عرض أول لفيلم غيوم لمزنة المسافر ببيت الزبير
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
عُرِضَ الفيلم القصير "غيوم" لمزنة المسافر ببيت الزبير في عرض أول مساء الأربعاء، وصاحبت العرض ورقة نقدية حول الفيلم قدمها الدكتور حميد العامري، رئيس الجمعية العمانية للسينما بعنوان "قطرة ندى من غيوم مزنة"، فيما أدارت الأمسية السينمائية شذى البلوشية.
وأشار العامري في حديثه إلى أن مزنة المسافر قدمت في فيلم (غيوم) شريحة جديدة سينمائيا من المجتمع العماني، وهو المجتمع الجبالي الذي يعيش في جبال ظفار، من خلال قصة وصفها العامري بالبسيطة والتي تمكنت المسافر من طرحها بإسقاطات ذكية.
وحول النمر العربي الذي كان بطل الفيلم، رأى العامري أن المسافر بعبارة (تعيش النمور بين الناس) تمكنت من الاستحواذ على اهتمام المشاهد طيلة ربع الساعة بلحظات الترصد والترقب للنمر الذي غاب في الفيلم لكن هيمنته على المشاعر المبثوثة في الكلمات الحوارية بين الشخصيات.
وقال: "في حين ننتظر ظهور النمر الحيوان، يظهر النمر الإنسان من خلال الشيخ مسعود الذي يحوم بنظراته وتقدمه لالتهام سلمى ولكن دبلان صياد الفهود الذي عرك الحياة، استطاع أن يصده، ويمنح سالم الدافع ليحميها من باقي السباع التي ما زالت تعيش بجلود مختلفة".
وحول رمزية اللبان في الفيلم قال العامري: "رمزية اللبان هو للعلاقة القوية التي تربط الإنسان بالمكان، تربط الإنسان بمجتمعه، تربط الإنسان بمن حوله، رمزية المحبة بين سلمى وسالم رمزية القوة والأهمية حيث يكون أساسا قويا لبناء الأسرة".
وأكد العامري على حضور السينما الواقعية في أعمال المسافر بصورة كبيرة، بقوله: "يحضر المكان المفتوح أو الأستوديو الطبيعي في أغلب أعمالها، والمكان يمثل مواقع حقيقية مثل البحر في (تشولو) والسوق الشعبي في (بشك) وحظيرة الأغنام في (رحلة دانة) وجبال ظفار في (غيوم)، كما تقدم شخوص أعمالها من المجتمع أو القريب من الجانب الفني، فالبعض منهم شارك في أعمال سينمائية بحضور بسيط والبعض يقف للمرة الأولى أمام الكاميرة، ويحسب هذا للمخرجة وتمكنها من إدارتها للممثلين وتحضيرهم بشكل جيد ولافت لتقديم أداء منسجم مع الموضوع".
وفي حديثه حول اللهجات المحلية في أفلام المسافر، أكد العامري على أن اللهجة تمثل ركيزة في كل فيلم، مثل فيلم (تشولو) باللهجة السواحلية، وأضاف: "حافظت المخرجة على أن يكون الفيلم بهذه اللغة، بينما فيلم (بشك) والذي يعني الثوب باللغة البلوشية التي كانت لغة الفيلم وهي لهجة يتحدث بها البلوش، كما كانت اللهجة في فيلم (رحلة دانة) هي اللهجة البدوية أو لهجة بدو المضيبي كما أشارت المخرجة. وتحضر اللغة الشحرية أو الجبالية لغة فيلم (غيوم) واللغة الشحرية من اللغات السامية التي يتحدث بها سكان جبال ظفار في سلطنة عمان".
وتابع: "بالإضافة إلى حرص المسافر على الثقافة والفنون لكل مجتمع من مجتمعات عمان فنجد ذلك في الأسماء من خلال (تشولو) والملابس مثل فيلم (بشك) وتنوعها مثل الملابس البلوشية، بالإضافة إلى ملابس الجبالية، كذلك الغناء يحضر بقوة في فيلم (غيوم) مثل فن النانا الظفاري والذي استثمرته المخرجة بجمالياته أثناء الفيلم وفي نهاية الفيلم، مع محافظتها على التوازن وعدم طغيان الغناء على سرد الحكاية. ولقد استطاعت المخرجة توظيف هذا الفن الشعبي دون الحاجة إلى موسيقى تصويرية".
