دراسة تؤكد مخاوف الشباب العربي من التغير المناخي
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
كشف استطلاع أجرته أصداء للاستشارات والعلاقات العامةً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا - أن أكثر من نصف الشباب العربي ونسبتهم 58%، يؤيدون مقاطعة العلامات التجارية التي تلحق الضرر بالبيئة. وترتفع هذه النسبة إلى حوالي ثلثي الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي ونستهم 65%، تليها دول شمال إفريقيا بنسبة 58%، ومن ثم دول شرق المتوسط 51%.
يأتي ذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للانبعاثات الصفرية والذي يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية تحقيق مستقبل أكثر نظافة ومكافحة ظاهرة الاحتباس، وسط تزايد مخاوف الشباب العربي بشأن تأثير التغير المناخي على حياتهم اليومية، حيث قال أكثر من ثلثيهم (66%) إنهم "قلقون جداً"، وهي النسبة الأعلى منذ خمس سنوات.
وتم الإعلان عن هذه النتائج المهمة اليوم (21 سبتمبر) بالتزامن مع اليوم العالمي للانبعاثات الصفرية والذي يهدف لتسليط الضوء على أهمية تحقيق مستقبل أكثر نظافة ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتأكيداً على الانعكاسات المباشرة للتغير المناخي على المنطقة، يعتقد نحو ثلاثة أرباع (71%) المشاركين في استطلاع هذا العام أن الاحتباس الحراري بات يؤثر على حياتهم، وترتفع هذه النسبة إلى 76% في دول شمال أفريقيا و74% في دول مجلس التعاون الخليجي، فيما تصل إلى نحو الثلثين (63%) في دول شرق المتوسط.
ويعتقد غالبية الشباب العربي (87%) أن حكوماتهم تتخذ خطوات إيجابية بشأن التغير المناخي، لكن أكثر من نصفهم (56%) يقولون إن حكوماتهم يجب أن تحدد أهدافاً شفافة ومسؤولة لتحقيق الحياد المناخي.
وحتى الآن، لم يحدد سوى عدد قليل من الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أهدافاً واضحة لتحقيق الحياد المناخي، وأبرزها دول مجلس التعاون الخليجي (الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وقطر، والبحرين، والكويت، وعمان) والعراق. كما يكرس العديد من الدول الأخرى استثمارات كبيرة لمشاريع الطاقة المتجددة.
وفي ضوء مناقشة مسؤولية مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري في كل من الدول المتقدمة والنامية، يعتقد أقل من نصف الشباب (42%) في المنطقة أن البلدان العربية يجب أن تبذل جهوداً أكبر لمواجهة التغير المناخي.
وانقسم الشباب بالتساوي حول سبل معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث قال 49% إنه يجب على الأفراد تغيير أساليب حياتهم، بينما يعتقد 47% أن التطور التكنولوجي هو الحل الأمثل لمعالجة هذه المشكلة. واختار غالبية الشباب في دول شرق المتوسط (51%) ودول مجلس التعاون الخليجي (51%) التكنولوجيا كحل لمواجهة تحديات التغير المناخي.
مع ذلك، يقول معظم شباب دول مجلس التعاون الخليجي (80%) إن سلوكياتهم اليومية تنعكس على التغير المناخي، مقارنة بـ 60% فقط من الشباب في دول شرق المتوسط و58% في دول شمال إفريقيا.
وفي إطار تعليقه على نتائج الاستطلاع، قال سونيل جون، رئيس شركة "بي سي دبليو" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومؤسس "أصداء بي سي دبليو"تحتضن منطقة الشرق الأوسط عدداً من أهم منتجي الطاقة واحتياطيات النفط والغاز في العالم. وهو ما يضع العالم العربي في قلب الحوار العالمي بشأن التغير المناخي. ومع استضافة مصر لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27 عام 2022، واستعداد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر COP28 هذا العام، تعود المنطقة لتكون مرةً أخرى محط أنظار العالم".
