القيمة المضافة للمؤسسات المتوسطة والصغيرة والصغرى ترتفع إلى 2.6 مليار ريال
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
- توفير كافة عوامل الدعم لأنشطة ريادة الأعمال وتحويل القطاع نحو نمو قائم على أسس منهجية
- بنهاية الربع الثاني سجّل الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان ما يزيد على 10 مليارات ريال
- ارتفعت مساهمة أنشطة ريادة الأعمال في الناتج المحلي مدعومة بنمو جيد حققته المؤسسات الصغرى
- تقدم المؤسسات المتوسطة والصغيرة والصغرى مساهمة كبيرة في توفير فرص العمل
- تشير الإحصائيات إلى أنه يعمل في هذه المؤسسات ما يتخطى مليون عامل
- يسهم التطور التشريعي في إيجاد إطار قانوني وتنظيمي يعزز الأنشطة ويحد من الممارسات الضارة في بيئة الأعمال
لا يتحقق نجاح منظومة ريادة الأعمال إلا بوجود عوامل رئيسية في صدارتها البيئة المواتية والمشجعة لعمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ونشر الوعي المجتمعي وتوفر برامج التأهيل والتمويل والأطر التشريعية والقانونية التي تحمي رواد الأعمال وتضمن حرية المنافسة في الأسواق.
ومع تطلعات اقتصادية وتنموية طموحة تتبنّاها سلطنة عمان في ظل الرؤية المستقبلية عمان 2040، يرتكز الجانب الأكبر من هذه الطموحات على الدور الاقتصادي والاستثماري للقطاع الخاص ولمشروعات ريادة الأعمال بكافة أنواعها من متوسطة وصغيرة وصغرى والشركات الناشئة التي تمتلك قدرة كبيرة على تبنّي التقنيات الجديدة ونشر روح الابتكار في مختلف الأنشطة الاقتصادية.
وتوسعت سلطنة عمان بشكل كبير خلال الفترة الماضية في جهودها نحو توفير كافة عوامل الدعم لنمو أنشطة ريادة الأعمال وتحويل هذا القطاع نحو نمو قائم على أسس منهجية، وتشمل الجهود تحديد التوجهات وتقديم التمويل عبر آليات وبرامج مبتكرة لدعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال منها صندوق عمان المستقبل وسوق رأس المال، والاستفادة من الشراكات الاستراتيجية مع مختلف الدول لدعم وجود الشركات الناشئة في أسواق سلطنة عمان وتمكينها من التصدير والتوسع في الأسواق الإقليمية والعالمية، وفي الوقت نفسه تواصل الجهات المعنية بريادة الأعمال جهود التدريب والتأهيل عبر العديد من البرامج والحلقات التدريبية التي تصقل وتنمّي مهارات رواد الأعمال وتسهم في جاهزية الشباب لسوق العمل الحر والخاص، كما شهدت الفترة الماضية توجها متزايدا نحو دمج أنشطة ريادة الأعمال وتفعيل استفادتها سواء من النمو الاقتصادي في كافة القطاعات أو من المناقصات الحكومية والإنفاق العام للدولة.
وتشير الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى دور اقتصادي متزايد لأنشطة ريادة الأعمال على مستويات عديدة خاصة من حيث مساهمتها في نمو الناتج المحلي الإجمالي والتوظيف.
وبنهاية الربع الثاني من العام الجاري؛ سجل الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان ما يزيد على 10 مليارات ريال عماني، وارتفعت مساهمة أنشطة ريادة الأعمال في الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان في الربع الثاني من هذا العام إلى 2.6 مليار ريال عماني مقارنة مع 2.1 مليار ريال عماني خلال الفترة نفسها من العام الماضي وكان الارتفاع مدعوما بنمو جيد حققته المؤسسات الصغرى.
وكان إجمالي مساهمة المؤسسات المتوسطة والصغيرة والصغرى في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2022 بأكمله قد بلغ 8.6 مليار ريال عماني من إجمالي الناتج المحلي لسلطنة عمان والذي تجاوز 44 مليار ريال عماني خلال عام 2022، في حين سجلت المؤسسات الخاصة الكبرى مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثاني من العام بنحو 6.4 مليار ريال عماني مقارنة مع 7.3 مليار ريال عماني خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وقد بلغت مساهمة المؤسسات الكبرى خلال العام الماضي بأكمله ما يتجاوز27 مليار ريال عماني.
وفي جانب التشغيل، تحقق المؤسسات المتوسطة والصغيرة والصغرى مساهمة كبيرة في توفير فرص العمل، حيث تشير الإحصائيات إلى أنه يعمل في هذه المؤسسات نحو 1.2 مليون عامل من إجمالي 1.7 مليون من العاملين في كافة المؤسسات الخاصة في سلطنة عمان، وتعد المؤسسات الصغرى أكبر مصدر للتوظيف حيث يعمل بها نحو 621 ألف عامل، وتليها المؤسسات الكبرى التي يبلغ عدد موظفيها 441 ألف عامل، ثم المؤسسات الصغيرة بـ494 ألف عامل والمتوسطة بـ156 ألف عامل.
