عندما تتحول فضلات الهدم والبناء من مستنزف للطبيعة إلى بديل استثماري..
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
مثلت نفايات الهدم والبناء مصدر إزعاج للمواطنين في عدة جهات الجمهورية وفي إقليم تونس الكبرى على وجه الخصوص وذلك لعدة أسباب أهمها المصبات العشوائية لهذه النفايات. فماهي مصادرها؟ومن يتحمل مسؤولية انتشارها؟وكيف يمكن التصرف فيها؟
مصادر نفايات الهدم والبناء تهدد التنوع البيولوجي
أوضح المختص في تثمين النفايات المنزلية والمشابهة والنفايات الخاصة حمدي شبعان أن مصادر فضلات الهدم والبناء هي مواد منجمية كالجير والحديد والرمال تهدد عملية استخراجها من باطن الأرض التنوع البيولوجي للبلاد لأن تعويضها غير ممكن.
وقال شبعان في تصريح لموزاييك إن المسؤولية في مجال نفايات الهدم والبناء تنقسم إلى 3 أقسام أساسية وهي البلديات وزارتي التجهيز والبيئة والخواص.
لابد من سن تشريعات لاستغلال فضلات الهدم والبناء
ودعا شبعان إلى ضرورة سن قانون خاص ينظم عملية استخراج هذه النفايات وفرزها والتصرف فيها خاصة وأننا في تونس لا نستغل هذه المواد سوى في عمليات الردم فقط لا غير لأن كلفة إعادة تدويرها باهضة.
كما دعا الخبير البيئي الدولة إلى إعادة تصنيف المواد المكونة لفضلات الهدم والبناء ومنع استعمال مادة الجبس لما لها من تداعيات سلبية على صحة المواطن أولا وعلى الطبيعة ثانيا.
وقال أنه أصبح من الضروري أن تولي الدولة اهتماما لهذا القطاع من خلال احداث وحدة متكاملة لفرز نفايات الهدم والبناء وفتح مجال إعادة استغلالها من الخواص وتشجيعهم على بعث مشاريع مصغرة أو نموذجية في إعادة تدويرها.
ومن جهته عرّف المدير الفني المكلف بتسيير البرنامج الوطني لنظافة المحيط بوزارة البيئة ماهر بن سالم نفايات الهدم والبناء على أنها الفضلات المتأتية من أشغال تهيئة البنايات سواء عند عملية هدمها أو استعمال مواد البناء لتشييدها.
حوالي 10مليون متر مكعب فضلات هدم وبناء في الطبيعة
وقال بن سالم في تصريح لموزاييك إن المواطن التونسي لا يحسن التصرف في هذه النفايات التي تكاثرت بعد 2011 بسبب انتشار ظاهرة البناء الفوضوي مشيرا إلى خطورة هذه المواد على الطريق العام.
وأضاف أن كمية نفايات الهدم والبناء بلغت تقريبا 10 مليون متر مكعب في الطبيعة 70% منها في إقليم تونس الكبرى.
وأرجع سبب تنامي هذه الظاهرة إلى غياب الرقابة وغياب مكان مخصص لتجميع هذا النوع من الفضلات.
هذه استراتيجية وزارة البيئة لحسن استغلال نفايات الهدم والبناء
وللتصدي لانتشار ظاهرة رمي نفايات الهدم والبناء قال المدير الفني المكلف بتسيير البرنامج الوطني لنظافة المحيط بوزارة البيئة ماهر بن سالم إن الوزارة وضعت استراتيجية تضمنت إجراءات قريبة المدى تتمثل أساسا في التعاون مع البلديات ووزارة الداخلية لتجميع هذه النفايات في أماكن مخصصة في كل ولاية تقريبا.
كما تم ضبط خطة لفرض رقابة صارمة على كل عمليات وضع نفايات الهدم والبناء خارج الأماكن المخصصة.
أما على المدى المتوسط فقد أفاد محدثنا بأنه سيتم العمل على تشجيع الخواص للاستثمار في مجال إعادة رسكلة فضلات الهدم والبناء من خلال توفير فضاءات لبعث المشاريع واسناد منح تحفيزية .
وكشف بن سالم عن خطة الوزارة في التفكير في استغلال فضلات الهدم والبناء في انشاء الطرقات على غرار ما يحدث في الدول الأوروبية خاصة وأن تحليل هذه الفضلات من طرف مختصين بالمدرسة الوطنية للمهندسين أثبتت أنها صالحة للاستعمال في هذا المجال.
