أسبوع الابتكار لـ “آيرينا” يبحث الحلول المتجددة لإزالة الكربون من قطاعات الاستخدام النهائي
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
تستضيف مدينة بون الألمانية أسبوع الابتكار الذي تنظمه الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) خلال الفترة من 25 إلى 28 سبتمبر الجاري، ويجمع تحت مظلته نخبة من الشركات الرائدة والمبتكرين وصناع السياسات لدفع حلول الطاقة المتجددة المبتكرة التي تساعد على خفض الانبعاثات الكربونية في الاستخدامات النهائية وتسرع مسار تحول نظام الطاقة العالمي.
وفقاً لـ”آيرينا”، يعد الابتكار أمراً جوهرياً لضمان قدرة الدول على جني فوائد الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة ودمجها بنسب عالية في أنظمة الطاقة الخاصة بها. و دعت الوكالة في تقريرها “نظرة مستقبلية لتحولات الطاقة حول العالم” إلى مضاعفة الإضافات السنوية للطاقة المتجددة ثلاث مرات حتى عام 2030، وتحقيق زيادة كبيرة في استخدام مصادر الطاقة المتجددة في قطاعات الاستخدام النهائي مثل الصناعة والمباني والنقل لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وبهذه المناسبة، قال فرانشيسكو لا كاميرا، مدير عام “آيرينا” إن الابتكار يعتبر ضرورة أساسية للمضي قدماً في تحول نظام الطاقة العالمي وتحقيق الأهداف المناخية الملحة، وخلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي “COP28” في الإمارات، ستحدد الدول الخطط الواجب تنفيذها لتسريع عملية إزالة الكربون، ولإثراء هذه الخطط وترجمتها على أرض الواقع، لا بد من توجيه الحكومات حول مزيج الابتكارات الأنسب لتلبية متطلباتها الوطنية.
و أضاف يعتبر اعتماد النظم الكهربائية القائمة على مصادر الطاقة المتجددة فعالاً من حيث التكلفة، عدا عن مساهمته في زيادة استقرار الإمدادات وتقليل مخاطر تقلب أسعار الوقود كما حدث خلال السنوات الأخيرة. وفي إطار سيناريو وقف ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، تتوقع الوكالة أنه بحلول منتصف القرن سيغطي استخدام الكهرباء المباشرة وغير المباشرة، بما في ذلك الهيدروجين، ما يقارب ثلثي الطلب العالمي على الطاقة، ويتطلب ذلك استثمار ما يصل إلى 1 تريليون دولار أمريكي في التقنيات والبنية التحتية. وبدون نهج ذكي ومنهجي في استخدام التكنولوجيا ونماذج الأعمال وتصميم الأسواق وعمليات الأنظمة، ستواجه البلدان نظاماً مقيداً مع تكبد تكاليف إضافية هائلة في البنية التحتية.
و تابع لا كاميرا قائلاً إن أسبوع الابتكار يركز على تميز الوكالة، ويوفر لأعضائها وشركائها العالميين وصناع القرار منصة مهمة تلهمهم لاتخاذ إجراءات مدروسة وقرارات مستنيرة. ويجمع هذا الحدث قادة من مجالات مختلفة لمشاركة رؤيتهم حول مستقبل قطاع الطاقة، وهذا أمر بالغ الأهمية للخروج بأفكار مبتكرة تسرع عملية تحول نظام الطاقة.
وستكون الحلول الذكية محور جميع الجلسات الـ 12 لأسبوع الابتكار، وبالارتكاز على التحليلات المتعمقة للوكالة، ومنها تقرير “مشهد الابتكار في اعتماد النظم الكهربائية الذكية”، ستتنوع مواضيع الجلسات من استخدام النظم الكهربائية الذكية للنقل البري والتدفئة/التبريد في المباني، إلى الحلول المتجددة لقطاعات الصناعة واستخدام الهيدروجين الأخضر. وكإصدار خاص من سلسة حوارات المنصة الافتراضية ” IRENA Youth Talk”، سيلتقي ممثلو الشباب بقادة الصناعة لمناقشة ريادة الأعمال والابتكار.
وسيناقش قادة الشركات والمسؤولون الحكوميون ومبتكرو قطاع الطاقة من أكثر من 70 دولة حلولاً ملموسةً لإزالة الكربون من القطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، وذلك عن طريق استخدام الكهرباء المباشرة وغير المباشرة، والتقنيات التحولية، والممارسات التجارية، والسياسات الكفيلة بتسريع مسار تحول نظام الطاقة.
وستساعد الرؤى التي تتم مشاركتها خلال أسبوع الابتكار للوكالة الدولية للطاقة المتجددة في تحديد الإجراءات ذات الأولوية لبلوغ أقصى إمكانات تطبيقات الطاقة المتجددة في الاستخدامات النهائية. وستسترشد الوكالة بهذه الرؤى لتقديم المشورة لأعضائها والمجتمع الأوسع نطاقاً، فضلاً عن إثراء الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر الأطراف “COP28”.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الطاقة المتجددة
إقرأ أيضاً:
خلال كلمته بمؤتمر أسبوع سيرا 2025.. رئيس أرامكو السعودية: آن الأوان إلى نموذج عالمي جديد للطاقة
أكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر اليوم، ضرورة تغيير التخطيط الحالي لتحوّل الطاقة، وتنفيذ نموذجٍ عالميٍ جديدٍ للطاقة يتيح المجال بشكل متوازن لجميع أنواع الطاقة التقليدية والمتجددة للنمو مع التركيز على تحقيق أهداف المناخ.