ومن حيث العدد، انضمت نحو 6 آلاف مؤسسة خاصة جديدة للعمل في القطاع الخاص منذ بداية العام الجاري، وكان غالبيتها من المؤسسات الصغيرة والصغرى، حيث رصدت الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات ارتفاع عدد المؤسسات الخاصة في سلطنة عمان من 221 ألف مؤسسة في نهاية العام الماضي إلى 227 ألف مؤسسة بنهاية الربع الثاني من هذا العام، وسجل إجمالي عدد المؤسسات الخاصة المتوسطة والصغيرة والصغرى ما يقرب من 226 ألف مؤسسة وهو ما يمثل نحو 99 بالمائة من إجمالي المؤسسات الخاصة في سلطنة عمان.
وفضلا عن حزم الحوافز وتسهيلات التمويل التي يتم توفيرها لرواد الأعمال، يسهم التطور التشريعي المستمر في إيجاد إطار قانوني وتنظيمي يعزز أنشطة ريادة الأعمال ويحد من الممارسات الضارة في بيئة الأعمال.
وبعد إصدار قانون استثمار رأس المال الأجنبي الذي كان من أهم عوامل تحفيز الاستثمار، تم تحديد عدد من الأنشطة التي تقتصر مزاولتها على العمانيين، وبعد تحديث وإضافة 27 نشاطا ضمن قائمة الأنشطة المقتصر مزاولتها على المستثمر العُماني، بالشراكة مع المحافظين والمجالس البلدية والجهات المعنية، أصبح هناك 95 نشاطا ضمن الأنشطة المخصصة للمستثمرين العُمانيين فقط ويحظر على المستثمر الأجنبي ممارستها.
كما تضمن التشريعات في سلطنة عمان حرية المنافسة عبر قانون حماية المنافسة ومنع الاحتكار تطبيقا لمبادئ وممارسات السوق الحرة وتعزيزا لتنافسية الاقتصاد.
وللحد من الممارسات الضارة في بيئة الأعمال والتي تؤثر بشدة على أنشطة ريادة الأعمال، يبدأ في الأسابيع المقبلة تطبيق القرار الوزاري الذي أصدرته وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في نهاية يوليو الماضي للحد من التجارة المستترة، ويأتي هذا القرار في إطار إجراءات دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وحرصا من الوزارة على تجنب الآثار السلبية للتجارة المستترة على الاقتصاد الوطني، والأسواق المحلية، المتمثلة في تزايد حالات الغش التجاري والتأثير على تنظيم سوق العمل والمنافسة غير المتكافئة مع رواد الأعمال، والتهرب الضريبي، والتحايل على الإجراءات المعمول بها.
وتمثل التجارة المستترة سببا رئيسيا لظواهر مثل المنافسة غير المشروعة لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، واحتكار الأجانب لبعض الأنشطة التجارية، وارتفاع حجم التحويلات المالية للخارج الأمر الذي يسبب ضغوطا على ميزان المدفوعات.
يشار إلى أن أولوية القِطاع الخاص والاستثمار والتعاون الدولي في رؤية عُمان 2040 تستهدف تمكين القطاع الخاص ووضعه على مسار قيادة النمو الاقتصادي وتوليد فرص العمل عبر التحسين المتواصل في بيئة الأعمال ودعم تنافسيتها وقدرتها على اجتذاب الاستثمارات النوعية، وتعمل الجهود والمبادرات من مختلف الجهات المعنية ببيئة الاعمال على تعزيز فرص الاستثمار واستقطاب الاستثمارات المحلية الأجنبية الجديدة، وضمن هذه الجهود هناك تركيز على تعظيم دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في النمو الاقتصادي وتعزيز حصتها من المشروعات الحكومية التي يتم تنفيذها عبر حزم من التسهيلات والحوافز والإعفاءات، وقد جاءت التوجيهات السامية لجلالة السلطان -حفظه الله- برفع الحد الأقصى للإقراض المقدم من بنك التنمية العُماني من مليون ريال عُماني إلى خمسة ملايين ريال عُماني كخطوة مهمة تعزز آفاق نمو ريادة الأعمال في سلطنة عمان حيث تركز البرامج التمويلية على القطاعات الاقتصادية الواعدة والأنشطة المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة مع اهتمام بالمشروعات النوعية ذات القيمة المضافة العالية للاقتصاد.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المؤسسات الصغیرة والمتوسطة الناتج المحلی الإجمالی فی الناتج المحلی ملیار ریال عمانی المؤسسات الخاصة الربع الثانی من فی بیئة الأعمال فی سلطنة عمان العام الماضی لسلطنة عمان ألف عامل من العام
إقرأ أيضاً:
153 نزلا خضراء مرخصة في سلطنة عمان بنهاية العام 2024م
"عمان": أوضحت وزارة التراث والسياحة أن عدد النزل الخضراء المرخصة في سلطنة عمان بلغ (153) نزلا بنهاية عام 2024م، موزعة على مختلف محافظات سلطنة عمان حيث احتلت محافظة جنوب الباطنة المرتبة الأولى من حيث العدد الأعلى من النزل، تليها محافظة الظاهرة.
