أكد سعادة الدكتور عبدالله الريسي، رئيس اللجنة المنظمة لكونجرس المجلس الدولي للأرشيف – أبوظبي 2023 ، المستشار الثقافي في ديوان الرئاسة أن “كونجرس المجلس الدولي للأرشيف – أبوظبي 2023″ منصة هامة لتعزيز التعاون الدولي وتسليط الضوء على أهمية التواصل والتعاون في مجال الأرشفة والتوثيق على الصعيدين الوطني والعالمي.

وقال الريسي في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات ” وام “، إن توافر المعلومات الموثوقة على المدى الطويل يلعب دوراً محورياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن هذا المنطلق فإنَّ مؤسسات الأرشيف تحرص على ضمان الوصول السهل والمستدام إلى المعلومات والمواد المعرفية وإتاحة استخدامها في المجالات العامة والبحثية والعلمية، ورفد صناع القرار بها لتعزيز كفاءة آليات تطوير السياسات.

وأضاف أن كونجرس المجلس الدولي للأرشيف الذي يعقد في دولة الإمارات، برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، خلال الفترة من 9 إلى 13 أكتوبر المقبل تحت شعار “إثراء مجتمعات المعرفة”، يوفر منصة تُتيح للمؤسسات والجهات المحلية المعنية بمجال الأرشيف مشاركة وتبادل الخبرات والمعارف في هذا المحفل الدولي البارز.

وأكد أن استضافة الإمارات للكونجرس ، الذي يعقد بتنظيم من الأرشيف والمكتبة الوطنية ويجمع تحت مظلّته أكثر من خمسة آلاف مشارك من نحو 135 دولة مُمثَّلة في الكونجرس إضافة إلى 60 جهة عارضة، يعكس قدرتها على تعزيز الثقافة والتراث العالمي وترسيخ حضورها الفاعل على الساحة الدولية.

وأضاف أن الكونجرس يوفر فرصة استثنائية للمشاركين للاطلاع على أحدث التطورات والممارسات في مجال الأرشفة والتوثيق، وتطوير وتحسين أساليب الحفظ والوصول إلى المعلومات، وتعزيز الشراكات والعلاقات الدولية وأكد أن استضافة هذا الحدث خير دليل على التزام الإمارات بالحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز قطاع الأرشيف.

وأشار الدكتور عبدالله الريسي إلى أن فعاليات الكونجرس ستفرد حيزاً واسعاً للقدرة التحولية لتوفير المعلومات وإمكانية الوصول إليها بأسرع وقت ممكن عبر التركيز بدورته المُقبلة على خمسة محاور هي ، “ الثقة والأدلة”، و”التقنيات الناشئة – السجلات والحلول الإلكترونية”، و”الإتاحة والذكريات”، و”المعرفة المستدامة والكوكب المستدام.. الأرشيف وتغير المناخ”، و”السلام والتسامح”.

وحول محور السلام والتسامح، قال سعادته إن الأرشيف يؤدي دوراً بارزاً في مدّ جسور التفاهم وتعزيز الحوار بين الثقافات المتنوعة، وفي عالم تعصف به التحديات والنزاعات، خاصةً في حقبة ما بعد الجائحة ، يبرز دور قيم التفاهم والاحترام المتبادل بصفتها أموراً بالغة الأهمية للحفاظ على السلام وتعزيز قيم التسامح.

ولفت إلى أنه في هذا السياق يأتي دور الأرشيف في المساهمة في تعزيز هذين الجانبين عبر المساعدة في توثيق التاريخ والثقافات المتنوّعة للمجتمعات، ما يُتيح للأجيال الحالية والمستقبلية فهم الجذور والتجارب المتنوعة لمختلف الشعوب وهو ما يؤدي بدوره إلى المساهمة في إرساء أُسس السلام وترسيخ التسامح.

وأضاف أن سجلات ووثائق الأرشيف تضم أمثلة إيجابية تُوثّق التعايش والتعاون بين مجموعات متنوعة، ما يُسلّط الضوء على أهمية التسامح والسلام بصفتهما قيماً أساسية في المجتمع موضحا أن السجلات التاريخية والأدلة تسهم في فهم أسباب النزاعات وإدراك منحى تطورها ، وتعكس السجلات والأرشيف النجاحات والمساهمات المتعددة للثقافات المختلفة في بناء المجتمعات والحضارات.