وفي كلمة رئيسة ألقاها خلال مؤتمر أسبوع سيرا 2025 الذي استضافته مدينة هيوستن في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، أشار الناصر إلى أن استمرار الخطة الحالية التي أثبتت فشلها وتركز فقط على نمو الطاقة المتجددة والبديلة وتنظر سلبًا وبطريقة تشريعية غير عادلة للطاقة التقليدية سيتطلب من العالم أن يستثمر مبلغًا إضافيًا سنويًا يتراوح بين 6 إلى 8 تريليونات دولار أمريكي، محذّرًا من أن الاستمرار في الخطة الحالية وعدم تغييرها من شأنه أن يشكّل مسارًا سريعًا نحو مستقبل مظلم.
وبشأن التخطيط الحالي للتحوّل، قال المهندس الناصر: “إن أكبر وهم يتعلق بالتحوّل هو أنه يمكن الاستغناء عن الطاقة التقليدية، بين عشية وضحاها؛ وذلك لأنها لا تزال توفر أكثر من 80% من الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية، ونحو 90% في الصين، وحتى في الاتحاد الأوروبي تزيد على 70%, ولا تحل المصادر الجديدة للطاقة محل المصادر التقليدية, بل تضيف لها وتتكامل معها ولا تستبدلها، كما أن المصادر الجديدة للطاقة لا تستطيع حتى تلبية مقدار النمو في الطلب، في حين أن المصادر التقليدية التي أثبتت جدواها عبر السنين يتم تشويهها والتخلص منها بطرق غير عقلانية, وذلك، بلا شك، طريق سريعة تقود إلى الدستوبيا وهي المستقبل القاتم المليء بالمعاناة”.
اقرأ أيضاًالمملكةوزير الخارجية يتلقي نظيره الإيراني
وفيما يتعلق بالحاجة إلى نموذج عالمي جديد للطاقة، أضاف الناصر: “هناك ضرورة قصوى للاتفاق على نموذج عالمي جديد يقوم على 3 ركائز: الركيزة الأولى، أن تؤدي كافة المصادر دورًا متسارعًا في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة بطريقة متوازنة ومتكاملة, ولا شك أن ذلك يشمل مصادر الطاقة الجديدة والبديلة التي ستكمل دور الطاقة التقليدية، ولن تحل محلها بأيّ شكل من الأشكال, لذلك فإننا بحاجة إلى استثمارات في جميع المصادر، ولإتاحة المزيد من هذه الاستثمارات على مستوى العالم، نحتاج إلى تخفيف القيود التنظيمية على نطاق واسع وتقديم حوافز أكبر للمؤسسات المالية لتوفير تمويل غير متحيّز لاستثمارات الطاقة التقليدية, الركيزة الثانية هي أن يراعي النموذج بشكل حقيقي خدمة احتياجات الدول المتقدمة والنامية على حدٍّ سواء، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتقنية, والركيزة الثالثة، وهي مهمة جدًا، ينبغي أن يتم التركيز على تقديم نتائج حقيقية على أرض الواقع”.
وبالنسبة إلى أهمية خفض الانبعاثات، قال الناصر: “لا بد من الوضوح التام, وهذا لا يعني التراجع عن طموحاتنا المناخية العالمية, ينبغي أن يظل خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في أعلى سلّم الأولويات الممكنة, وهذا يعني إعطاء الأولوية للتقنيات التي تعمل على تعزيز كفاءة الطاقة، ومواصلة خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من الطاقة التقليدية، ويبدو من الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيكون عامل تمكين قادر على تحقيق نقلة نوعية, ولكن مستقبل الطاقة لا يقتصر على الاستدامة فحسب، بل ينبغي أن يأتي موضوع أمن الطاقة وموضوع إتاحة الطاقة للمستهلكين بتكاليف معقولة في الصدارة، لتعمل مصادر الطاقة في تناغم وانسجام بصورة جماعية، بما يحقق نتائج فعلية”.
ويُعد مؤتمر “أسبوع سيرا” فعالية سنوية تجمع قادة قطاع الطاقة والمسؤولين الحكوميين ومسؤولي السياسة العامة والرؤساء التنفيذيين من جميع أنحاء العالم بهدف تبادل الرؤى والأفكار والحلول المبتكرة لتحديات مثل أمن الطاقة والإمدادات والمناخ والتقنية والاستدامة, ويشارك في فعاليات “أسبوع سيرا” أكثر من 10 آلاف مشارك من أكثر من 2050 شركة و80 دولة، ويشارك فيها أكثر من 1400 متحدث خبير, ويركز عنوان الحدث هذا العام على “المضي قدمًا: إستراتيجيات الطاقة لعالم معقد”.