ركن نقاش

عيسى إبراهيم

سد النهضة الإثيوبي هل يعطش أو يغرق السودان؟!!

** استضافت قناة تكنولوجيا الزراعة [وهي قناة متخصصة في مجال الزراعة تقنيات وإمكانات في ما أعلنت يديرها الأستاذ محمد أحمد عمر]  استضافت القناة الباشمهندس عبد الكافي أحمد الطيب ليتحدث عن مخاطر سد النهضة الإثيوبي على السودان عطشاً وغرقاً.

.

سد النهضة يخزن في حده الأعلى 47 مليار متر مكعب من المياه وهذا حسب عبد الكافي هو المعلن وهو يقدر إمكانيات التخزين لسد النهضة في حدود 85 مليار متر مكعب..

أعلى منسوب للفيضان يأتينا من إثيوبيا في فترة الفيض لا يتجاوز [حسب الخبراء] 980 مليون متر مكعب حسب التسجيلات المرصودة عبر التاريخ في المرحلة المشار إليها بعاليه!!..

تحدث عبد الكافي عن جسم السد ومن ثم عن “المفيض” وهو على سطح جبل وهو معمول لتمرير مليار و600 مليون متر مكعب في اليوم عند الحاجة حتى يتفادى أن تمر عبر السد فتتسبب في اختلاله لذلك عمل المفيض بديلاً وفي إمكان إثيوبيا أن تمرر لنا مليار و600 مليون متر مكعب ليس شرطاً في الفيضان بل في أي وقت صيفاً خريفاً شتاءً فإذا علمنا أن أكبر مفيض مر علينا في السابق وهو 980 مليون متر مكعب علمنا مدى خطورة تمرير مليار و600 مليون متر مكعب من المياه في اليوم لا بل لمدة عشرين يوماً متواصلة وهي كمية كافية لتمسح السودان النيلي تماماً من على سطح الأرض حتى ولو لم ينهار السد!!..

هذا الأمر من المفروض أن يكون معروفاً ولا يتستر عليه الناس بعدم المعرفة وهو أمر يمكنه أن يغرق السودان تماماً ويمسحه من الوجود وإثيوبيا تعرف ذلك حقيقة!!..

** هذه باختصار نحسبه غير مخل ليلخص المشكلة بوضوح في أذهان الجميع مواطنين ومسؤولين ومختصين فماذا هم فاعلون لمواجهة هذه الكارثة المحدقة بنا وجوداً وعدماً؟!!..

** أليس في الإمكان أولاً أن يتحرك مسؤولونا في المنابر العالمية للفت انتباه حكماء العالم لما يمكن أن يحدث لوطننا عطشاً وغرقاً عطشاً لنا ولزراعتنا ولمواشينا ولأراضينا وغرقاً لكل ما ومن على أرض السودان..

ننبه من يحتاج التنبيه في الأمم المتحدة مثلاً وفي مجلس الأمن القومي وتحريك مصر معنا كمتضررة أصلاً وجواراً وتنبيه الدول الصديقة والمحيطة والمجاورة!!..

** أعتقد أن ما وضح من نقاط وحقائق خطيرة في موضوع سد النهضة يوجب علينا أن نطرق أولاً باب جارتنا إثيوبيا موضحين لها ما عندنا من تحسبات مستقبلية عن السد ومفيضه وما يترتب عليه من مخاطر تجاهنا متوقعة ومحسوبة لنرى وجهة نظرهم أولاً في ما نقدم من توقعات محسوبة ومعلومات مؤكدة ومسنودة علمياً بحجج ونسمع منهم ما يرونه في ما قدمنا لهم وبعدها لكل حادث حديث!!..

** في اجتماعات الدول الثلاث [السودان مصر إثيوبيا] بالقاهرة في 27 و28 أغسطس الماضي بالقاهرة تبين من خلال تصريحات ملس ألم مسؤول الخارجية الإثيوبي أن موقف إثيوبيا من ملء سد النهضة في 2023 لم يتغير..

