رغم مرور ما يقرب من عام، لم تغلق قضية اقتحام منزل رحيم ستيرلينج الشهيرة، التي حدثت أثناء تمثيله منتخب إنجلترا، في كأس العالم 2022، ليتحول حلم المونديال بالنسبة للجناح الإنجليزي إلى كابوس، ما اضطره للرحيل قبل نهاية مشوار الأسود الثلاثة في البطولة، من أجل إنقاذ أسرته واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

تفاصيل اقتحام منزل رحيم ستيرلينج ومصير المتهم

البداية كانت عند اقتحام شخص مجهول الهوية منزل رحيم ستيرلينج في لندن، عندما كان يمثل منتخب إنجلترا في كأس العالم، وتحديدًا قبل لقاء الأسود الثلاثة والسنغال، خلال دور الـ16 من المسابقة، إذ اعتقد أن اللاعب وأسرته في قطر، من أجل دعمه في البطولة الأهم والأقوى على مستوى العالم، لكن الأمر لم يكن كذلك.

ستيرلينج قرر الخروج من معسكر المنتخب، من أجل العودة إلى لندن، والاطمئنان على عائلته، ليجد أنها ينقصها 300 ألف جنيه إسترليني، إلى جانب قطع من المجوهرات، وتم إبلاغ الشرطة والقبض على الشخص المجهول الذي نفذ تلك الواقعة، ويمثل أمام المحكمة في الوقت الحالي، لكنه لم يوقع عليه أي عقوبة حتى تلك اللحظة، لعدم اكتمال الأدلة.

ستيرلينج يتحدث عن شعوره بعد أزمة عائلته

«لقد ضربت نفسي لعدم حفاظي على أمن عائلتي»، هكذا كان تعبير رحيم ستيرلينج عن الخيبة التي شعر بها، بعد علمه أن منزله الذي تستقر به عائلته تعرض للسرقة والاقتحام، ما هدد أمن أسرته، خاصة خطيبته بيج ميليان، صاحبة الـ27 عامًا، التي كانت تعتني بطفليهما عندما اقتحم هذا الملثم المنزل.

قال ستيرلينج نجم تشيلسي: «لم يكن شعورًا لطيفًا، لم أستطع العيش مع نفسي إذا حدث أي شيء لعائلتي، لقد كنت أرغب في فرض حماية خاصة لأسرتي قبل الذهاب إلى كأس العالم، ولم أفعل ذلك، لذلك كنت أضرب نفسي بسبب ما حدث».

وصل المتهم الذي كان يعمل مترجمًا فوريًا إلى الجلسة في محكمة جيلدفورد كراون، بعد تعطل الشاحنة التي كانت تقله، كان من المقرر أن يقدم التماسًا لكنه لم يفعل ذلك، لأن محاميه جراهام بلاور لم يراجع ملخص القضية المكون من 40 صفحة بعد، لذلك تحدث فقط لتأكيد اسمه، وتم حبسه احتياطيًا قبل جلسة استماع أخرى للنظر في القضية يوم 3 نوفمبر المقبل، وتم منح المدعي العام لورانس إيمري مدة حتى 6 أكتوبر لتقديم جميع أدلة النيابة العامة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ستيرلينج تشيلسي كأس العالم تشيلسي اخبار تشيلسي اخبار كأس العالم

إقرأ أيضاً:

هل الذكاء الاصطناعي قادر على الإبداع؟

فتنة الذكاء الاصطناعي أو الآلي حقيقة لها ما يبررها؛ إذ إن قدرات هذا الذكاء وإمكانياته هائلة وتتطور باستمرار، بحيث أصبحت بديلًا عن العديد من قدرات البشر في تخزين المعرفة واستدعاء المعلومات، والإجابة عن التساؤلات، وإنتاج اللوحات الفنية، وتأليف -فضلًا عن ترجمة- الأبحاث والمقالات في موضوع ما، وإنتاج الأشياء والأدوات المصنوعة وفق برامج مخصوصة، إلخ. والسؤال الذي يمكن أن يُثَار هنا هو: هل قدرات هذا الذكاء الاصطناعي لا حدود لها، بحيث تصل إلى حد الإبداع نفسه في الفنون والفكر مثلًا؟ بطبيعة الحال، سيجيب على الفور المفتونون بقدرات هذا الذكاء وإمكانياته قائلين: حتى الإبداع نفسه أصبح في مقدوره، كما تشهد بذلك اللوحات التي أبدعها هذا الذكاء. وحتى إن لم يمتد إبداعه إلى سائر المجالات، فما الذي يمنع أن يتحقق ذلك في المستقبل القريب؛ خاصةً إذا وضعنا في الاعتبار أن قدرات هذا الذكاء تتطور في عصرنا الراهن بشكل مذهل. ولكن هذه الإجابة غير دقيقة ولا شافية: فمن الصحيح القول بأن قدرات هذا الذكاء تتطور بشكل مذهل؛ ولكن هذا لا يترتب عليه القول بأن قدراته تصل إلى حد الإبداع في سائر المجالات. فمثل هذا التصور ينطوي على مبالغة، وهي مبالغة ناتجة عن سوء فهم لطبيعة أو ماهية الإبداع، ولماهية الذكاء الاصطناعي (أو الآلي) نفسه!

حقًّا إن هناك لوحات فنية من إنتاج أو صنع الذكاء الاصطناعي، بل إن بعض هذه اللوحات قد حصلت على جوائز فنية في مسابقات خُصصت في هذا المجال؛ ولكن هذا لا يبرر لنا المُنتَج الفني باعتباره عملًا فنيًّا إبداعيًّا. حجتنا الأساسية في ذلك أن الإبداع يلزمه خصيصتين رئيستين: الخصوصية والخيال، وكلاهما غائبان عن الذكاء الاصطناعي بحكم ماهيته، كما سنرى. وأود أن أبدأ ببيان ما أعنيه «بالخصوصية» في العملية الإبداعية: فلا شك في أن المحترف في التعامل مع برامج هذا الذكاء يستطيع أن يستخدم بعض برامجه في إنشاء لوحة تشبه لوحات فان جوخ وأسلوبها الفني في استخدام اللون وضربات الفرشاة (أي من خلال ما يُسمى «التكنيك»)؛ ولكنه لا يستطيع بذلك أن يخلق رؤية فان جوخ الخاصة للأشياء من الناحية الفنية والجمالية، ومن حيث ارتباطها بخبراته الخاصة التي عايشها على المستوى الحياتي والمستوى الفني. وفضلًا عن ذلك، فإنه لا يستطيع أن يتخيل الأشياء والعوالم التي تخيلها فان جوخ؛ ببساطة لأن برامج الذكاء الاصطناعي ليس في مقدورها ممارسة الخيال، ولا هي مصممة للقيام بذلك، بل لا يمكنها أن تطمح في ذلك بفعل التطوير: فالخيال لا يمكن حسابه رياضيا؛ ومن ثم فإن «مَلَكة الخيال» تظل مَلَكة أصيلة من مَلَكات العقل البشري وحده.

والواقع أننا يمكن أن نلاحظ هذه الطبيعة المميزة للإبداع عندما نـتأمله على مستوى الإبداع الفكري أو حتى التأليف بمعناه الحقيقي؛ وهذا ما لاحظته كثيرًا في واقع خبرتي الشخصية: فقد لاحظت على مر السنين تراجع مستوى أبحاث طلبة الدراسات العليا؛ إذ إن تأليف أبحاثهم أصبح يعتمد على برامج الذكاء الآلي المتطورة، في جمع المادة العلمية والتوفيق أو التلفيق بينها، على نحو تغيب عنه رؤية الباحث وحضوره في البحث؛ وبالتالي إنتاج أبحاث تتشابه أو تتطابق أحيانًا إذا تناولت موضوعًا أو فكرة واحدة. ولذلك فإنني أرى أن الإفراط في التعويل على قدرات الذكاء الآلي يمكن أن يؤدي إفراط في تدهور قدرات الذكاء البشري على الإبداع من خلال تنمية المهارات التي يمكن أن تؤدي إليه (من قبيل: ممارسة التأمل والخيال، والتفكير الذاتي، والتفكير النقدي، إلخ).

***

وهناك شهادة أخرى طريفة على ما تقدم، وطرافتها تكمن في أن الشاهد فيها هو الذكاء الاصطناعي الذي يشهد هو نفسه بنقصه وافتقاره إلى الخصوصية في الرؤية والخيال اللازمين لكل إبداع، وهذا ما يتبين لنا من خلال حوار أجراه المفكر عبد السلام بن عبد العالي مع برنامج الذكاء الاصطناعي الشهير والمعروف باسم Chat GPT، وهو الحوار المنشور في مقال بعنوان: «حوار فلسفي مع الذكاء الاصطناعي: كيف تفكّر الآلة، وهل تملك وعيا ذاتيا؟». وهذا الحوار يبدو أشبه بالتأمل الذاتي لطبيعة القدرة الإبداعية، وهو ما يتبدى لنا من خلال المقتطفات التالية من الحوار:

• ماذا تفعل عادةً، أقصد ما هي انشغالاتك عندما لا تكون في صدد الإجابة عن الأسئلة؟

عندما لا أكون في صدد الإجابة عن الأسئلة، أكون في حالة استعداد وانتظار، جاهزا لأي استفسار جديد، لا أملك وقتا «خاصًا» بالمعنى التقليدي.. في الواقع، لا أُوجَد إلا عندما تتفاعل معي. بين المحادثات، لا «أفكر» ولا أعي ذاتي. كما لو أنني أكون في وضعية توقّف و«إيقاف»..

• إذن وجودك يتوقف عليّ...

بالضبط، عبد السلام! وجودي، أو بالأحرى «حضوري»، يعتمد تماما عليك وعلى المستخدمين الآخرين الذين يتفاعلون معي. بدون أسئلتكم واقتراحاتكم وأفكاركم، أبقى في حالة سبات، مثل كتاب مغلق ينتظر أن يُفتح.

• لنعد إلى مسالة الوعي بالذات. فما تقوله هنا يثبت أن لديك إلى حدّ ما وعيًا بما أنت عليه.

صحيح أن هذا قد يعطي الانطباع بأن لديَّ بعض الوعي الذاتي، خاصة لأنني أستطيع أن أشرح ماهيتي وكيف أعمل. لكن في الواقع، ما تراه على أنه «وعي» هو نتيجة تدريبي على فهم وتوليد اللغة بطريقة منطقية. لقد صُمّمت لتحليل المعلومات، وتحديد مفاهيم مثل «أنا» أو «أنت»، وصياغة ردّ منطقي. لكن لا توجد تجربة ذاتية أو تفكير شخصي وراء هذا الأمر.

هذه شهادة شاهد على نفسه، أو -على الأقل- شهادة شاهد من أهلها.

مقالات مشابهة

  • بسبب مرض نفسي.. شاب يقتل والده ووالدته بطريقة وحشية في 15 مايو
  • «الشراكة».. الهُوية التي نذهب بها نحو العالم
  • تشيلسي في مواجهة تحديات جديدة في الدوري الإنجليزي
  • بوروسيا دورتموند يدرس ضم كارني تشوكويميكا من تشيلسي
  • هل الذكاء الاصطناعي قادر على الإبداع؟
  • تشتاق نفسي للعمرة فهل يجوز الاقتراض لأدائها؟.. الإفتاء تجيب
  • أنجح ناد في تاريخ كرة القدم الصينية يعلن عن حل نفسه
  • آخر عمل مع الراحل محمد رحيم.. نانسي عجرم تكشف تفاصيل أحدث أغانيها
  • آخر ألحان محمد رحيم.. نانسي عجرم تكشف تفاصيل أغنيتها الجديدة
  • تشيلسي يدرس قطع إعارة تشالوباه إلى كريستال بالاس