حين دفنت ولدي الوحيد مصطفى
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..
الكفن الأبيض الملتف على جسد إبني مصطفى كان يلتف حول روحي التي شعرتها جثة هامدة على حافة القبر الذي يتسع لدفن أحلامي وأمنياتي وعمري الذي مضى والآت منه وليس لصوفي فقط .
كتب مصطفى على الفيس بوك مخاطباً والدته التي ترقد منذ 23 عاماً في الثرى وكأنه يتنبأ بموته ورحيله إلى العالم الآخر ليكون بجوارها كما كان يتمنى دائماً :
( أمي العزيزة إخلعي روحي المتعبة كما كنت تفعلين بثيابي المتسخة ) .
لم يمضي وقت طويل حتى كان مصطفى يلفظ أنفاسه الأخيرة بعيداً عني ولم يمهلني ولو ساعات قليلة لأراه وهو يتنفس للمرة الأخيرة قبل الرحيل حيث 32 عاماً من الرفقة تنتهي بلحظات ، وكأن مصطفى الذي كان صغيراً ويتشبث بثيابي وأنا أغادر إلى العمل صباحاً لم يعد له من وجود ، وكأن هذا الوجود لم يتبق منه سوى جسداً أحمله على سيارة مسرعة نحو الغرب حيث المقبرة وحيث ترقد الأم التي تمنى مصطفى أن يرقد جوارها إلى الأبد ولتخلع روحه المتعبة إلى الأبد .
كنت أطوي زمناً بعيداً وأنا أطوي جسد ولدي الوحيد ليسحبه المحبون ويلحدونه في حفرة لن يغادرها أبداً أو حين يأذن الرب الغفور ، ولم أكن سوى شخص ذاهل مشدوه مربك تائه غير مصدق أن ولدي الوحيد الشاب الذي كان يشاكسني ويقبلني ويشاركني الحزن يغادر مسرعاً فلم أكن أتوقع أن يفعلها مصطفى ويذبحني من الوريد إلى الوريد ويتركني بلا حياة وبلا أمل وبلا رغبة في شيء فكل ما يمكن أن يغريني لم يعد كذلك لأن ما كنت أفعله وأفرح به كان مصطفى موجوداً حينها ولم تعد من رغبة في شيء وقد غادر مصطفى وحيداً ليرقد بسلام أبدى جوار والدته التي تركتنا للهم والغم ورحلت قبل عقدين من الأسئ ولم أتزوج وفاءاً لها .
وداعاً ياحبيبي صوفي ، وداع من لن ينساك ولن تغادر صورتك خياله وضحكتك أسماعه وجمالك . آه يا مصطفى ماذا فعلت لقد ذبحتني يا بابا برحيلك . آه يا ولدي آه ياعيوني . آه يا عمري ويا روحي ويا آخر فرحة لم يكتب لي أن أعيشها .
Fialhmdany19572021@gmail.com
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الإنهيار الذي تعيشه مليشيا تمرد انسحب علي غرف دعايتها الإعلامية والسياسية
■ الإنهيار الذي تعيشه مليشيا تمرد انسحب علي غرف دعايتها الإعلامية والسياسية ويتضح ذلك جلياً في أفول نجم جراء الإعلام المليشي وغيابهم التام عن المشهد الإعلامي ..
■ لم تعد للمليشيا نافذة إعلامية تطل منها .. صفحاتها وقنواتها علي صفحات التواصل الإسفيري تم تشميعها بلوائح وشروط كبريات مواقع التواصل والإعلام الجديد ..
■ أبواق الإعلام المليشي لم يعد لهم تأثير .. كثيرون منهم غادروا المسرح مجبرين بعد سقوط وبوار أحلامهم .. أسماء معروفة تركت النباح والصياح وتبحث منذ مدة عن خيارات بديلة في عواصم ومدن أفريقية لم ولن تحقق لهم مايريدون لأن طقس وبيئة العمل الإعلامي هناك غير مشجعة ..
■ محنة ومشكلة الإعلاميين الذين ناصروا مليشيا التمرد أنهم راهنوا في لحظة غياب وعي علي الجَهَلة والكدمول !!
عبد الماجد عبد الحميد
عبدالماجد عبدالحميد
إنضم لقناة النيلين على واتساب