** وما ضاع حق وراءه مطالب واقرعوا يفتح لكم إذ لابد من تنبيه جميع المواطنين بالخطر المحدق بهم!!..

eisay1947@gmail.com

الوسومإثيوبيا الأمم المتحدة السودان النيل الأزرق ركن نقاش سد النهضة عيسى إبراهيم مجلس الأمن مصر

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إثيوبيا الأمم المتحدة السودان النيل الأزرق سد النهضة عيسى إبراهيم مجلس الأمن مصر ملیون متر مکعب سد النهضة

إقرأ أيضاً:

أنطونيو غرامشي.. قوة الثقافة المتجددة

أنطونيو غرامشي، الأحدب العليل ابن جزيرة سردينيا الفقيرة بالجنوب الإيطالي. مناضل يساري تصدَّى للفاشية في بلاده، وألقى به نظام بينيتو موسوليني في السجن، رغم تمتّعه بالحصانة عندما كان عضواً في البرلمان الإيطالي، تبنى في مطلع شبابه الأفكار الماركسية، وأسس الحزب الشيوعي الإيطالي، لكنَّه انتقد أفكارَ ماركس، التي تقطع بأنَّ الاقتصاد هو المحرك الأساس للتاريخ. بدأ غرامشي مبكراً بالكتابة عن الجزيرة الإيطالية الجنوبية، التي وُلد بها جزيرة سردينيا. جمع أعماله هذه، الكاتب، قويدو ميليس، ونشرها تحت عنوان، «كتابات عن سردينيا». كتب غرامشي عن اللغة السردينية، ومعاناة الجزيرة من الفقر، وطموح أهل الجزيرة، وغيرها من القضايا التي شغلت نخب الجزيرة الفقيرة، انشغل بعد ذلك بالقضايا الوطنية الإيطالية، واندمج في العمل السياسي الوطني، عارض مبكراً السلطة الفاشية، وصار عضواً في البرلمان، ورفع صوتَه في داخله معلناً معارضته التسلط والديكتاتورية الفاشية، ليقدَّم إلى المحكمة التي قضت بسجنه.

قضَى غرامشي إحدى عشرة سنة في السجون الفاشية، وهو يعاني المرض، لكنه لم يكن رهين محبسه، بل حوَّل سجنه خندقاً يشع منه الفكر. بعث برسائله إلى أفراد عائلته، وإلى رفاقه، عبَّر فيها عن عواطفه مضمنها أفكاره، جُمعت الرسائل ونُشرت في أربعة مجلدات، بعنوان «كراسات السجن»؛ لأنه كتبها على ورق الكراسات التي يستعملها التلاميذ في المدارس، كتب في مختلف مجالات المعرفة. كان يطلق على نفسه، صفة القارئ. فقد تمكن وهو يعاني العذاب في زنزانته، من قراءة أعمال الفلاسفة والمؤرخين الإيطاليين والألمان والإنجليز والفرنسيين، وتأثر بميكيافللي وهيغل وماركس، انتقد أعمال ماركس، والثورة البلشفية في روسيا، رغم انتمائه للحزب الشيوعي، وتقديره أفكار لينين، واختلف معه فيما يتصل بمفهوم الدولة وتكوينها، والعلاقة بين البرجوازية والطبقة العاملة، لم تكن الدوغما الآيديولوجية، محبسه الثاني، فقد كان أنطونيو غرامشي، مفكراً حراً يضرب بمطرقة ثقافته، ما عملت الفاشية على فرضه على الناس، وآمن بأن الآيديولوجيا المغلقة، هي ضرب من التسلط والتقوقع. آمن بقوة وفاعلية الثقافة، كتب غرامشي كثيراً عن قوة الثقافة، وقدرتها على تحقيق النهوض الشامل في جميع المجالات، ارتبط اسمه بمفهوم «المثقف العضوي»، وأعطى لهذا المفهوم، أبعاداً وتحديدات وفاعليات شملت، كل خيوط النسيج الثقافي في المجتمع، في رأيه، أن المثقف العضوي يوجد في مختلف شرائح المجتمع، وهو يختلف عن المثقف التقليدي، الذي يستلبه الموروث الجامد، والمصلحة الذاتية.

الناشطون في المجتمع المدني والأحزاب والنقابات المهنية المختلفة، كل واحد منهم، هو مثقف له تأثير في حلقات مجموعته.

ناقش أنطونيو غرامشي، دور الثقافة الشعبية، وقوتها وقدرتها على الوصول إلى العامة. ركَّز على الوعاء الخطابي ومضمون الخطاب، كذلك ثقافة الفنون والإبداع بكل ألوانه. أفرد مقالات طويلة عن الإنسانية، وقال إن حركة النهضة، جعلت الإنسان يؤمن بأنه مركز الكون، وإن عصر النهضة خلق ثقافة حضارية جديدة، الإنسان قبل عصر النهضة، كان لا شيء وبعدها صار هو كل شيء، وإن عصر النهضة هو أكبر ثورة ثقافية في التاريخ. محور فكر غرامشي هو، أن الثقافة هي محرك الإنسان، وليس كما ذهب كارل ماركس، بأن الاقتصاد هو المحرك للإنسان في مسيرته الطويلة عبر التاريخ، فالثقافة تشعل روح الحرية في الإنسان، وتجعله يفكر ويبدع ويتقدم دون سدود أو حدود، كان لعصر النهضة حضور قوي في فكر أنطونيو غرامشي، فقد كان يحفّز بكتاباته الفاعلين، في المنظومة الاجتماعية على الدفع نحو عصر نهضة جديدة بقوة الثقافة، فقد تأثر بعصر النهضة الإيطالي الذي انطلق في القرن الثالث عشر، وتحرك إلى غرب أوروبا، فقد كان عصر النهضة نقطة الانطلاق إلى مرحلة حضارية جديدة في كل أوروبا، وكان المهد للإنسان الجديد، المتحرر من هيمنة القيود الدينية في العصور الوسطى.

كتب غرامشي في كراساته، عن الإبداع بكل أنماطه، القصة والشعر والرسم والصحافة، وفعلها الثقافي الكبير في تحرير العقل. مارس النقد الأدبي مبكراً وكتب الكثير في هذا المجال، الثقافة الشعبية، شكلت أحد محاور اهتماماته، ودرس الروايات التي يقبل عليها عامة الناس، ليس في إيطاليا فحسب، إنما في بعض بلدان أوروبا الغربية الأخرى، وخصوصاً فرنسا وألمانيا وبريطانيا، ومدى تأثيرها في وعي الوسط الشعبي.

هذا الرجل القصير القامة، الذي تعرض لحادث جعله احدب، وقضى سنوات طويلة في سجون الفاشية الإيطالية، وعاش بعيداً عن زوجته الروسية التي عادت إلى بلادها بعد سجنه، ومعها طفلاه الصغيران، وعانى مرضاً عضالاً لم يرحمه في سجنه، أسس لمسار نهضة متجددة، قوتها الثقافة التي تؤهل الإنسان ليشق طريقه للحرية، وتحقيق التقدم. أشعل أضواء الحرية من عتمة ظلام الزنازين، كُتبت عن أعماله عشرات الدراسات والكتب، وترجمت إلى عدد كبير من اللغات، وتأثر بفكره، مفكرون ومثقفون وكتاب وأكاديميون وأدباء في مختلف أنحاء العالم.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • طالع هابط : حي لمجامعية بالشلف يغرق في مياه الصرف الصحي وغياب تام للمسؤولين
  • عباس شراقي: ثبات مخزون سد النهضة عند 60 مليار م3
  • أنطونيو غرامشي.. قوة الثقافة المتجددة
  • أبدا استعداده لحل الخلاف سلمياً.. الرئيس الصومالي يحذر من وصول الأمور لمستوى الحرب مع إثيوبيا  
  • السيسي عن سد النهضة: نستخدم أدواتنا لمنع الشر المحتمل
  • زلزال قوي يضرب إثيوبيا: تكرار الظاهرة الزلزالية وتأثيرها على سد النهضة
  • ما حقيقة تسرب مياه بجسد سد السرج الإثيوبي؟.. خبراء يحذرون
  • غياب الإنارة يغرق القنيطرة في الظلام
  • الرئيس السيسي عن السد الإثيوبي: نستخدم أدواتنا في منع الشر المحتمل
  • من الأمم المتحدة.. وزير الخارجية المصري عن سد النهضة: مصر لن تتسامح مع تهديد وجودي لبقائها