وذكر الريسي أن الأرشيف يُمكن أن يُشكّل أداةً تعليمية قيمة للأجيال الشابة، تُسهم في نقل قصص التسامح وبناء الوعي حول أهمية السلام والتعايش السلمي، وقد يُشكّل الأرشيف وسيلة للتواصل بين الثقافات المختلفة ما يُعزّز التفاهم.

وعن محور التقنيات الناشئة، قال إن تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة الكمومية تحدث تغييراّ جذرياً في ملامح عالمنا وتمسّ ماضينا بشكل مباشر من خلال دورها في حفظ السجلات والأرشيفات بصورة إلكترونية، وشهدت البشرية على مرّ التاريخ تحوّلات نوعية في حفظ تاريخها وإرثها، ابتداءً بمرحلة الانتقال إلى استخدام المخطوطات عوضاً عن النقش على الصخور، ووصولاً إلى عصرنا الراهن الذي يشهد حلول الوسائط الرقمية محلّ الورق.

وأضاف أن مستقبل قطاع الأرشيف يتمحور حول الوثائق الرقمية، وبالتالي يجب أن تكون استراتيجيات الأرشيف والحفظ متوافقة مع هذا التطور وأن تكون السجلات الرقمية موثوقة وآمنة ومستدامة لضمان الحفاظ على التاريخ والمعلومات بشكل فعّال، لافتا إلى أنه مع ذلك، لا يخلو طريق هذا التحوّل من العقبات وعليه يجب توفير الحماية الكافية للبيانات وضمان الوصول إليها بسهولة ودقة.

وقال إن هذا التحوّل يمثل فرصةً لتحسين إجراءات البحث والاسترجاع لتلبية احتياجات المستخدمين بكفاءة أكبر، وتُجسّد الجهود المبذولة لتطوير حلول إلكترونية متقدمة بوابةً للعبور إلى مستقبل الأرشيف ، كما تُسهم في تُعزيز دوره في المجتمع الرقمي وفي حال تخطّي التحديات التقنية والأمنية يُمكن عندها حفظ السجلات الرقمية بشكل مستدام ما يُسهم في تعزيز البحث والتعلم والتأريخ في العصر الرقمي.

وذكر سعادة الدكتور عبدالله الريسي أنه وبطبيعة الحال، فإنَّ هذا التحول المتسارع سيتيح فرصاً وآفاقًا جديدة لقطاع الأرشيف والتوثيق، شأنه في ذلك شأن مُختلف القطاعات الأخرى.

وأضاف : “ سنشهد خلال الفترة المقبلة تنامي تأثير التقنيات والمفاهيم الناشئة، لاسيما الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وتعلُّم الآلة، على عمليات التوثيق وسجلات الأرشفة، وسيفرد هذا المحور حيزاً واسعاً لمناقشة التحديات التي تكتنف عمل أمناء الأرشيف ومدراء السجلات في دمج التقنيات الجديدة ضمن مهامهم، فضلاً عن الإضاءة على قصص النجاح على صعيد إدماج التقنيات الناشئة في مجالات إدارة السجلات والأرشفة”.

وقال إن المعرفة المستدامة تمثل إحدى الركائز الأساسية للتنمية المستدامة، وقوةً دافعة لتحقيق مستهدفاتها، لاسيما الهدف المتمثل في العمل المناخي، والذي يتطلب تبني ممارسات مسؤولة بيئياً وفي قطاع الأرشيف، يتوجب علينا المضي قُدُماً في اعتماد المنهجيات الكفيلة بالحد من الانبعاثات الكربونية في إطار التزاماتنا بحماية البيئة، لافتا إلى أن الكونجرس يعد منصةً للتعاون الدولي واستكشاف سبل تخفيف وطأة التغير المناخي وتداعياته على المجموعات الأرشيفية وبرامج الحفظ والوصول إلى الوثائق .

وحول محور الثقة والأدلة، أوضح أنه سيسلط الضوء على الأهمية غير المسبوقة للمعلومات الموثَّقة والمستندة إلى الأدلة في ظل تنامي ظاهرة الأخبار الزائفة، وتسارُع وتيرة انتشارها في عصرنا ،وعلى هذا الصعيد، يُعنى قطاع الأرشيف بإتاحة مصدر للمعلومات الكفيلة بالحفاظ على ثقة الرأي العام وإمكانية الوصول إليها على نطاقٍ واسع.

وأضاف أن مفهوم الثقة والأدلة من المنظور الأرشيفي يشمل الانفتاح على المستخدمين، للتعرُّف عن كثب على احتياجاتهم وترسيخ ثقتهم بالمجتمع الأرشيفي وبشفافية منهجيات حصولنا على المعلومات ووسائل حفظها، وتكتسب الأدلة التي تتيحها المجموعات الأرشيفية أهميةً كبيرة باعتبارها موارد معرفية عابرة للأجيال، وأدوات تدوّن ذاكرة الماضي وتصونها لأجيال المستقبل، وسنتطرق خلال هذا المحور إلى التحديات التي تلقي بظلالها على قيمة الأرشيف، بما في ذلك التأثيرات الناجمة عن الإهمال التكنولوجي والإداري، والتدمير والتخريب المتعمد، والصراعات والنزاعات والنهب والإتجار غير المشروع.

وأوضح سعادة الدكتور عبدالله الريسي أن الأرشيف يلعب دوراً اجتماعياً في مشاركة الذكريات المشتركة لبناء مجتمعات غنية ، مؤكدا أن الوصول إلى الأرشيف حق وليس امتيازاً ، وأن الباحثين وأصحاب المصلحة هم من يقررون ما الذي يريدون تحقيقه من وصولهم إلى الأرشيف ومع ذلك يبرز الوصول إلى الأرشيف تحديات لا سيما في ما يتعلق بسوء استخدام المواد والاقتباس الخاطئ وخاصة البيانات الرقمية.

ولفت إلى أن قائمة المتحدثين الرئيسيين خلال كونجرس المجلس الدولي للأرشيف تشمل كوكبةً من كبار الشخصيات من أبرزهم فخامة فرانسوا أولاند الرئيس السابق للجمهورية الفرنسية و معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، والشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، وكولين شوجان رئيسة الأرشيف الأمريكي وجيف جيمس رئيس الأرشيف البريطاني وإيان ويلسون الرئيس الأسبق للمجلس الدولي للأرشيف والأرشيف الكندي وحمد المطيري مدير إدارة الأرشيفات في الأرشيف والمكتبة الوطنية، ولورا ميلر.

وأوضح أن جدول أعمال الكونجرس سيتضمن سلسلةً من الفعاليات الرامية إلى تعزيز التواصل وتبادل المعرفة والأفكار بين رواد المجال الأرشيفي في جميع أنحاء العالم، ومن بينها ندوات ومحاضرات علمية تتناول مواضيع مختلف في مجال الأرشفة، والفعاليات الثقافية والفنية التي تعرض تراث الإمارات والثقافات العالمية المختلفة، والجلسات التشاورية وورش العمل التي تهدف إلى تعزيز التعاون والتبادل بين الخبراء في مجال الأرشفة، والمعارض والعروض الخاصة التي تعرض أحدث التقنيات والأدوات المستخدمة في مجال الأرشفة.

وحول ما يتميز به “ كونجرس أبوظبي 2023” عن الدورات السابقة ، قال رئيس اللجنة المنظمة لكونجرس المجلس الدولي للأرشيف – أبوظبي 2023 ، إن أهم ما يميز الكونجرس الذي يقام للمرة الأولى في أبوظبي، عرض أحدث التقنيات في مجال الأرشفة .

وأوضح أن هذه الدورة تكتسب أهمية خاصة في ظل تنامي الاستثمارات في مجالات إدارة المجموعات الأرشيفية وحفظ السجلات الرقمية والبرمجة العامة في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف أن الكونجرس سيضم “هاكاثون الأرشفة” الذي يُنظّم لأول مرة في تاريخ الكونجرس الدولي للأرشيف، ويشمل المدارس والجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك للمرة الأولى وستمنح المسابقة جوائز مُجزية بقيمة 20 ألف دولار أمريكي لفريق الجامعة الفائز و10 آلاف دولار أمريكي لفريق المدرسة الثانوية الفائز.

وذكر أن فعاليات الكونجرس تستمر خمسة أيام، وسيتم خلالها توثيق أنشطته وفعالياته إلكترونيًا وورقيًا، وذلك بالصوت والصورة عن طريق استخدام وسائل الحفظ والتوثيق الرقمي، إضافة إلى استخراج نسخ لتوثيقها ورقيًا.

