لهم، وانتقاص على حساب هذا الانتماء ولذلك المسألة خطيرة جدًا، تمس بالمبادئ وبالثوابت الدينية والأسس الدينية.. مضيفًا “مهمتنا أيضًا بحاجة إلى الحرية والخلاص من هيمنة أعدائها، بالنظر إلى مستوى التحديات والمخاطر التي تهددها من جانبهم”.

وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الخنوع لأمريكا وإسرائيل لا يمثل حلًا للأمة ولا يدرأ المخاطر عنها، وإنما يساعد الأعداء إلى أن يتمكنوا أكثر وأكثر من نجاح مؤامراتهم ومخططاتهم ومشاريعهم وأجندتهم التدميرية والعدوانية ضد أبناء الأمة.

وتابع “أمتنا بحاجة إلى أن تتحرر وتستشعر مسؤوليتها وتخرج من حالة الجمود، لأن الأعداء حاقدون وجاحدون ويحملون الحقد الشديد ضد أمتنا، وجرائمهم الرهيبة جدا في غزة عبرت على ذلك الحقد الذي يحملونه”.

وأوضح “أن الأعداء كانوا يتعاملون مع الشعب الفلسطيني في غزة بعدوانية شديدة تعبّر عن منتهى الحقد والكراهية، وما يزالون طامعون في أوطاننا وثرواتها وفي موقعها الجغرافي”.. مشيرًا إلى أن الأعداء لا يعطون أي اعتبار لا لحقوق إنسان ولا لقيم ولا لأخلاق ولا لقوانين ولا لأي شيء.

ومضى بالقول “أعداؤنا يرتكبون أبشع وأفظع وأسوأ وأقصى الجرائم حتى بحق الأطفال والنساء والطاعنين في السن، ووصل حقدهم حتى إرسال الكلاب البوليسية على العجائز الطاعنات في السن وهن في حالة المرض لينهشوا لحمهن وهن على قيد الحياة”.

وتحدث قائد الثورة عمّا يرتكبه الأعداء من جرائم وانتهاكات، بما فيها جرائم الاغتصاب دون أي حياء أو وازع أخلاقي أو إنساني أو قانوني أو غير ذلك، ويرتكبون أيضًا جرائم القتل ويتعمدون قتل بعض الأطفال بدم بارد.

وتناول ما يرتكبه الأعداء من ممارسات في استخدام القنابل الفتاكة لتدمير المنشآت الخرسانية لاستهداف النازحين في خيمهم القماشية، كما استخدموا القنابل الحارقة وارتكبوا جرائم التجويع وكل أصناف الجرائم.

وقال “أعداؤنا مجرمون والعالم سمع على مدى 15 شهرا بأنواع كثيرة من أبشع وأفظع وأقسى وأسوأ الجرائم التي ارتكبوها، والإسرائيلي والأمريكي معًا أرادا بعدوانهما الوحشي الإجرامي على قطاع غزة إنهاء المقاومة والقضاء على المجاهدين وتهجير أهل القطاع”.

وندد السيد القائد بتصريحات ترامب في تهجير سكان قطاع غزة إلى الأردن ومصر .. وقال “ما يزال ترامب حتى الآن يردد ويكرر الكلام عن تهجير أهالي غزة إلى الأردن وإلى مصر، وهذا هدفهم”.

وأكد أن الأعداء هدفهم الإبادة والسيطرة التامة والتهجير الكامل للشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وما أعاقهم ويعيقهم هو الصمود الأسطوري العظيم للشعب الفلسطيني ومجاهديه.. وقال” “لو أتيح للأعداء أن يتحقق الإبادة والتهجير ولم يصمد الشعب الفلسطيني هذا الصمود العظيم، لكانوا فعلوا ذلك وانتقلوا إلى الخطوات التالية، فالأعداء لديهم أهداف واضحة وهم يسعون لتنفيذها على مستوى فلسطين، وفي مقدمة ما يستهدفونه المسجد الأقصى والقدس، وموقفهم في هذه المسألة موقف عقائدي”.

وأشار إلى أن الأعداء يسعون لاستقطاع الضفة الغربية بشكل نهائي، وما يفعله الأعداء في هذه المرحلة في الضفة الغربية من عدوان، محاولة لتعويض ما خسروه في غزة وما سقط عليهم فيها من الغرور والطغيان والكبر.

وأفاد بأن الأعداء يهدفون لاستقطاع الضفة وغزة بشكل كامل وتهجير الشعب الفلسطيني والمصادرة لكل فلسطين وتصفية القضية الفلسطينية بكلها، كما يهدفون لمنع عودة اللاجئين الفلسطينيين وتوطينهم في بلادهم.

وتوقف قائد الثورة عند مماطلة العدو الصهيوني في تنفيذ الاتفاق في لبنان.. وقال “ما يزال العدو يماطل في تنفيذ الاتفاق في لبنان، ومستمر في ممارساته العدوانية، من تدمير للمنازل وتجريف للأراضي الزراعية وقلع أشجار الزيتون المعمّرة، وكذلك الاستهداف للأهالي وتنفيذ غارات عدوانية في لبنان”.

واستعرض ممارسات العدو الإسرائيلي في سوريا وتأكيده على أنه سيستمر في احتلال ما تم احتله في سوريا، ويسعى إلى تثبيت تواجده هناك.. مؤكدًا أن أطماع العدو الصهيوني واضحة كلما تهيأت له الظروف أو رأى المجال مفتوحا أمامه.

وقال “لن يتردد العدو الصهيوني في الإقدام على أي خطوة عدوانية من احتلال ومصادرة للأرض والأوطان وقتل أبناء الأمة، ومن ارتكاب أبشع الجرائم وتنفيذ مختلف المؤامرات”.. مؤكدًا أن العائق الحقيقي للعدو تجاه كل مؤامراته بأنواعها ومساراته العدوانية المتعددة، يتمثل في مواجهته والتصدي له بالجهاد في سبيل الله وبالمقاومة.

وأثنى السيد القائد على دور المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها وإسهامها في الخندق الأول في معركة التي تمثل معركة كل الأمة.. مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي لو نجح خلال معركة “طوفان الأقصى” في التخلص من المقاومة الفلسطينية لكان اتجه إلى البلدان المجاورة بدون تردد.

وتساءل “هل كان العدو سيحترم الاتفاقيات السابقة مع الأردن أو مع مصر أو مع لبنان؟ لم يكن ليحترم أي شيء من ذلك، وما يفعله في سوريا، يؤكد أنه لا يحترم أي اتفاقيات، وإنما يعمل على صناعة فرص، ويستثمر الفرص عندما تتوفر لتحقيق أهدافه العدوانية”.

ولفت إلى أن المقاومة الفلسطينية لها الدور الأول، وكذلك حزب الله في لبنان في حماية كل الأمة من خطر يستهدفها بالاحتلال المباشر لرقعة جغرافية واسعة.. موضحًا أن العدو الإسرائيلي يتجه بمشروع عدواني ضد الأمة، والعائق أمامه هي المقاومة.

وبين أن المقاومة ليست فقط عائقا للعدو الإسرائيلي، لكنها عامل أساسي في أنه لم يصل بكل شره إلى بقية البلدان لأنه انشغل بالمقاومة التي أثبتت فيما كانت عليه من ثبات وما أمدها الله به من عون ونصر أنها في مستوى أن تلحق الهزيمة بالعدو وتحقق الانتصار للأمة.

وقال “لو قامت الأمة بما عليها من مسؤولية أمام الله تعالى في الوقوف مع هذه المقاومة ودعمها واحتضانها ونصرتها لحققت الهزيمة بالعدو وحققت الانتصار للأمة”.

وتحدث السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن دور الجمهورية الإسلامية في إيران البارز والواضح الذي يعترف به العدو والصديق في إسناد وإعانة المجاهدين في فلسطين ولبنان.

وتطرق إلى الدور الرسمي والشعبي اليمني المساند لفلسطين ولبنان .. وقال “بلدنا برز رسميًا وشعبيًا بكل ما يستطيع في إسناد المجاهدين في فلسطين ولبنان، والتعاطف الشعبي معلوم في كل العالم العربي والإسلامي لكنه لا يكفي لوحده إذا لم يترجم إلى مواقف عملية ودعم وإسناد حقيقي، وهذا هو الشيء الغائب في واقع الأمة”.

وعبر عن الأسف في عدم تحرك الكثير من الأنظمة الرسمية بجدية لتقديم الدعم الحقيقي، لا على المستوى السياسي ولا المادي ولا العسكري ولا بأي مستوى، وغلب على مواقف الأنظمة الرسمية الطابع الشكلي، المتمثل بانعقاد قمم لإصدار بيانات لا أكثر دون أي جهد عملي أو دعم حقيقي على الواقع.

وجددّ قائد الثورة التأكيد على أن المقاومة والمجاهدين في فلسطين ولبنان هم بالمستوى الذي يمكن أن يحقق للأمة كل الأمة الانتصار الكامل والتاريخي على العدو الإسرائيلي.. وقال “لو وقفت الأمة مع المجاهدين في فلسطين ولبنان وقفة صادقة عملية جادة وقدمت لهم الدعم بمثل ما تقدمه أمريكا والغرب للعدو الإسرائيلي لحققت للأمة الانتصار الكامل والتاريخي”.

وأشار إلى أن هناك مسؤولية حقيقية على الأمة تجاه المقاومة، وتبقى هذه المسؤولية دائمة.. مضيفًا “أي دعم للأمريكي هو دعم للإسرائيلي، وعندما تقدم مئات المليارات من ثروات هذه الشعوب للأمريكي، هو يقدم منها مئات المليارات للسلاح والقنابل التي تقتل الفلسطينيين.

وتابع “النجاح الذي تحقق للمجاهدين في فلسطين، بالرغم من حجم الخذلان من معظم الأمة وتواطؤ البعض من الأنظمة والقوى، يقابله الفشل المطلق للإسرائيلي الذي يعترف بأنه فشل فشلًا كبيرًا في قطاع غزة”.

واعتبر السيد القائد مشهد مسار تنفيذ الاتفاق وظهور المجاهدين وإدارة عمليات التبادل للأسرى وخروج الأسرى الفلسطينيين، مشهدًا للفشل التام للعدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي، وأيضًا شاهدًا على جدارة المقاومة بالوقوف معها والتأييد والمساندة لها.

وأردف قائلًا “كلما ظهر المجرم نتنياهو يظهر والاستياء بادٍ على وجهه، الإعلام الإسرائيلي والسياسيون يوبخونه، والكل يوبخه في “إسرائيل”، ويشهد على فشله وفشل كيانهم المجرم، وأصبح الإسرائيليون يسمون المشهد في غزة بالفشل المطلق مقابل ما كان يقول عنه المجرم نتنياهو بالنصر المطلق وما كان يردده عن تغيير ملامح “الشرق الأوسط”.

وأوضح أن المصد والعائق والمترس الأول للأمة الإسلامية بكلها كان المجاهدون في قطاع غزة، ومعهم المقاومة في لبنان.. مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي لو تخلّص من المقاومة بقطاع غزة وتمكن من تحقيق أهدافه في تهجير الفلسطينيين لاتجه فعلا إلى تغييرات كبيرة.

وأضاف” ما كان يقول عنه المجرم نتنياهو من “تغيير ملامح الشرق الأوسط”، أصبح يرى ملامح أخرى ومشاهد انتصار للشعب الفلسطيني ومجاهديه، ومشاهد فشل مطلق له، فالمشهد في غزة يبين أن المجرم نتنياهو لم يستفد من الإجرام الفظيع الذي صفق عليه الكونغرس الأمريكي عشرات المرات”.

وذكر أن هناك مسؤولية على الأمة لمناصرة الشعب الفلسطيني تجاه ما اعتداءات العدو الإسرائيلي في الضفة ومسؤولية على السلطة الفلسطينية التي بدأت في الضفة الغربية وبالذات تجاه مدينة جنين ومخيمها بالاعتداءات ومهدت للعدو الإسرائيلي الكثير من الجرائم.

وعبر قائد الثورة عن الأمل في أن يتم استكمال تنفيذ الاتفاق في غزة ولبنان.. مشيدًا بإعزاز وإكبار وإجلال ما قام به أبناء الشعب اللبناني في جنوب لبنان من تحرك لاستعادة قراهم وبلداتهم

ولفت إلى أن أبناء الشعب اللبناني في جنوب لبنان قدموا تضحيات كبيرة وتحركوا رجالا ونساء بروحية جهادية متفانية ضد العدو الإسرائيلي.. وقال “يجب على الأمة أيضًا أن تقف مع الشعب اللبناني، ونحن على استعداد وجهوزية في حال نكث العدو بالاتفاق وعاد إلى التصعيد في غزة أو في لبنان أن نعود إلى التصعيد ضد العدو الإسرائيلي”.

وأكد الاستعداد للتحرك الفوري في العمليات إذا عاد العدو الإسرائيلي إلى التصعيد في غزة أو لبنان.. مضيفًا “مسارنا مع مراقبة تنفيذ الاتفاق والمتابعة هو البناء والاستعداد كما قال الله تعالى “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة”، والانصراف عن المسؤولية في الإعداد والاستعداد له تأثيراته السلبية.

واختتم السيد القائد كلمته بالقول “رأينا ثمرة البناء المستمر والعمل الدؤوب في غزة ولبنان بالمقاومة وحاضنتها الشعبية المضحية، فمسار العمل والبناء المستمر، يرتقي بالأمة لتكون في مستوى التصدي للأعداء ومواجهة التحديات والمخاطر وقد يحقق الله لها الانتصارات.

مقالات مشابهة

  • عاجل | حماس: ندين بشدة تصريحات الرئيس الأميركي الرامية لاحتلال الولايات المتحدة قطاع غزة وتهجير شعبنا الفلسطيني منه
  • ترامب يأمر بمراجعة تمويل ومشاركة بلاده في الأمم المتحدة
  • عاجل: يوم أسود في تل أبيب.. آلاف المرضى في خطر وعاصفة سياسية ضد الحكومة الإسرائيلية وتحقيق جنائي يطال زوجة نتنياهو
  • مكاتب الأمم المتحدة باليمن ترفض دعوات المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية وتتمسك بالعمل تحت وصاية المليشيات الحوثية
  • ماذا نعرف عن "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" التي يطالب ترامب وماسك بإغلاقها.. عاجل
  • 30 قتيلا ومصابا في انفجار سيارة مفخخة شرق حلب بسوريا
  • الحكومة الشرعية تشعل الحرب من جديد ضد المليشيات الحوثية ..وهذه ابرز التطورات
  • ماذا أقول بعد الأذان؟.. بـ16 كلمة تحل لك شفاعة النبي
  • قائد الثورة: استشهاد الرئيس الصماد كان من أكبر الحوافز للشعب اليمني في التضحية والثبات
  • ارتفاع أسعار صرف العملات أمام الريال اليمني يوم الأحد 2 فبراير 2025.. السعر الآن