وأكدت وزارة التراث والسياحة أنها تعمل خلال خطتها القادمة على تحقق التوجهات الخاصة بقطاع التراث والسياحة في رؤية (عمان 2040)، كما تقوم الوزارة بإجراء تقييم شامل للخطط والبرامج المرتبطة بمستهدفات (عمان 2040م) ومقارنتها بالمؤشرات الإحصائية المحققة والتي تساعد في تنفيذ الخطط والمبادرات السياحية، ومن خلال النظر في احتياجات المرحلة القادمة وبما يتواكب مع التطوير الحاصل في كافة المجالات وفي مختلف دول العالم فإن أهم خطط الوزارة في النزل الخضراء يتمثل في تحسين جودة إجراءات الحصول على الموافقة لإقامة النزل الخضراء بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص والتركيز على جودة المنتجات المكونة للمشروع وتنوعها واستدامتها.
وقال أحمد بن خميس السعدي، مدير دائرة خدمات المستثمرين بوزارة التراث والسياحة: تحظى النزل الخضراء بإقبال واسع ومتزايد من قبل السياح والمستثمرين حيث تعَد من الخيارات المناسبة للإقامة والاستجمام للأفراد والعائلات لما توفره هذه المنشآت من مقومات سياحية، كما أنها تعَد مصدر دخل للمواطنين الراغبين في الاستثمار في هذا القطاع.
معايير خاصة بالنزل الخضراء
وأوضح مدير دائرة خدمات المستثمرين أن هناك مجموعة من المعايير الخاصة بالنزل الخضراء ويتم استحداثها في الوقت الراهن بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص بما يتوافق مع حجم وزخم الحركة السياحية في سلطنة عمان وزيادة الإقبال عليها وبما يكفل توفر الضوابط والاشتراطات المتعلقة بالنزل حتى تكون بالمستوى الذي يكفل الانطباع الجيد لدى الزائر، مشيرا إلى أنه من الممكن تصنيف هذه النزل مستقبلا من حيث المكونات المتوفرة والأنشطة المقام عليها والاستدامة ومدى التقيد بمستوى الجودة لهذه النزل وفق الاستحداث الذي تعمل عليه وزارة التراث والسياحية في الوقت الحالي.
تسهيلات الحصول على الترخيص
وأكد أحمد بن خميس السعدي، مدير دائرة خدمات المستثمرين أن وزارة التراث والسياحة راعت في ترخيص النزل الخضراء أن تكون رسوم الترخيص مخفّضة بالمقارنة مع الأنشطة الفندقية الأخرى حيث يتم تحصيل الرسوم بواقع (250) ريالا عمانيا لمدة خمس سنوات، كما أن الوزارة تقوم بالتنسيق مع الجهات التمويلية لدعم أصحاب تلك المشاريع متى ما تطلب الأمر ذلك، كذلك تقوم الوزارة بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص لتسهيل إجراءات الحصول على الترخيص وذلك تحفيزا للمستفيدين الراغبين في الاستثمار في هذا النشاط.
نهج متكامل للتنمية السياحية
وأشار أحمد بن خميس السعدي إلى أن وزارة التراث والسياحة حرصت ومنذ إطلاق منتجات النزل (الخضراء والتراثية وبيوت الضيافة) في الربع الأول من عام 2015م على عقد عدد من الورش التعريفية في بعض محافظات سلطنة عمان بمشاركة الجهات المعنية ذات العلاقة للترويج لتلك المنتجات وتشجيع المواطنين للاستثمار فيها، بالإضافة إلى وضع اشتراطات النشاط في موقع الوزارة الإلكتروني لتسهيل الاطلاع على الضوابط والمتطلبات الخاصة بالترخيص للنشاط، مؤكدا أن النزل الخضراء هو نشاط فندقي سياحي يمثل نهجا متكاملا للتنمية السياحية المستدامة وعنصرا فريدا من حيث المكونات الاستثنائية التي يتفرد بها وهو أحد أهم مقومات السياحة البيئية الريفية ويمثل مصدر جذب سياحي إضافيا.