وأضاف جون: "تتحمل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العبء الأكبر من تداعيات التغير المناخي، حيث لا تؤثر موجات الحر الشديدة والفيضانات المفاجئة على سبل العيش فحسب، بل تهدد الأمن الاجتماعي وتدفع الناس للهجرة إلى مناطق جديدة. وفي خضم كل ذلك، من المبشر أن الشريحة السكانية الأكبر في المنطقة والتي تضم أكثر من 200 مليون شاب وشابة، تدرك تبعات التغير المناخي، كما يؤكد معظمهم دعمهم لمقاطعة العلامات التجارية التي تضر بالطبيعة. ومن المهم أن تراعي هذه العلامات مشاعر الشباب وأن تتخذ خطوات حقيقية للحد من تأثيرها البيئي عبر مواءمة قيمها مع تطلعات شباب المنطقة".
وتعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إحدى ’البؤر الساخنة لمخاطر المناخ‘ الأكثر تحدياً في العالم. وأشار العديد من التقارير إلى أن درجات الحرارة في المنطقة ترتفع بمعدل أسرع بمرتين من باقي أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يصل ارتفاعها إلى ما لا يقل عن 4 درجات مئوية بحلول عام 2050 في حال استمرار زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة بالمعدل الحالي. وبالتالي، من المتوقع أن تتضاعف موجات الحر بمعدل عشرة مرات.
ومنذ عام 1980، ارتفع عدد الكوارث الطبيعية في المنطقة بواقع ثلاثة أضعاف، مما تسبب في خسائر تُقدر وسطياً بـ 1 مليار دولار أمريكي كل عام. وكان آخر هذه الكوارث الفيضانات المدمرة في ليبيا، والتي اعتبرتها الأمم المتحدة كارثة كان من الممكن تجنبها. كما توصف المنطقة بأنها من أكثر مناطق العالم التي تعاني من الإجهاد المائي، حيث تؤثر ندرة المياه على إنتاج الغذاء، مما يسرّع معدلات التصحر ويجبر الناس على النزوح.
وقد شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جفافاً متواصلاً على مدار العشرين عاماً الماضية بسبب غازات الدفيئة الناجمة عن الأنشطة البشرية. وتعد المنطقة كذلك من أكثر المناطق عرضةً لارتفاع منسوب مياه البحر، حيث تشير التوقعات إلى احتمال ارتفاعه ما بين 30 إلى 122 سم بحلول نهاية القرن.
ولدعم الشركات في رحلتها التحولية لتصبح أكثر مسؤولية من الناحية البيئية، أطلقت أصداء بي سي دبليو شركة "ون بوينت فايف" (OnePoint5) المتخصصة باستشارات الحوكمة والمسؤولية المجتمعية والبيئة والتي توجه الشركات نحو أفضل ممارسات الحوكمة والمسؤولية المجتمعية والبيئة، بالاستفادة من مهارات متخصصي التواصل المتمرسين والكفاءات التقنية لخبراء الاستدامة.
ويذكر ان إجراء الاستطلاع تم من قبل شركة أصداء بي سي دبليو، وتضمن 3، 600 مقابلة شخصية أجراها محاورون متمرسون من شركة سيكث فاكتور الاستشارية مع شبّان وشابّات عرب تراوحت أعمارهم بين 18- 24 عاماً. وتوزعت عينة المشاركين، وهي الأكبر في تاريخ الاستطلاع، بالتساوي بين الجنسين في 53 مدينة ضمن 18 دولة عربية. وأجريت المقابلات بشكل شخصي وليس إلكتروني لضمان دقة البحث وتوضيح الفروق الدقيقة قدر الإمكان في آراء الشباب العربي عبر جميع أنحاء المنطقة.
اقرأ أيضاًالصحة: تغيير المناخ أكبر خطر على صحة الإنسان
قضايا تغيير المناخ في خدمة إجتماعية جامعة بني سويف
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الشباب العربي تغيير المناخ الشباب الإفريقي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفریقیا دول مجلس التعاون الخلیجی الاحتباس الحراری دول شرق المتوسط التغیر المناخی ظاهرة الاحتباس الشباب العربی فی المنطقة أکثر من فی دول
إقرأ أيضاً:
أمريكا تنقل سربًا من مقاتلات F-15 إلى الشرق الأوسط
نقلت هيئة البث الإسرائيلية اليوم تقريرًا يشير إلى أن الولايات المتحدة قامت بنقل سرب من مقاتلات F-15 إلى منطقة الشرق الأوسط، في خطوة وصفها المسؤولون العسكريون بأنها تأتي في إطار الاستعدادات تحسبًا لأي هجوم إيراني محتمل على القوات الأمريكية أو حلفائها في المنطقة.