وعن لقطات الفيلم قال: "تنوعت ولكن ظهر ثبات الكاميرا في اللقطات الواسعة بنسبة أكبر في العديد من المشاهد، بالإضافة إلى عدم التقطيع أثناء الحوار وطبعا هذا ينم عن دراية المخرجة في إيصال الحكاية، فليس هناك حاجة للتقطيع إلا عند الضرورة، فزوايا التصوير كانت جيدة، أما بالنسبة للإضاءة فقد استفادت من الإضاءة الطبيعية التي منحت الفيلم رؤية خاصة به، مثل الإضاءة الخارجية أو إضاءة الحطب المشتعل أو إضاءة القنديل.
وتدور أحداث الفيلم السينمائي القصير «غيوم» الذي صُوِّر في صلالة بمشاركة طاقم تصوير من إيطاليا وفرنسا، في مجتمع قرية صغير، تتعرَّض فيه القرية لهجوم نمر، ما يشكّل ضغطا على الشخصية الرئيسة في الفيلم وهي شخصية دبلان، وهو أرمل يفقد زوجته بسنوات قليلة قبل زمن الفيلم في سبعينيات القرن الماضي، وهو رجل أربعيني يرفض قنص نمر يهاجم قرية جبلية صغيرة، ويصبح تحت ضغط كبير من أهالي القرية وبالذات ابنته سلمى، وابنه عمر.
الفيلم من بطولة حسن المعشني، أمل نويرة، الطفل بندر الشمري، شريف العمري، مسلم الشحري، وآخرين، وإنتاج شركة «السُدُم» للإنتاج الفني والتوزيع للمنتجة انتصار سعيد.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ما القصة وراء عطل إنستغرام الذي سرع نشر المحتوى العنيف؟
تعمل خوارزميات "إنستغرام" مثل بقية منصات التواصل الاجتماعي، إذ تخفي المحتوى السيئ أو ذا الطبيعة الحساسة وتسرع من نشر المحتوى الممتع والمفيد الذي يتجاوب معه المستخدمون، لكن ما حدث في الأيام الماضية كان دليلا حيا على أهمية عمل هذه الخوارزمية بشكل صحيح.
إذ استيقظ مستخدمو "إنستغرام" على مجموعة من مقاطع الفيديو القصيرة "ريلز" التي تضم محتوى عنيفا للغاية أشبه بمحتوى شبكة "الدارك ويب" (Dark Web) المعروفة بضمها محتوى إجراميا في المقام الأول، وذلك بدلا من مقاطع الفيديو من صناع المحتوى الذين يحبونهم أو نوعية المقاطع التي يفضلونها.
واعتذر مارك زوكربيرغ في بيان رسمي عما حدث، ولكنه لم يسع لتقديم إجابة واضحة عن سبب هذا العطل، مرجحا أن يكون عطلا في الخوارزمية، ولكن ما القصة وراء هذا العطل؟ وهل كان فعلا عطلا مفاجئا في الخوارزمية؟ ولماذا لم يحدث قبل الآن؟
كيف تعمل خوارزمية "إنستغرام"؟تمثل خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي المكون السريّ في خلطة كل منصة تواصل اجتماعي بشكل منفصل، فهي التي تحدد المحتوى الذي ينتشر أو يندثر، فضلا عن اختيار المحتوى المماثل الذي يتم اقتراحه على المستخدمين، وهذا لجميع أنواع المحتوى في أي منصة تواصل اجتماعي، سواء كانت للفيديو مثل "تيك توك" أو "يوتيوب" أو حتى للمحتوى النصي والصور مثل "إنستغرام".
إعلانورغم أن آلية عمل الخوارزميات سريّة للغاية ولا يمكن معرفتها بشكل واضح أو دقيق، فإن الخبراء تمكنوا من استنتاج بعض التفاصيل عن هذه الخوارزمية وآلية عملها، لذا تجد العديد من الخبراء يقدمون نصائح عن كيفية الوصول إلى النتائج المثالية وتحقيق النجاح في أي منصة تواصل اجتماعي.
وبعيدا عن آليات التسويق الرقمي وخبرائها، فإن جميع الخوارزميات تعمل بمفهوم واسع أوحد، وهو نشر المحتوى الذي يستطيع جذب المشاهدين وأسرهم داخل المقطع أو المنشور لأطول فترة ممكنة، فضلا عن التفاعل مع المنشور ومشاركته مع أصدقائهم.