أما بالنسبة للتمويل فقد رجح ممثل وزارة البيئة أن يتأتى جزء منه من ضرائب توظفها البلديات على أصحاب رخص البناء من جهة ومن اداءات مضافة يدفعها بائعو مواد البناء.
واعتبر أن العمل حاليا على توفير كل هذه الظروف من شأنه أن يمثل أرضية ملائمة لإصدار أمر رئاسي يقر رسميا باستغلال 20% من نفايات الهدم والبناء في أشغال الطرقات.
وتبقى الإجراءات وحدها غير كافية للحد من ظاهرة رمي نفايات الهدم والبناء في الطبيعة لأن مثل هذه الممارسات هي رهينة وعي المواطنين بضرورة الحفاظ على محيط سليم.
المصدر: موزاييك أف.أم
كلمات دلالية: هذه النفایات بن سالم
إقرأ أيضاً:
في مدينة لبنانية.. إطلاق مبادرة لـفرز النفايات من المصدر
أطلقت بلدية جبيل - بيبلوس مبادرة لفرز النفايات بهدف تحسين إدارة النفايات القابلة لإعادة التدوير لأكثر من 43000 شخص في المدينة، بدعم من الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة USAID.وأشارت البلدية في بيان ان "برنامج دعم المجتمع المحلّي (CSP) المموّل من الـUSAID، قدم لبلدية جبيل 397 حاوية جديدة لفرز النفايات القابلة لإعادة التدوير، بقيمة 36168 دولاراً أميركياً، بهدف تعزيز البنية التحتية المحدودة لإعادة التدوير في المدينة وتمكين أفراد المجتمع من الفرز من المصدر".
وأطلقت المبادرة في مبنى البلدية في حضور ووزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور ناصر ياسين، النائب زياد حواط، رئيس بلدية جبيل وسام زعرور وأعضاء المجلس البلدي في جبيل، مدير مكتب التنمية المحلية في USAID - لبنان مارك ويلت، مدير مكتب البرامج في ال USAID مارك دوغلاس، ورئيس شركة ادارة نفايات لبنان LWM بيار بعقليني.
وشكر زعرور خلال كلمته، "الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة على دعمها"، مشيرًا إلى "التزام الUSAID المستمر بالتنمية المستدامة وحماية البيئة"، وقال: "جبيل المدينة العريقة في التاريخ والتراث، أصبحت رمزًا للتقدم والمبادرات البيئية، ومن أبرز إنجازاتنا إنشاء أول منشأة لمعالجة النفايات منذ 13 عامًا، وتحسينها باستمرار، إطلاق حملات فرز النفايات من المصدر ومنع استخدام الأكياس البلاستيكية، بناء سفينة فينيقية من 50,000 علبة بلاستيكية بالتعاون مع الجامعة اللبنانية الأميركية، تركيب 350 مصباحًا يعمل بالطاقة الشمسية في المدينة، السعي لإنشاء أول محمية بحرية في قضاء جبيل، ونحن بانتظار إقرار القانون من البرلمان، تنفيذ مشروع أرصفة بطول 2 كم لتشجيع المشي وتنظيم المرور وافتتاح أول محطة باصات كهربائية في لبنان بتمويل من UNDP بقيمة 2.6 مليون دولار".
وأكد التزام البلديّة "حماية البيئة والحفاظ على هويتنا وتراثنا. وبدعم سكان جبيل وشركائنا، ستظل جبيل نموذجًا للابتكار والاستدامة".
بدوره، شرح ويلت أن "هذه المبادرة أكثر من مجرد إضافة حاويات جديدة لإعادة التدوير أو تعزيز البنية التحتية، إنها شهادة على قوة الشراكة، وتفاني مجتمع جبيل، والتزام الولايات المتحدة الدائم بالتنمية المستدامة في لبنان".
وأضاف: "هذه الجهود ستسهم في تخفيف الضغط على المكبّات، وتخفيف التلوث، وخلق فرص عمل في مجالات الفرز والجمع، وتوفير التكاليف على البلدية، إلى جانب إفادة 43,000 شخص من المجتمع المحلّي".
وأشاد وزير البيئة بـ"بلدية جبيل وشركائها والتزامهم بالإدارة المستدامة للنفايات"، وقال: "تُعدّ مثل هذه المبادرات ضرورية لتعزيز الوعي البيئي وتقليل اعتماد لبنان على المكبات، وتتماشى هذه الجهود مع استراتيجية وزارة البيئة لتعزيز الفرز من المصدر وإعادة التدوير، مع دعم اللامركزية، وتعزيز دور البلديات في إدارة النفايات الصلبة".