وأوضح أن كونجرس المجلس الدولي للأرشيف في الإمارات يستهدف شرائح متنوعة من الجهات والأفراد المهتمين بمجال الأرشفة مثل موظفي ومسؤولي المؤسسات الأرشيفية محليًا ودوليًا، والأكاديميين، وصناع السياسات ومتخذي القرار، إضافة إلى الحكومات والمنظمات الدولية، فضلاً عن الجمهور العام المهتم بمجال حفظ الوثائق والسجلات ومجال الأرشفة.

وعن الدور الإعلامي المعول عليه قبل الكونجرس وخلاله وبعده، قال سعادة الدكتور عبدالله الريسي، يمكن للإعلام أن يساهم في جعل كونجرس المجلس الدولي للأرشيف أكثر تأثيراً من خلال نشر المعلومات حوله والموضوعات المطروحة فيه عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تغطية الأحداث المهمة خلال الكونجرس ونشرها ، ما يعزز الوعي بأهمية الأرشيف والحفاظ عليه، وتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها الحكومات والمؤسسات للحفاظ على الأرشيف من خلال إجراء لقاءات وحوارات مع المشاركين في المؤتمر، وتشجيع الخبراء والمهتمين بمجال الأرشيف على المشاركة في الكونجرس، والتواصل مع الجمهور الذي لا يمكنه حضور الكونجرس بشكل مباشر، مما يسمح لهم بالمشاركة عن بعد والاستفادة من المعلومات والأفكار.

وأضاف سعادته أن الكونجرس سيستفيد من شراكته الإعلامية مع وكالة أنباء الإمارات “وام”، لما لها من دور مهم في تحقيق الاستدامة المعرفية بتاريخ وتراث الدولة ومسيرتها الحافلة بالإنجازات على مدى أكثر من نصف قرن.

وحول الفعاليات المصاحبة التي تقام على هامش المؤتمر، لفت الريسي إلى أنه سيكون لهذه الفعاليات دور في إضافة قيمة اقتصادية للكونجرس من خلال جذب الزوار والمشاركين الدوليين إلى المدينة المستضيفة، ما يؤدي إلى زيادة الإنفاق على الإقامة في الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية، كما سيكون لها دور في تعزيز السياحة الثقافية والتراثية من خلال تسليط الضوء على المواقع التاريخية والثقافية المحلية، إضافة إلى تعزيز العلاقات الدولية والتبادل الثقافي بين المشاركين من مختلف الدول فضلاً عن تنشيط قطاع سياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض الذي يلعب دوراً مهماً في اقتصاد الدولة نتيجة استضافة وفود كبيرة من أنحاء العالم فضلاً عن زيادة زخم أنشطة السياحة والسفر وقطاع الخدمات في الدولة والترويج للدبلوماسية الناعمة في دولة الإمارات.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الوصول إلى الأرشیف ی ل الأرشیف إضافة إلى أبوظبی 2023 الضوء على وأضاف أن من خلال الذی ی إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة تبحث مع وفد الاتحاد الأوروبي سبل التعاون لتحقيق التحول الاخضر

استقبلت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة السفيرة أنجيلينا ايخورست رئيسة وفد الاتحاد الأوروبي بالقاهرة والوفد المرافق لها لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي في تحقيق التحول الأخضر، وذلك بحضور السفير رؤوف سعد مستشار الوزيرة للاتفاقيات متعددة الأطراف، والأستاذ تامر أبو غرارة مستشار الوزيرة للتعاون الدولى والدكتور حازم الطنان مدير البرنامج الوطني لادارة المخلفات الصلبة، والأستاذة هبة حسنين مدير عام بالإدارة المركزية للتعاون الدولى والأستاذ أحمد عبد الرحيم ممثل وزارة الخارجية.

وقد ثمنت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة التعاون التاريخيّ والممتد بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال العمل البيئي، حيث ساهم في بناء القدرات الوطنية في مصر لفهم افضل الطرق للتعامل مع البيئة وآليات تطبيق قانون البيئة، وايضًا كان شريكا في دعم مصر في صون محمياتها الطبيعية ووضع الاطار الاستراتيجي لها، وإعلان محمية رأس محمد اول محمية طبيعية في مصر، من خلال مساهماته المميزة في مجال التنوع البيولوجي وإدارة المناطق المحمية، في الوقت الذي أعطت دول قليلة اهتماما لملف التنوع البيولوجي.

واشارت د. ياسمين فؤاد إلى ان إعلان الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين في مجال التحول الاخضر يأتي في قلب التعاون المشترك، والذي بدأ بالفعل منذ سنوات من خلال التعاون في مجالات هامة ومنها الحد من الانبعاثات الصناعية، من خلال الشراكة في مشروع التحكم في التلوث الصناعي، لمساعدة المنشآت الصناعية على التوافق مع قانون البيئة، وصولا إلى تعزيز دعمها لتتخذ خطوات اكبر نحو التوافق البيئي بميزانيات منخفضة، من خلال مشروع الصناعة الخضراء GSI الذى سيبدأ تنفيذه قريبا، وقد قدم هذا الدعم قصص نجاح ملهمة، ومنها تعزيز قدرة المصانع على التوسع والتوافق البيئي بما ساعدها على تصدير قدر كبير من منتجاتها للخارج.

ولفتت وزيرة البيئة ايضا إلى التعاون المثمر من خلال البرنامج الوطني لادارة المخلفات الصلبة بمراحله المختلفة بالتعاون مع الجانب الألماني،  والذي أثمر عن الخروج بأول قانون للمخلفات في مصر يقوم على فلسفة الاقتصاد الدائرى في ٢٠٢٠، ويتم التطبيق الفعلي يوما بعد يوما، حيث هيأ المناخ الداعم لإشراك القطاع الخاص، لتظهر قصصا ملهمة في توسيع قاعدة اصحاب المصلحة في الاستثمار في تدوير المخلفات، فمثلا دخلت مصانع الاسمنت هذا المجال من خلال انتاج الوقود البديل.

وشددت وزيرة البيئة على استكمال التعاون لتحقيق التحول الاخضر العادل في مصر، والذي مهد له حرص القيادة السياسية على وضع البيئة والاستدامة في قلب عملية التنمية، من خلال خلق المناخ الداعم الشامل ومشاركة مختلف اصحاب المصلحة كالقطاع الخاص والشباب والمرأة كجزء من الاستراتيجية الوطنية للتحول الاخضر، والخروج بمجموعة من السياسات الداعمة خلال السنوات الماضية والتركيز على التداخل بين المجالات المختلفة.

واوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد ان مصر حرصت على عدم التعامل مع التحديات البيئية بطريقة منعزلة، فخلال استضافتها مؤتمر التنوع البيولوجي COP14 في ٢٠١٨ نيابة عن القارة الأفريقية قادت على مدار ٣ سنوات وضع مسودة الاطار العالمي للتنوع البيولوجي، وأطلق فخامة الرئيس مبادرة التآزر بين مسارات اتفاقيات ريو الثلاث ( المناخ، التصحر، التنوع البيولوجي) والتي تحتل اولوية لدى العالم حاليا، كنظام متكامل لاستعادة النظام البيئي لحماية الكوكب، ومهدت مصر لربط حقيقي بين ملفات المناخ والتنوع البيولوجي فخرج الاطار العالمي للتنوع البيولوجي في قلبه المناخ واستضافت مصر مؤتمر المناخ COP27 وفي قلبه التنوع البيولوجي وخرج بقرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار.

واكدت سيادتها ان المضي نحو الانتقال العادل في مصر ينبع من دورها الإقليمي والعربي في توحيد الجهود، كما قادت خلال رئاستها لاتفاقية حماية البحر الأحمر وخليج عدن (برسيجا) في السنتين الأخيرتين اعادة هيكلة الشق المؤسسي للاقتصاد الأزرق والفرص الواعدة له وكيفية دعم صغار الصيادين، والعمل على الخروج بافكار مبتكرة لجذب مزيد من استثمارات القطاع الخاص في مجال صون الموارد الطبيعية، مشددة على التطلع للتعاون مع الاتحاد الأوروبي انطلاقا من دورها الإقليمي لإثبات مصداقية العمل متعدد الأطراف.

كما أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد على حرص مصر على  تعزيز موقف الدول النامية في اجتماعات اتفاقية البلاستيك INC5، وان مصر بدأت بنفسها في إطلاق جلسات تشاورية مع مختلف اصحاب المصلحة لتعريفهم بالمشكلة الحقيقية للتلوث البلاستيكي وتأثيره وكيفية مواجهته، من خلال خلق بدائل مناسبة، كما اتخذت عددا من الاجراءات ومنها قرار مواصفات الأكياس البلاستيكية احادية الاستخدام، وتبني نظام المسؤولية الممتدة للمنتج كخطوات مهمة نحو التحول الاخضر برغم الأوضاع الاقتصادية والحراك المجتمعي.

ومن جانبها، أعربت سفيرة الاتحاد الأوروبي عن التطلع للتعاون مع مصر في تحقيق التحول الاخضر والذي يعد من المجالات ذات الأولوية للاتحاد الأوروبي، في ظل الشراكة الاستراتيجية المشتركة، خاصة مع تبني الصناعة بالفعل لاجراءات التحول الاخضر، وايضا التعاون في وضع المؤشرات الخاصة بالانتقال الاخضر العادل، لتقديم رسالة مهمة للعالم في كيفية إثبات مصداقية النظام متعدد الأطراف، والبناء على التعاون الممتد مع مصر في عدد من المجالات التي تمهد للتحول الاخضر ومنها توافق الانبعاثات الصناعية وإدارة المخلفات، والاقتصاد الأزرق.

وقد تناول اللقاء ايضا مناقشة التعاون المشترك في مجال الاقتصاد الأزرق والتنوع البيولوجي، خاصة مع عمل وزارة البيئة على الانتهاء من الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الأزرق واستضافة اتفاقية برشلونة للحد من التلوث في البحر المتوسط نهاية هذا العام، وإمكانية التعاون من خلال مشروع جديد يختص بصون التنوع البيولوجي والسياحة البيئية ودعم المجتمعات المحلية ومكافحة التلوث البلاستيكي، حيث اشارت الوزيرة إلى إمكانية الاستفادة من مخرجات المشروعات المنفذة مع شركاء التنمية ومنها مشروع السياحة البيئية ومشروع حماية الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر ووحدة البلاستيك بالوزارة ومشروعاتها.

كما ناقشت وزيرة البيئة اولويات التعاون المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي كفرص واعدة، وعلى رأسها مجال التكيف، باعتباره يمس الأمن الغذائي والحياة اليومية للمواطن، مشيرة إلى إمكانية مساهمة الآتحاد الأوروبى فى صندوق الطبيعة الذى تعمل الوزارة على تأسيسه والذي يخدم مجال السياحة المستدامة لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في صون الطبيعة والسياحة البيئية، خاصة مع العمل على الانتهاء من الخطة الوطنية للتكيف، وخريطة تفاعلية لقطاعات مختلفة متضمنة الزراعة والمياه، وترجمة خطة المساهمات الوطنية لفرص استثمارية، بالإضافة إلى تحويل مشروعات التكيف لفرص استثمارية أسوة بقصة نجاح الطاقة المتجددة من خلال تدخل شركاء التنمية لتقليل مخاطر الاستثمار ونشر التكنولوجيا قليلة التكلفة ودخول القطاع الخاص.

مقالات مشابهة

  • وزيرة البيئة تبحث مع وفد الاتحاد الأوروبي سبل التعاون لتحقيق التحول الاخضر
  • قيادة فاعلة.. تعزيز دور المرأة في مجال التعاون الدولي
  • الإمارات والهند تبحثان تطوير التعاون بقطاعي السياحة والضيافة
  • "صحار الدولي" ينظم ورش عمل لتعزيز الثقافة المالية
  • باحث مصري يحصد جائزة أفضل عرض بمؤتمر الإشعاع الدولي في الصين
  • «البحوث الفلكية» يشارك في المؤتمر الدولي لتأثيرات الإشعاع على الأجهزة الإلكترونية بالصين
  • الإمارات والبحرين تناقشان تعزيز فرص التعاون في القطاع السياحي
  • لمواطني مجلس التعاون.. خدمة تصريح دخول مكة خلال موسم الحج
  • تمكين المرأة في مجال التعاون الدولي
  • "الشرطة" تحقق إنجازا عالميا في مجال العلوم البيطرية