وينطبق هذا الأمر على "إنستغرام" كما ينطبق على "تيك توك" و"يوتيوب" وغيرهم من منصات التواصل الاجتماعي، وتمثل جودة الخوارزمية وقوتها الفارق الأكبر بين المنصات، فكلما كانت الخوارزمية أكثر قدرة على ترجيح المحتوى الملائم للمشاهد والذي يعجبه، أصبح من المؤكد أن يظل المستخدم بداخلها ويستمر في المشاهدة، وهو السيناريو الذي ساهم في نجاح "يوتيوب" سابقا و"تيك توك" مؤخرا.
ومع تطور تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، قامت كافة منصات التواصل الاجتماعي بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الخوارزميات لتصبح أكثر قدرة في التعرف على المحتوى وترشيحه للفئات المستهدفة والمناسبة.
رغم أن خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي هي المكون الرئيسي المسؤول عن نشر المحتوى وترويجه في المنصة، فإنها لا تتحمل اللوم بمفردها في ما حدث مع "إنستغرام"، إذ إن الخوارزمية لم تأت بمحتوى من منصة أخرى لتنشره داخل "إنستغرام"، وهذا يدفعنا للتساؤل، لماذا سمح "إنستغرام" لهذا المحتوى بالوجود داخله؟
في العادة، تضع المنصات شروطا صارمة فيما يتعلق بالمحتوى العنيف والمسيء بشكل عام، وإلى جانب الاختبارات الآلية لمراقبة هذا المحتوى على شكل الخوارزميات، كانت المنصة تستخدم فرقا بشرية لمراجعة بعض المقاطع التي تشك في أنها تحمل محتوى عنيفا أو مخالفا لشروطها.
إعلانويشير وجود مثل هذه المقاطع في "إنستغرام" إلى خلل واضح في الآلية التي تعتمد عليها "ميتا" في نشر المحتوى والموافقة عليه، إذ كان يجب ألا يوجد مثل هذا المحتوى العنيف منذ البدء في المنصة، وذلك تجنبا لحدوث أخطاء الخوارزمية أو الذكاء الاصطناعي.
تبعات سيئة لقرارات سابقةفي مطلع هذا العام، خرج مارك زوكربيرغ المدير التنفيذي لشركة "ميتا" المالكة لمنصات "إنستغرام" و"واتساب" و"فيسبوك" في بيان يكشف عن آلية مراقبة المحتوى الجديدة في المنصة، وهذه الآلية تضمنت التخلص من فرق مراجعة المحتوى البشرية فضلا عن تخفيف قيود وضوابط نشر المحتوى في المنصة.
ورغم أن "ميتا" أكدت أن المحتوى العنيف المنشور في "إنستغرام" مخالف بشكل صريح لقوانين المحتوى الخاصة بها، فإنها لم تكشف عن سبب وجود هذا المحتوى داخل المنصة والسماح بوجوده في المنصة من الأساس.
ردة فعل سيئة للمستخدمينانتعشت منتديات "ريديت" (Reddit) بالمستخدمين الذين شعروا بالاستياء من الوضع الجديد للمنصة والمقاطع التي تم نشرها داخل المنصة بشكل عام، إذ تفاجأ المستخدمون بمحتوى عنيف بشكل غير مسبوق في حساباتهم.
وتضمن المحتوى جرائم عنف متنوعة مثل حالات الاحتراق بالزيوت المشتعلة أو احتراق كامل لأشخاص، فضلا عن حالات فصل الأعضاء والدهس من قبل الفيلة والتحرش بالأطفال وغيرها من أنواع المحتوى التي ترفض المنصة نشرها.
وطالب بعض مستخدمي المنصة بمقاضاة "ميتا" بسبب الضرر النفسي الذي تعرضوا له من هذا المحتوى الذي خرج بشكل مفاجئ، كما أشار البعض إلى أنه بسبب قرارات الشركة الجديدة، وهناك قلّة من المستخدمين وضحوا أن "إنستغرام" بالفعل كان يملك مثل هذه المقاطع ولكنها لم تكن ظاهرة للعيان، وهي القصة الأقرب إلى الواقع.