وجاء في التقرير أن السرب تم نشره في قاعدة جوية أمريكية تقع في منطقة الخليج العربي، وأن هذه التحركات جزء من تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، في ظل تصاعد التوترات مع إيران بشأن برنامجها النووي وتدخلاتها الإقليمية ويُعتقد أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية وقائية تهدف إلى تأمين المصالح الأمريكية في المنطقة وتعزيز الردع في مواجهة أي تهديدات من إيران.
كما أضاف التقرير أن هذه الخطوة تأتي بالتزامن مع تصعيد العمليات العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا، حيث تتزايد المخاوف من هجمات قد تنفذها ميليشيات مدعومة من إيران ضد القوات الأمريكية ووفقًا للمصادر العسكرية، فإن نشر مقاتلات F-15 يهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية والهجومية في حال نشوب أي صراع مع إيران أو فصائلها المسلحة في المنطقة.
التحركات الأمريكية تأتي أيضًا في وقت حساس بالنسبة للوضع الإقليمي، خاصة مع استمرار القلق الدولي بشأن سلوك إيران النووي وتصاعد التوترات في مياه الخليج العربي ، وتعتبر الولايات المتحدة أن وجود هذه المقاتلات في المنطقة بمثابة رسالة قوية إلى طهران، مفادها أن واشنطن على استعداد للرد على أي تهديدات تستهدف أمنها أو أمن حلفائها في المنطقة.
من جانبها، أعربت إيران عن استيائها من التواجد العسكري الأمريكي المتزايد في المنطقة، معتبرةً أنه يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي. وسبق أن أكدت طهران أنها لن تتردد في الرد على أي استفزازات أمريكية، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في منطقة الشرق الأوسط.
وتشير المصادر العسكرية إلى أن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة قد يشهد مزيدًا من التصعيد إذا استمرت إيران في تطوير قدراتها النووية أو في تنفيذ عمليات تهدد المصالح الغربية في المنطقة.
فايننشال تايمز: تفاهم بين نتنياهو وترمب على إنهاء الحروب
أكد مصدر مطلع لصحيفة "فايننشال تايمز" أن هناك تفاهمًا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على العمل معًا لإنهاء الحروب المستمرة في المنطقة ، وأوضح المصدر أن الطرفين اتفقا على ضرورة اتخاذ خطوات استراتيجية مشتركة لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار المصدر إلى أن نتنياهو يعتزم تأجيل اتخاذ أي خطوات كبيرة في لبنان وقطاع غزة إلى ما بعد تنصيب ترامب في يناير المقبل ، ويأتي هذا القرار في إطار رغبة نتنياهو في التنسيق الكامل مع الإدارة الأمريكية القادمة قبل المضي قدمًا في أي تحركات عسكرية قد تكون لها تداعيات كبيرة على العلاقات الدولية وعلى أمن المنطقة.
في هذا السياق، أكدت الصحيفة أن التفاهم بين الزعيمين يتضمن التنسيق بشكل وثيق في التعامل مع التهديدات الإقليمية، لا سيما تلك التي تمثلها إيران وحزب الله في لبنان، بالإضافة إلى الوضع المتوتر في قطاع غزة ، وبحسب المصدر، يولي ترامب ونتنياهو أهمية كبيرة لإدارة هذه التوترات بعيدًا عن اتخاذ خطوات قد تزيد من تعقيد الأوضاع قبل بدء ولاية ترامب الرئاسية.
وأضافت "فايننشال تايمز" أن القرار الإسرائيلي بعدم التصعيد العسكري في لبنان وغزة قبل تنصيب ترامب يعكس رغبة إسرائيل في تجنب أي توترات قد تؤثر سلبًا على العلاقة المستقبلية مع الإدارة الأمريكية الجديدة ، كما يشير إلى استراتيجية مدروسة من نتنياهو لاستثمار الدعم المتوقع من ترامب بعد توليه منصب الرئيس، خاصة في ظل التهديدات المستمرة من جماعات مسلحة وحكومات معادية.
وفي الوقت نفسه، يبدو أن التفاهم بين نتنياهو وترامب يهدف إلى تعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي بين البلدين في مواجهة التحديات الأمنية، بما في ذلك التصدي للنشاطات الإيرانية في المنطقة ، ومن المتوقع أن يشهد المستقبل القريب مزيدًا من التنسيق بين الجانبين، بما يخدم المصالح الاستراتيجية لإسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء.