- توفير كافة عوامل الدعم لأنشطة ريادة الأعمال وتحويل القطاع نحو نمو قائم على أسس منهجية

- بنهاية الربع الثاني سجّل الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان ما يزيد على 10 مليارات ريال

- ارتفعت مساهمة أنشطة ريادة الأعمال في الناتج المحلي مدعومة بنمو جيد حققته المؤسسات الصغرى

- تقدم المؤسسات المتوسطة والصغيرة والصغرى مساهمة كبيرة في توفير فرص العمل

- تشير الإحصائيات إلى أنه يعمل في هذه المؤسسات ما يتخطى مليون عامل

- يسهم التطور التشريعي في إيجاد إطار قانوني وتنظيمي يعزز الأنشطة ويحد من الممارسات الضارة في بيئة الأعمال

لا يتحقق نجاح منظومة ريادة الأعمال إلا بوجود عوامل رئيسية في صدارتها البيئة المواتية والمشجعة لعمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ونشر الوعي المجتمعي وتوفر برامج التأهيل والتمويل والأطر التشريعية والقانونية التي تحمي رواد الأعمال وتضمن حرية المنافسة في الأسواق.

ومع تطلعات اقتصادية وتنموية طموحة تتبنّاها سلطنة عمان في ظل الرؤية المستقبلية عمان 2040، يرتكز الجانب الأكبر من هذه الطموحات على الدور الاقتصادي والاستثماري للقطاع الخاص ولمشروعات ريادة الأعمال بكافة أنواعها من متوسطة وصغيرة وصغرى والشركات الناشئة التي تمتلك قدرة كبيرة على تبنّي التقنيات الجديدة ونشر روح الابتكار في مختلف الأنشطة الاقتصادية.

وتوسعت سلطنة عمان بشكل كبير خلال الفترة الماضية في جهودها نحو توفير كافة عوامل الدعم لنمو أنشطة ريادة الأعمال وتحويل هذا القطاع نحو نمو قائم على أسس منهجية، وتشمل الجهود تحديد التوجهات وتقديم التمويل عبر آليات وبرامج مبتكرة لدعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال منها صندوق عمان المستقبل وسوق رأس المال، والاستفادة من الشراكات الاستراتيجية مع مختلف الدول لدعم وجود الشركات الناشئة في أسواق سلطنة عمان وتمكينها من التصدير والتوسع في الأسواق الإقليمية والعالمية، وفي الوقت نفسه تواصل الجهات المعنية بريادة الأعمال جهود التدريب والتأهيل عبر العديد من البرامج والحلقات التدريبية التي تصقل وتنمّي مهارات رواد الأعمال وتسهم في جاهزية الشباب لسوق العمل الحر والخاص، كما شهدت الفترة الماضية توجها متزايدا نحو دمج أنشطة ريادة الأعمال وتفعيل استفادتها سواء من النمو الاقتصادي في كافة القطاعات أو من المناقصات الحكومية والإنفاق العام للدولة.

وتشير الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى دور اقتصادي متزايد لأنشطة ريادة الأعمال على مستويات عديدة خاصة من حيث مساهمتها في نمو الناتج المحلي الإجمالي والتوظيف.

وبنهاية الربع الثاني من العام الجاري؛ سجل الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان ما يزيد على 10 مليارات ريال عماني، وارتفعت مساهمة أنشطة ريادة الأعمال في الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان في الربع الثاني من هذا العام إلى 2.6 مليار ريال عماني مقارنة مع 2.1 مليار ريال عماني خلال الفترة نفسها من العام الماضي وكان الارتفاع مدعوما بنمو جيد حققته المؤسسات الصغرى.

وكان إجمالي مساهمة المؤسسات المتوسطة والصغيرة والصغرى في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2022 بأكمله قد بلغ 8.6 مليار ريال عماني من إجمالي الناتج المحلي لسلطنة عمان والذي تجاوز 44 مليار ريال عماني خلال عام 2022، في حين سجلت المؤسسات الخاصة الكبرى مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثاني من العام بنحو 6.4 مليار ريال عماني مقارنة مع 7.3 مليار ريال عماني خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وقد بلغت مساهمة المؤسسات الكبرى خلال العام الماضي بأكمله ما يتجاوز27 مليار ريال عماني.

وفي جانب التشغيل، تحقق المؤسسات المتوسطة والصغيرة والصغرى مساهمة كبيرة في توفير فرص العمل، حيث تشير الإحصائيات إلى أنه يعمل في هذه المؤسسات نحو 1.2 مليون عامل من إجمالي 1.7 مليون من العاملين في كافة المؤسسات الخاصة في سلطنة عمان، وتعد المؤسسات الصغرى أكبر مصدر للتوظيف حيث يعمل بها نحو 621 ألف عامل، وتليها المؤسسات الكبرى التي يبلغ عدد موظفيها 441 ألف عامل، ثم المؤسسات الصغيرة بـ494 ألف عامل والمتوسطة بـ156 ألف عامل.

ومن حيث العدد، انضمت نحو 6 آلاف مؤسسة خاصة جديدة للعمل في القطاع الخاص منذ بداية العام الجاري، وكان غالبيتها من المؤسسات الصغيرة والصغرى، حيث رصدت الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات ارتفاع عدد المؤسسات الخاصة في سلطنة عمان من 221 ألف مؤسسة في نهاية العام الماضي إلى 227 ألف مؤسسة بنهاية الربع الثاني من هذا العام، وسجل إجمالي عدد المؤسسات الخاصة المتوسطة والصغيرة والصغرى ما يقرب من 226 ألف مؤسسة وهو ما يمثل نحو 99 بالمائة من إجمالي المؤسسات الخاصة في سلطنة عمان.

وفضلا عن حزم الحوافز وتسهيلات التمويل التي يتم توفيرها لرواد الأعمال، يسهم التطور التشريعي المستمر في إيجاد إطار قانوني وتنظيمي يعزز أنشطة ريادة الأعمال ويحد من الممارسات الضارة في بيئة الأعمال.

وبعد إصدار قانون استثمار رأس المال الأجنبي الذي كان من أهم عوامل تحفيز الاستثمار، تم تحديد عدد من الأنشطة التي تقتصر مزاولتها على العمانيين، وبعد تحديث وإضافة 27 نشاطا ضمن قائمة الأنشطة المقتصر مزاولتها على المستثمر العُماني، بالشراكة مع المحافظين والمجالس البلدية والجهات المعنية، أصبح هناك ‏95 نشاطا ضمن الأنشطة المخصصة للمستثمرين العُمانيين فقط ويحظر على المستثمر الأجنبي ممارستها.

كما تضمن التشريعات في سلطنة عمان حرية المنافسة عبر قانون حماية المنافسة ومنع الاحتكار تطبيقا لمبادئ وممارسات السوق الحرة وتعزيزا لتنافسية الاقتصاد.

وللحد من الممارسات الضارة في بيئة الأعمال والتي تؤثر بشدة على أنشطة ريادة الأعمال، يبدأ في الأسابيع المقبلة تطبيق القرار الوزاري الذي أصدرته وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في نهاية يوليو الماضي للحد من التجارة المستترة، ويأتي هذا القرار في إطار إجراءات دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وحرصا من الوزارة على تجنب الآثار السلبية للتجارة المستترة على الاقتصاد الوطني، والأسواق المحلية، المتمثلة في تزايد حالات الغش التجاري والتأثير على تنظيم سوق العمل والمنافسة غير المتكافئة مع رواد الأعمال، والتهرب الضريبي، والتحايل على الإجراءات المعمول بها.

وتمثل التجارة المستترة سببا رئيسيا لظواهر مثل المنافسة غير المشروعة لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، واحتكار الأجانب لبعض الأنشطة التجارية، وارتفاع حجم التحويلات المالية للخارج الأمر الذي يسبب ضغوطا على ميزان المدفوعات.

يشار إلى أن أولوية القِطاع الخاص والاستثمار والتعاون الدولي في رؤية عُمان 2040 تستهدف تمكين القطاع الخاص ووضعه على مسار قيادة النمو الاقتصادي وتوليد فرص العمل عبر التحسين المتواصل في بيئة الأعمال ودعم تنافسيتها وقدرتها على اجتذاب الاستثمارات النوعية، وتعمل الجهود والمبادرات من مختلف الجهات المعنية ببيئة الاعمال على تعزيز فرص الاستثمار واستقطاب الاستثمارات المحلية الأجنبية الجديدة، وضمن هذه الجهود هناك تركيز على تعظيم دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في النمو الاقتصادي وتعزيز حصتها من المشروعات الحكومية التي يتم تنفيذها عبر حزم من التسهيلات والحوافز والإعفاءات، وقد جاءت التوجيهات السامية لجلالة السلطان -حفظه الله- برفع الحد الأقصى للإقراض المقدم من بنك التنمية العُماني من مليون ريال عُماني إلى خمسة ملايين ريال عُماني كخطوة مهمة تعزز آفاق نمو ريادة الأعمال في سلطنة عمان حيث تركز البرامج التمويلية على القطاعات الاقتصادية الواعدة والأنشطة المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة مع اهتمام بالمشروعات النوعية ذات القيمة المضافة العالية للاقتصاد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المؤسسات الصغیرة والمتوسطة الناتج المحلی الإجمالی فی الناتج المحلی ملیار ریال عمانی المؤسسات الخاصة الربع الثانی من فی بیئة الأعمال فی سلطنة عمان العام الماضی لسلطنة عمان ألف عامل من العام

إقرأ أيضاً:

سفير سلطنة عمان بالقاهرة يؤكد الاهتمام الكبير بالملف الاقتصادي بين البلدين

أكد سفير سلطنة عمان لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عبد الله بن ناصر الرحبي، قوة ومتانة العلاقات المصرية - العمانية، مبينا الاهتمام الكبير الذي توليه البعثة الدبلوماسية لسلطنة عمان في مصر للملف الاقتصادي بمفرداته كافة.      
جاء ذلك في كلمة السفير عبدالله الرحبي اليوم خلال المؤتمر الصحفي لدعم انطلاق المعرض الدولي للتمور والعسل في سلطنة عمان والمقرر له من 20 إلى 26 أكتوبر المقبل .
وشدد الرحبي على أن البعثة تعمل بكل طاقتها لبناء جسور العاون الاقتصادي بين مصر وسلطنة عمان وتعزيز القدرات الاقتصادية للبلدين الشقيقين وتقديم الفرص الواعدة التي يتيحها الاقتصاد العماني للمستثمرين المصريين وهي في الوقت نفسه تشجع دخول الاستثمارات العمانية لتتبادل المنافع مع شعب عزيز ودولةٍ تربطها بسلطنة عمان أوثق الأواصر منذ فجر التاريخ.
وقال الرحبي إن "للنخل دورٍ في اقتصاد عمان عبر التاريخ يُعاد إحياء دورها كمنتج مهم في منطومة الأمن الغذائي الذي أكدت أهميته رؤية عمان 2040".


وأضاف " من هنا دشنت سلطنة عمان مشروع زراعة المليون نخلة، في ظل توجهات الحكومة لتعزيز الأداء وتحقيق الاستدامة المالية، وتماشيًا مع رؤية عمان 2040 وخصوصا محوري الجهاز الإداري للدولة والاقتصاد" مؤكدا أن هذا المشروع من أكبر المشروعات الرائدة في السلطنة.
ويضم مشروع زراعة المليون نخلة حتى الآن 10 مزارع صديقة للبيئة ومزرعة عضوية واحدة منتشرة في 6 محافظات من السلطنة.
وأشار الرحبي إلى أن هذا المشروع الرائد يعيد النخيل إلى قلب الحياة الاقتصادية العمانية لكن بأحدث التقنيات وفي مقدمتها "الزراعة الذكية" باستخدام التكنولوجيا الرقمية والروبوتات والطائرات بدون طيار خلال دورة تلقيح أشجار النخيل.
ولفت إلى دور زراعة النخيل في الاقتصاد الوطني العماني، حيث تحتل سلطنة عمان المرتبة الثامنة عالميًا والثانية خليجيًا في إنتاج التمور، إذ يبلغ عدد أشجار نخيل التمر في سلطنة عمان أكثر من 9 ملايين نخلة تنتشر على مساحة تقدر بـ62 ألف فدان وبإنتاجية تصل إلى 51 كيلوجرامًا للنخلة الواحدة، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 40 كيلوجرامًا.. وبلغ إنتاج سلطنة عُمان من التمور بنهاية عام 2022 نحو 377 ألف طن.
وأفاد الرحبي أن التطور نفسه ينطبق على إنتاج العسل في سلطنة عمان والذى بلغ بنهاية العام 2022 أكثر من 533 ألف كيلوجرام.
وأوضح أن المعرض الدولي للتمور والعسل في سلطنة عمان في دورته الجديدة يأتي في ثوب جديد، ويطمح القائمون عليه إلى أن يحتل المكانة التي تليق به بين الفعاليات الدولية المماثلة.
من جانبه أكد الامين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية السفير المحميى أحمد النئ، أهمية المعرض الدولي للتمور كحدث اقتصادي، معتبرا أن الاقتصاد هو القاطرة التي تجمع الجميع..كما أكد اهتمام مجلس الوحدة الاقتصادي بمثل هذه الفعاليات، مشيرا إلى أن لدى المجلس اتحادات عدة تعنى بهذا الموضوع.
وعبر الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية عن الأمل في أن يكون بسلطنة عمان العام 2026 مركزا لمؤتمر دولي للتمور.
وأكد أمين عام الاتحاد العربي لمنتجي ومصنعي التمور الدكتور أشرف الفار، أهمية الحدث - الذي يشارك به 7 شركات مصرية - وتعميق العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى المشاركة الواسعة في المعرض بدورته الثانية من المنتجين والمصنعين وكذلك العاملين في مجال التغليف والتعبئة بالتمور.
حضر المؤتمر الصحفى ممثلو الشركات المصرية والمقرر مشاركتها في فعاليات المعرض الدولي للتمور بسلطنة عمان.

مقالات مشابهة

  • 3.6 مليار ريال فائض بالميزان التجاري بنهاية يونيو.. وإجمالي الصادرات السلعية يتجاوز 11.6 مليون ريال
  • "تنمية المشروعات" يتعاون مع التحالف الوطني لدعم المشروعات المتوسطة والصغيرة
  • مناقشة تطوير الهوية البصرية لـ«تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة»
  • 3.6 مليار ريال عماني فائض بالميزان التجاري لسلطنة عمان بنهاية يونيو
  • وزير قطاع الأعمال العام يتابع مؤشرات أداء شركات "القابضة المعدنية" وموقف المشروعات والفرص الاستثمارية
  • وزير قطاع الأعمال العام يتابع مؤشرات أداء «القابضة المعدنية» وموقف المشروعات
  • بنك العز الإسلامي يواصل تثقيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تحت مظلة "العز بزنس"
  • سفير سلطنة عمان بالقاهرة يؤكد الاهتمام الكبير بالملف الاقتصادي بين البلدين
  • "منتدى الأعمال العماني الصيني" يستعرض الفرص الاستثمارية وتعزيز التعاون المشترك
  • "نماء" توقع 8 اتفاقيات مع "هيئة تنمية المؤسسات" بـ9 ملايين ريال لدعم نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة